تركيا تتقدم بطلب للانضمام إلى تجمع بريكس
تاريخ النشر: 3rd, September 2024 GMT
قدمت تركيا طلبا للانضمام إلى تجمع بريكس للاقتصادات الناشئة، حسبما قال متحدث باسم الحزب الحاكم اليوم الثلاثاء.
وقال عمر جيليك، المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، للصحفيين في أنقرة: “طلبنا في هذا الشأن واضح، والعملية جارية”.
ولم يقدم جيليك مزيدا من التفاصيل بشأن الموعد الذى قدمت فيه تركيا طلبها، لكنه قال إنه سيتم إبلاغ الشعب بمجرد وجود نتائج للطلب.
ولم يصدر تعليق فوري من دول تجمع بريكس، والذي يضم روسيا والبرازيل والهند والصين وجنوب أفريقيا.
وإذا تمت الموافقة على الطلب، ستصبح تركيا أول دولة من أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو) تنضم إلى بريكس.
وفي وقت سابق اليوم، قال مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف إن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل دعوة موسكو لحضور قمة بريكس في مدينة قازان، في تشرين الأول/أكتوبر المقبل، وفقا لما ذكرته وكالة أنباء إنترفاكس الروسية. وقال أوشاكوف، في وقت سابق الأسبوع الجاري، إن روسيا وجهت الدعوة إلى 36 زعيما أجنبيا لحضور قمة بريكس المقبلة، وبينهم زعماء الدول الأعضاء وكومنولث الدول المستقلة، وبعض الدول التي تسعى إلى عضوية التجمع، حسبما ذكرت وكالة بلومبرج للأنباء.
وقال أوشاكوف، لوكالة إنترفاكس، إن 18 زعيما أكدوا بالفعل مشاركتهم في قمة بريكس بمدينة قازان.
يذكر أن تجمع بريكس، الذي ضم في البداية البرازيل وروسيا والهند والصين، تأسس في عام 2009 كمنصة تعاون للاقتصادات الناشئة، مع انضمام جنوب أفريقيا إلى التكتل في عام .2010 وقد تم توسيع التكتل الآن ليشمل إيران ومصر وإثيوبيا والإمارات والسعودية.
وتساهم بريكس الآن في ربع الاقتصاد العالمي، وتمثل خمس التجارة العالمية وحوالي 40% من سكان العالم.
ويستهدف تجمع بريكس موازنة الهيمنة الجيوسياسية والاقتصادية للغرب. كما ترغب دول بريكس في تقليص اعتمادها على الدولار الأمريكي كعملة احتياط عالمية.
المصدر د ب أ الوسومبريكس تركياالمصدر: كويت نيوز
كلمات دلالية: بريكس تركيا تجمع بریکس
إقرأ أيضاً:
واشنطن تتقدم في مسار التهدئة… لكن المواجهة الحاسمة مع الكرملين لا تزال قادمة
#واشنطن تتحدث عن بوادر انفراجة… والواقع الميداني يفرض حسابات مختلفة#روسيا تراقب بحذر وتختبر نيات الغرب قبل أي خطوة تفاوضية#معركة الدبلوماسية تبدأ حيث تتوقف الحرب… والرهان على صمود القنوات الخلفية
تبحث الدبلوماسية الأميركية عن نافذة جديدة للخروج من أكثر الحروب تعقيداً في أوروبا منذ عقود، بعدما تحدثت واشنطن أخيراً عن “تقدم” في محادثات غير معلنة تهدف لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
هذا الوصف، الذي جاء بعد شهور من الجمود الدبلوماسي، أثار تساؤلات حول مدى واقعية هذا التقدم، وما إذا كان يعكس تحولاً حقيقياً في الموقف الروسي أم مجرد محاولة أميركية لتهيئة المناخ لاتصالات أكثر عمقاً. ومع ذلك، يبقى التحدي الأكبر هو: هل ستمنح موسكو واشنطن الفرصة لاختبار هذا المسار أصلاً؟
واشنطن: التفاؤل الحذر واستراتيجية المكابحمنذ بداية الحرب، اتبعت الولايات المتحدة نهجاً مزدوجاً يجمع بين دعم كييف عسكرياً واقتصادياً، وفتح قنوات خلفية للتواصل مع موسكو.
غير أن الإعلان عن وجود “تقدم” في المحادثات يشير إلى احتمال حدوث اختراق في واحد من أهم الملفات التي طالما شكلت حاجزاً أمام أي تفاهم: مستقبل الأراضي التي تسيطر عليها روسيا، وضمانات الأمن، وموقع أوكرانيا في الخريطة الاستراتيجية لأوروبا.
تصف واشنطن هذا التقدم بأنه “أولي”، ويحمل في طياته الكثير من الحذر، لأن أي إعلان مبالغ فيه قد يدفع موسكو إلى الانسحاب أو التصعيد.
موسكو: الاختبار الحقيقي يبدأ الآنالكرملين بدوره لا يتعامل مع رغبات واشنطن بسطحية. بل يرى أن أي محادثات لن تكون ذات قيمة ما لم تتضمن اعترافاً أميركياً عملياً بواقع السيطرة الروسية على الأرض، وبأن أوكرانيا لن تكون منصة تهدد الأمن الروسي مستقبلاً.
لذلك، يبدو أن موسكو تختبر نيات الولايات المتحدة قبل أن تأخذ الحديث عن “تقدم” على محمل الجد.
فالتجارب السابقة جعلت روسيا أكثر تشككاً في أي تحرك دبلوماسي لا يرافقه تغيير ملموس في سياسات الغرب.
الواقع الميداني يرسم حدود الدبلوماسيةالتقدم الدبلوماسي المحتمل لا يمكن فصله عن التطورات الميدانية. فبعد سنوات من القتال، باتت خطوط الاشتباك شبه ثابتة، بينما تتزايد خسائر الطرفين. هذه الحالة قد تفتح الباب لتفاوض واقعي، لكنّها في الوقت نفسه تفرض سقفاً واضحاً لتحركات الطرفين: لا روسيا مستعدة للتراجع عن مكاسبها، ولا أوكرانيا تريد أن تظهر كمن يقبل خسارة جزء من أراضيه مقابل السلام. هذا التناقض يجعل الجولة المقبلة من التفاوض واحدة من أصعب مراحل الأزمة منذ بدايتها.
أوروبا: بين القلق والحاجة إلى إنهاء الحربالتقدم الذي تتحدث عنه واشنطن يضع القارة الأوروبية في موقف حساس. فالدول الأوروبية، التي أنهكتها تكاليف الحرب اقتصادياً وسياسياً، ترغب في إنهاء النزاع، لكنها تخشى أن يؤدي أي تنازل إلى تعزيز قوة روسيا أو إضعاف أمنها الجماعي.
ومع اقتراب موسم الشتاء، يزداد الضغط على الحكومات الأوروبية لاتخاذ موقف واضح، سواء بدعم جهود التهدئة أو زيادة الدعم العسكري لكييف لمنعها من الدخول ضعيفة في أي مفاوضات قادمة.
كييف: الطرف الذي يحارب ويترقبلا تستطيع أوكرانيا تجاهل تصريحات واشنطن، لكنها في الوقت نفسه تخشى أن تُقاد إلى تسوية لا تحقق لها الحد الأدنى من أهدافها.
فالرئيس الأوكراني يجد نفسه بين ضغطين: ضغط الحرب الذي يستنزف بلاده يوماً بعد يوم، وضغط الحلفاء الذين يريدون رؤية نتائج ملموسة. لذلك تبدو كييف في وضع متناقض، فهي بحاجة للمفاوضات، لكنها تخشى نتائجها. وهذا ما يجعل دور الولايات المتحدة أكثر تعقيداً، لأنها مطالبة بضمان أمن أوكرانيا دون أن تظهر بأنها تفرض عليها حلاً.
واشنطن أمام اختبار الكرملينفي النهاية، تقف الدبلوماسية الأميركية أمام اختبار حقيقي تفرضه موسكو. فإذا كان التقدم الذي تتحدث عنه واشنطن حقيقياً، فإن المرحلة المقبلة ستشهد جولات أعمق من الحوار قد تؤدي إلى تفاهمات.
أما إذا كان مجرد قراءة متفائلة للمشهد، فإن الكرملين سيستغل ذلك لإعادة فرض قواعد اللعبة بشروطه.
وفي كل الأحوال، يبدو أن الأسابيع المقبلة ستكون حاسمة في تحديد ما إذا كانت الحرب ستتجه نحو مسار سياسي جاد، أم ستواصل استنزاف الأطراف حتى إشعار آخر