من أقبح الصفات التي انغرست في نفوس الصهاينة وتميّزوا بها على مدار السنين حتى يومنا هذا وفي قادم الأيام، هي فن صناعة الكذب والتضليل، وقد جُبلت نفوسهم على ذلك، وجُبلت طباعهم على نشر الفساد في الأرض، بل وتزوير الحقائق والتاريخ والافتراء في خداع الرأي العالمي خاصة دول الغرب، وتضليله وتسخيره لأطماعهم ومخططاتهم الصهيونية، وذلك بواسطة نشر الأكاذيب والأساطير والتزوير والدعاوى الصهيونية الكاذبة، وتقديمها إلى العالم على أنها حقائق ثابتة لا تقبل الشك بزعمهم، كما بدا واضحا مساء أمس الاثنين في تصريحات نتنياهو وخطابه المهزوم الذي كان يبحث من خلاله عن انتصارات موهومة؛ فلم ينجح هو وأركان حربه المجرمون في تسويقها أمام جمهورهم بعد مرور حوالي 11 شهرا، من العدوان النازي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزَّة، لم يحقّقوا أيّا من أهدافهم سوى ارتكاب المجازر والابادة الجماعية.
الصهاينة وفي مقدمتهم نتنياهو هم مجرمو حرب، يعيشون على الكذب، ويتنفسون الكذب، ويكذبون ليل نهار على جمهورهم، وعلى الإدارة الأمريكية، وعلى خلفائهم، ويكذبون على العالم، ولا يدخرون جهدا في سبيل طمس أي أدلة تدينهم او حقائق تكشف نواياهم.
أكد نتنياهو في خطابه وتصريحاته الاستعراضية أمس أنه هو المعطّل لصفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار، وأنه يريد احتلال محور صلاح الدين "فيلادلفيا" لهدف سياسي والابقاء على احتلال طويل الأمد لغزة وتعيين حاكم عسكري لها
أكد نتنياهو في خطابه وتصريحاته الاستعراضية أمس أنه هو المعطّل لصفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار، وأنه يريد احتلال محور صلاح الدين "فيلادلفيا" لهدف سياسي والابقاء على احتلال طويل الأمد لغزة وتعيين حاكم عسكري لها، وسط تعرضه للجدل الكبير في داخل الكيان والسخط الذي أدى الى اشتعال مظاهرات عنيفة قمعتها شرطة الاحتلال بالقوة.
نتنياهو لم يحصد من ضمن المواقف المؤيدة له سوى دعم وزير الأمن المتطرف بن غفير والمتطرف وزير المالية سموتريتش، واللذين يشترطان على نتنياهو عدم الخروج من محور فيلادلفيا للبقاء في التشكيل الحكومي.
في المقابل، لا بد من التوقف عند حديث الناطق باسم "كتائب القسام" أبو عبيدة، والحقائق التي ذكرها في بيان عبر منصة تليغرام:
خطاب نتنياهو يُعد هروبا للأمام وكل فصول تصريحاته كانت مليئة بالكذب والتلفيق والمراوغة، وإن دلّ ذلك على شيء، إنما يدل على وصوله إلى الإفلاس السياسي، وخاصة أنه وصل لمرحلة لم يستطع فيها تحقيق أي من أهداف العدوان المعلنة
"نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهم من يتحملون المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهم تعطيل أي صفقة لتبادل الأسرى لمصالح ضيقة، علاوة على تعمّدهم قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر، وإصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلا من إبرام صفقةٍ سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم الاختيار إما قتلى وإما أحياء".
وأشار متحدث "القسام" إلى أن تعليمات جديدة صدرت للمكلفين بحراسة الأسرى (الإسرائيليين) بخصوص التعامل معهم في حال اقترب الجيش من مكان احتجازهم (دون توضيح طبيعة التعليمات)"، وذلك منذ حادثة النصيرات.
ختاما، يمكن القول.. خطاب نتنياهو يُعد هروبا للأمام وكل فصول تصريحاته كانت مليئة بالكذب والتلفيق والمراوغة، وإن دلّ ذلك على شيء، إنما يدل على وصوله إلى الإفلاس السياسي، وخاصة أنه وصل لمرحلة لم يستطع فيها تحقيق أي من أهداف العدوان المعلنة، سواء السياسية أو العسكرية، ناهيك عن ظهوره المرتبك في خطابه، وشعوره العميق بفقدان المصداقية واتهامه بالخداع والكذب.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات نتنياهو الإسرائيليين إسرائيل اسرى غزة نتنياهو مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
عائلات الأسرى الإسرائيليين: تلقينا معلومات باستئناف المفاوضات
كشفت وسائل إعلام عبرية نقلا عن مسؤولين مطلعين على ملف التفاوض، أن مفاوضات تبادل الأسرى بين حركة المقاومة الإسلامية حماس والاحتلال الإسرائيلي تشهد تطورات إيجابية في الكواليس، رغم التصعيد العسكري المستمر بين تل أبيب وطهران. ويجري التفاوض بهدوء بمشاركة فاعلة من الولايات المتحدة وقطر، في مسعى لإحياء مبادرة وقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وأكدت عائلات الأسرى الإسرائيليين أنهم تلقوا إشارات من مسؤولين بشأن احتمال مغادرة وفد تفاوضي إسرائيلي إلى العاصمة القطرية الدوحة قريبا.
وفي أول تعليق رسمي، أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، عن وجود "اختراق" في المفاوضات، مؤكداً في رسالة مصورة أنه أعطى تعليمات بالتقدم في المباحثات، ومشدداً في الوقت نفسه على تصميمه القضاء على "التهديد النووي والبالستي الإيراني".
وقال نتنياهو: "أصدرت تعليمات قبل ثلاثة أيام للمضي قدماً في مفاوضات غزة. هناك اختراق، ولن أتخلى عن أحد"، في إشارة إلى الأسرى الذين لا تزال حماس تحتجزهم.
لكن تصريحات نتنياهو قوبلت بانتقادات من قبل عائلات الأسرى٬ حيث وصفوا تصريحاته بأنها "وعود فارغة غير مدعومة بأفعال"، وطالبوا بإرسال وفد تفاوضي جاد إلى الدوحة يحمل تفويضاً واضحاً لاستعادة جميع الأسرى٬ معتبرين أن "النصر الكامل أو الجزئي لا يتحقق دون عودتهم".
وبحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، لا تزال حركة حماس تحتجز 55 أسيرا من أصل 251 أُسروا خلال هجوم السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، في حين نقلت يديعوت أحرونوت أن حكومة الاحتلال قدمت مؤخراً رداً رسمياً على مقترح قطري يقضي بما يلي:(إطلاق سراح ثمانية أسرى أحياء في اليوم الأول من وقف إطلاق النار - الإفراج عن رهينتين إضافيتين بعد مرور 60 يوماً - إعادة جثامين نصف المختطفين على ثلاث مراحل - التزام إسرائيل بعدم خرق التهدئة خلال هذه الفترة).
لكن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يرفض صيغاً قد تفضي إلى وقف شامل للعمليات العسكرية، ما لم تتحقق شروطه والتي من أبرزها طرد كبار قادة حماس من غزة، ونزع سلاح المقاومة من القطاع، وضمان عدم عودة الحركة إلى السلطة.
وأشارت مصادر مطلعة على المفاوضات إلى أن واشنطن قدمت لحماس ضمانات تتضمن وقفاً تدريجياً للقتال طالما استمرت المفاوضات بنية حسنة، واقترحت أن يتولى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور الضامن في حال التوصل إلى اتفاق.
في السياق ذاته، بحث وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، في اتصال هاتفي، مع مبعوث الولايات المتحدة للشرق الأوسط سيتف ويتكوف، مقترحات تهدئة الوضع، وأهمية استئناف المحادثات على قاعدة الحلول السياسية والدبلوماسية، وسط تحذيرات متزايدة من اتساع رقعة الحرب الإقليمية.
من جهته، أصدر المكتب الإعلامي الدولي في قطر بياناً أكد فيه وجود مفاوضات جارية واقترابها من "تحقيق تقدم حقيقي"، ما يعزز الانطباع بأن الأطراف باتت أقرب من أي وقت مضى إلى صيغة لوقف مؤقت لإطلاق النار.
في غضون ذلك، تستمر الكارثة الإنسانية في قطاع غزة مع دخول الحصار الإسرائيلي الخانق شهره الرابع، منذ إغلاق المعابر في 2 آذار/مارس الماضي، ومنع إدخال الغذاء والدواء والمساعدات والوقود، وسط تصعيد غير مسبوق لوتيرة القصف والإبادة الجماعية ضد المدنيين الفلسطينيين.
وتشير تقديرات وزارة الصحة في غزة إلى أن عدد الضحايا منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر تجاوز 184 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين الذين يعيشون في ظروف مأساوية.
وجاءت هذه التطورات الإنسانية والسياسية في ظل أكبر تصعيد عسكري إسرائيلي ضد إيران منذ سنوات، حيث شنت تل أبيب فجر الجمعة الماضي، بغطاء أمريكي ضمني، هجوماً جوياً واسعاً أطلقت عليه اسم "الأسد الصاعد"، استهدف منشآت نووية وقواعد صاروخية وعلماء ومسؤولين عسكريين بارزين في مناطق متفرقة من إيران.
وردت طهران في وقت لاحق من اليوم نفسه بسلسلة من الضربات الباليستية والمسيرات.