إفتتح والي نهر النيل الدكتور محمد البدوي عبد الماجد معمل سلامة وصحة الغذاء بمقر وزارة الثروة الحيوانية بالدامر ، وهو الآن المعمل الوحيد الذي يعمل في السودان بتمويل من مؤسسة التنسيق والتعاون التركية (تيكا).وقال والي نهر النيل الدكتور محمد البدوي عبد الماجد لدى مخاطبته برنامج افتتاح المعمل بحضور عدد من الوزراء والامين العام للحكومة قال ان هذا المعمل يمثل ضربة البداية للخروج من الطريقة التقليدية الى الطريقة التقنية في التأكد من سلامة وصحة الغذاء .

واكد الوالي على أهمية رفع مستوى الوعي عند المنتجين والرعاة عن طريق جولات يقوم بها ذوي الإختصاص في مواقع تجمعات الثروة الحيوانية في كل انحاء الولاية.وأعلن الوالي عن تدريب الكوادر المختصة في الخارج في عدد من الدول من بينها تركيا والصين والهند وروسيا وإن البداية ستكون من تركيا بعدد عشرة من الكوادر البيطرية .الى ذلك قالت وزير الثروة الحيوانية بولاية نهر النيل دكتورة نجدة الزبير ارباب ان هذا المعمل كان حلما واصبح واقعا وهو الآن الوحيد في السودان المختص بسلامة وصحة الغذاء .وكشفت الوزيرة عن المشروعات المستقبلية للوزارة منها مركز للتلقيح الاصطناعي ومصنع للناتروجين السائل ومشروع لإنتاج اعلاف الاسماك .واكد غالب يلماظ عن مؤسسة التنسيق والتعاون التركية (تيكا) استعداد بلاده للتعاون في كل المجالات المختلفة وإن تيكا نفذت (3) مشاريع في ولاية نهر النيل خلال (6) أشهر فقط من بينها هذا المعمل.سونا إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: وصحة الغذاء نهر النیل

إقرأ أيضاً:

نعم.. منذ البداية كان سقف حرية التعبير عاليًا

 

 

عبدالنبي الشعلة **

وأنا أجول بين أوراقي القديمة المبعثرة، استوقفتني وريقات بعنوان "الفعالية الأولى التي نظمتها أسرة الأدباء والكتاب البحرينية"، وهي الجمعية التي أُسست في العام 1969، وكنتُ قد حَضرتُ الفعالية، ودونت في تلك الوريقات جملة من الملاحظات والانطباعات والمعلومات والمقاطع الشعرية، لكنني اكتشفت الآن أن ما كتبته يعاني من بعض الفجوات التي قام بسدها مشكورًا الأخ الكاتب أسامة الماجد، ابن الأديب والصحفي الراحل محمد الماجد.

الفعالية كانت أمسية شعرية، أقيمت في قاعة "نادي النسور" بالمنامة في الثالث من يناير 1970 تحت شعار "الكلمة من أجل الإنسان"، وقد صادف انعقاد الفعالية وجودي في البحرين عائدًا من مومباي أثناء عطلة رأس السنة الميلادية، وكنتُ حريصًا على حضور كل الفعاليات المتاحة في تلك الفترة، ومنها، أو من أهمها، الأمسية المذكورة التي نظمتها أسرة الأدباء والكتاب.

شارك في تلك الأمسية عدد من أبرز شعراء البحرين، الشباب وقتها، منهم قاسم حداد وعلوي الهاشمي وعلي عبدالله خليفة وحمدة خميس، ولا يزال المشهد عالقًا في ذهني حتى بعد مُضي أكثر من نصف قرن، فليس كحالنا اليوم؛ إذ بالكاد يحضر 20 إلى 30 شخصا في مثل هذه المناسبات، فقد كانت القاعة في تلك الأمسية مكتظة بالحاضرين من كبار المسؤولين ووجوه المجتمع والمهتمين بالأدب والثقافة وعشاق الشعر ومتذوقيه وقامات الشعر والأدب، ومن بينهم الأستاذ إبراهيم العريض، والكاتب الكبير محمود المردي، وغيرهما، والمفكر الدكتور محمد جابر الأنصاري، الذي ألقى كلمة أسرة الأدباء والكتاب في المناسبة.

كانت أمسية متميزة، تبارى فيها الشعراء المشاركون في استعراض ملكاتهم وإمكانياتهم الشعرية، وعبروا فيها عن رؤاهم بجرأة وصدق، وقد تجلى في تلك الأمسية وفي أول فعالية لتجمع أدباء وكتاب البحرين مدى ارتفاع سقف حرية التعبير عن الرأي في البحرين منذ ذلك الوقت، على الرغم من أن البريطانيين كانوا، حتى العام 1971، يمارسون تحكمهم ونفوذهم على دول المنطقة، وكان من بين أبرز أوجه هذا الارتفاع قصيدة "من أبجدية القرن العشرين" للشاعر قاسم حداد، التي ألقاها في الأمسية والتي جاء في أحد مقاطعها:

أوامر السلطان تمنع في زماننا السلام

وتمنع الإصغاء والتفكير والغرام

وتمنع الأحلام في المنام

وتمنع الكلام في زماننا وتمنع السكوت

الحكم في زماننا العقيم عنكبوت

والخوف عنكبوت

وعالم الظلم الذي يعيشه الإنسان لم يمت

ما دامت العيون لا تبصر ما يدور

في داخل القصور

والحقد في الصدور

والحكم في أيامنا ينام في تابوت

فصفق له جميع الحاضرين بحرارة. ولا شك في أن السلطان المُشار إليه في القصيدة هو السلطات البريطانية وقتها، وهذه الحقيقة تتضح من سياق باقي القصيدة، فعلى سبيل المثال، فإن المقطع الخاص بحرف "الخاء" من الأبجدية كان متعلقًا بهموم الخليج العربي، الذي كان يقع في دائرة تسلط البريطانيين، سادة البحار وقتها، وجاء فيه:

تمزقت خيامنا وانتحب الخليج

فانكسرت أعمدة الزجاج

وارتفع احتجاج

فكان أن يضيع في الضجيج

فأخطبوط البحر لا يخاف

من صرخة الأطفال والنساء

وهمسة المساء

وعلي الرغم أيضًا من حساسية المسيطرين البريطانيين والأنظمة الحاكمة في المنطقة ومعظم دول العالم، من أي شيء له صلة بالشيوعية وقتها؛ خصوصا أيًّا من رموزها وقادتها، فقد أغدق قاسم حداد الإشادة والثناء بالرمز الشيوعي اللامع تشي غيفارا، فتحت حرف "الغين" من الأبجدية ذاتها قال:

صوت غيفارا يجيء

صوته الساخن مثل الحب يأتي عبر غابات الجنوب

مثل نسر يقطع الأبعاد في الليل المسافر

صوت غيفارا هدير الريح ثائر

يا رصاصات تجوب

يا جراح الأرض في جلد الرجال.. أي ليل لا يموت

تحت وقع القدم الخضراء.. يا ليلا يموت

صوت غيفارا كصوت المستحيل

يقطع الأبعاد من كوبا.. إلى غابات بوليفيا

إلى أرض الجليل

صوته يأتـي ليجتاح الموات

ويخض الحجر المرصوص في جرح الحياة

صوت غيفارا وغيفارا يجيء.

وقوبلت كلمات الشاعر، بعد هذا المقطع أيضًا، بعاصفة من التصفيق والتأييد.

لم أكتفِ بما احتوته الوريقات من معلومات، وبحثتُ حتى حصلت على تسجيل مُصوَّر للحفل، وتأكدت أيضًا من أن السلطات الرسمية المختصة في البحرين -وقتها- لم تطلب من منظمي الفعالية تزويدها مسبقًا بما سيتم تداوله في الأمسية، ولم يتم استدعاء أو استجواب أي من المشاركين بعد انقضاء الحفل، ولم يتم حجب أو منع نشر وانتشار أي من القصائد التي ألقيت.

ولا أدري كيف ولماذا اختلطت وريقات فعالية أسرة الأدباء والكتاب، التي ذكرتها، بقصاصات أخرى احتفظت بها تضمَّنت قصيدة الشاعر الفلسطيني محمود درويش، التي نشرها في العام 1988 تحت عنوان: "أيها المارون بين الكلمات العابرة" ومطلعها:

أيها المارون بين الكلمات العابرة

احملوا أسماءكم وانصرفوا

واسحبوا ساعاتكم من وقتنا وانصرفوا

وخذوا ما شئتم من زرقة البحر ورمل الذاكرة

وخذوا ما شئتم من صور كي تعرفوا

كيف يبني حجر من أرضنا سقف السماء

أيها المارون بين الكلمات العابرة

منكم السيف- ومنا دمنا.. منكم الفولاذ والنار- ومنا لحمنا

منكم دبابة أخرى- ومنا حجر.. منكم قنبلة الغاز- ومنا المطر

وعلينا ما عليكم من سماء وهواء

فخذوا حصتكم من دمنا وانصرفوا

ويختتم محمود درويش القصيدة بالأبيات التالية:

ولنا الدنيا هنا، والآخرة

فاخرجوا من أرضنا، من برنا، من بحرنا، من قمحنا،

من ملحنا، من جرحنا

من كل شيء،

واخرجوا من مفردات الذاكرة

أيها المارون بين الكلمات العابرة

لقد هزّت هذه القصيدة، عند نشرها، المجتمع الإسرائيلي، وأثارت زوبعة من الجدل السياسي والإعلامي. وبلغ تأثيرها حد أن قررت الحكومة الإسرائيلية حينها إدراجها ضمن المناهج الدراسية، ليس تكريمًا لدرويش؛ بل لتحذير الطلاب من "الخطر الكامن في الشعر الفلسطيني"!

كما إن هذه القصيدة أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك، أن الكلمة الحُرة قادرة على اختراق الجدران، وأن للشعر سلطة لا تقل عن سطوة السلاح، إن لم تكن أقوى، ولو أن الفلسطينيين أنجبوا ألف محمود درويش فقط، لربما تمكنوا من تحقيق أهدافهم والحصول على حقوقهم المشروعة بالكلمة وحدها، عوضًا عن مراكمة آلاف المجاهدين وآلاف البنادق والصواريخ؛ ذلك أن الشاعر المبدع لا يقتصر أثره على جمهوره الآني؛ بل يخلّد الموقف، ويوسّع صداه، ويجعل من وطنه قضية عالمية.

وفي زمننا الراهن، تزداد الحاجة إلى صيانة الكلمة لا كأداة تجميل؛ بل كوسيلة تعبير حرة ومسؤولة. ولعل في استذكارنا لتلك الأمسية الباكرة في تاريخ البحرين، ما يُعيد التأكيد على أن سقف حرية التعبير لدينا لم يكن يومًا منخفضًا، بل وُلد عاليًا، وعلينا أن نحرص على أن يبقى كذلك، وأن نعمل على رفعه بالحكمة، لا بالتحدي، وبالمسؤولية لا بالتهور.

** كاتب بحريني

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • والي النيل الأبيض يقف على انطلاقة أعمال كنترول تصحيح امتحانات الشهادة المتوسطة
  • والي القضارف يبحث مع وزارة الصحة ترتيبات طوارئ الخريف
  • حاكم اقليم النيل الازرق يلتقي مدير جامعة السودان المفتوحة
  • زراعة حماة تدعو مربي الثروة الحيوانية لاتخاذ إجراءات لحماية قطعانهم خلال موجة الحر
  • المركزي لمتبقيات المبيدات يبدأ برنامج التدريب الصيفي لطلاب الجامعات
  • محافظ الغربية يتابع الحملات المفاجئة لهيئة سلامة الغذاء
  • نعم.. منذ البداية كان سقف حرية التعبير عاليًا
  • منال عوض: نبحث سبل الاستفادة من المتبقيات الزراعية والمخلفات الحيوانية
  • إعدام 300 ألف بيضة و170 ألف طن صادرات.. التقرير الأسبوعي لـسلامة الغذاء