المفتي قبلان: ما تقوم به المقاومة اليوم مصلحة وطنية استراتيجية
تاريخ النشر: 30th, August 2024 GMT
ألقى المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان خطبة الجمعة في مسجد الإمام الحسين في برج البراجنة، وتحدث فيها عن الإمام السيد موسى الصدر في ذكرى تغييبه مشيرا إلى أن "الإمام الصدر أكد قيمة الإنسان بالصيغة السياسية أو الإنسان المواطن، كقيمة حاكمة فوق الطوائف، وفي هذا المجال كان يعتقد أن المشتركات الحقوقية يجب أن تكون فوق الخصوصيات الطائفية، إذا كنا نريد تكوين بلد يليق بكرامة شعب الله ورعيته".
وأشار الى أن "المطلوب من المطبخ الوطني الاهتمام بالأولويات الوطنية، وليس بأولويات واشنطن التي تتعامل مع لبنان من خلال مصالح تل أبيب، ومن الواضح أن نتنياهو يريد مكاسب سياسية وهو يراوغ بشدة، وعينه على "تطويل" مدة الحرب على غزة، وتسخين كل الجبهات بخلفية زج واشنطن والأطلسي في حرب المنطقة".
وتابع : وللمرة الألف، أعود وأقول: ما تقوم به المقاومة اليوم مصلحة وطنية استراتيجية، ولا بديل سياديا عن المقاومة وتضحياتها التاريخية".
ووجه قبلان خطابه، الى "اليونيفيل :"التجول في جبهة المواجهة وقراها وبين بيوتها خلسة وبلا مصاحبة الجيش اللبناني هذا عمل جواسيس، ولن نقبل بأي قوة جاسوسية في البلد مهما كانت صفتها الأممية، فالأمم المتحدة ومؤسساتها ومجالسها لا قيمة لها ولا صدقية لها، ولا أمان لها، فلبنان محمي بمقاومته وشعبه وجيشه وليس بقوات أممية تمارس الجاسوسية الخبيثة. فلسنا بحاجة أبدا لقوات أممية تعمل لصالح الموساد. والجيش اللبناني وقائد الجيش اللبناني مطالب بوضع حد لليونيفل، وموقفنا جاد للغاية وليس للدعاية والتسويق الإعلامي".
وللأجهزة الأمنية والقضائية اللبنانية، قال المفتي قبلان:"الدعارة تكتسح بيروت والمناطق بشكل لا سابق له على الإطلاق، وخدمة "التيك توك" الصينية وشبيهاتها بات حانة للدعارة والتجارة الإباحية ومافيا الجنس وصيد الأطفال وتجارة الأعضاء البشرية، ولا بد من تقييد هذا الموقع وأشباهه أو إغلاقها، فالقيم الأخلاقية وحماية أسرنا خطوط حمر لا نقبل بتجاوزها، الحكومة اللبنانية مسؤولة عن حماية الأخلاق في البلد، وكثرة النوم مضرة، فلن نسمح بتسليع لبنان وتحويله إلى حانات فلتانة".
أما على مستوى فلسطين، فقد اعتبر "أن الطغيان العسكري الذي تقوم به إسرائيل في الضفة الغربية هو برسم مصر والأردن وقطر والإمارات، ولا يحتاج الصهيوني "بن غفير" إلا للأسمنت والحجارة من بعض الدول العربية كي يبني كنيسه اليهودي في باحات المسجد الأقصى، ولمن يهمه الأمر أقول: أقدام إسرائيل ترتجف، وجدران كيانها تتفسخ، ويد المقاومة هي الأقوى، والمستقبل لمحورها، وليس لإسرائيل وداعميها، ولبنان لن يكون إلا وطن الشرف والكرامة والسيادة الوطنية".
وختاما ، خاطب "الإخوة المسيحيين" في لبنان :"أنتم لستم شركاء بل إخوة قلب وقيم دين وإنسان، ولبنان لن يكون إلا وطن العائلة الوطنية، التي تتشكل منها كل طوائفه".
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الإمام الصدر فی هذا
إقرأ أيضاً:
شيخ الأزهر: عالم اليوم يمر بظروف حرجة وأزمة أخلاقية عاصفة
أصدرت المنظمة العالمية لخريجي الأزهر العدد الجديد من مجلتها الشهرية «منبر الوافدين»، في إطار إصداراتها الإعلامية الهادفة إلى تثقيف وتوعية الطلاب الوافدين.
وتصدّر غلاف العدد صورة تجمع فضيلة الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وقداسة البابا تواضروس الثاني، تحت العنوان الرئيس: «شرائع الأديان سلام الأوطان». كما تضمن العدد مقالًا لفضيلة الإمام الأكبر بعنوان: «الأوطان تشتاق إلى سلام دائم وعيش لا عنف فيه ولا إرهاب».
وفي مقاله، أكد الإمام الأكبر أن عالم اليوم يمر بظروف حرجة وأزمة أخلاقية عاصفة، حتى غدت معاني المحبة والسلام استثناءً في ظل سيطرة الأنانية والكراهية والصراع، مشيرًا إلى أنه: «لا يكاد يوجد وطن إلا وهو يشتاق إلى سلام دائم وعيش لا عنف فيه ولا إرهاب». وأعرب فضيلته عن أسفه الشديد لاتهام الأديان زورًا بأنها مصدر الإرهاب، مشددًا على أن السلام لن يعمّ العالم إلا إذا تعاونت المؤسسات الدينية وقادتها يدًا بيد على صناعته، مذكرًا بنداء الأزهر منذ أكثر من سبعين عامًا بضرورة إحلال السلام بين رجال الأديان أنفسهم، ثم بينهم وبين المفكرين وأصحاب القرارات المصيرية، قبل نشره بين الناس كافة.
كما ضم العدد مقالًا للدكتور عباس شومان، رئيس مجلس إدارة المنظمة، أوضح فيه أن إرادة الله تعالى اقتضت اختلاف البشر في أديانهم ومعتقداتهم ومذاهبهم، ومنح الإنسان حرية الاختيار ليحاسب كل فرد أمام خالقه.
وأكد أن القرآن الكريم والسنة النبوية وجّها البشرية إلى العيش في إطار وحدة إنسانية قائمة على المساواة والعدل والتقوى، بعيدًا عن أي تمييز عرقي أو ديني. وأضاف أن القيم الإنسانية العليا (كالعدل والرحمة والتسامح والوفاء بالعهد وحب الأوطان) ليست حكرًا على فئة بعينها، مشددًا على أن الالتزام بتعاليم الأديان الحقة يعزز قيم المواطنة ويحقق الانسجام المجتمعي، لتظل راية الوطن مرفوعة بسواعد جميع أبنائه مسلمين وغير مسلمين، في ظل عدالة تصون الحقوق وتُعلي الواجبات.
وتناول الدكتور سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، في مقاله مفهوم المواطنة في المجتمع متعدد الديانات، مبينًا أنها تقوم على دمج جميع أفراد المجتمع – على اختلاف معتقداتهم – في نسيج الوطن الواحد، بما يتيح لهم المشاركة الفاعلة في الحياة العامة والمساهمة في تنمية مجتمعاتهم. وأشار فضيلته إلى جهود الأزهر الشريف بقيادة الإمام الأكبر في نشر قيم الوسطية والاعتدال وتصحيح المفاهيم المغلوطة، مستشهدًا بـ«وثيقة الأخوة الإنسانية» التي وقّعها الإمام الأكبر مع الراحل قداسة البابا فرنسيس واعتمدتها الأمم المتحدة، فضلًا عن تأسيس بيت العائلة المصرية بالتعاون مع الكنيسة المصرية.
كما نشرت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر وعميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، مقالًا أوضحت فيه أن الرسالات السماوية جاءت لإطفاء نيران الصراع، وأن شرائعها وضعت نظامًا متكاملًا للسلام يبدأ من العقيدة ويتجسد في السلوك، مؤكدةً أن الأديان لم تكن يومًا سببًا في إراقة الدماء، بل كانت صوتًا يدعو إلى الرحمة والتعقل والعدل.
واختُتم العدد بمجموعة من المقالات التي خطّها الطلاب الوافدون، عبّروا فيها عن جوهر وسطية الشرائع السماوية ورسالتها في إرساء التعايش المشترك، والعمل معًا على ترسيخ قيم السلام والعدل والمحبة بين الشعوب على اختلاف أديانها وثقافاتها، مؤكدين أن رسالة الأديان تقوم على بناء الإنسان ونشر الطمأنينة والوئام، بما يجسد رؤية الأزهر في تعزيز الحوار الحضاري وترسيخ أسس التفاهم بين الأمم.