مشاهد من فوز المنتخب السوداني على نظيره النيجري بهدف دون رد
تاريخ النشر: 5th, September 2024 GMT
مشاهد من فوز المنتخب السوداني على نظيره النيجري بهدف دون رد في الجولة الأولى من تصفيات أمم إفريقيا 2025 المقامة بالمغرب:الجزيرة – السودانإنضم لقناة النيلين على واتساب
المصدر: موقع النيلين
إقرأ أيضاً:
مشاهد من قرية بعيدة ما
صاحب السمو السيد/ نمير بن سالم آل سعيد
قال يا أبتِ إني نزلت على قرية، فوجدت بعض أهلها ملحدين ينكرون وجود الله ويتجرؤون عليه ويشككون في وجوده ويكفرون بيوم القيامة والثواب والعقاب والجنَّة والنار وكل المعتقدات والعبادات الدينية، عليهم غضب من الله إلى يوم يبعثون، وهؤلاء الملحدون لا ينفع معهم حوار بالحجة العقلية والدليل المنطقي بوجود الله؛ فهُم لا يسمحون لك بمناقشتهم لأن الإيمان لم ينفذ إلى قلوبهم وعقولهم القاصرة بالاعتراف بالخالق عزّ وجلَّ.
وقال وفي القرية وجدت بعضهم متطرفين في مذهبهم ودينهم ومبادئهم، والتطرف شر حاقد وصانع للتفرقة والكراهية والانشقاق ومنه يأتي الدمار والإرهاب ويُسيء إلى أمم ويدمر حضارات، وبالثقافة النيرة والوعي الصحيح يتم نبذ التعصب والقضاء على الأفكار الهدامة.
وأكمل: يا أبتِ.. وجدُت بعض أهل هذه القرية شاذون، مسرفون في أمرهم لا يكفيهم الكافي، منحدرون عن جادة الصواب يخرجون عن كل مألوف، يطيب لهم الانحراف بممارسة سلوكيات غير سوية منبوذة أخلاقيًا وغير مقبولة اجتماعيًا؛ فكيف لهؤلاء أن يستقيموا وقد أخذ منهم الشذوذ كل مأخذ.
وقال يا أبتِ وجدت بعض أهل هذه القرية جهلة لا يعلمون، ولا يعلمون بأنهم لا يعلمون، ويتعامون عن الحقائق الساطعة والأدلة الدامغة، وكأنّ على عقولهم غشاوة، نرجسيين متضخمة ذواتهم، بالتِيه ممتلئة أنفسهم، بالكبر حسموا أمرهم في النقاش، متعنتين في آرائهم لا يتقبلون النقد أو الاعتراض، وهذا الجهل الذي هم فيه من الصفات الذميمة الممجوجة وعلاج الجاهل التجاهل.
قال أصمت يا بني إذا أردت أن تسلم من شر هؤلاء فأنت في ديارهم ودعهم في غيهم، فلست نبيًا لتهديهِم، أو ولي أمرهم لتُلزمهم وهم لا يتقبلون نصيحتك، وسيعتبرونها هجومًا عليهم، وتعديًا على شخوصهم.
ارحل عن هذه القرية دون عودة؛ فهي داء فكري مستشرٍ وهي قرية لا خير فيها يُنتظر، ولا فائدة منها تنال ولا أمل منها يرتجى. وأغلق ذاتك عنهم وانأى بنفسك عن ديارهم، وارحل مسافرًا عائدًا إلى حيث مسكنك بعيدًا عن هذه القرية.
وإذا صدفة مررت على بثوثهم المنشورة أو لمحت صفحاتهم المسيئة هنا أو هناك، فتجاوزها إلى صفحات نورانية إيجابية رضية هادئة مُستقيمة.
أما هؤلاء يا بني إذا ابتُلوا فليستتروا وليداروا أنفسهم ويصونوها عن الخطأ، ولا يفضحوها علنًا، وليعصموا أنفسهم من الذنوب؛ فإحساس الذنب وقعه على النفوس عظيم، إذا خالف النهج الإنساني الذي يدعو إلى الاستقامة والرشاد والفطرة السليمة، وعدم التطرف في القول والفعل، وإلّا لن يجدوا الرضا والراحة والسعادة، وسيبقون مذنبين، تؤنبهم أنفسهم التي لطخوها بالعار إلى أن يتطهروا من دنس ما ارتكبوه وليُعلنوا توبتهم، وإلّا بئس المصير.
رابط مختصر