تطوير لقاح للسرطان باستخدام خلايا قاتلة في الجسم.. دراسة تكشف التفاصيل
تاريخ النشر: 1st, September 2024 GMT
وجدت دراسة أجراها باحثون من جامعة ساوثهامبتون أن الخلايا “القاتلة” الطبيعية في الجسم (من الجهاز المناعي الذي يحمي من الأمراض والالتهابات) تتعرف بشكل غريزي على البروتين الذي يحفز نمو السرطان وتهاجمه.
ويعتقد العلماء أنه باستخدام هذا البروتين – XPO1 – قد يكونون قادرين على تنشيط المزيد من الخلايا القاتلة لتدمير المرض، ما يمهد الطريق لأشكال جديدة وأقل تدخلا في علاج السرطان.
وقال أستاذ أمراض الكبد سليم خاكو، من جامعة ساوثهامبتون، والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في مجلة Science Advances، إنه كان يُعتقد سابقا أن الخلايا القاتلة تهاجم الخلايا السرطانية بطريقة عشوائية.
مضيفا: “تُظهر نتائجنا في الواقع كيف يتعرف الجهاز المناعي في أجسامنا على هذه الخلايا السرطانية ويهاجمها. الخلايا القاتلة هي شكل ناشئ من العلاج المناعي يظهر وعدا كبيرا. إنها لا تهاجم الأنسجة السليمة بالطريقة التي يفعلها العلاج الكيميائي والعلاجات المناعية الأخرى، وبالتالي فهي أكثر أمانا ولها آثار جانبية أقل من الأشكال التقليدية لعلاج السرطان”.
وأشار إلى أن بروتين XPO1 ضروري لوظيفة الخلية الطبيعية، ولكن في العديد من أنواع السرطان يصبح مفرط النشاط ويسمح للخلايا الخبيثة بالتكاثر دون رادع.
ووجد العلماء أن الببتيد (سلاسل قصيرة من الأحماض الأمينية) المشتق من بروتين XPO1 يجذب الخلايا القاتلة الطبيعية التي تحفز استجابة الجسم المناعية ضد الخلايا السرطانية.
وأوضح متحدث باسم جامعة ساوثهامبتون: “إن إمكانية تطوير علاجات مستهدفة تستخدم الجهاز المناعي للجسم أمر مثير للغاية. ويعمل الفريق العلمي في ساوثهامبتون الآن على تطوير أول لقاح في العالم يستخدم الخلايا القاتلة الطبيعية لمحاربة السرطان”.
جدير بالذكر أن مركز أبحاث “غاماليا” الروسي لعلم الأوبئة والأحياء الدقيقة، أعلن عن تطوير لقاح “ثوري” مضاد لمرض السرطان سيتم إنتاجه بشكل مخصص لكل حالة مرضية على حدة بمساعدة الذكاء الاصطناعي العامل ببرمجيات روسية “عالية المستوى” وفقا لمدير المركز ألكسندر غينتسبورغ.
وكشف غينتسبورغ مؤخرا أن الدراسات السريرية للقاح مرض السرطان قد تبدأ في خريف عام 2025، بعد إتمام التجارب على فئران مصابة بالورم الميلانيني، والتي قال وزير الصحة الروسي ميخائيل موراشكو إن نتائجها الأولية قبل السريرية قد يتم نشرها حتى نهاية العام.
ويأمل العلماء أن يساعد اللقاح الروسي على محاربة أنواع مختلفة من السرطانات والتي لا يوجد لها علاجات فعالة حتى الآن، بما في ذلك بعض أنواع سرطانات الجلد وسرطانات الرئة وسرطانات البنكرياس.
كما أعلنت رئيسة الوكالة الطبية والبيولوجية الفيدرالية، فيرونيكا سكفورتسوفا، أن خبراء الوكالة يعملون على ابتكار لقاحات مضادة لعدد من الأورام العدوانية، وكشفت أن لقاحا مضادا لسرطان القولون والمستقيم قد اجتاز بالفعل جميع الاختبارات ما قبل السريرية وهو جاهز للاستخدام، وسيكون متاحا للمرضى قبل نهاية العام الجاري.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: السرطان الجهاز المناعي البروتين علاج السرطان الخلایا القاتلة
إقرأ أيضاً:
قبل ظهور السيارات الحديثة.. دراسة تكشف مفاجأة عن بدايات الاحتباس الحراري بفعل الإنسان!
شمسان بوست / متابعات:
شفت دراسة جديدة عن تأثير البصمة البشرية على ظاهرة الاحتباس الحراري بالغلاف الجوي للأرض في وقت أبكر مما كان يُعتقد سابقًا، حتى قبل اختراع السيارات الحديثة.
باستخدام مزيج من النظريات العلمية، والملاحظات الحديثة، ونماذج حاسوبية متعددة ومتطورة، وجد الباحثون أن هناك إشارة واضحة لتغير المناخ الناتج عن الأنشطة البشرية يُحتمل أن تكون قابلة للكشف منذ عام 1885، أي قبل ظهور السيارات التي تعمل بالبنزين، ولكن بعد بداية الثورة الصناعية.
نُشرت هذه النتائج بورقة بحثية، الإثنين، في الدورية العلمية “Proceedings of the National Academy of Sciences”، ما يزيد من احتمالية أن البشرية كانت تغير مناخ الكوكب بطريقة يمكن اكتشافها منذ وقت أطول مما كان يُعتقد سابقًا، ويبرز أهمية تتبّع التغيرات في الطبقات العليا من الغلاف الجوي.
بدأ العلماء في تسجيل ملاحظات درجات الحرارة السطحية بحلول منتصف القرن التاسع عشر. وكان يُعتقد بشكل عام أن الإشارة البشرية القابلة للكشف في درجات الحرارة السطحية بدأت في أوائل إلى منتصف القرن العشرين، رغم أن أجزاءً أخرى من نظام المناخ أظهرت علامات تغير في أوقات مختلفة.
في هذه الدراسة، طرح الباحثون في علم المناخ السؤال التالي: باستخدام أدوات الرصد المتوفرة اليوم، ما هو أقدم وقت يمكن فيه اكتشاف علامات تغير المناخ الناتج عن النشاط البشري في الغلاف الجوي؟
ركّزت الدراسة بشكل خاص على الإشارات الموجودة في “الستراتوسفير”، وهي الطبقة الثانية من الغلاف الجوي. وتحدث غالبية الظواهر الجوية في أدنى طبقة من الغلاف الجوي، وهي “التروبوسفير”.
بينما تؤدي انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى تسخين الطبقة السفلى من الغلاف الجوي، فإنها تُحدث تأثيرًا معاكسًا في “الستراتوسفير”، لا سيما في مناطقها العليا.
وقد فاجأت النتائج كل من المؤلف الرئيسي للدراسة، بن سانتر، والمشاركة في تأليف الدراسة، سوزان سولومون، إذ لم يتوقعا العثور على إشارة بشرية واضحة في الغلاف الجوي العلوي في وقت مبكر من سجل المناخ.
وقال سانتر، من معهد “وودز هول” لعلوم المحيطات: “لقد كانت مفاجأة، مفاجأة حقيقية بالنسبة لي أن نتمكن من تحديد إشارة تبريد في طبقة الستراتوسفير ناجمة عن النشاط البشري بدرجة عالية من الثقة خلال 25 عامًا فقط من بدء الرصد، لو كانت لدينا في عام 1860 القدرات القياسية التي نمتلكها اليوم”.
كان يُمكن رصد إشارة التغير المناخي في غلاف القرن التاسع عشر الجوي بعد زيادة تركيزات ثاني أكسيد الكربون بمقدار 10 أجزاء في المليون فقط خلال الأربعين عامًا بين عامي 1860 و1899.
ذكر سانتر أنه بالمقارنة، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون المسببة للاحترار العالمي بنحو 50 جزءًا في المليون بين عامي 2000 و2025.
بشكل عام، ارتفعت مستويات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي بحوالي 140 جزءً في المليون منذ النقطة التي تمكن العلماء من رصدها لأول مرة.
من جانبها، صرحت غابي هيغيرل من جامعة إدنبرة، التي لم تشارك في الدراسة الجديدة: “تُظهر النتائج أنه كان يُمكن رصدها بسرعة كبيرة”.
وأضافت: “هذا يسلط الضوء على التأثير القوي لزيادة غازات الاحتباس الحراري على طبقات الجو العليا مقارنة بالتقلبات الطبيعية فيه”.
أوضحت أندريا شتاينر، وهي عالمة المناخ بمركز Wegener للمناخ والتغير العالمي في جامعة غراتس بالنمسا، لـ CNN أن الدراسة تُظهر أن التغير المناخي الناتج عن الإنسان يمكن رصده في الغلاف الجوي قبل ظهوره على السطح.
وقالت شتاينر، التي لم تكن مشاركة في الدراسة الجديدة: “يؤكد ذلك أن إشارات تغير درجات الحرارة في الغلاف الجوي فعّالة ليس فقط في الرصد، بل أيضًا كمؤشرات مبكرة لنجاح جهود التخفيف من تغير المناخ”.