عربي21:
2025-10-14@01:18:46 GMT

لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين‎

تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT

في غزوة بدر الكبرى وقع "أبو عزة الشاعر" أسيرا لدى جيش النبوة، كان مقررا أن يطلق سراحه نظير الفدية ولكنه بكى وتعلل بالفقر، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم عليه عهدا بأن لا يخرج في جيش يحاربه وأن لا يهجو الإسلام والمسلمين بشعره.

ولكن المشركين أغروه بالخروج معهم بعد عام واحد في غزوة أُحد، ورغم هزيمة المسلمين إلا أنهم أسروا "أبو عزة الشاعر" ثانية في غزوة حمراء الأسد.

. مرة ثانية وقف الرجل باكيا معتذرا طالبا العفو، فقال النبي: لا أدعك تقول خدعت محمدا مرتين، ثم أمر به فقتل.

تذكرت هذه الواقعة بعد مقتل الجنود الصهاينة الستة في رفح، وهي الحادثة التي ألّبت الجمهور الصهيوني على نتنياهو.

ففي أثناء طوفان الأقصى راهن العدو على تحرير أسراه بالضغط العسكري وفشل مرارا، فإما أن يُقتل الأسرى وإما أن يُقتل من يريدون تحريرهم، ونجح العدو في مرة واحدة في الثامن من حزيران/ يونيو الماضي في منطقة النصيرات عندما تمكن من تحرير أربعة من الأسرى بعد قتل ثلاثة آخرين، واستشهاد نحو 275 فلسطينيا وإصابة قرابة 700 معظمهم من النساء والأطفال، وهو الحادث الذي رفع شعبية نتنياهو من جديد.

قبل ذلك الحادث أخذ العدو يسرب المعلومات عن الخلافات داخل كابينيت الحرب بين غالانت ونتنياهو وأن وزير الحرب يقول: لا بد من الصفقة ولن نستطيع تحرير الأسرى مطلقا عن طريق الحرب، وجرى تضخيم هذا الخلاف لدرجة أن كثيرين توقعوا أن يستقيل أو يُقال غالانت.

ويومها قالت المقاومة إن هذا الحادث سيكون له تأثيره على الأسرى الذين كانوا يعيشون مع آسريهم حياة شبه طبيعية في بيوت سكنية وليس في الأنفاق.

استمرت محاولات العدو وزادت المخابرات الأمريكية والبريطانية من دعمهما للوصول إلى أماكن احتجاز الأسرى.

في الأيام القليلة الماضية زاد الحديث من جديد عن الخلاف بين نتنياهو ووزير حربه حول صفقة التبادل بنفس الطريقة التي حدثت قبل ثلاثة أشهر، في تكرار لنفس السيناريو دون تجديد أو إبداع.

ثم خرج المتحدث باسم جيش الاحتلال هجاري ليعلن استعادة ستة جثث لأسرى صهاينة، منهم أمريكي مزدوج الجنسية وممن كانت أسماؤهم في قائمة من سيفرج عنهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل.

قال هجاري: إن الستة قتلوا على يد مخربي حماس وكنا على وشك الوصول إليهم. ورفض إعطاء أي معلومات أخرى لأنه يعلم أن رواية المقاومة ستنسف أكاذيبه. وبطبيعة الحال ترددت الشائعات بأن المقاومة هي من وضعت الجثث في طريق جيش الاحتلال.

صُدم المجتمع الصهيوني واستطاعت عائلات الأسرى إعادة زخم المظاهرات بمئات الآلاف مطالبة بعقد الصفقة فورا، واجتمعت عائلات الأسرى الأمريكيين من مزدوجي الجنسية وزاد الضغط على بايدن الذي خرج يبكي وينعى الأسير الأمريكي الذي قُتل، ثم تجرأ وأعلن أن نتنياهو لا يقوم بعمل اللازم في موضوع الأسرى وانه سيواصل التفاوض مع فريق نتنياهو وليس معه شخصيا.

للمرة الأولى منذ بدء الحرب يجد نتنياهو نفسه مضطرا تحت الضغط إلى الخروج بوجهه الكالح وسحنته المهزومة ليحاول تخفيف الصدمة، ولكنه بدلا من التنازل تمسك بالبقاء في محور فيلادلفيا وعدم الانسحاب الكامل، فقط تلاعب بالألفاظ وأبعد المسؤولية عن نفسه وألقاها على الجميع حتى شارون.

وعلى الفور خرجت تصريحات "أبو عبيدة" وهي تحمل هذا المعنى: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، وأن الأسرى قتلوا بسبب تعنت نتنياهو حرصا على موقعه ومستقبله وحكومته، وأن تعليمات صارمة صدرت لوحدة الظل التي تتولى حماية الأسرى في حال وصل العدو إلى أي منهم، وأن السبيل الوحيد أمام الاحتلال هو الانسحاب ودفع الثمن.

كانت إشارات "أبو عبيدة" صريحة واضحة وهي: لن نترككم تصلون إلى أسير واحد حيا، وأننا وإن كنا أحرص منكم على سلامتهم فلن نترككم تصلون إليهم أحياء، فإما صفقة تستعيدون بها الأحياء وإما ستستعيدونهم في أكياس وربما لا تجدونهم أبدا مثلما حدث مع "رون أراد"، مما يفتح الباب واسعا عن طريقة مقتل هؤلاء الأسرى.

كانت نتيجة هذه العملية وما سبقها من عمليات نوعية في جنين وطولكرم والخليل فضلا عن الفشل في غزة سببا في انقلاب الرأي العام على نتنياهو وزيادة الضغط عليه، وخروج مظاهرات بأعداد غير مسبوقة ضده والدعوة إلى الإضراب العام من نقابة العمال "الهستدروت"، لتتلخص المعادلة بعد أحد عشر شهرا في أن المقاومة هي التي تتحكم في الميدان وأنها توسع جبهات القتال تدريجيا لتشمل كل فلسطين، وأنها في الوقت ذاته من يتحكم في الحرب الإعلامية ويتحلى بالمصداقية وينقل الحقائق، وأن أكاذيب العدو لم يعد أحد يصدقها رغم الإجرام الكبير الذي قام به في حق المصورين والصحفيين والإعلاميين والمراسلين.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات نتنياهو المقاومة غزة اسرى غزة نتنياهو المقاومة مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اتهامات إسرائيلية للحكومة.. لماذا أخفى نتنياهو تنازلات صفقة تبادل الأسرى؟

بينما دخلت صفقة تبادل الأسرى بين حماس والاحتلال الى حيز التنفيذ، فقد بدأت تخرج تسريبات داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي تفيد بأن الحكومة قدمت تنازلات كثيرة للحركة، وتراجعت عما أعلنه رئيس الوزراء من شروطٍ أساسية خمسة لإنهاء الحرب، وتعني عملياً استسلام حماس الكامل، لكن الواقع يقول إنها لم تسلم سلاحها، ولم تفرغ غزة من مقاتليها، مما يطرح الأسئلة عن التخلي عن هذه المطالب.

وذكر الخبير الأمني الاستخباري رونين بيرغمان أن "رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ظهر أمام الكاميرا في منتصف آب / أغسطس الماضي، ورفع يده، وحركها للأمام نحو الكاميرا مرتين، للتأكيد على خمسة مبادئ لوقف الحرب في غزة، وكانت هذه المرة الرابعة خلال أسبوع واحد التي كررت فيها حكومته هذه المبادئ، دون أن تشمل البيانات الصحفية، أو الأبواق، أو كل ما يخدمه من قوة هائلة، وقبل ثلاثة أيام، ومن زاوية مختلفة قليلاً، قال إن "الحكومة اتخذت قرارًا حاسمًا بهزيمة حماس".

وأضاف في مقال نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، وترجمته "عربي21" أنه "بعد عملية "مركبات جدعون" الأولى، "أوعزت الحكومة للجيش بالانتقال للمرحلة الحاسمة، ويبدو أن نتنياهو لم يدخر جهدًا للضغط على حماس، والتأكيد على عزمه الجاد على غزو غزة، ووضع خمسة شروط، اعتبرها شرطًا أساسيًا لإنجاز اتفاق شامل، وهي في جوهرها تعني استسلام حماس الكامل، رغم تشكيك الخبراء في حينه بشدة في إمكانية حدوث شيء كهذا، مما يعني أن الخيار الثاني هو التقدم نحو مدينة غزة، بكل ما يعنيه ذلك".


وأوضح أن "نتنياهو والمتحدثين باسمه يزعمون الآن أن الضغط العسكري لم يكن وحده ما دفع حماس للموافقة على الصفقة، بل جاء نتيجة مناورة عسكرية وسياسية ماكرة خطط لها وقادها بمساعدة الرئيس ترامب، ولكن إذا كان كل هذا الخبر حقيقيًا، فكيف لم تتحقق أربعة من الشروط الخمسة التي وضعها بنفسه، فحماس اليوم ليست منزوعة السلاح، والقطاع كذلك، والجيش لا يملك سيطرة أمنية كاملة على أكمله، وليس هناك وعد بتشكيل حكومة مدنية بديلة عنها، بل إن هناك مبدأ أساسي يقضي بوجود السلطة الفلسطينية".

ونقل عن مصدر أمني رفيع، إن "من حق الجمهور الحصول على إجابات صادقة على الأسئلة المتبقية، ويبدو أن الحكومة تواجه صعوبةً في الإجابة عليها، أولها يتعلق بالماضي، ولماذا تأخر الاتفاق كثيرًا، وهل نتنياهو مُحقٌّ في ادعائه بأنه لم يكن ممكنا توقيع الاتفاق مبكرًا لأن حماس لم توافق على الشروط التي تم الاتفاق عليها الآن".

وأشار أن "السؤال الثاني يتعلق بالحاضر، فلماذا يُسوّق الاتفاق على أنه نجاحٌ كامل في حين أن هناك تنازلاتٍ عميقةً جدًا فيه، ولماذا تُخفى الاتفاقات مرةً أخرى عن الجمهور، وثالثها يتعلق بالمستقبل، ولماذا يدّعي نتنياهو وممثلوه أن كل شيء قد تحقق، بينما في الواقع، لا يزال الكثير مفتوحًا، ولم يتم الاتفاق على الكثير".

وأضاف أنه "بينما يعلن ترامب انتهاء الحرب في قطاع غزة، وتتوقف جميع العمليات العسكرية، بما فيها القصف الجوي والمدفعي وعمليات الهجوم، فقد غاب أي أثر لهذه المفردات عن قرار الحكومة المنشور، كما تتضح الاختلافات في المصطلحات بين "الانسحاب" و"إعادة الانتشار"، فالأولى تعني تحركًا دائمًا، بينما تحافظ الثانية على مرونة عملياتية، وتُشدد على الطابع المؤقت لتغيير المواقع العسكرية".

وأكد أن "هذه الاختلافات تنطبق أيضا على خرائط الانسحاب الدقيقة، والآلية الدولية ومتعددة الجنسيات التي سيتم إنشاؤها لمراقبة تنفيذ الاتفاقات، وإجراء تحقيق شامل في الجثث التي تقول حماس إنها لا تستطيع تحديد مكانها".


وأوضح أن "الطريقة الوحيدة لتفسير هذا التحول من أوهام النصر الكامل الذي لم ولن يتحقق، إلى تنازل شبه كامل أمام الواقع، هي شن حملة سريعة وقوية تهدف لإقناع الرأي العام بأن حماس قبلت بجميع مطالب نتنياهو، وأنه وترامب خططا لها".

واستدرك بالقول إن "المشكلة الوحيدة أمام الحكومة أن حماس لم توافق على شروطها الخمسة، لا في الاتفاقية الإنجليزية التي وقعها الاحتلال والولايات المتحدة والدول الوسيطة، ولا في نسختها العربية التي وقعتها الحركة، لا يوجد التزام من هذا القبيل، تمامًا كما لا يوجد التزام بخروج قيادتها من غزة، أو حلّها، أو جمع سلاحها، أو نزع سلاح القطاع، أو استمرار السيطرة الأمنية الإسرائيلية على المنطقة بأكملها".

تشير هذه القراءة النقدية الموجهة الى حكومة الاحتلال أنها وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار مرغمة عليه، لأنه لم يتبقَّ أمامها سوى خيارين، أحدهما أسوأ من الآخر: إما أن يستبعد نتنياهو أمورًا كررها مرارًا وتكرارًا أنها ضرورية لأمن الدولة، أو أنها ليست كذلك، ويطرحها، كالدخان السام المتصاعد من الآلة، ليضمن عدم التوصل إلى اتفاق واستمرار الحرب، وفي الحالتين يبدو أن الحكومة خدعت رأيها العام الداخلي، الذي سيكتشف مع مرور الوقت أن تلك المبادئ التي أعلنتها لم تكن سوى سراب أجوف لاستمرار حرب الإبادة في غزة.

مقالات مشابهة

  • اتهامات إسرائيلية للحكومة.. لماذا أخفى نتنياهو تنازلات صفقة تبادل الأسرى؟
  • الرشق: صمود غزة أنهى الحرب وأجبر نتنياهو على القبول بصفقة تبادل الأسرى
  • نتنياهو: الحرب على قطاع غزة انتهت
  • بينهم سعيد بشارات.. ثمانية أسرى تحرروا مرتين في صفقات تبادل
  • نتنياهو: الحرب في غزة انتهت.. ودفعة ثانية من الأسرى في طريقها إلى إسرائيل
  • “حماس”:القسام والمقاومة تفرج عن 20 اسيرا صهيونيا في أطار اتفاق وقف الحرب بغزة
  • أخبار التوك شو| أحمد موسى: نتنياهو فشل في إعادة الرهائن رغم الإبادة التي قام بها.. والاحتلال يجمع الأسرى الفلسطينيين في سجني عوفر والنقب
  • خبيران عسكريان إسرائيليان: نتنياهو خطط لحرب بلا نهاية وترامب عرقل ذلك
  • غرف الطوارئ السودانية شبكة شبابية رُشحت مرتين لجائزة نوبل للسلام
  • ناشط مغربي: اتفاق غزة ثمرة صمود المقاومة والجبهة اليمنية التي أربكت العدو الصهيوني