في مئوية «أستاذ الكوميديا».. كيف تنبأ فؤاد المهندس بنجومية محمد سعد؟
تاريخ النشر: 6th, September 2024 GMT
بمجرد ظهوره على الشاشة، يأثر قلوب محبيه بخفة ظله وبشاشة وجهه، تُرسم البسمة على وجه جمهوره عند مشاهدة ضحكته المصاحبة لمشهد كوميدي، أنه أستاذ الكوميديا فؤاد المهندس، المولود في مثل هذا اليوم عام 1924، الذي تنبأ بنجومية الفنان محمد سعد، حينما قدم له جملة أثبت ذلك.
مسرحية شارك بها محمد سعدقبل سنوات طويلة، ذهب فؤاد المهندس، لمشاهدة إحدى مسرحيات صديقه سمير خفاجي، والذي كان يشارك بها الفنان محمد سعد حينذاك، وبعد انتهاء العرض المسرحي، الذي أظهر كوميدية «سعد»، طلب «المهندس» أن يحضر إليه: «الأستاذ قال لسمير خفاجي هات الممثل ده وشاور على محمد سعد»، وفق حديث محمد فؤاد المهندس، في تصريحات تليفزيونية سابقة.
«أنت هتبقى ممثل كويس وكومديان هايل» كلمات تفوه بها الأستاذ الراحل فؤاد المهندس، إلى محمد سعد، بعد أن شاهد عرضه في المسرحية برفقة الفنان محمد هنيدي، وكان «المهندس» يعشق الكوميديا، خاصة الفنان علاء ولي الدين: «فؤاد المهندس كان بيحب علاء ولى الدين وكان كومديانه المفضل، ونزل مخصوص عشان يروح السينما لمشاهدة فيلم الناظر» وفق نجل المهندس.
المصدر: الوطن
كلمات دلالية: فؤاد المهندس ذكرى ميلاد فؤاد المهندس محمد سعد استاذ الكوميديا فؤاد المهندس محمد سعد
إقرأ أيضاً:
نبوءات ويتمان.. كيف تنبأ شاعر القرن الـ 19 بأمريكا العصر الحديث؟
رغم مرور أكثر من قرن على رحيله، لا يزال الشاعر الأمريكي والت ويتمان (1819–1892) حاضرًا بقوة في المشهد الأدبي والثقافي، ليس فقط كواحد من رواد الشعر الحر، بل كصوت استثنائي سبق زمانه وتجاوز حدود عصره.
وكتب ويتمان بروح بدت وكأنها خرجت من قلب القرن الحادي والعشرين، بتناقضاته، وتحدياته، وصراعاته حول الهوية والحرية والتعدد.
وهذا الحضور الفريد يطرح تساؤلًا ملحًا: كيف لشاعر ولد في القرن التاسع عشر أن يكتب عن قضايا تعد من أبرز ملامح عصرنا الحديث؟ وهل كان Leaves of Grass مجرد ديوان شعري أم وثيقة فكرية تنبؤية استشرفت ما هو آت
وفي زمن كانت فيه الولايات المتحدة تخوض صراعاتها الداخلية لبناء هويتها كأمة، جاء ويتمان ليصوغ رؤيته الخاصة لأمريكا، رؤية أكثر شمولًا وإنسانية، تتجاوز التصنيفات والانقسامات.
ولم يكن يكتب عن النخبة أو السلطة، بل عن الناس العاديين؛ المزارعين، العمال، النساء، المثليين، السود، الجنود، والمهمشين.
واحتوى شعره كل هؤلاء، واحتفى بهم بلغة شعرية تمزج الجسد بالروح، والحب بالتمرد، والذات بالمجتمع، في نظر ويتمان، كانت أمريكا حلمًا يتسع للجميع، حلمًا لا يتحقق إلا بالاعتراف بالتنوع والاختلاف.
وهذه الرؤية، التي بدت غريبة في عصره، أصبحت اليوم جوهر النقاش السياسي والاجتماعي في أمريكا والعالم.
واللافت في تجربة ويتمان الشعرية أنه سبق عصر “السوشيال ميديا” بمئات السنين، لكنه عبر عن ذاته بنفس طريقتها.
فقصائده، خاصة في ديوان Leaves of Grass، تبدو كأنها تدوينات شخصية على فيسبوك أو تغريدات صريحة على تويتر.
قال في أول سطر من الديوان: “أحتفل بنفسي، وأغني نفسي”، وهو سطر يبدو وكأنه خرج من حساب شخصي لا من نص كلاسيكي.
لم يتردد ويتمان في الحديث عن جسده، رغباته، تناقضاته، وحتى ميوله، ما جعله مثار جدل في عصره، لكنه في الوقت ذاته، جعله قريبًا من روح هذا العصر الذي أصبح فيه الإفصاح عن الذات جزءًا من الحياة اليومية.
تجربة ويتمان الإنسانية لم تتوقف عند الكتابة فقط، بل امتدت إلى الواقع، ففي فترة الحرب الأهلية الأمريكية، لم يحمل بندقية، بل حمل قلبًا.
تطوع للعمل في مستشفيات الجيش، وشاهد بعينيه جراح الجنود، الألم، والموت، لكنه لم يتحول إلى شاعر رثاء، بل ظل ينظر للإنسان نظرة شفقة وتعاطف.
كتب عن الجسد الجريح بروح محبة، وعن الموت كجزء من دورة الحياة لا نهايتها، هذه النزعة الإنسانية هي التي تجعل من ويتمان شاعر سلام، حتى وهو يعيش في قلب حرب.
وهي ذاتها التي نجدها اليوم في الخطابات الداعية للتسامح ونبذ الكراهية وقبول الآخر.
لكن ويتمان لم يكن مجرد شاعر حسي يحتفي بالجسد، بل كان أيضًا فيلسوفًا روحيًا يرى الإنسان ككل متكامل لا ينفصل فيه الجسد عن الروح.
لم يكن يرى تناقضًا بين التمتّع بالحياة والتأمل في الخلود، بين الحب الجسدي والتجليات الروحية، وفي عصرنا الذي يعاد فيه تعريف الإنسان وسط طوفان الذكاء الاصطناعي والعوالم الافتراضية، تعود أسئلة ويتمان لتفرض نفسها: هل الإنسان عقل فقط؟ أم روح؟ أم جسد؟ أم كل هذا معًا؟ لقد كتب عن الإنسان بطريقة تُحاكي القلق الوجودي الذي نعيشه اليوم.