سودانايل:
2025-06-16@13:37:38 GMT

لماذا عاد كمال عبد المعروف ؟!

تاريخ النشر: 2nd, September 2024 GMT

مناظير الاثنين 2 سبتمبر، 2024

زهير السراج

manazzeer@yahoo.com

* إنتشرت الكثير من التحليلات الخاطئة عن اسباب عودة الفريق اول (متقاعد) كمال عبد المعروف الى بورتسودان مؤخرا من جمهورية مصر التي اتخذها مقرا له بعد سقوط النظام البائد، وهى المرة الاولى التي يزور فيها السودان (إذا اعتبرنا أن بورتسودان هى السودان) منذ مغادرته له، ولقد تولى الفريق اول معروف رئاسة هيئة اركان الجيش السوداني خلال حكم النظام البائد، وتم تعيينه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي الذي تشكل لحكم البلاد بعد سقوط النظام البائد في 11 ابريل، 2019 وضم اعضاء اللجنة الامنية للنظام البائد تحت قيادة الفريق اول عوض ابنعوف وزير الدفاع والقائد العام للجيش ولكنه لم يستمر سوى يوم واحد بسبب الرفض الجماهيري الواسع له (المعروف للجميع)، بالإضافة لسبب آخر معروف للبعض (وربما يكون هو السبب الرئيس في حل المجلس العسكري واعادة تشكيله مرة أخرى وخروج بعض العناصر منه) وهو التهديد المباشر لقائد قوات الدعم السريع (اللواء وقتذاك حميدتي ) بإتخاذ موقف معارض له، وعندما يهدد قائد عسكري تأتمر بأمره قوة عسكرية كبيرة باتخاذ موقف معارض لسلطة قائمة، فإن ذلك لا يعني سوى شئ واحد وهو التمرد العسكري الذي ربما يقود الى مواجهة عسكرية في وقت حرج جدا، لذلك استقال (الفريق اول عوض ابنعوف) من منصبه كرئيس للمجلس العسكري وبالتالي من قيادة الجيش، واستقال نائبه (الفريق اول كمال عبد المعروف) من منصبه كنائب لرئيس المجلس وبالتالي من رئاسة هيئة الاركان، بالإضافة لاعضاء آخرين مثل مدير عام جهاز الامن والمخابرات (الفريق اول صلاح قوش) ليحل محل الفريق اول عوض ابنعوف في قيادة الجيش ورئاسة المجلس العسكري الشخص الثالث في الجيش حسب التراتبية العسكرية (الفريق اول عبد الفتاح البرهان) وكان يشغل وقتذاك منصب المفتش العام للجيش وهو الذي قام بترقية حميدتي الى رتبة الفريق وتعيينه نائبا لرئيس المجلس العسكري الانتقالي وبالتالي انتهت الأزمة الحادة، ولاحقا قام البرهان باصدار مرسوم (في 30 يوليو، 2019 ) بتعديل قانون قوات الدعم السريع ومنحها الاستقلالية الكاملة من القوات المسلحة والتي كانت مقيدة ببعض الشروط مثل حالات الحرب واعلان حالة الطوارئ العامة أو عند صدور أمر من القائد الاعلى للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية) (المادة 5 من قانون قوات الدعم السريع لعام 2017 )!

* السؤال الذي ربما يدور في اذهان البعض .

. "لماذا رفض حميدتي التشكيل الاول للمجلس العسكري الانتقالي وهدد بالانسحاب منه ومعارضته رغم انه كان احد اعضائه؟!"، السبب هو عداؤه الحاد مع كمال عبد المعروف الذي كان رافضا لقانون قوات الدعم السريع قبل اجازته من المجلس الوطني للنظام البائد في يناير 2017، ومُصراً على وضع قوات الدعم السريع تحت سلطة القائد العام للقوات المسلحة وتبعيتها لقانون القوات المسلحة، إلا أن حميدتي الذي كان مقربا جدا من الرئيس المخلوع ومحل ثقته التامة لدرجة انه كان يطلق عليه اسم (حمايتي) بدلا عن (حميدتي) ويعتمد عليه في محاربة التمرد في درافور وجنوب كردفان وفي تأدية الكثير من المهام العسكرية الخاصة، كان يرفض رفضا مطلقا تبعية قواته لقانون القوات المسلحة ووضعها تحت إمرة القائد العام للقوات المسلحة (الذي كان وقتذاك الفريق اول ابنعوف)، مطالبا باستقلاليتها الكاملة، بل انه خرج برأيه إلى العلن واعلن في أكثر من حوار تلفزيوني وصحفي أنه لا يقبل اطلاقا بتلك التبعية وسيعود الى باديته اذا حدث ذلك، مما حدا بالمخلوع إيجاد حل وسط وهو تضمين مادة في قانون قوات الدعم السريع (المادة 5 التي ألغاها البرهان لاحقا) تنص على تبعيتها للقائد العام للقوات المسلحة في حالة الحرب واعلان حالة الطوارئ العامة وصدور امر بذلك من القائد الاعلى للقوات المسلحة (رئيس الجمهورية)، وكان ذلك انتصارا واضحا لحميدتي الذي خرج في حوار تلفزيوني ساخرا من القائد العام للقوات المسلحة وقال انهما يركبان في سرج واحد وليس لاحد سلطة عليه سوى رئيس الجمهورية (القائد الاعلى للقوات المسلحة)!

* منذ ذلك الوقت ظل حميدتي يسخر من الجيش وقادته كلما وجد الفرصة لذلك، مما أجج العداء بينه وبين كمال عبد المعروف لدرجة أن الإثنين لم يكونا يطيقان بعضهما البعض وظلا يتحاشيان بعضهما حتى في الاجتماعات الرسمية، ويذكر أحد المصادر الخاصة أنهما أوشكا على الاشتباك بالإيدي في أحد الاجتماعات وكان المخلوع سعيدا لأنه يضمن بذلك عدم اتحادهما ضده، إلا أن طموحات حميدتي السياسية قادته ابان ثورة ديسمبر المجيدة الى الوقوف مع قرار اللجنة الامنية للنظام البائد بالتخلص من الرئيس السابق وتولي الحكم بشكل مؤقت بدلا عنه الى حين اتضاح الرؤية، غير ان تعيين كمال عبد المعروف نائبا لرئيس المجلس العسكري، الامر الذي يعني أنه سيكون رئيسا لحميدتي وخشية الاخير من اين يؤثر ذلك على وضعه كقائد لقوات الدعم السريع، جعله يرفض دخول المجلس والتهديد بمعارضته، مما ادى لاستقالة ابن عوف وكمال عبد المعروف وإعادة تشكيل المجلس وتعيين حميدتي نائبا لرئيسه، ثم ترقيته الى رتبة الفريق اول وتوسيع سلطاته فيما بعد بمراسيم دستورية من الفريق اول البرهان الذي كان من كبار المؤيدين لحميدتي أملا في الحصول على دعمه لرئاسة البلاد !

* تحدث الكثيرون في تحليلات خاطئة بأن عودة الفريق أول كمال عبد المعروف الى البلاد جاءت بتوجيهات من الحكومة المصرية (الإستخبارات) لحث البرهان على القبول بالتفاوض مع قوات الدعم السريع (وكان ذلك خلال زيارة رئيس المخابرات المصرية مؤخرا لبورتسودان واجتماعه مع الفريق البرهان)، وبنوا على ذلك احلاما واهية بقرب موافقة الجيش على الجلوس للتفاوض مع الدعم السريع لوقف الحرب في السودان، وكان ذلك إعتمادا على مقال مزور نُسب الى صحفي مصري مختص في الشؤون السودانية ليس له وجود اسمه محمد الشربيني، منشور في موقع مزور ليس له وجود بعنوان بوابة مصر الغد ــ حسب الزميل المحقق الصحفي المميز عثمان فضل الله، وحسب بحثي في الانترنت عبر محرك البحث قوقل، وحسب الصحفية المصرية المختصة في شؤون السودان صباح موسى التي رجحت ان يكون كاتب المقال صحفي او شخص سوداني بغرض خلق ربكة في الساحة السياسية!

* المرجح، أنه إذا كان لعودة كمال عبد المعروف أى دور عسكري أو سياسي قادم، فإنه سيصب في إتجاه التصعيد ضد قوات الدعم السريع بما عرف من خصومته الشديدة لحميدتي ومعارضته القوية لاستقلالية قوات الدعم السريع، وقربه الشديد من الحركة الاسلامية السودانية (الحركة اللا اسلامية) وهو ما جعل الفلول يهللون لعودته وينثرون الاحلام بقرب عودتهم للحكم، وعلى كل حال ستكشف لنا الأيام أى دور سيقوم به كمال عبدالمعروف، أم ان هدفه من الزيارة كان اجتماعيا بحتا، حسب تحريات الزميل عثمان فضل الله!  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: العام للقوات المسلحة قوات الدعم السریع کمال عبد المعروف المجلس العسکری القائد العام لرئیس المجلس نائبا لرئیس الفریق اول الذی کان

إقرأ أيضاً:

القسام: نقف إلى جانب إيران ونشيد بفعلها الذي هز أركان الاحتلال

أكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الأحد، وقوفها إلى جانب إيران قيادةً وشعباً، مشيدة في الوقت ذاته بالفعل البطولي والكبير للقوات المسلحة الإيرانية الذي هز أركان كيان الاحتلال رداً على العدوان الإسرائيلي.

ونعت كتائب القسام في بيان وصل "عربي21" قادة القوات المسلحة الإيرانية الكبار الذين استشهدوا جراء العدوان الإسرائيلي المستمر على إيران، وعلى رأسهم: قائد هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية الشهيد اللواء محمد باقري، والقائد العام للحرس الثوري الشهيد اللواء حسين سلامي، وقائد مقر خاتم الأنبياء المركزي بالقوات المسلحة الإيرانية الشهيد اللواء غلام علي رشيد.

وقالت "القسام": "نشيد بالدور المحوري والتاريخي لهؤلاء القادة الكبار وإخوانهم في دعم القضية الفلسطينية ومقاومتها على مدار عقود، ووقوفهم الصلب الذي سيسجل بأحرف من نور في مختلف المحطات، والتي كان آخرها معركة الأمة الإسلامية؛ معركة طوفان الأقصى".

وتابعت: "رغم علمهم بأن هذا الدعم الكبير والمعلن سيكون له ضريبةٌ باهظةٌ ستدفع بالدم والتضحيات، إلا أنهم لم يتراجعوا إلى أن خُتم لهم بالشهادة على يد عدو الأمة، وستكشف الأيام طبيعة هذه الإسهامات المهمة التي شكلت رافعةً في مسار صراعنا مع العدو الصهيوني، حتى بتنا اليوم أقرب إلى تحقيق النصر النهائي على هذا الكيان المسخ".



وذكرت أنها "تنعى شهداء الشعب الإيراني الذي لطالما كان داعما وسندا للمقاومة، وتتمنى الشفاء لجرحاه"، معلنة وقوفها إلى جانب إيران قيادة وشعبا.

وأكدت أن "الفعل الإيراني البطولي والكبير هز أركان كيان الاحتلال رداً على العدوان، وبدد أوهامه وأثبت بأن ضرباته الغادرة لم تكسر إرادة الأحرار، بل زادتهم قوةً وتصميماً على تدفيع الاحتلال النازي أثماناً باهظة؛ لِلَجْمه عن عدوانه وعربدته في المنطقة التي بقيت لعقود دون رادع للأسف، ما جرّأه على التمادي في عدوانه".

وأشارت إلى أن "شعبنا الفلسطيني المكلوم لا سيما في غزة تابع هذه الضربات القوية بمنتهى الفخر والاعتزاز، وكان لها ما كان من شفاء لصدروهم من هذا المحتل المجرم الذي ارتكب بحقهم جرائم الإبادة والتطهير العرقي، ودمر حجرهم وشجرهم، وعلا علواً كبيراً".

وتابعت: "نسأل الله تعالى أن يتم على أمتنا نصره، وأن يُتبِّر علو الاحتلال تتبيراً، وأن ينجز على أيدي أمتنا الإسلامية ومقاوميها وأحرارها وعد الآخرة وتحرير المسجد الأقصى، واجتثاث هذه الغدة السرطانية التي ظلت مزروعةً في جسد أمتنا لعقود، وقد آن لها أن تزول مرةً وإلى الأبد"، بحسب البيان.

مقالات مشابهة

  • نازحو الفاشر تحت النار.. قصف الدعم السريع يحصد أرواح المدنيين
  • الحويج: العبور إلى رفح شأن مصري.. وقدّمنا كل الدعم الإنساني لقافلة الصمود فأين الحصار والتجويع الذي يتحدثون عنه؟
  • مستشار مليشيا الدعم السريع فرحان يصفق لشيراز الكشحت المريسة
  • في نيالا خرج مصابي مليشيا الدعم السريع في تظاهرة احتجاجية طلباً للعلاج
  • القسام: نقف إلى جانب إيران ونشيد بفعلها الذي هز أركان الاحتلال
  • داير أوجّه رسالة صغيرة لأهلنا في الدعم السريع الحاربونا برعاية دول أجنبيّة؛ وللإخوة في تشاد
  • لماذا نهرب دائماً للملاجئ من صواريخ القوات المسلحة اليمنية؟!
  • الذي لم يراه عمار نجم الدين
  • محمد أبوزيد كروم يكتب: حيا الله السلاح والكفاح، والنصر الذي لاح
  • «المسلاتي»: لقاءات الفريق ركن صدام حفتر بإيطاليا اعتراف بثقل القيادة العامة محليًا وإقليميًا