أبو الغيط: حجم القنابل التي أُلقيت على غزة يفوق قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على هيروشيما ونجازاكي
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
أكد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية
في كلمته بالجلسة الافتتاحية للمجلس الاقتصادي والاجتماعي على المستوى الوزاري، أن العدوان الإسرائيلي على غزة تجاوز في حجم الدمار ما خلفته قنبلتي هيروشيما ونجازاكي فضلا عن الخسائر الإقتصادية التي تحتاج عشرات السنين لتجاوز آثارها.
وقال أبو الغيط: نقترب اليوم من مرور عام على بداية الاعتداء الإسرائيلي الغاشم على فلسطين، هذا الاعتداء لم يكن الأول من نوعه لكنه بالتأكيد الأعنف والأكثر همجية والأشد انسلاخًا من القانون والأخلاق والإنسانية، لقد تابعنا جميعاً بشاعاته وجرائمه، كما نرصد بقلق شديد محاولات اسرائيل المستمرة في توسيع دائرة الصراع إلى دول الجوار تحت ذرائع وحجج صارت أبعادها الداخلية والحسابات السياسية الشخصية التي تحركها مكشوفة للجميع، وليس خافيًا ما يترتب على ذلك من مخاطر حقيقية باندلاع حرب إقليمية ستكون بلا شك ذات عواقب وخيمة على المنطقة والعالم أجمع، وستكون وطأتها شديدة على الشعوب الساعية إلى التنمية والتقدم، إذ ستعيد هذه المنطقة سنوات إلى الوراء.
وأضاف أبو الغيط أن الفترة الماضية كانت عصيبة على الشعب الفلسطيني، الذي عاش هذه المأساة وتعايش على قدر ما يستطيع مع أثقالها، وتحمل ظروفًا قاسية تتجاوز بكثير طاقة تحمل البشر صابرًا محتسبًا، كريمًا مرفوع الرأس، لا يتزعزع إيمانه قيد أنملة بعدالة القضية التي يقف مدافعًا عنها في مواجهة قنابل العدو ومسيارته وصواريخه، وحدث هذا كله في ظل عجز دولي عن إيقاف المعتدي، بل ومنحه في بعض الأحيان، مظلة أمان للمضي قدمًا في ممارسة الفظائع بغير عقاب أو حساب.
وقال نفتتح اليوم أعمال الدورة الرابعة عشر بعد المائة للمجلس الاقتصادي والاجتماعي، والتي تناقش عددًا من الموضوعات الهامة، وفي ُمقدمتها الموضوع الخاص بـ"دعم الاقتصاد الفلسطيني".. .وهو موضوع ُيعرض بشكل دوري على هذا المجلس الموقر في دورة سبتمبر من كل عام، منذ نحو الثلاثين عامًا، ولكنه يكتسب اليوم أهمية خاصة وأولوية واضحة.
وأضاف إن تقرير هذا العام يبرز بالأرقام، الخسائر البشرية والمادية الهائلة التي تكّبدها الشعب الفلسطيني، جراء العدوان الإسرائيلي الوحشي عليه منذ السابع من أكتوبر الماضي، وذلك في ظل ما ُيلحقه هذا العدوان من تدمير شامل ومتعمد لكافة وسائل الحياة بجميع قطاعاتها في عموم الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وتؤكد تلك الأرقام والإحصائيات أن حجم القنابل والمتفجرات التي أُلقيت على قطاع غزة قد تجاوز عشرات الآلاف من الأطنان، وهوما يفوق بمراحل قوة القنبلة النووية التي أُلقيت على مدينتي هيروشيما
ونجاازكي خلال الحرب العالمية الثانية.
وقال أبو الغيط أن هذه الجرائم قد خّلفت خسائر بشرية ومادية باهظة لن يكون التعافي منها أمرًا سهًلا.. .ولن يحدث- للأسف- في وقت قصير.
وأضاف لقد تباهى الاحتلال، ومنذ بداية عدوانه الغاشم، بقصفه لغزة بآلاف القنابل يوميًا.. .منها المئات التي لم تنفجر وُمعّرضة للانفجار في أية لحظة.. .وهو ما ُيضيف كارثة أخرى إلى ُمجمل المآسي التي لحقت بالقطاع منذ ما يقرب من العام.. .وهناك جيل كامل من الأطفال فقد حياته الدراسية الطبيعية.. .ناهينا عن الوضع الصحي المروع.. .والذي يشهد عودة لأمراض اختفت من ربع قرن.
وأؤكد هنا أن هذه الجريمة التي تنفذها إسرائيل لاهوادة، قد استهدفت أجيالًا كاملة من الشعب الفلسطيني، وليس فقط الجيل الحالي، ولن تتقادم هذه الجرائم وستبقى المشاهد القاسية للقتل والتعذيب والتشريد والتجويع، ماثلة أمام العيون ولن ُتمحى من الذاكرة الفلسطينية والعربية والإنسانية.
وقال أبو الغيط لم تكن السنوات الماضية الأفضل عالميًا من زاوية مؤشرات التنمية الإنسانية.. .لأول مرة تتراجع أعداد من يخرجون من دائرة الفقر.. .مشاكل العولمة لم تعد خافية، من تفاوت هائل داخل البلد الواحد وبين البلدان وبعضها البعض.. .إلى هشاشة شبكات التوريد، إلى التراجع البيئي والتغير المناخي الذي يضع علامة استفهام كبرى على مفهوم النمو المستدام، وليست منطقتنا العربية ببعيدة عن هذه المشكلات، بل هي تتحمل أيضًا عبء الصراعات المستفحلة والأوضاع غير المستقرة التي تؤثر على صورة المنطقة وجاذبيتها كمقصد للاستثمار. وأشير هنا، بأسف كبير، إلى دول تعطلت مسيرتها التنموية، كما الحال في السودان واليمن وليبيا - بسبب الصارع الداخلي.
وأكد إن تعزيز النمو الاقتصادي المستدام في منطقتنا يتطلب نقلة نوعية في تعاملنا مع بؤر الأزمات وانعدام الاستقرار كأولوية ملحة، كما تقتضي التحديات العالمية منا نظرة جديدة لجهود التكامل الاقتصادي.. .الاتجاه اليوم - في كافة مناطق العالم - يذهب لمزيد من تعريز العلاقات الاقتصادية والتبادل التجاري على مستوى الأقاليم الجغرافية.. .بعد أن ظهرت مشكلات العولمة، وخطورة الاعتماد عليها على نحو استراتيجي.
وقال إن جهود التكامل الاقتصادي العربي تحتاج لتسريع وتكثيف يكون على مستوى التحديات القائمة.. كما نحتاج كذلك إلى تفعيل الآليات العربية القائمة في مختلف المجالات للاستفادة منها، بما في ذلك تطوير أداء المنظمات العربية المتخصصة، وهو الموضوع المعروض ضمن جدول أعمال اجتماع اليوم، .
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط العدوان على غزة المجلس الاقتصادي والاجتماعي التی أ لقیت على أبو الغیط
إقرأ أيضاً:
صحيفة بلجيكية: مديرة الاستخبارات الأميركية تخشى هيروشيما أخرى
حذرت مديرة الاستخبارات الوطنية الأميركية تولسي غابارد من أن تصاعد النزاعات الدولية قد يدفع نحو استخدام الأسلحة النووية، مما من شأنه أن يؤدي إلى عواقب كارثية تهدد مستقبل البشرية.
وقالت الكاتبة كارول تاسين إنخ في تقريرها الذي نشرته صحيفة "لا ليبر" البلجيكية إن غابارد حذرت في مقطع مصور نشرته عبر حساباتها الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي من العواقب الكارثية التي قد تترتب على اندلاع صراع نووي.
وأوضحت غابارد في أعقاب زيارتها مدينة هيروشيما اليابانية -التي دمرت في عام 1945 إثر قنبلة نووية أميركية- أنها شعرت بصدمة حقيقية أثناء الزيارة.
وفي مقطع مصور أمام الكاميرا تخلله عرض لصور أرشيفية قالت غابارد "العالم اليوم أقرب من أي وقت مضى إلى حافة الفناء النووي، حيث تثير النخب السياسية والمتحمسين للحرب بلا مبالاة الخوف والتوتر بين القوى النووية".
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتب بريطاني: الحرب النووية أقرب بكثير مما نتخيلlist 2 of 2أكثر من 100 مليون قتيل.. ماذا لو قامت حرب نووية بين الهند وباكستان؟end of listوبحسب الصحيفة، فقد أعادت غابارد التأكيد على حجم الكارثة التي خلفتها القنبلة النووية الأميركية على مدينة هيروشيما اليابانية عام 1945، حيث أودت بحياة أكثر من 300 ألف شخص، منهم من لقي حتفه فورا، ومنهم من توفي لاحقا بسبب الحروق الشديدة والإصابات والأمراض الناتجة عن الإشعاعات والسرطانات التي ظهرت في الأشهر والسنوات التالية.
إعلانوحذرت غابارد من احتمال استخدام الأسلحة النووية من قبل بعض القوى الدولية، مشددة على أن القنابل النووية التي يتم تطويرها اليوم أكثر قوة بكثير من تلك التي استُخدمت في الحرب العالمية الثانية، وقالت "يمكن لسلاح نووي واحد حديث أن يقتل ملايين الأشخاص في غضون دقائق معدودة".
ولفتت الكاتبة إلى أن نشر تولسي غابارد هذا المقطع عبر حسابها الشخصي وليس من خلال القنوات الرسمية يشير إلى أن تصريحاتها تعبر عن وجهة نظرها الشخصية ولا تمثل بالضرورة موقف إدارة ترامب، وربما تكون رسالة موجهة مباشرة إلى الرئيس.
تحذيراتوحسب غابارد، فإن الانفجار النووي بحد ذاته سيكون مدمرا، ملمحة إلى العواقب التي تترتب على مثل هذه الهجمات، إذ سينتشر السم الإشعاعي في الهواء والمياه والتربة، مما سيحكم على الناجين بالموت في عذاب مبرح أو عيش حياة مليئة بالمعاناة، وقد يتبع ذلك شتاء نووي، حيث يحجب الدخان والرماد ضوء الشمس تماما، مما يغرق العالم في موجة من الظلام والبرد، كما ستسقط أمطار حمضية تدمر الأرض والأنظمة البيئية كاملة.
ومؤخرا، حذر خبراء أميركيون في مقال نشرته صحيفة واشنطن بوست من أنه إذا اندلعت حرب نووية فلن يكون ذلك بفعل قرار متعمد، بل نتيجة خطأ غير مقصود ناجم عن خلل تقني أو خطأ بشري أو سوء تقدير.
ولفت المقال إلى أن هناك 9 دول نووية، وأن بعضها يبقي على هذه الأسلحة في حالة تأهب قصوى، مما يعني أنه يمكن إطلاقها في دقائق معدودة في حال رصد تهديد محتمل، حقيقة كان أم وهما.
وجاء في المقال أن العالم اقترب من الحرب النووية مرات عدة أثناء الحرب الباردة، ولكن الخطر اليوم أكثر تعقيدا مما مضى نظرا لتعدد الدول النووية والتوترات الجيوسياسية وتطور الأسلحة والتكنولوجيا.