كتب الأستاذ الجامعي د.محمد عبد الحميد
بمناسبة الذكرى ال 18 عام على رحيله
نجيب محفوظ.. كتابً مرقوم
تُبيّن الكتابةُ في أسمى مراقيها حالة تتجاوز الذات للتفاعل مع الكل. بأمر من ضمير حي. وانشغال بهَمٍّ تتوه فيه الرؤى وتُحارُ فيه العقول، فينبري خاصة الناس لفعل الكتابة ليبيّنوا للناس ما إستغلق عليهم أو حاروا في أمره، وما فهموا له مدخلا من مخرج.
:(لا تلعنوا الدنيا فهي تكاد ألا يكون لها شان بما يقع فيها).
ويقول: (الصديق الذي يندر أن نرحب به هو الموت).
ويقول :(ما نكاد نفرغ من إعداد المنزل حتى يترامى لنا لحن الرحيل)
ويقول :(في الكون تسبح المشيئة، وفي المشيئة يسبح الكون)
ويقول :( آهٍ من تلك المرأة الجميلة، التي لا وفاء لها. فلا هي تشبع، ولا عشاقها يتعظون)
ثم يقول: (أقرب ما يكون الإنسان الي ربه، وهو يمارس حريته بالحق)
ثم يقول بلسان من يطرق أجراس النهاية لغاية الوجود :(رأيت الموت في هيئة شيخٍ فانٍ وهو يقول معاتباً " لو كففت عنكم عملي عاماً واحداً، لإنتزعتُ منكم الإقرار بفضلي)
ويقول وهو يعتصر خلاصة الحكمة من لطف الله الخفي الذي يتمرغ في نعيمه بني البشر :(لولا همسات الأسرار الجميلة السابحة في الفضاء، لأنقضّت الشهبُ على الأرض بلا رحمة)
ثم ومن معين نبع صوفي هادئ المعاني تابت القيم يقول :(لا يوجد أغبى من المؤمن الغبي، إلا الكافر الغبي).
لقد انعقدت لإستاذنا نجيب محفوظ زعامة الرواية العربية بدأبه على إنتاج مشروع روائي قدم فيه أُمثولات تجاوزت المألوف من الحكي ليبدع عالما كونياً من الحارة والقهوة والغرزة والعوالم ونفحات الذكر والأساطير والفتوات واختلاجات الأنفس - خيراً وشراً - ومعمعان السياسة وألاعيب لاعبيها والتطلعات والاحباطات في قوالب فنية قوامها شاعرية اللغة ودقة المعاني وعمق الإشارات.
د. محمد عبد الحميد
[email protected]
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
شربات حافظة كتاب الله.. دافعت عن منزلها ومالها بشجاعة ضد لص أنهى حياتها
قررت جهات التحقيق المختصة تجديد حبس المتهم بقتل الحاجة شربات، محفظة قرآن بقرية منيل شيحة بمدينة أبو النمرس.
قصة الحاجة شربات
تلقت مديرية أمن الجيزة إشارة من مركز شرطة أبو النمرس بإبلاغ أهالي قرية منيل شيحة بالعثور على جثة سيدة داخل منزلها مصابة بعدة إصابات.
انتقلت على الفور قوات الأمن لفحص البلاغ وبيان ملابساته، حيث تبين العثور على جثة سيدة تدعى شربات الشاهد، فتم نقل جثمانها إلى مشرحة زينهم تحت تصرف النيابة العامة.
وشكل اللواء علاء فتحي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، فريق بحث لكشف ملابسات الواقعة وتحديد هوية الجناة والدافع وراء ارتكاب الجريمة.
وتضمنت خطة البحث التي يشرف عليها اللواء هاني شعراوي، نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، فحص علاقات السيدة المجني عليها والمسجلين خطر في جرائم سرقة بالمنطقة المحيطة ومناقشة أسرتها.
وذكر عدد من أهالي قرية منيل شيحة وأسرة الحاجة شربات المجني عليها أن المتهم استغل انقطاع التيار الكهربائي عن عدة مناطق بالجيزة وانشغال أهل القرية في تشغيل مولد كهرباء، وتسلل بعد منتصف الليل إلى منزل المجني عليها لعلمه بامتلاكها مصوغات ذهبية، وأنهى حياتها بعدما شعرت به أثناء تنفيذه جريمة السرقة.
تم تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة بجنوب الجيزة الكلية للتحقيق.
وسادت حالة من الحزن بين أهالي قرية منيل شيحة بعد العثور على جثة السيدة، وسط تعليقات كثيرة بالدعاء لها بالرحمة والإشادة بأخلاقها، خاصة أنها كانت محفظة للقرآن الكريم.
وتنوعت التعليقات بين “ربنا يرحمك يا طنط شربات”، “كانت في قمة الأخلاق والأدب ومحفظة لكتاب الله”، وغيرها من التعليقات التي تعبر عن الصدمة والحزن لخبر مقتلها.