حلفاء ترامب يرون فرصة لجذب الناخبين العرب والمسلمين
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
تحاول حملة المرشح الجمهوري، دونالد ترامب، استغلال غضب الأميركيين العرب والمسلمين من سياسة إدارة الرئيس جو بايدن تجاه الحرب في غزة لكسب أصواتهم في السباق الرئاسي.
وتنقل صحيفة “واشنطن بوست” أن صهر ترامب، مسعد بولس، الذي تزوج ابنه مايكل من تيفاني ابنة دونالد ترامب، يقود جهودا لإقناع الناخبين العرب الأميركيين أنه على الرغم مما قد يكونوا سمعوه، فإن الرئيس السابق هو أفضل رهان لإنهاء حرب إسرائيل في غزة.
وتقول الصحيفة إن بعض الأميركيين العرب والمسلمين، وهم عادة يميلون إلى الديمقراطيين، قد حفزهم في هذه الدورة الانتخابية شعور بأن حزبهم قد خانهم.
ولم تتمكن إدارة الرئيس جو بايدن ونائبة الرئيس كامالا هاريس، خصم ترامب في نوفمبر، من وقف الحملة العسكرية المدمرة لإسرئيل، الحليف الرئيسي للولايات المتحدة، والتي أسفرت عن مقتل أكثر من 40 ألف فلسطيني، وفقا لسلطات الصحة المحلية.
وفي مختلف أنحاء العالم، أصبح العديد من العرب والمسلمين ينظرون إلى تصرفات إسرائيل على أنها إبادة جماعية، بينما في أميركا، وجه حوالي 750 ألف شخص غضبهم من خلال التصويت بـ “غير ملتزم” في الانتخابات التمهيدية للحزب الديمقراطي، بدلا من الاصطفاف وراء الرئيس الحالي.
اقرأ أيضاًالعالماستمرار تراجع أسعار النفط
بالنسبة لبولس، الذي يطلق على نفسه اسم “مبعوث” ترامب إلى الجاليات العربية والمسلمة الأميركية، فإن التأكيد في هذا السياق على أن ترامب سيكون صديقا أفضل للفلسطينيين ليس بالأمر السهل إذ غالبا ما يطغى على مكانة الرئيس السابق داخل هذه المجتمعات خطابه وسياساته السابقة التي يبدو أنها تشوه سمعة المسلمين والعرب، بما في ذلك منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الأحد، يظهر رجالا مسلمين يحرقون العلم الأميركي، وعليه جملة “قابل جيرانك الجدد إذا فازت كامالا. صوت لترامب 2024”.
وفي انتخابات رئاسية متقاربة يتوقع منظمو استطلاعات الرأي أن يتم تحديدها على الهامش على الأرجح، يرى بولس (54 عاما) أن القليل من التواصل يمكن أن يحدث فرقا كبيرا. “مجتمعنا في أريزونا كبير جدا ومهم للغاية، يمكننا إحداث فرق. يمكننا التأكد من حصولنا على هذا الهامش”، وفق ما قال لمجموعة من الناخبين العرب في أواخر أغسطس.
وبصفته ممثل ترامب للناخبين الأميركيين العرب والمسلمين، وهو دور لا تجادل فيه حملة ترامب، قام بولس خلال الأشهر القليلة الماضية بست رحلات إلى ميشيغان، وهي ولاية متأرجحة حرجة وموطن لأكبر عدد من السكان الأميركيين العرب، حيث شكل الناخبون غير الملتزمين 13 في المائة من الأصوات التمهيدية للحزب الديمقراطي.
ورفضت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم حملة ترامب، الإجابة على أسئلة حول بولس وعمله نيابة عن محاولة إعادة انتخاب الرئيس السابق، أو حول أي تطلعات قد تكون لدى الحملة للفوز بأصوات العرب والمسلمين. لكنها قالت في رسالة بالبريد الإلكتروني إن ترامب ملتزم بالسلام في الشرق الأوسط.
المصدر: صحيفة الجزيرة
كلمات دلالية: كورونا بريطانيا أمريكا حوادث السعودية الأمیرکیین العرب العرب والمسلمین
إقرأ أيضاً:
هل ينجح حلفاء إسرائيل الغربيون في عزل قادتها المتطرفين؟
لندن- تزداد عزلة إسرائيل الدولية في ظل إصرار حكومتها اليمينية -بعناد ودعم أميركي كامل- على الاستمرار في حرب الإبادة ضد الفلسطينيين في القطاع، حيث يحاول كثير من حلفائها الغربيين التقليديين تضييق الخناق على قادتها اليمينيين لدفع حكومة نتنياهو لمراجعة سياساتها ضد الفلسطينيين في قطاع غزة.
فقد اختارت بريطانيا الالتحاق بكل من كندا وأستراليا والنرويج ونيوزيلندا في فرض حظر على السفر وتجميد الأصول المالية بحق وزير الأمن الوطني إيتمار بن غفير ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بسبب تحريضهما العنصري ضد الفلسطينيين وتشجيعهما توسيع عمليات الاستيطان في الضفة الغربية.
خطوة فضّل خلالها الحلفاء الغربيون عدم التحرك بشكل منفرد، وتنسيق مواقفهم بعناية شديدة، مع من يتقاسمون معهم الرؤية نفسها لطبيعة مسار حل الحرب في غزة، ويشاطرونهم القناعة بضرورة ممارسة المزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية اليمينية لإجبارها على وقف جرائمها بحق الفلسطينيين.
ويحرص البريطانيون على اقتفاء النهج نفسه، حيث تتجه الحكومة البريطانية لاتخاذ خطوات تصعيدية ضد إسرائيل، في سياق حراك منسق منذ أسابيع مع دول غربية أخرى، تجنبا لأي صدام مباشر مع الحليفين الإسرائيلي والأميركي.
إعلان حراك منسقأكد البيان المشترك الصادر عن الدول الخمس، أن قرار فرض العقوبات يسعى بشكل حثيث للحفاظ على مسار حل الدولتين، بينما تعمل الحكومة الإسرائيلية المتطرفة جاهدةً لنسفه، ويمثل الوزيران الإسرائيليان في تقدير الموقّعين على البيان نموذجا للسياسيين المتطرفين في المنطقة الذين يهددون بالقضاء على أي احتمال لتحقيقه.
وكانت الحكومة البريطانية قد قررت تعليق محادثات التجارة الحرة مع إسرائيل، وفرضت قبل أيام عقوبات على بعض قادة المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، إلى جانب كل من فرنسا والنرويج.
كما أعلنت في سبتمبر/أيلول الماضي حظرا على كل الصادرات المباشرة للأسلحة لإسرائيل، لكنها حافظت على إرسال قطع الغيار لطائرات "إف 35" العصب الحيوي لسلاح الجو الإسرائيلي.
وكشفت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية -نقلا عن مصادر قالت إنها على اطلاع على خلفية العقوبات- أن تلك الخطوة تمثل تحولا في تعاطي حكومة حزب العمال البريطانية مع حكومة نتنياهو، في ظل اشتداد حملتها العسكرية ضد قطاع غزة، وإصرارها على منع دخول المساعدات الإنسانية.
وقالت صحيفة الغارديان البريطانية إن وزير الخارجية السابق ديفيد كاميرون كان قد تردد في اتخاذ خطوة مماثلة الصيف الماضي، ورفض فرض عقوبات على الزعيمين الإسرائيليين المتطرفين، حيث حذرت أصوات داخل حزب المحافظين من الكلفة الانتخابية لذلك القرار على قواعد الحزب اليمينية.
يواصل نواب برلمانيون من أحزاب سياسية بريطانية مختلفة الضغط على الحكومة العمالية للاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة، فيما يحذر رئيس الوزراء البريطاني من أي مبادرة غير محسوبة قد تخاطر بتصعيد التوتر مع الإدارة الأميركية بشأن الموقف من الحرب في غزة، أو إثارة تحفظ الأوساط اليمينية الداعمة لإسرائيل.
إعلانوحاصر نواب برلمانيون وزير الدولة المعني بقضايا الشرق الأوسط في الحكومة البريطانية، هاميش فالكونر، الأسبوع الماضي في جلسة أسئلة، وطالبوه بإفصاح الحكومة عن خططها في هذا الاتجاه، في الوقت الذي تصر الحكومة على أنها بصدد التشاور مع الحلفاء.
وكان البرلمان البريطاني طوال الأشهر الماضية، ساحة سجال حاد حول موقف الحكومة من السياسات الإسرائيلية، حيث أدان وزير الخارجية ديفيد لامي في أكثر من مرة تصريحات القادة اليمينين التحريضية ضد الفلسطينيين، دون المبادرة لاتخاذ قرار واضح بشأن فرض عقوبات ضدهم، وسط اتهامات من اليمين الشعبوي لحزب العمال بالاصطفاف إلى جانب الفلسطينيين ضد الحليف الإسرائيلي.
ويرى صباح المختار، رئيس جمعية المحامين العرب في بريطانيا، في حديث للجزيرة نت، أن فرض عقوبات على هؤلاء القادة المتطرفين الإسرائيليين "ليس جرأة سياسية، بل مجرد انسجام مع القانون الدولي الإنساني، الذي ينص على فرض عقوبات على الأشخاص المهددين للسلم والمحرضين على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".
وأضاف المختار، أن فرض بريطانيا إلى جانب حلفاء غربيين آخرين لهذه العقوبات، يرسل إشارات مشجعة لدول أخرى أقل أثيرا في الساحة الدولية على اتخاذ خطوات مماثلة، لتشديد الخناق والعزلة على زعماء اليمين المتطرف الإسرائيلي وتوسيع دائرة ملاحقتهم القانونية والقضائية.
غضب أميركي وإسرائيلييبعث المسؤولون البريطانيون ومعهم قادة أوروبيون آخرون منذ أسابيع رسائل في أكثر من اتجاه لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة، والذي هدد برد انتقامي على القرار.
بينما تقف حكومة حزب العمال ومعها أيضا حكومات أوروبية أخرى على مفترق طرق في علاقتها مع الإدارة الأميركية في أكثر من ملف، حيث يعد رفع الدعم عن حكومة نتنياهو المتطرفة أحد بواعث الخلاف الجديدة مع واشنطن.
إعلانفي المقابل تحاول واشنطن إعادة رص الصفوف بين إسرائيل وحلفائها الغربيين الغاضبين من سلوكها السياسي، حيث خاطب وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو حلفاءه مطالبا إياهم بـ"عدم إغفال هوية العدو الحقيقي الذي تجب مواجهته"، وأدان القرار وأكد أن الولايات المتحدة تقف صفا واحدا إلى جانب إسرائيل.
وفي تحد للقرارات الغربية الأخيرة، قالت صحيفة الغارديان إن بن غفير رد على القرار بتشبيهٍ شعبوي لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر بـ"فرعون"، مؤكدا أن الإسرائيليين قادرون على تحدي عقوباته.
فيما اتهم سموتريتش الحكومة البريطانية بمحاولة منع اليهود مرة أخرى من توطين أنفسهم في المنطقة، في إشارة إلى صراع المنظمات الصهيونية مع الاحتلال البريطاني لفلسطين في ثلاثينيات القرن الماضي.
جهود دوليةتواصل فرنسا ومعها دول عربية و أوروبية أخرى الحشد لمؤتمر دولي مرتقب في غضون أيام في نيويورك، لدعم مسار حل الدولتين، لم يستبعد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف خلاله بدولة فلسطينية مستقلة، في محاولة للحفاظ على إمكانية الدفع بحل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
فيما حذرت الإدارة الأميركية الأوروبيين من خطوة مماثلة، في وقت تبدو فيه حكومة نتنياهو قد حسمت خيارها بمواصلة عملياتها العسكرية ضد أهالي القطاع.
لكن حشد الدعم لفرض عقوبات مماثلة ضد القادة اليمينيين الإسرائيليين في الاتحاد الأوروبي قد لا يبدو مهمة سهلة، حيث يتطلب إجماعا من كافة دول الاتحاد، في مهمة قد لا تبدو يسيرة، واكتفى الاتحاد بتعليق الشراكة وفرض عقوبات اقتصادية على إسرائيل.
وفي الوقت الذي حافظت فيه ألمانيا على دعم مطلق للسياسات الإسرائيلية ضد قطاع غزة منذ بداية أحداث السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، بدأت تصريحات الساسة الألمان وفي مقدمتهم المستشار الألماني الجديد فريديريش ميرتس تشي بانزياح واضح لذلك الدعم.
إعلانوبعد قرارها عدم استثناء الوزيرين في التحالف اليميني الإسرائيلي من العقوبات، تتصاعد الخشية من اكتفاء الحكومة في بريطانيا بتلك الخطوة وتفضيلها عدم الاندفاع لاعتراف صريح بالدولة الفلسطينية المستقلة أو وقف شامل لتصدير الأسلحة لإسرائيل قد يُقرأ في واشنطن تحديا للحليف الأميركي.
وقال نهاد خنفر، أستاذ العلاقات الدولية في جامعة لندن، في حديث للجزيرة نت، إن تلك الخطوات التي تتخذها العواصم الغربية ضد إسرائيل قد تأخرت وليست إلا محاولة لتنفيس ضغط الشارع الغاضب من بشاعة الصور القادمة يوميا من غزة، وسط انخفاض غير مسبوق لمستوى التأييد للسياسات الإسرائيلية في صفوف الرأي العام والنخب السياسية معًا.
ويضيف خنفر، وهو رئيس رابطة الجالية الفلسطينية في بريطانيا، أن القادة اليمينيين المتطرفين الإسرائيليين لم يتورطوا فقط في تصريحات محرضة ضد الفلسطينيين ومشجعة على توسيع الاستيطان، ولكن أيضا في ممارسة انتهاكات موثقة من قبل جمعيات حقوقية مستقلة ضد المعتقلين الفلسطينيين، دون أن تبادر الدول الغربية لاتخاذ إجراءات عقابية ضدهم.
ويشير المتحدث إلى أن الحكومات الغربية مطالبة بإجراءات أخرى ملموسة وأكثر جدية للضغط من أجل إنهاء الحرب والتوسع الاستيطاني، بدلا من المساعي الدبلوماسية الناعمة التي ما زالت الدول الغربية تتبعها في التعاطي مع الوحشية الإسرائيلية.