كيف نحمي أنفسنا من الحسابات الوهمية؟ خبراء يُجيبون
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
يقع كثير من الأشخاص عُرضة للابتزاز الإلكتروني بسبب المنصات الوهمية ورسائل الاحتيال والأنشطة الخبيثة التي يقف خلفها أشخاص ومنظمات هدفهم الإضرار بالمستخدمين واستغلالهم وسرقة بياناتهم الشخصية، مستفيدين مما توفره التكنولوجيا من أدوات تساعد من يقف وراء هذه الحسابات على التخفي.
وتؤدي هذه المخاطر إلى ضرورة التحذير من مثل هذه الأنشطة وفهم كيفية التعرف على هذه الحيل لتجنب الوقوع ضحيتها.
ويوضح مجموعة من الخبراء في هذا السياق، كيفية التعامل مع هذه الحسابات المشبوهة وطرق كشفها، بالإضافة إلى السُبل التي يمكن أن يتبعها المستخدمون لحماية أنفسهم منها.
يقدم موقع “24” هذه النصائح الشاملة للمساعدة في تجنب هذه التهديدات:
دوافع إنشاء الحسابات الوهميةقال المُهندس بلال خالد الحفناوي، استشاري التحول الرقمي الأردني والتقنيات الحديثة، إن دوافع إنشاء الحسابات الوهمية تتنوع بين نشر المعلومات المُضللة والأخبار الكاذبة، والشائعات، والدعاية بهدف التأثير على الرأي العام أو تشويه سمعة أفراد أو مؤسسات.
ولفت الحفناوي، لـ24، إلى أن “الاحتيال والابتزاز”، أحد أبرز أسباب تأسيس هذه الحسابات الوهمية “Fake Accounts” لخداع المستخدمين وسرقة معلوماتهم الشخصية أو ابتزازهم للحصول على أموال، هذا فضلاً عن التجسس وسرقة البيانات، عبر التسلل إلى شبكات التواصل الاجتماعي وجمع معلومات حساسة عن الأفراد أو الشركات.
واتفق معه عبد الكريم فواز، خبير تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الاجتماعي، والذي أضاف أيضاً مسألة “التنمر والمضايقات الإلكترونية”، حيث يُخفي المتنمرون والمسيئون عبر الإنترنت هوياتهم بهذه الحسابات الوهمية، هذا فضلاً عن التلاعب بالرأي العام، من خلال استخدامها للتأثير على نتائج الانتخابات أو استطلاعات الرأي بالتفاعل المُزيف أو الترويج لسرديات مُعينة.
اتفق خبراء تكنولوجيا المعلومات ومنصات التواصل الرقمية، على عدة علامات يُمكن من خلالها اكتشاف الحسابات الوهمية وتجنب التعامل معها، وفي هذا السياق شددت اللبنانية مايا زغيب، خبيرة التكنولوجيا الرقمية والتسويق الإلكتروني، على ضرورة مُلاحظة مسألة التفاعل على هذه الحسابات، حيث قد تشهد هذه الحسابات كميات كبيرة من المحتوى في وقت قصير أو تتفاعل بشكل مُفرط مع منشورات مُعينة.
وهو الأمر الذي شدد عليه أيضاً المُهندس بلال الحفناوي، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن ما يميز هذه الحسابات هو افتقارها إلى المعلومات الشخصية الحقيقية أو الصور الواضحة التي تُظهر هوية أصحابها، وهو أمر يدل على زيفها.
وذكر الحفناوي، أن من بين ما يُمكن مُلاحظته أيضاً هو اللغة، حيث تستخدم الحسابات الوهمية لغة غير متناسقة مع المعلومات الشخصية المزعومة أو المنطقة الجغرافية، هذا بالإضافة إلى وجود عدد كبير من المتابعين الوهميين أو قليل جداً من المتابعين الحقيقيين.
ولفتت مايا زغيب أيضاً، إلى وجود نوع من الحسابات الوهمية يقوم على تقليد ومحاكاة حسابات الشخصيات المشهورة، وكذلك إيميلاتهم الرسمية، بحيث يتم وضع نفس صور هؤلاء الأشخاص، واستخدام نفس إيميلاتهم مع تغيير حرف أو وضع نقطة زائدة، لمحاولة سرقة بيانات أو طلب تحويل أموال عبر إرسال روابط قصيرة “Short URL” على الشات، تمكنهم من اختراق المنصات والدخول على البيانات الشخصية، وهو ما يتطلب اليقظة التامة للتفرقة بين هذه الحسابات والأخرى.
وأشارت زغيب، إلى لجوء المحتالين مؤخراً، إلى استخدام “الهندسة الاجتماعية” لخلق حالة من الثقة بينهم وبين المُستخدمين والتقرب منهم للحصول على بيانات شخصية بغرض ابتزازهم بنشر صور أو بيانات، وهو أسلوب قد يلجأ إليه أيضاً أصحاب الحسابات الوهمية من المراهقين بغرض التسلية أو التواصل مع آخرين.
في السياق ذاته، لفت بشير التغريني، خبير أمن المعلومات والإعلام الرقمي، إلى أن حائط السد الأول هو تثقيف وتوعية المستخدمين بشأن الحفاظ على بياناتهم الشخصية منعاً لاستغلالها، مع تدريبهم على كيفية اكتشاف الحسابات الوهمية وما عليهم فعله بعد ذلك.
وللتعامل مع الصور المُزيفة، أوضح التغريني، لـ “24”، أنه من الممكن استخدام بعض الأدوات مثل البحث العكسي في “Google Image Search” معرفة ما إذا كانت صورة هؤلاء المستخدمين مرتبطة بحساب آخر أو ظهرت في مكان آخر على الإنترنت.
بدوره، شدد المُهندس بلال الحفناوي، على ضرورة الحذر التام بشأن مشاركة المعلومات عبر الإنترنت، بحيث يتم تجنب مشاركة المعلومات الشخصية الحساسة مع أشخاص لا نعرفهم جيداً، هذا مع ضرورة التحقق من صحة الحسابات قبل التفاعل معها.
وحث الحفناوي، على ضرورة، استخدم كلمات مرور قوية وفريدة، بحيث لا نستخدم نفس كلمة المرور لجميع حساباتنا عبر الإنترنت، مُشدداً في الوقت ذاته على أهمية تفعّيل “المصادقة الثنائية” كونها تُعطي طبقة إضافية من الأمان إلى حساباتنا، مع الإبلاغ الفوري عن الحسابات المشبوهة إلى منصات التواصل الاجتماعي، والاطلاع الدائم على إصدارات وتحديثات التطبيقات وتنزيلها.
من جانبه، ذكر عبدالكريم فواز، نوعاً آخر من الحسابات يُمكن كشفها، وهي الحسابات الروبوتية، المكونة من مزيج من الكلمات والأحرف والأرقام، لافتاً إلى أنه في الأغلب لا تحتوي هذه الحسابات على صورة للملف الشخصي.
وقد تستعين الحسابات السابقة بصور رمزية أو كرتونية مُنخفضة الدقة، فضلاً عن احتوائها على القليل من المعلومات والبيانات الشخصية أو قد لا تحتوي على بيانات من الأساس، فضلاً عن سلوكها الغريب بنشر محتوى بشكل مُتكرر في أماكن مُختلفة، وكلها أمور يُمكن من خلالها كشف هذه الحسابات وتجنبها والإبلاغ عنها، وفق ما يُشير إليه فواز.
المصدر: جريدة الحقيقة
كلمات دلالية: الحسابات الوهمیة هذه الحسابات إلى أن
إقرأ أيضاً:
خبراء يتوقعون تضاعف عدد حالات سرطان الكبد في 2050
توقع أكاديميون أن عدد حالات سرطان الكبد سيتضاعف بحلول عام 2050، وذلك قد يكون بسبب ارتفاع أعداد المصابين بالسمنة وبسبب كثرة شرب الخمور.
وتوصلت لجنة لانسيت المعنية بسرطان الكبد بقيادة أكاديميين من الصين إلى أن 3 من كل 5 حالات إصابة بسرطان الكبد يمكن الوقاية منها عن طريق الحد من شرب الخمور وعلاج السمنة والحد من التهاب الكبد الوبائي عبر اللقاحات.
وأشار الخبراء إلى أن نسبة حالات سرطان الكبد المرتبطة بالسمنة من المتوقع أن ترتفع من 5% إلى 11%، كما دعوا إلى بذل المزيد من الجهود لمنع حدوث الحالات التي يمكن الوقاية منها في المقام الأول.
ومن المتوقع أن يرتفع عدد حالات سرطان الكبد الجديدة حول العالم من أقل من مليون حالة في عام 2022 إلى 1.52 مليون حالة في عام 2050، وذلك وفقا للتوقعات التي نُشرت ضمن ورقة بحثية جديدة للجنة لانسيت عن سرطان الكبد في 28 يوليو/تموز الجاري وكتبت عنها صحيفة إندبندنت البريطانية.
وأضاف الخبراء أنه من المتوقع أن ترتفع الوفيات العالمية الناجمة عن سرطان الكبد من 760 ألف حالة وفاة عام 2022 إلى 1.37 مليون حالة وفاة عام 2050.
وأشار الباحثون إلى أن نسبة حالات سرطان الكبد الناجمة عن السبب الأكثر شيوعا لسرطان الكبد حاليا (فيروس التهاب الكبد الوبائي بي) من المتوقع أن تنخفض خلال السنوات القادمة، ومن المتوقع أيضا أن تنخفض حالات الإصابة بفيروس التهاب الكبد الوبائي سي بشكل متناسب.
ولكن في المقابل، من المتوقع أن تزداد حالات الإصابة بسرطان الكبد الناتج عن شرب الخمر والسمنة، وتوقع الخبراء أنه بحلول عام 2050، سيتسبب شرب الخمر بحوالي 21% من سرطانات الكبد، وسيتسبب في 11% بشكل حاد من حالات مرض الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي المعروف سابقا باسم مرض الكبد الدهني، حيث تتراكم الدهون في الكبد، ويطلق عليه اسم التهاب الكبد الدهني المرتبط بخلل التمثيل الغذائي.
إعلانوكتب فريق الخبراء: "تشير هذه البيانات إلى أن هناك حاجة ماسة إلى اتخاذ تدابير وقائية تستهدف عددا شاملا من عوامل الخطر لسرطان الخلايا الكبدية"، وأشار الفريق إلى أن 60% من سرطانات الكبد يمكن الوقاية منها.
واعتبر رئيس فريق الخبراء من جامعة فودان الصينية البروفيسور جيان تشو أن "سرطان الكبد يعدّ مشكلة صحية متنامية حول العالم، فهو من أكثر أنواع السرطان صعوبة في العلاج، حيث تتراوح معدلات البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات بين 5 و30% تقريبا، ونحن نواجه خطر تضاعف حالات الإصابة والوفيات الناجمة عن سرطان الكبد خلال الربع قرن القادم ما لم تتخذ إجراءات عاجلة لعكس هذا الاتجاه".
وقال المؤلف المشارك البروفيسور ستيفن تشان من الجامعة الصينية في هونغ كونغ: "بما أن 3 من كل 5 حالات سرطان الكبد مرتبطة بعوامل خطر يمكن الوقاية منها، ومعظمها التهاب الكبد الفيروسي والخمر والسمنة، فهناك فرصة كبيرة للدول لاستهداف عوامل الخطر هذه، ومنع حالات سرطان الكبد وإنقاذ الأرواح".