النرويج بصدد سحب استثمارات من شركات أسلحة تزود إسرائيل في حربها ضد غزة
تاريخ النشر: 4th, September 2024 GMT
يتوقع أن يتخلص صندوق الثروة السيادية النرويجي، وهو أكبر صندوق سيادي في العالم وتبلغ قيمته 1.7 تريليون دولار، من أسهم الشركات التي تنتهك التفسير الجديد الأكثر صرامة لمعايير الأخلاقيات للشركات التي تساعد عمليات إسرائيل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأرسل مجلس الأخلاقيات التابع للصندوق السيادي النرويجي خطابا إلى وزارة المالية، في 30 آب/أغسطس، يلخص التعريف الموسع مؤخرا للسلوك غير الأخلاقي للشركات.
ولم يحدد الخطاب عدد الشركات التي قد يتم بيع أسهمها أو أسماءها، لكنه أشار إلى أن هذا العدد سيكون صغيرا، إذا التزم مجلس إدارة البنك المركزي، الذي يملك الكلمة الأخيرة، بالتوصيات التي يقدمها المجلس. وقال إن شركة واحدة تم تحديدها بالفعل للبيع بموجب التعريف الجديد.
وكتب المجلس الرقابي في بيان أنه "يعتقد مجلس الأخلاقيات أن المبادئ التوجيهي ة الأخلاقية توفر أساسًا لاستبعاد عدد قليل من الشركات الأخرى من صندوق معاشات التقاعد الحكومي العالمي بالإضافة إلى تلك المستبعدة بالفعل"، وهو الاسم الرسمي لصندوق الثروة السيادية النرويجي.
وكان الصندوق رائداً دولياً في مجال الاستثمار البيئي والاجتماعي والحوكمة، ويمتلك 1.5% من الأسهم المدرجة في العالم عبر 8800 شركة، وحجمه يحمل تأثيراً.
ومنذ بدء الحرب على غزة ، كانت هيئة مراقبة الأخلاقيات التابعة للصندوق تحقق فيما إذا كانت المزيد من الشركات تقع خارج إرشادات الاستثمار المسموح بها. وجاء في الرسالة أن نطاق الاستثناءات "من المتوقع أن يزداد إلى حد ما" بموجب السياسة الجديدة.
ومن بين الشركات التي قد تراقبها الهيئة شركة "آر تي إكس كورب"، و"جنرال إلكتريك"، و"جنرال ديناميكس". ووفقا لمنظمات غير حكومية، فإن هذه الشركات تصنع أسلحة تستخدمها إسرائيل في غزة.
وبحسب بيانات الصندوق، بلغت قيمة استثماراته في إسرائيل، حتى 30 حزيران/يونيو، 16 مليار كرونة (1.41 مليار دولار)، في 77 شركة، بما في ذلك شركات تعمل في العقارات والبنوك والطاقة والاتصالات.
وفيما يتعلق بغزة، يركز المجلس على منتجي الأسلحة في الدول غير المشاركة في معاهدة تجارة الأسلحة، وهي اتفاقية أبرمت عام 2014 بشأن تجارة الأسلحة التقليدية. وجاء في الرسالة "هذا يتعلق بشكل أساسي بشركات أميركية"، دون تسمية أي منها.
وأضافت أن "هناك عددا قليلا جدا من الشركات ذات الصلة المتبقية في الصندوق" ويرجع ذلك جزئيا إلى أن العديد من شركات الأسلحة الأميركية محظورة بالفعل لإنتاج الأسلحة النووية أو الذخائر العنقودية.
والقواعد الأخلاقية للصندوق يحددها البرلمان النرويجي. ويأتي التعريف الأخلاقي المحدث الذي وضعته الهيئة الرقابية جزئيا من رأي أصدرته محكمة العدل الدولية، في تموز/يوليو، بشأن احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
وجاء في الرسالة أن المحكمة اتخذت مواقف بشأن "عدة حقائق جديدة وقضايا قانونية" من شأنها أن تجعل "الشركات التي لها صلة أقل مباشرة بانتهاكات المعايير" تنتهك قواعد الأخلاق.
ويستند التعريف الجديد للانتهاكات الأخلاقية إلى قرار محكمة العدل الدولية بأن "الاحتلال نفسه وسياسة الاستيطان الإسرائيلية والطريقة التي تستخدم بها إسرائيل الموارد الطبيعية في المناطق تتعارض مع القانون الدولي".
وكان الصندوق قد سحب استثماراته من تسع شركات تعمل في الضفة الغربية المحتلة بموجب سياسته السابقة. وتشمل عمليات هذه الشركات بناء الطرق والمنازل في المستوطنات في القدس الشرقية والضفة الغربية وتوفير أنظمة المراقبة لجدار الفصل العنصري.
يقدم مجلس الأخلاقيات توصياته إلى مجلس إدارة البنك المركزي، الذي يدير الصندوق. وكثيراً ما يتبع البنك نصيحة الهيئة الرقابية باستبعاد الشركات، ولكن ليس دائماً. ويمكن للبنك أيضاً إخطار الشركة بتغيير سلوكها أو طلب إدارة الصندوق بالتعامل معها بشكل مباشر. ولا يتم تسمية الشركات المخصصة لسحب الاستثمارات إلا بعد أن يبيع الصندوق أسهمها.
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
كلمات دلالية: الشرکات التی
إقرأ أيضاً:
النرويج تطالب بإنهاء حصار غزة وتنديد أممي بهجمات إسرائيل على مراكز المساعدات
دعا وزير خارجية النرويج إسبن بارث إيدي، اليوم الثلاثاء، إلى إنهاء الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة والسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية، في حين وصفت الأمم المتحدة الهجمات الإسرائيلية على مراكز المساعدات بأنها جريمة حرب.
وقال إيدي في تصريحات صحفية، إن "الكارثة في غزة شاملة والمدنيون يتعرضون لانتهاكات متكررة وخطيرة"، مؤكدا أن اليأس والقلق يتفاقمان باستمرار الحصار.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي فرض حصار شامل على قطاع غزة منذ 2 مارس/آذار الماضي، مما أدى إلى تفشي المجاعة بين سكان القطاع ووصولها مستويات خطيرة.
وفي السياق ذاته، أكد مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أن الهجمات الإسرائيلية القاتلة على المدنيين الذين يحتشدون حول مراكز توزيع المساعدات في غزة "غير مقبولة وتشكل جريمة حرب".
وأضاف المفوض الأممي أنه "لا ينبغي أن يخاطر الناس بحياتهم للحصول على الطعام… لا يمكننا أن نكون جزءا من خطة تُعرّض الناس للخطر".
وقال تورك في بيان إن "الهجمات الموجهة ضد مدنيين تشكل خرقا جسيما للقانون الدولي"، مطالبا بفتح تحقيق فوري ونزيه ومحاسبة المسؤولين.
وأُبلغت الأمم المتحدة بمقتل وإصابة عشرات الأشخاص لليوم الثالث على التوالي خلال محاولتهم الحصول على مساعدات غذائية. وقد سقط 27 شهيدا الثلاثاء بنيران إسرائيلية في رفح، بحسب الدفاع المدني في غزة.
مجزرة عند مركز المساعداتوأعلن الناطق باسم الدفاع المدني، محمود بصل، عن استشهاد 27 شخصا وإصابة أكثر من 90 بجروح نتيجة إطلاق النار قرب دوار العلم في رفح، بينما كان آلاف المواطنين يحتشدون للحصول على مساعدات غذائية من المركز الذي تديره "مؤسسة غزة الإنسانية" المتعاقدة مع الجيش الإسرائيلي وشركة أمن أميركية خاصة.
إعلانوقال بصل إن "الاحتلال أطلق النار من الدبابات والطائرات المسيّرة على المواطنين الذين تجمعوا منذ فجر اليوم"، مؤكدا صعوبة إجلاء الضحايا بسبب استمرار إطلاق النار.
وأكد شهود عيان تعرضهم لإطلاق نار مباشر من قوات الاحتلال أثناء اقترابهم من المركز. وأفاد المواطن محمد الشاعر بأن "الهجوم بدأ بإطلاق نار في الهواء ثم تحول إلى إطلاق مباشر، شاركت فيه طائرات مروحية وطائرات مسيّرة من نوع كواد كابتر".
من جهتها، بررت السلطات الإسرائيلية إطلاق النار بأنها رصدت عددا من "المشتبه بهم" اقتربوا من القوات وتجاوزوا الطرقات المحددة لهم، فأطلقت النار لإبعادهم. وأضاف الجيش أنه يتحقق من تقارير تفيد بسقوط ضحايا.
وكانت حادثة مماثلة قد وقعت الأحد الماضي، عندما استشهد31 فلسطينيا وأصيب 176 أثناء انتظارهم المساعدات قرب المركز نفسه، واكتفى الجيش بالقول حينها إنه أطلق "طلقات تحذيرية".
مؤسسة مثيرة للجدلومنذ أكثر من 20 شهرا، تتهم منظمات حقوقية ومؤسسات قانونية دولية إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد سكان غزة، حيث استخدمت القوة المفرطة بشكل ممنهج ضد المدنيين ودمرت البنية التحتية الحيوية للقطاع.
وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة، صعّدت إسرائيل من أدوات الحرب بفرض تجويع ممنهج، إذ منعت جميع المؤسسات الدولية، بما فيها وكالات الأمم المتحدة، من إدخال المساعدات الغذائية والطبية، مما فاقم خطر المجاعة الجماعية الذي يهدد حياة كل سكان القطاع.
وتحت ضغط دولي متزايد ومطالبات أممية وعربية، أعلنت تل أبيب مطلع مارس/آذار الماضي عن توظيف ما تسمى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وتتعاون مع الجيش الإسرائيلي، لإدخال المساعدات.
لكن المؤسسة تعمل خارج الأطر الإنسانية المعترف بها، وترتبط بشركة أمن أميركية خاصة سبق أن عملت في العراق وأفغانستان. ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مصادر مطلعة، أن شركة الأمن الأميركية واجهت صعوبات في التنسيق مع الجيش الإسرائيلي في إدارة عمليات إدخال وتوزيع المساعدات.
إعلانوأضافت أن الشركة "حاولت تطبيق دروس من العراق وأفغانستان لا تنطبق بالضرورة على غزة"، وهو ما أدى إلى فوضى في العمليات الميدانية وانعدام السيطرة على الحشود وغياب آليات الحماية.
ورفضت الأمم المتحدة التعاون مع المؤسسة، مؤكدة أنها لا تحترم المبادئ الإنسانية الأساسية، وأن أهدافها مرتبطة بخطط عسكرية إسرائيلية في غزة.
ومنذ بدء عمليات التوزيع، تحولت طوابير المساعدات إلى مصائد موت، حيث استشهد عشرات المدنيين وأُصيب المئات خلال محاولاتهم الوصول إلى مراكز التوزيع قرب دوار العلم في رفح.