يمن مونيتور:
2025-07-12@05:13:09 GMT

ماذا وراء زيارة العليمي “التاريخية” إلى تعز؟

تاريخ النشر: 29th, August 2024 GMT

ماذا وراء زيارة العليمي “التاريخية” إلى تعز؟

في أول زيارة له منذ أكثر من عامين بعد اختياره رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي باليمن خلفا للرئيس السابق عبد ربه منصور هادي، حظي الرئيس رشاد العليمي في زيارته اليوم الثلاء إلى مسقط رأسه مدينة تعز، باستقبال شعبي كبير، مصحوبا بتفاؤل المواطنين بإحداث تغييرات تنعكس إيجابا على واقعهم المعيشي.

وتتقاسم محافظةَ تعز ومدينتها الإستراتيجية، والتي يربو عدد سكانها على 6 ملايين نسمة، وتعد الأكبر على مستوى اليمن، 3 قوى عسكرية، هي حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأنصار الله الحوثيون، وقوات حراس الجمهورية التي يقودها العميد طارق صالح.

ويعاني المواطنون في تعز منذ 10 سنوات جراء الحرب في البلد، وخاصة قطع الطرقات الرئيسية للمدينة من قبل أطراف الصراع، مما صعّب عليهم التنقل والحركة من تعز وخارجها، وكان فتح الطرقات وإنهاء الحصار على أجندة المبعوث الأممي.

وفي يونيو/حزيران الماضي فتح الحوثيون طريق “الحوبان” الرئيسي المؤدي إلى المدينة، فيما فتحت سلطات تعز الطريق المقابل له وهو شارع “جولة القصر”.

زيارة تاريخية

واعتبر كثير من اليمنيين زيارة الرئيس العليمي “تاريخية” وإن جاءت متأخرة. وكان من اللافت مرافقة عضوي مجلس القيادة الرئاسي، عثمان مجلي، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، والدكتور عبدالله العليمي الوزير، القيادي في حزب الإصلاح اليمني.

كما رافق العليمي أيضا وزير الدفاع الأسبق الفريق محمود الصبيحي، الذي أفرج عنه الحوثيون في نهاية أبريل/نيسان 2023، بعد أسره مع اللواء ناصر هادي منصور، شقيق الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، ومعهما اللواء فيصل رجب.

سار العليمي ووفده المرافق على الطريق البري من عدن مرورا بمديرية طور الباحة بمحافظة لحج وحتى وصوله إلى منطقة بير باشا في تعز عبر طريق هيجة العبد، وهي جبلية وعرة شهدت وفاة وجرح المئات من اليمنيين في السنوات السابقة، نتيجة قطع الطرقات الرئيسية للمدينة بسبب الحرب.

وشارك جنود من القوات الخاصة السعودية في فريق الحماية الأمنية للعليمي الذي كان داخل مدرعة عسكرية ضمن عشرات المدرعات والمركبات والدوريات المسلحة المحملة بعشرات الجنود اليمنيين. ووقع في طريق تعز حادث انقلبت فيه مدرعة عسكرية ونتج عن ذلك إصابة جنديين سعوديين أحدهما بحالة خطرة.

أجندة سياسية

ويعتقد مراقبون أن ثمة أجندات سياسية تصاحب زيارة العليمي إلى تعز، وهو ناصري سابق وقيادي بارز لاحقا في حزب المؤتمر الشعبي، وأحد أركان نظام الرئيس الراحل علي عبدالله صالح سابقا، برغم أنه انفصل عنه خلال الأزمة في اليمن عام 2014 في أعقاب سيطرة الحوثيين على العاصمة صنعاء، والتحاقه بالرئيس السابق منصور هادي، وتأييده ما يوصف بـ”التدخل العسكري السعودي والإماراتي”.

وقال الدكتور عادل الشجاع، القيادي في حزب المؤتمر الشعبي، إن زيارة العليمي إلى تعز تأتي بعد 10 سنوات من الحرب الدائرة في اليمن والتي كانت أكثر ضراوة في هذه المحافظة وأشد معاناة لسكانها.

ورأى أن الزيارة تحمل رسائل متعددة، أولها للحوثيين من أجل الانصياع للسلام، “كما أن اصطفاف المواطنين بالآلاف في الطريق لاستقباله يؤكد تعطشهم لحضور الدولة وللأمن والاستقرار”.

وعبّر الشجاع عن خشيته من أن تكون زيارة العليمي عاملا آخر لإدخال “قوى جديدة” تعزّز من الفرقة والانقسام الذي تعيشه محافظة تعز.

وقال في حديث للجزيرة نت “تعز لن تستفيد من هذه الزيارة، كونها تمثل نوعا من الاستعراض المتفق عليه مع الحوثيين؛ فقد شاهدنا كيف مر موكبه بسلام دون أن يستهدفه الحوثيون الموجودون على مقربة من امتداد الطريق الذي مرّ به من محافظة لحج وصولا لمدينة التربة في الحجرية وحتى داخل مدينة تعز”.

واعتبر الشجاع أن “الزيارة، وفقا لمعطيات السياسة في اليمن، ليست لتعزيز الجانب العسكري لقوات الجيش، ولا هي أيضا لتعزيز الجانب الاقتصادي والخدماتي، كون الفساد الناتج عن انقسام الجماعات المسلحة يبطش بهذه المحافظة”.

قبضة الإصلاح

ويعتقد كثيرون أن ثمة مهمة قد تكون غير ظاهرة للعيان يقودها الرئيس العليمي في زيارته إلى تعز، لعل أهمها إعادة تشكيل الحضور السياسي والعسكري في المدينة، الذي يهيمن عليه حزب الإصلاح اليمني، وإدخال قوى مؤثرة أهمها حزب المؤتمر الشعبي وقوات طارق صالح التي تحظى برعاية الرياض وأبوظبي.

لكن القيادي في حزب الإصلاح فؤاد الحميري، والذي كان من قادة ثورة عام 2011 التي أطاحت بالرئيس صالح، قال للجزيرة نت إن ” تعز عصية على محاولة سلخها عن المشروع الوطني”.

وأكد الحميري، وهو نائب وزير الإعلام الأسبق، أن حزب “الإصلاح وسائر الشركاء السياسيين هم رافعة من روافع المشروع الوطني، والأمل كبير في أن عقدًا كاملا من الحرب قد أقنع الوطنيين بضرورة الانتقال من خانة الفرقاء إلى خانة الشركاء”.

ورأى أن “اليمن الكبير المتنوع المتسع لكل أبنائه هو ما ينبغي أن يُعمل له ويُسعى إليه وقد علمنا التاريخ قديمه وحديثه أن الذي لا يستوعب دروس الماضي يغدو درسا للآتي”.

وحول ما يقال من أن زيارة العليمي ربما تهدف لتفكيك قبضة حزب الإصلاح الأمنية والعسكرية على تعز، اعتبر الحميري ذلك “حديثا دعائيا يقوم على دعوى باطلة بوجود وهمي لما يسمى بقبضة إصلاحية هنا أو هناك، وهي قبضة في رؤوس وألسنة مروجيها لا أكثر” على حد قوله.

واستدرك “أنا بهذا لا أنكر وجود الإصلاحيين القوي والمؤثر في أطر وتشكيلات المقاومة ابتداءً، ثم في وحدات وأطر الجيش والأمن كمؤسستين للتضحية والفداء لا أكثر”.

وأضاف موضحا “هناك فرق كبير بين الوجود الإصلاحي في مؤسستي الجيش والأمن من قبل مواطنين يمنيين ينتمون لحزب الإصلاح وبين اعتبار ذلك الوجود الفردي قبضة حزبية وسيطرة منظمة من ذلك الحزب عليهما، وهو ما لا حقيقة له ولا دليل عليه”.

ومن وجهة نظر الحميري، فإن “ممثلي السلطة بحاجة إلى رأب الصدع الذي أحدثه تشكيل مجلس القيادة الرئاسي في جدار شرعيتها بمزيد من التلاحم مع أبناء الشعب اليمني والانسجام مع طموحاتهم وتطلعاتهم التي ثاروا بالأمس لها ويقاومون اليوم في سبيلها، لا بالسباحة ضد التيار الشعبي والتغريد خارج السرب الوطني”.

واعتبر أن هذا الكلام “يشمل مجلس القيادة الرئاسي بكل رموزه ومكوناته، وإنّ في شرعية الإنجاز ما يمكن اعتباره إنجازا للشرعية”.

 

المصدر : الجزيرة

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: اليمن تعز زيارة حزب المؤتمر الشعبی القیادة الرئاسی القیادی فی حزب زیارة العلیمی حزب الإصلاح إلى تعز

إقرأ أيضاً:

الرئيس اللبناني: لا تطبيع مع “إسرائيل” وحصرية السلاح قرار لا رجوع عنه

يمن مونيتور/ وكالات

أكد الرئيس اللبناني جوزيف عون، اليوم الجمعة، أن مسألة التطبيع مع “إسرائيل” “غير واردة حاليا”، مشددا في الوقت ذاته على أن قرار حصر السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ ولا رجوع عنه.

وقال عون، خلال لقائه وفد مجلس العلاقات العربية والدولية في بيروت، إن “السلام بالنسبة للبنان يعني حالة اللاحرب، أما التطبيع مع إسرائيل فلا مكان له في السياسة الخارجية اللبنانية في الوقت الراهن”، بحسب بيان للرئاسة نشر عبر منصة “إكس”، في أول رد رسمي على تصريحات وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر بشأن رغبة تل أبيب في تطبيع العلاقات مع لبنان وسوريا.

وفيما يتعلق بالسلاح، شدد الرئيس اللبناني على أن “قرار حصرية السلاح بيد الدولة قد اتُّخذ ولا تراجع عنه، لأنه أحد أبرز عناوين السيادة الوطنية”، مشيرا إلى أن “تطبيقه سيراعي مصلحة الدولة واستقرارها الأمني، حفاظا على السلم الأهلي والوحدة الوطنية”.

كما أكد أن قرار الحرب والسلم هو من صلاحيات مجلس الوزراء، الذي يتخذ القرار بناء على مصلحة لبنان العليا.

ودعا عون جميع الأطراف السياسية اللبنانية إلى التعاون مع الدولة لحماية البلاد من الأخطار والتحديات التي تواجهها، مشيرا إلى أن التغيرات الإقليمية قد تتيح فرصا لحلّ ملفات حساسة، من بينها ملف السلاح خارج شرعية الدولة.

أما بالنسبة لسوريا، فعبّر الرئيس اللبناني عن حرصه على إقامة علاقات جيدة مع سوريا، مؤكدا ضرورة عدم التدخل في الشؤون الداخلية لأي من البلدين، ومشددا على احترام السيادة المتبادلة.

دعم أوروبي

وفي سياق متصل، أكد سفراء دول الاتحاد الأوروبي في بيروت خلال لقائهم رئيس الوزراء نواف سلام، اليوم الجمعة، التزامهم بدعم لبنان، لا سيما في مسار الإصلاحات الاقتصادية والمالية واستقلال القضاء.

وأعرب سلام عن شكره للاتحاد الأوروبي على دعمه الإنساني والاقتصادي، مشيرا إلى أن الحكومة اللبنانية “ماضية في بسط سلطتها على كامل الأراضي اللبنانية، كما نص اتفاق الطائف”.

وأشار إلى أن دول الاتحاد الأوروبي قدمت أكثر من 600 مليون دولار للمناطق المتضررة من العدوان الإسرائيلي، واعتبر أن هذا الدعم “ركيزة أساسية لتعزيز صمود السكان والاستقرار الداخلي”.

وأكد سلام على أهمية تجديد ولاية قوات الطوارئ الدولية في جنوب لبنان “يونيفيل” سنة إضافية، لدورها الحيوي في تطبيق القرار الدولي 1701 وتعزيز الأمن في الجنوب اللبناني.

 

مقالات مشابهة

  • “وزير الصناعة” يختتم زيارة رسمية إلى روسيا
  • الرئيس اللبناني: لا تطبيع مع “إسرائيل” وحصرية السلاح قرار لا رجوع عنه
  • إعلام فرنسي: مشاهد عمليات اليمن في البحر الاحمر “مذهلة للغاية”
  • باحث سياسي أمريكي: حزب الإصلاح مثل الحوثيين وتصنيفه سيساعد في استقرار اليمن
  • إعلام العدو: توقف حركة الملاحة الجوية في مطار “بن غوريون” إثر صاروخ من اليمن
  • زيارة مفاجئة للشرع إلى “حمّام العريس” في دمشق القديمة
  • ماذا لو انهار سد الدمار الاثيوبي “سد النهضة” ؟
  • والي النعامة يحتسي الشاي في “الشونطي” مع العمال خلال زيارة فجائية للمشروع
  • “السفارة البريطانية لدى اليمن تستنكر الهجمات الحوثية على سفينتين في البحر الأحمر”
  • غرق السفينة “إترنيتي سي” بعد الهجوم قبالة اليمن