أغسطس 28, 2024آخر تحديث: أغسطس 28, 2024

المستقلة/- شهدت العملات المشفرة، وفي مقدمتها البيتكوين، انخفاضًا ملحوظًا في قيمتها خلال الساعات الأخيرة، حيث تراجعت بنسبة 6.4% لتصل إلى 58,777 دولارًا بحلول الساعة 22:18 بتوقيت غرينتش اليوم الثلاثاء. يأتي هذا التراجع في إطار سلسلة من الانخفاضات المستمرة التي تعرضت لها البيتكوين منذ أن بلغت أعلى مستوى لها هذا العام، وهو 73,794 دولارًا في 14 مارس/آذار الماضي، ما يعني انخفاضًا بنسبة 20.

3% منذ ذلك الحين، وفقًا لوكالة “رويترز”.

العملات المشفرة تحت الضغط: أسباب وتداعيات

تراجعت العملات المشفرة، بما في ذلك البيتكوين، شأنها شأن الأصول المالية الأخرى مثل الأسهم العالمية، وسط مخاوف متزايدة من احتمال وقوع ركود اقتصادي في الولايات المتحدة. هذه المخاوف لم تأتِ من فراغ، بل هي نتيجة لتصاعد التوترات الجيوسياسية والاقتصادية على الصعيد العالمي، والتي ألقت بظلالها على الأسواق المالية.

التحليلات الاقتصادية تشير إلى أن المستثمرين باتوا في حالة من القلق والتردد، خوفًا من حدوث ركود اقتصادي قد يضرب الأسواق الأمريكية والعالمية على حد سواء. هذا الخوف يعززه ارتفاع معدلات الفائدة من قبل البنوك المركزية الكبرى، وتباطؤ النمو الاقتصادي في عدد من الدول الكبرى، مما قد يؤدي إلى تجميد رؤوس الأموال وتقليص الاستثمارات في الأصول عالية المخاطر مثل العملات المشفرة.

تداعيات الانخفاض: هل ينهار سوق العملات المشفرة؟

الانخفاض الحاد في قيمة البيتكوين يعكس حالة من الاضطراب في سوق العملات المشفرة، الذي كان يُنظر إليه حتى وقت قريب كملاذ آمن وأداة للتحوط ضد التضخم وعدم الاستقرار الاقتصادي. لكن يبدو أن المخاوف من ركود اقتصادي عالمي محتمل قد غيرت هذه النظرة بشكل جذري.

وفي الوقت الذي يحاول فيه المستثمرون تقييم الوضع الاقتصادي الحالي والمستقبلي، تظل العملات المشفرة عرضة للتقلبات الحادة، مما يضعها في موقف صعب بالنسبة للمستثمرين الذين يبحثون عن الاستقرار والأمان. ويبدو أن هذه التغيرات قد دفعت العديد من المستثمرين إلى إعادة التفكير في استراتيجياتهم الاستثمارية، وربما الابتعاد عن الأصول الرقمية في الوقت الراهن.

المستقبل الغامض للعملات المشفرة: إلى أين يتجه السوق؟

مع استمرار التوترات الجيوسياسية والاقتصادية، والضبابية المحيطة بالسياسات النقدية العالمية، يبقى السؤال الأهم: إلى أين يتجه سوق العملات المشفرة؟ وهل يستطيع التعافي من هذه الخسائر الفادحة؟

العديد من المحللين يتوقعون أن يظل السوق في حالة من التقلب وعدم الاستقرار لفترة من الوقت، خاصة إذا استمرت المؤشرات الاقتصادية في تقديم إشارات سلبية. وفي ظل هذه الظروف، قد يصبح من الصعب على العملات المشفرة استعادة قوتها وجذب المزيد من الاستثمارات.

الخلاصة: الحذر واجب في عالم العملات المشفرة

في ظل هذه التطورات، يجب على المستثمرين توخي الحذر والقيام بتحليلات دقيقة قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. ورغم أن العملات المشفرة قد توفر فرصًا كبيرة للأرباح، إلا أن المخاطر المحيطة بها لا يمكن تجاهلها، خاصة في ظل التوترات الاقتصادية والجيوسياسية الحالية.

في النهاية، يبقى السوق في حالة من الترقب والانتظار، حيث يراقب الجميع عن كثب التطورات الاقتصادية والسياسية التي قد تؤثر على استقرار العملات المشفرة في المستقبل القريب.

المصدر: وكالة الصحافة المستقلة

كلمات دلالية: العملات المشفرة رکود اقتصادی حالة من

إقرأ أيضاً:

واشنطن بوست: أوروبا في حالة ذعر من تقلص عدد سكانها

نشرت واشنطن بوست تقريرا عن انخفاض عدد السكان في أوروبا، يفيد أن ذلك أصبح تحديا ديموغرافيا كبيرا يواجه القارة، ويثير القلق عن تأثير ذلك على قوى العمل واستقرار الاقتصاد.

وذكر التقرير الذي أعده شيكو هارلان مراسل الشؤون المناخية العالمية لصحيفة واشنطن بوست، أن الأمم المتحدة تتوقع أن يصل عدد السكان في دول الاتحاد الأوروبي إلى ذروته في العام المقبل، ومن ثم يبدأ في أول انخفاض مستدام منذ  "الموت الأسود" في القرن الرابع عشر.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2من البوسنة إلى أستراليا.. هذا ما تعلمته طفلة لاجئة عن حرب البوسنةlist 2 of 2كاتب بريطاني: الانتقال للمرحلة الثانية من سلام غزة مستحيلend of list

وقال إن حكومات مختلفة في أوروبا تعمل على معالجة هذه المشكلة بمزيج من الحوافز المالية والسياسات الاجتماعية.

وأوضح أن الدول الإسكندنافية بدأت في تشكيل لجان لتقديم إستراتيجيات جديدة لمعالجة انخفاض معدلات الخصوبة.

 

فرنسا وإيطاليا وهنغاريا

في فرنسا، تناول الرئيس إيمانويل ماكرون الحاجة إلى "إعادة التسلح الديموغرافي" بعد انخفاض معدلات الخصوبة بنسبة 18% على مدى العقد الماضي. وفي بعض الدول ذات القيادات القومية، تقدم الحكومات حوافز مالية سخية لتعزيز الإنجاب، مع الترويج للعائلات التقليدية.

في إيطاليا، تُمنح مكافآت للأمهات العاملات اللاتي لديهن طفلان أو أكثر. وفي بولندا، رفعت المدفوعات الشهرية للعائلات إلى 220 دولارا لكل طفل، كما وقع الرئيس على تخفيضات ضريبية كبيرة للأسر ذات طفلين أو أكثر. تهدف هذه الإجراءات إلى تشجيع العائلات على إنجاب المزيد من الأطفال وتعزيز النمو السكاني.

تشير التجارب الأوروبية إلى أن البرامج الحكومية حتى أكبرها قد تنتج تأثيرات جزئية فقط. فعلى الرغم من نجاح بعض البرامج في إبطاء وتيرة التناقص السكاني، إلا أنها لم تتمكن من عكس الاتجاه كاملا.

وقال هارلان، إن التجربة الهنغارية تظهر هذه الحدود بوضوح، حيث استثمرت البلاد 5% من ناتجها المحلي الإجمالي في سياسات الأسرة، لكنها لم تحقق الهدف المطلوب.

شيكو هارلان:
تشير التجارب الأوروبية إلى أن البرامج الحكومية حتى أكبرها قد تنتج تأثيرات جزئية فقط. فعلى الرغم من نجاح بعض البرامج في إبطاء وتيرة التناقص السكاني، إلا أنها لم تتمكن من عكس الاتجاه كاملا شخصية ومعقدة

وأشار إلى أن القرارات المتعلقة بالإنجاب شخصية ومعقدة، وغالبا ما تتجاوز نطاق السياسات الحكومية. وتشمل هذه القرارات مشكلات هيكلية مثل تكلفة السكن والتضخم وتوفر الرعاية الصحية والتعليم الجيد. بالإضافة إلى ذلك، يعكس انخفاض معدلات الخصوبة تدابير في المجتمع مثل توافر وسائل منع الحمل وتقليل حالات حمل المراهقات وتعزيز تعليم النساء وفرصهن المهنية.

إعلان

تشير البيانات، وفقا لهارلان، إلى أن معدل الخصوبة في الاتحاد الأوروبي قد انخفض إلى مستوى متدن غير مسبوق يبلغ 1.38 ولادة لكل امرأة. وقد أدى ذلك إلى تأخير المزيد من الناس في إنجاب الأطفال، حيث يبدأ كثيرون في أواخر العشرينيات أو أوائل الثلاثينات من العمر.

بدأت هنغاريا بتنفيذ حوافز إنجابية منذ نحو 15 عاما، حيث ارتفع معدل الخصوبة من 1.25 إلى 1.45 بحلول عام 2015، ثم إلى 1.61 في عام 2021. ولكن، عاد المعدل للانخفاض ليصل إلى 1.39 في عام 2024، مما يعكس التحديات المستمرة في تحقيق استدامة التحسن. يقول بعض الخبراء إن الحوافز قد شجعت ببساطة الأشخاص الذين كانوا يخططون فعلا لإنجاب الأطفال على إنجابهم في وقت أقرب.

مراكز ولادة في فرنسا تسمح بالولادة دون الحاجة إلى دخول المستشفى وتوفر الأمان من الأمراض (الفرنسية)أكبر مخاوف الشباب

وأشار الكاتب إلى أن مقابلاته مع الشباب في بودابست أظهرت أن السياسات الحالية لم تعالج بعض أكبر المخاوف بشأن تربية الأطفال، مثل النظام التعليمي العام المتدهور وتكاليف المعيشة المرتفعة. ونسب إلى هانا كيريزتش، طالبة جامعية تبلغ من العمر 24 عاما: "أعتقد أنهم يجب أن يحسنوا أشياء أخرى. ليس كافيا فقط تقديم مساعدة للآباء".

وأورد أن هناك شعورا مشتركا لدى الشباب على أن التركيز على تحفيز الإنجاب يحل جزءا من المشكلة فقط، ولكنه لا يعالج بشكل كاف التحديات التي تواجههم بعد ولادة الأطفال.

ونقل عن آدم بتريزشليم، والد توأم عمره 5 سنوات وطفل آخر: "إن تكاليف الأبوة تفوق الحوافز بكثير. من الصعب في أي بلد أن يكون لديك ثلاثة أطفال".

الهجرة أحد الحلول

ويرى هارلان أن الهجرة تُعتبر أحد الحلول التي تُطرح للدول التي تواجه تناقصا سكانيا، لكن في العقود القادمة، تصبح هذه المسألة أكثر تعقيدا مع انخفاض معدلات الخصوبة في جميع أنحاء العالم باستثناء أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى.

ونسب إلى ستيفن شو، المخرج الوثائقي الذي تناول انخفاض السكان: إن "الهجرة ستكون مجرد حل مؤقت".

واختتم الكاتب تقريره بأن معالجة مشكلة تناقص السكان في أوروبا تتطلب تعاملا متعدد الجوانب يأخذ في الاعتبار العوامل الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، واعتبار أن الحوافز المالية قد تحقق بعض النجاح، لكن الحلول المستدامة تتطلب تحسينا شاملا للبنى التحتية العامة والتعليم والصحة، لتعزيز بيئة تمكن الأسر من النمو دائم.

مقالات مشابهة

  • واشنطن بوست: أوروبا في حالة ذعر من تقلص عدد سكانها
  • السجن 15 عاماً لعبقري «العملات المشفرة»
  • «العملات المشفرة» لشراء يوفنتوس!
  • أسباب انخفاض مبيعات السيارات الكهربائية عالميًا
  • مصر تصل للمركز التاسع عالميًا في جذب الاستثمارات.. خبير اقتصادي يكشف الأسباب
  • محكمة أمريكية تحكم بالسجن 15 عامًا على دو كوون
  • سجن مؤسس منصة لتداول العملات الرقمية 15 عاما بعد تسببه في خسارة 40 مليار دولار
  • تقرير: تعدين العملات المشفرة في ليبيا يستنزف الكهرباء ويصطدم بحملات أمنية صارمة
  • 15 عاما سجنا لقطب العملات الرقمية دو كوون بعد تسببه بخسارة 40 مليار دولار
  • انخفاض قيمة الشيكات المرتجعة 17% خلال 11 شهراً