عربي21:
2025-08-02@12:30:44 GMT

ماذا تعني مظاهرة الضباط الجدد في حفل التخرج بتركيا؟

تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT

قام عشرات من الطلاب الأتراك المتخرجين من كلية الحرب البرية في جامعة الدفاع الوطني، السبت الماضي، بتنظيم حفل ثانٍ لأداء القسم بعد أن أدوا القسم في حفل التخرج. ولم يكن هذا الحفل الموازي مدرجا في برنامج الحفل الرسمي الذي أقيم لطلاب كليات الحرب البرية والبحرية والجوية. وحوَّل الطلاب حفل القسم الذي كتبوا نصه إلى مظاهرة رفعوا فيها سيوفهم، وهتفوا "نحن جنود مصطفى كمال"، الأمر الذي اعتبره كثير من المحللين "رسالة سياسية" و"تمردا" يدق ناقوس الخطر، فيما قلل آخرون من أهمية الحدث، وقالوا إنه أمر طبيعي لا داعي للمبالغة في تفسيره.



وزارة الدفاع التركية نفت في بيان فتح تحقيق بحق هؤلاء الطلاب من قبل الجامعة بسبب مشاركتهم في تلك المظاهرة، لأنهم لم يعودوا طلابا بعد التخرج، إلا أن الكاتب التركي، علي إحسان كاراحسن أوغلو، انتقد هذا التهرب من المسؤولية، ولفت في مقاله بصحيفة "يني آكيت" إلى أن هؤلاء الطلاب خططوا لتلك المظاهرة قبل تخرجهم، ما يعني أنه، من الناحية القانونية، يمكن أن تفتح إدارة الجامعة تحقيقا في حقهم، لأن مجرد تخرجهم لا يسقط مسؤولية الإدارة.

المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية، عمر تشليك، قال في تعليقه على مظاهرة الطلاب العسكريين في حفل التخرج، إنه من الطبيعي أن يهتف الضباط الجدد باسم "القائد الأعلى الأبدي" للجيش التركي، مصطفى كمال أتاتورك، ورفض انتقاد الطلاب المتخرجين والإساءة إليهم بسبب ما قاموا به، مضيفا أن هؤلاء تم تدريبهم ليشكلوا مستقبل البلاد. إلا أن رئيس حزب الحركة القومية، دولت باهتشلي، تساءل عن مغزى إقامة ذاك الحفل غير الرسمي، هتاف "نحن جنود مصطفى كمال" هتاف سياسي يرفعه حزب الشعب الجمهوري، والانقلابيون، بالإضافة إلى كل من يريد أن يهرب من المساءلة القانونية وأن يتمتع بنوع من الحصانةمشككا في نوايا المنظمين له، وحذر من استغلال اسم أتاتورك لإثارة الانقسامات في المجتمع، كما طالب بالكشف عن ملابسات الحدث بكل جوانبه، مشيرا إلى أن ما قام به الضباط الجدد عزَّز آمال خصوم تركيا.

تصريحات تشليك توحي بأن حزب العدالة والتنمية رأى أن هناك فخا نصب له لجره إلى الصدام مع الضباط الجدد ومحبي أتاتورك، ولذلك اختار تجاهل حقيقة أن المظاهرة تستهدف الحكومة. إلا أن هذه التصريحات أثارت استياء في صفوف الحزب ومؤيديه، كما أن وزير الصناعة السابق والنائب عن حزب العدالة والتنمية، مصطفى وارانك، انتقد الفعالية الموازية، ودفاع حزب الشعب الجمهوري عن الضباط الجدد الذين قاموا بها، لافتا إلى أن الانتماء إلى المؤسسة العسكرية يتطلب الالتزام بأنظمتها وقواعدها الصارمة.

لا يخفى على أحد في تركيا، أن هتاف "نحن جنود مصطفى كمال" هتاف سياسي يرفعه حزب الشعب الجمهوري، والانقلابيون، بالإضافة إلى كل من يريد أن يهرب من المساءلة القانونية وأن يتمتع بنوع من الحصانة. وفي أحد أمثلة هذا الاستغلال، رفع المجتمعون في مظاهرة للدفاع عن الكلاب الشاردة، ذات الهتاف، لتعزيز موقفهم المعارض للقانون الذي أقره البرلمان التركي من أجل إبعاد الكلاب الشاردة عن الشوارع، لحماية المواطنين.

هناك عدد كبير من الطلاب المتخرجين من كليات الحرب الثلاث لم يشاركوا في الفعالية غير القانونية، ومن السذاجة الاعتقاد بأن اجتماع هؤلاء الضباط الجدد للتظاهر بعد انتهاء حفل التخرج مجرد مصادفة، بل المؤكد أن هناك من خطط لهذا الحدث قبل أيام من موعد الحفل، وأقنع الطلاب المتخرجين على ضرورة تنفيذ خطته. وبالتالي، يطرح هذا السؤال نفسه: "من هو العقل المدبر لهذه المظاهرة؟".

ما قام به الضباط الجدد يتطلب تحقيقا دون إثارة ضجة، لمعرفة ارتباطات المشاركين في التمرد على أنظمة المؤسسة العسكرية وقواعدها، ومدى ميولهم الانقلابية، كما يتطلب إعادة النظر في البرامج التعليمية لكليات الحرب لحماية وحدة الجيش التركي من الانقسام وعقيدته القتالية من الانحراف
قد يكون بعض الضباط الجدد قرروا أن يشاركوا في الحفل الموازي كسلوك القطيع، إلا أن المؤكد أن هناك من تورط في التخطيط والتنفيذ، كما لا يستبعد وقوف ضباط متقاعدين وراء هذا الحدث الذي ما زال يشغل الرأي العام التركي. ويرى المنزعجون مما شهده حفل تخرج الطلاب العسكريين ضرورة فتح تحقيق لمعاقبة المتورطين، لأن التساهل مع الحدث، رغم خطورته، قد يشجع هؤلاء الضباط الجدد ومن يقف وراءهم، على التخطيط للقيام بمحاولة انقلاب في المستقبل.

مظاهرة الضباط الجدد أثارت نقاشا ساخنا حول احتمال تكرار محاولات الانقلاب. وقد يكون وقوع محاولة انقلاب تقليدية في تركيا شبه مستحيل في الظروف الراهنة، ولكن لا يستبعد أن يسعى الحالمون بالانقلاب إلى محاولات غير تقليدية وأكثر تعقيدا من سابقاتها. وإضافةً إلى ذلك، لا يستطيع أن يضمن أحد عدم تغيير الظروف التي لا تمنح حاليا أصحاب العقلية الانقلابية مساحة واسعة للتحرك.

الحكومة التركية قد ترمي إلى حماية المؤسسة العسكرية من الانقسامات وإبعادها عن النقاشات السياسية، في الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى تعزيز جبهتها الداخلية لمواجهة التحديات الإقليمية الجسيمة، إلا أن ما قام به الضباط الجدد يتطلب تحقيقا دون إثارة ضجة، لمعرفة ارتباطات المشاركين في التمرد على أنظمة المؤسسة العسكرية وقواعدها، ومدى ميولهم الانقلابية، كما يتطلب إعادة النظر في البرامج التعليمية لكليات الحرب لحماية وحدة الجيش التركي من الانقسام وعقيدته القتالية من الانحراف، ولكي لا تحل محل خلايا التنظيم الموازي التابع لجماعة غولن، خلايا أخرى تستهدف الإرادة الشعبية وتسعى إلى فرض وصاية عليها تحت قناع الولاء لمصطفى كمال أتاتورك.

x.com/ismail_yasa

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه التخرج أتاتورك تركيا انقلاب الجيش انقلاب تركيا أتاتورك الجيش تخرج مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة رياضة سياسة سياسة سياسة صحافة مقالات سياسة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المؤسسة العسکریة حفل التخرج مصطفى کمال إلا أن ما قام

إقرأ أيضاً:

حلف قبائل حضرموت يعلن عن القائد الأعلى لقواته والانتقالي يهدد عسكرياً

الجديد برس| اعلن حلف قبائل حضرموت المدعوم من السعودية عن تشكيله العسكري الجديد بالإعلان رسميا عن تخرج الدفعة الأولى لقواته التي اطلق عليها تسمية ” قوات حماية حضرموت ” . حفل التخرج الذي أقيم في هضبة حضرموت يشير الى دخول محافظة حضرموت مرحلة جديدة من الصراع ، في ظل تنافس سعودي إماراتي محموم للسيطرة على المحافظة النفطية شرقي اليمن . وسارع المجلس الانتقالي في حضرموت المدعوم من الامارات لإعلان رفضه لهذه الخطوة ومحذرا مما  قال عنه التجنيد خارج القانون . وكان انتقالي حضرموت قد هدد باستخدام القوة العسكرية ضد تحركات حلف قبائل حضرموت .   واعلن رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش عن نفسه قائد اعلى لقوات حماية حضرموت , وقال في حفل التخرج إن هذه الخطوة تمثل إضافة نوعية ضمن سلسلة الإنجازات المحققة، مشدداً على عدم التهاون في كل ما من شأنه الحفاظ على أمن حضرموت واستقرارها. وأضاف أن حضرموت كانت ولا تزال شريكاً أساسياً في الحفاظ على الأمن ومكافحة الإرهاب والجريمة بجميع أشكالها، في إطار شراكة وثيقة مع التحالف العربي وفق تعبيره . وفي السياق حذرت الهيئة التنفيذية للقيادة المحلية للمجلس الانتقالي الجنوبي بمحافظة حضرموت خلال اجتماع لها اليوم من تخرج دفع عسكرية خارجة عن القانون، والتي يراد بها أن تكون موازين لقوات النخبة الحضرمية الموالية للانتقالي .

مقالات مشابهة

  • ماذا تعرف عن الاشتراكي الأخير في بكين الذي يحارب الديمقراطية والنسيان؟
  • من بري.. رسالة إلى الطلاب المتميزين في الإمتحانات الرسمية
  • مراسل سانا: افتتاح خط النقل الإقليمي للغاز الذي يربط سوريا بتركيا بحضور وزير الطاقة السوري المهندس محمد البشير ووزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار ووزير الاقتصاد الأذربيجاني ميكائيل جباروف وممثلين عن صندوق قطر للتنمية
  • عمر كمال يحيى حفلا غنائيا فى دبي فى هذا الموعد
  • فضل الله هنأ الطلاب: إرادة التفوق والنجاح قهرت كل التحديات
  • حلف قبائل حضرموت يعلن عن القائد الأعلى لقواته والانتقالي يهدد عسكرياً
  • ماذا يمكن أن يفعل المرشح الذي عينه ترامب في بنك الاحتياطي الفيدرالي؟
  • جامعة سوهاج: كلية الطب تحرص على عقد لقاء تعريفي للطلاب الجدد بداية كل عام
  • ماذا تعني تلميحات مناوي بإمكانية تواصله مع الدعم السريع؟
  • مبارك التخرج من تخصص المحاسبة… ناجي غازي غيث يضيء طريقه نحو المستقبل