إعلان الرئيس الصيني شي جين بينج استثمار 51 مليار دولار في القارة الأفريقية أصاب الغرب متمثلاً في الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي بـ"القلق"، حسبما ذكرت وكالتا نوفا وآجي الإيطاليتين في تقرير مشترك.

وفي افتتاحية التقرير، ذكرت الوكالتان أن "الصين لن تتخلى عن أفريقيا. بل على العكس من ذلك أعلن الرئيس شي جين بينغ هذا الصباح عن استثمارات بقيمة 51 مليار دولار في القارة على مدى السنوات الثلاث المقبلة، ولكن قبل كل شيء، أعلن عن التزام متجدد على المستوى العسكري، من خلال برامج التدريب والتمارين والدوريات المشتركة".

استراتيجية مشتركة
وأكدتا أنه "مما لا شك فيه أن تلك التطورات تثير قلق الغرب، لأنها تأتي في وقت حيث تعجز الولايات المتحدة – المشغولة بالحملة الانتخابية الرئاسية في نوفمبر، والاتحاد الأوروبي عن تنسيق استراتيجية متماسكة ومشتركة بشأن القارة الأفريقية".

ومع ذلك، فإن الوجود الصيني في أفريقيا "قابل للهزيمة"، والطريق الصحيح هو ذلك الذي رسمته إيطاليا بخطة ماتي، على حد قول كارلو بيلاندا، الاقتصادي والأكاديمي، وأحد المحللين الأكثر اهتمامًا بتطور السيناريو الدولي.

وأشار بيلاندا إلى أن الأرقام الصادرة عن منتدى التعاون الصيني الأفريقي في بكين مهمة للغاية. ومع ذلك، فهي ليست "كافية لتعزيز الوجود الصيني في المناطق الحيوية في أفريقيا، كما تأمل بكين".

واعتبر المحلل جيرمانو دوتوري المستشار العلمي "مبلغا متواضعا نسبيا"، خاصة "إذا توزع على جميع الدول الإفريقية التي تقيم علاقات سياسية واقتصادية مع بكين"، مضيفاً: "على العكس من ذلك، إذا تركزت المساعدات على مجموعة محدودة من الدول، فقد تكون التأثيرات أكثر أهمية". ويرجع ذلك بشكل ملحوظ، وفقًا لدوتوري، إلى أن "إعادة تقييم استراتيجية التخصيص الشاملة قد تكون جارية".

ومن غير المستبعد أن ترى بكين أن المساعدات الأكثر اعتدالاً كافية اليوم، ويتعين على شي جين بينج أن يمول سباق إعادة التسلح مع الولايات المتحدة، التي تريد مواجهة قوة الصين المتنامية.

طريق الحرير
طريق الحرير الجديد، هو مصدر آخر للإنفاق الإضافي، حيث لفت الخبير إلى أن "هناك أيضًا مطالب محلية جديدة يجب تلبيتها"، مشيرًا بشكل خاص إلى إنفاق بكين المتزايد على الرفاهية والحاجة إلى التعامل مع الأزمات مثل أزمة القطاع العقاري.

ووفقاً للسيد بيلاندا، فإن الصين، من خلال زيادة التزامها العسكري في أفريقيا، تخاطر بفتح فجوات في علاقاتها مع روسيا، "التي يعد التزامها في القارة مهماً للغاية أيضاً".

"إذا عرضت بكين الأسلحة على الدول الأفريقية، فإن موسكو تخسر. والنخب الروسية تشعر بعدم الارتياح على نحو متزايد تجاه الصين، التي تعتبرها خاسرة، إلى حد إرسال إشارات في هذا الاتجاه إلى دول مجموعة السبع التي يجب على أجهزة المخابرات الغربية أن تدفع ثمنها أيضًا المزيد من الاهتمام به"، حسبما أكد البروفيسور، الذي لا يستبعد أن يذهب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حد مطالبة الهند بمواجهة التغلغل الصيني في أفريقيا.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الصين الرئيس الصينى القارة الإفريقية الولايات المتحدة الأمريكية فی أفریقیا الصینی فی

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية

برز الذكاء الاصطناعي، منذ ظهوره، كأداة فعّالة لتحليل الصور الطبية. وبفضل التطورات في مجال الحوسبة ومجموعات البيانات الطبية الضخمة التي يُمكن للذكاء الاصطناعي التعلّم منها، فقد أثبت جدواه في قراءة وتحليل الأنماط في صور الأشعة السينية، والتصوير بالرنين المغناطيسي، والتصوير المقطعي المحوسب، مما يُمكّن الأطباء من اتخاذ قرارات أفضل وأسرع، لا سيما في علاج وتشخيص الأمراض الخطيرة كالسرطان. في بعض الحالات، تُقدّم أدوات الذكاء الاصطناعي هذه مزايا تفوق حتى نظيراتها البشرية.

يقول أونور أسان، الأستاذ المشارك في معهد ستيفنز للتكنولوجيا في الولايات المتحدة، والذي يركز بحثه على التفاعل بين الإنسان والحاسوب في الرعاية الصحية "تستطيع أنظمة الذكاء الاصطناعي معالجة آلاف الصور بسرعة وتقديم تنبؤات أسرع بكثير من المُراجعين البشريين. وعلى عكس البشر، لا يتعب الذكاء الاصطناعي ولا يفقد تركيزه بمرور الوقت".

مع ذلك، ينظر العديد من الأطباء إلى الذكاء الاصطناعي بشيء من عدم الثقة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عدم معرفتهم بكيفية وصوله إلى قراراته، وهي مشكلة تُعرف باسم "مشكلة الصندوق الأسود".

يقول أسان "عندما لا يعرف الأطباء كيف تُولّد أنظمة الذكاء الاصطناعي تنبؤاتها، تقلّ ثقتهم بها. لذا، أردنا معرفة ما إذا كان تقديم شروحات إضافية يُفيد الأطباء، وكيف تؤثر درجات التفسير المختلفة للذكاء الاصطناعي على دقة التشخيص، وكذلك على الثقة في النظام".

بالتعاون مع طالبة الدكتوراه أوليا رضائيان والأستاذ المساعد ألب أرسلان إمراه بايراك في جامعة ليهاي في ولاية بنسيلفانيا الأميركية، أجرى أسان دراسة شملت 28 طبيبًا متخصصًا في الأورام والأشعة، استخدموا الذكاء الاصطناعي لتحليل صور سرطان الثدي. كما زُوّد الأطباء بمستويات مختلفة من الشروح لتقييمات أداة الذكاء الاصطناعي. في النهاية، أجاب المشاركون على سلسلة من الأسئلة المصممة لقياس ثقتهم في التقييم الذي يُولّده الذكاء الاصطناعي ومدى صعوبة المهمة.

وجد الفريق أن الذكاء الاصطناعي حسّن دقة التشخيص لدى الأطباء مقارنةً بالمجموعة الضابطة، ولكن كانت هناك بعض الملاحظات المهمة.
اقرأ أيضا... مؤسسات تستخدم الذكاء الاصطناعي لأعمال معقدة ومتعددة الخطوات

كشفت الدراسة أن تقديم شروحات أكثر تفصيلًا لا يُؤدي بالضرورة إلى زيادة الثقة.

أخبار ذات صلة "أوبن إيه آي" تطلق نموذج ذكاء اصطناعي جديدا الذكاء الاصطناعي النووي يُحدث نقلة في إدارة قطاع الطاقة

يقول أسان "وجدنا أن زيادة التفسير لا تعني بالضرورة زيادة الثقة". ذلك لأن وضع تفسيرات إضافية أو أكثر تعقيدًا يتطلب من الأطباء معالجة معلومات إضافية، مما يستنزف وقتهم وتركيزهم بعيدًا عن تحليل الصور. وعندما تكون التفسيرات أكثر تفصيلًا، يستغرق الأطباء وقتًا أطول لاتخاذ القرارات، مما يقلل من أدائهم العام.

يوضح أسان "معالجة المزيد من المعلومات تزيد من العبء المعرفي على الأطباء، وتزيد أيضًا من احتمال ارتكابهم للأخطاء، وربما إلحاق الضرر بالمريض. لا نريد زيادة العبء المعرفي على المستخدمين بإضافة المزيد من المهام".

كما وجدت أبحاث أسان أنه في بعض الحالات، يثق الأطباء بالذكاء الاصطناعي ثقةً مفرطة، مما قد يؤدي إلى إغفال معلومات حيوية في الصور، وبالتالي إلحاق الضرر بالمريض.

ويضيف أسان "إذا لم يُصمم نظام الذكاء الاصطناعي جيدًا، وارتكب بعض الأخطاء بينما يثق به المستخدمون ثقةً كبيرة، فقد يطور بعض الأطباء ثقةً عمياء، معتقدين أن كل ما يقترحه الذكاء الاصطناعي صحيح، ولا يدققون في النتائج بما فيه الكفاية".
قدّم الفريق نتائجه في دراستين حديثتين: الأولى بعنوان "تأثير تفسيرات الذكاء الاصطناعي على ثقة الأطباء ودقة التشخيص في سرطان الثدي"، والثانية بعنوان "قابلية التفسير وثقة الذكاء الاصطناعي في أنظمة دعم القرار السريري: تأثيراتها على الثقة والأداء التشخيصي والعبء المعرفي في رعاية سرطان الثدي".

يعتقد أسان أن الذكاء الاصطناعي سيظل مساعدًا قيّمًا للأطباء في تفسير الصور الطبية، ولكن يجب تصميم هذه الأنظمة بعناية.
ويقول "تشير نتائجنا إلى ضرورة توخي المصممين الحذر عند دمج التفسيرات في أنظمة الذكاء الاصطناعي"، حتى لا يصبح استخدامها معقدا. ويضيف أن التدريب المناسب سيكون ضروريًا للمستخدمين، إذ ستظل الرقابة البشرية لازمة.
وأكد "ينبغي أن يتلقى الأطباء، الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي، تدريبًا يركز على تفسير مخرجات الذكاء الاصطناعي وليس مجرد الوثوق بها".

ويشير أسان إلى أنه في نهاية المطاف، يجب تحقيق توازن جيد بين سهولة استخدام أنظمة الذكاء الاصطناعي وفائدتها.

ويؤكد الباحث "يُشير البحث إلى وجود معيارين أساسيين لاستخدام أي شكل من أشكال التكنولوجيا، وهما: الفائدة المتوقعة وسهولة الاستخدام المتوقعة. فإذا اعتقد الأطباء أن هذه الأداة مفيدة في أداء عملهم، وسهلة الاستخدام، فسوف يستخدمونها".
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • نجوم القارة السمراء يستعدون لترك أنديتهم.. «صلاح وحكيمي وأوسيمين» تحت المجهر في كأس أمم أفريقيا
  • الصين.. برنامج سفر 12 يوما بين بكين وشنغهاي وهانغتشو
  • وزير الخارجية الصيني والمبعوث الخاص لرئيس الدولة لدى الصين يبحثان تعزيز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين
  • بن حبتور: عدن يمنية الهوية وما يجري في المحافظات المحتلة مسرحية لتقاسم النفوذ السعودي الإماراتي
  • سباق القواعد والنفوذ في أفريقيا.. من يملك القرار في القارة؟
  • الجزيرة للدراسات ينظم مؤتمر أفريقيا وتحديات الأمن والسيادة لنقل القارة من الهامش للمركزية
  • الفلبين: إصابة 3 صيادين في هجوم لخفر السواحل الصيني في بحر الصين الجنوبي
  • الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء في تحليل الصور الطبية
  • الاتحاد الأوروبي: نشعر بالقلق الشديد إزاء الوضع الإنساني  في غزة
  • وثيقة سرية تكشف تعرض واشنطن لهزيمة كبيرة من الصين في حال غزو بكين لتايوان