وصف الكاتب الإسرائيلي تسفي برئيل، "اتهامات" إسرائيل لمصر، التي بحسبها هي لم تمنع دخول السلاح والوسائل القتالية والعبوات الناسفة عن طريق معبر رفح ومحور فيلادلفيا، بـ "المملة"، وذلك بعد رد وزارة الخارجية المصرية على نتنياهو في بيان إستثنائي.

وقال الكاتب برئيل، في مقال نشره عبر صحيفة "هآرتس": إن البيان المصري إستثنائي من حيث شدته وجاء فيه "تصريحات نتنياهو (بخصوص محور فيلادلفيا) تستهدف إفشال الصفقة لوقف النار وتبادل المخطوفين والأسرى.

. هذه التصريحات موجهة لإفشال جهود وساطة مصر وقطر والولايات المتحدة".

وجاء في الرد أيضا أن "مصر ترفض كل الادعاءات التي قالها مسؤولون في إسرائيل بهذا الشأن، التي تهدف إلى تبرير سياسة العدوان والتحريض الذي سيؤدي إلى التصعيد في المنطقة".

وأضاف الكاتب "في الحقيقة هذه ليست المرة الأولى التي تدين فيها مصر نشاطات إسرائيل وترفض الاتهامات الموجهة إليها، فهكذا تصرفت أيضا بعد أن سيطرت إسرائيل على معبر رفح في شهر أيار/ مايو  الماضي".


وبين أنه "عندما اتهمت إسرائيل القاهرة بمنع إدخال قوافل المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بعد أن أوضحت مصر بأنها لن تتعاون مع إسرائيل في إدخال المساعدات في معبر رفح بسبب موقفها المبدئي الذي يقول بأن هذا التعاون يعني إعطاء الشرعية للاحتلال الإسرائيلي، ولكن في هذه المرة رد القاهرة كان فظا جدا ومؤيد للرياح التي تهب من البيت الأبيض ويستند إلى أقوال الرئيس الأمريكي بأن نتنياهو لا يفعل بما فيه الكفاية للدفع قدما بصفقة التبادل ووقف إطلاق النار".

وذكر أنه "مع ذلك، فإن المصريين أوضحوا بأنهم هم وقطر سيستمرون في العمل على الدفع قدما بالصفقة، ولكن حتى الآن الحديث يدور عن بيان لا يوجد فيه أي ذخيرة، طالما أن نتنياهو يتمسك بالموقف الذي يفضل محور فيلادلفيا على تحرير المخطوفين وكأن الأمر يتعلق بصفقة تجارية".

وأكد أن "رئيس الحكومة يحاول طمس سعيه لاحتلال القطاع لفترة طويلة، وهو التوق الذي يجب أن يقلق المواطنين في إسرائيل، كما يقلق مصر، وتقرير نير دبوري في القناة 12، الذي جاء فيه أن نتنياهو أصدر تعليمات للجيش الإسرائيلي من أجل الاستعداد لتوزيع المساعدات الإنسانية في غزة بدل منظمات الإغاثة يدل على أن مصر تدرك أكثر من المواطنين في إسرائيل الهدف الذي تسعى تل أبيب في القطاع، وحقيقة أن المتحدث بلسان الجيش الإسرائيلي لم يقم بنفي هذا التقرير تعزز هذا الادعاء".

وكشف أن الحديث يدور عن عملية دراماتيكية لم تحصل على الاهتمام الذي تستحقه في "إسرائيل"، وتفسير ذلك لا يتلخص فقط بأنها خطوة أولية قبل الاحتلال العسكري الكامل، مضيفا أنه من ناحية مصر "فإن المعنى هو أن قوات الجيش ستستمر في التواجد في القطاع وفي معبر رفح ومحور فيلادلفيها دون تقييد للوقت، وبشكل يمكن أن يخرق اتفاق كامب ديفيد".

وقال إن "محللين وجهات رفيعة سابقة في الحكومة المصرية يقدمون إحاطات منذ شهر أيار/ مايو بأن خطوة إسرائيل تضع مصر أمام قضية سياسية وقانونية معقدة، الأمر الذي يلزمها بفحص مكانة اتفاق كامب ديفيد واتفاق المعابر والترتيبات التي تم التوقيع عليها في العام 2005، التي تقرر فيها أن تضع مصر 750 جندي من حرس الحدود في الطرف المصري على طول محور فيلادلفيا، وبعد ذلك وافق الطرفان على عدم اعتبار ذلك خرق لاتفاق كامب ديفيد".

وأضاف "حتى الآن تم إجراء نقاشات علنية في وسائل الإعلام المصرية في حين أن الجهات الرسمية امتنعت عن التحدث عن خرق اتفاق السلام. ولكن إذا تبين أن إسرائيل لا تنوي سحب القوات من غزة وأن حجم القوات الثابتة وعدد الدبابات والسيارات المدرعة ونشاطات سلاح الجو تتجاوز ما تقرر في التفاهمات التي تمت صياغتها خلال السنين فربما أن النظام في مصر سيخضع لضغط كبير من الشعب. وكلما ازداد هذا الضغط فإنه في نهاية المطاف مصر ستضطر إلى اتخاذ موقف حاسم، الأمر الذي يمكن أن ينتهي بنقاشات في مجلس الأمن حول خروقات إسرائيل".

المساعدات التي لا تساعد
في هذه الأثناء فإنه في مدينة العريش تراكمت كمية كبيرة جدا من قوافل المساعدات الإنسانية التي لا يمكن ادخالها إلى القطاع، وحسب تقارير في وسائل إعلام عربية فإنه تم إتلاف مئات الأطنان من البضائع التي انتهت صلاحيتها أو تم توزيعها على مواطني المدينة بدل توزيعها على أهدافها في قطاع غزة، لأن المخازن التي تم تخصيصها لاستيعاب المساعدات امتلأت ولا يوجد فيها أي مكان لاستيعاب بضائع جديدة، بحسب المقال.

وتقف مئات الشاحنات في شوارع العريش وتشوش روتين الحياة هناك، وأيضا على الشارع الذي يؤدي منها إلى القطاع، والمواطنون يقولون أن سائقي الشاحنات يحصلون على أجرة مقابل إخراجها من المدينة إلى مناطق في الصحراء القريبة منها.


ومصدر المساعدات خذخ في معظمه من دول أجنبية، وبالأساس دول عربية، ومعبر رفح كان يمكن استخدامه كمسار رئيسي لادخالها إلى القطاع، ولكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق مع مصر على فتح المعبر فان "إسرائيل" ستجد نفسها في وضع يجب فيه عليها توزيع المساعدات التي ستدخل من معبر كرم أبو سالم، وحتى ربما فتح معابر أخرى".

وأضاف الكاتب "هذا ليس فقط، بل إسرائيل أيضا ستضطر إلى أن تمول بنفسها كميات الغذاء والأدوية إذا قررت الدول المانحة عدم إرسال المزيد من المساعدات، وهكذا سيتم إلقاء المسؤولية بالكامل على إسرائيل من اجل توفيرها".

وإضافة إلى العبء المالي الكبير الذي يبلغ مليارات الدولارات التي يتسبب بها هذا التطور على مدى السنين، يقول الكاتب إنه "سيجعل جنود الجيش ورجال شرطة ورجال الحماية تكون حياتهم معرضة للخطر في مهمات غير عسكرية، غير مشمولة في أهداف الحرب، وسيكون من المهم رؤية كيف سيرد الجمهور في إسرائيل على قتل الجنود أثناء توزيع الغذاء في مخيمات اللاجئين في غزة، وكيف سيرد شركاء نتنياهو عندما سيعرفون أن إسرائيل هي التي تمول المساعدات الإنسانية من الميزانية التي يتوقع أن تتقلص بعشرات مليارات الشواكل".

الشراكة مع مصر مطلوبة
وقال الكاتب "إذا قررت إسرائيل تحمل كل عبء الاحتفاظ بالقطاع والصمود أمام الضغوط الدولية وفرض العقوبات عليها عندما يتبين بأنها تنوي احتلال قطاع غزة بشكل كامل؛ وتعريض اتفاق السلام مع مصر للخطر، وربما مع دول عربية أخرى، فإنها حتى الآن تحتاج إلى خدمات مصر، وإسرائيل تحتاج مصر كشريكة في إدارة القطاع حتى لو من أجل ترتيب انتقال المرضى والمصابين والسماح بخروج المدنيين الذين يريدون ايجاد ملجأ لهم في دول أخرى".

واعتبر أنه "في هذه الأثناء القاهرة لا تعمل على الحفاظ على الوضع الراهن، وتعمل على إيجاد قنوات سياسية جديدة من أجل تثبيت نفسها في المنطقة، ولأول مرة بعد 11 سنة قطيعة، قام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية في أنقرة ووقع على عدة اتفاقات اقتصادية وتكنولوجية وإستراتيجية مع تركيا، ويمكن أن تشتري مصر طائرات بدون طيار من إنتاج تركيا، وربما حتى سفن دوريات".

وكشف "لقد شكلت مصر وتركيا مجلس أعلى للتنسيق الاستراتيجي، الذي سيتم عقده للمرة الأولى في هذا الأسبوع، وهكذا سيتم استكمال ترميم العلاقات بين الدولتين بعد قطعها في 2013 عندما عزل السيسي الرئيس محمد مرسي، رجل الإخوان المسلمين وحليف تركيا.. ومحادثات التقارب بين الدولتين تستمر منذ سنتين، لكن بالطبع الأمر الذي رجح الكفة لصالح استئناف العلاقات هو المصالح المشتركة، الاقتصادية بالأساس، التي تغلبت على معظم الخلافات، ومفهوم "صديقي الرئيس المصري" استبدل شتيمة "السيسي قاتل"، الذي استخدمه أردوغان لسنوات".


وأضاف الكتاب أنه "في نفس الوقت إيران تواصل الجهود لاستئناف العلاقات الدبلوماسية مع القاهرة في إطار استراتيجية "السلام مع الجيران"، هذه الاستراتيجية قام بتبنيها الزعيم الروحي الأعلى آية الله علي خامنئي بعد أن ساعدت هذه الاستراتيجية في التوصل إلى المصالحة مع اتحاد الإمارات والسعودية، واستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة لا يتوقع أن يكون في الغد، لكن الحديث لا يدور عن قناة نظرية".

وختم أنه "مع ذلك، مصر حتى الآن تعتبر عامل حيوي في التحالف المناويء لإيران برئاسة الولايات المتحدة، الذي يتوقع أن تنضم إليه دول الخليج والأردن وإسرائيل، لكن في الوقت الذي تعتبر فيه إسرائيل عامل معادي، وعندما تدين السعودية نشاطاتها في القطاع، وفي الوقت الذي تخشى فيه مصر من سيطرة في غزة، فإن هذا التحالف الذي يستهدف تأسيس "سور دفاع" استراتيجي إقليمي آخذ في التلاشي".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي المصرية غزة تركيا مصر إسرائيل تركيا غزة حرب غزة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة المساعدات الإنسانیة فی إسرائیل إلى القطاع معبر رفح حتى الآن التی تم

إقرأ أيضاً:

تقرير: الأمم المتحدة تدين استخدام الغذاء كسلاح في غزة وتعتبره جريمة حرب

جنيف "أ ف ب": اعتبرت مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان اليوم أنّ تحويل الغذاء سلاحا في غزة هو "جريمة حرب"، داعية الجيش الإسرائيلي إلى "التوقف عن إطلاق النار على الأشخاص الساعين إلى الحصول على قوت".

وفي مؤتمر صحفي في برلين اليوم اعتبر المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فيليب لازاريني أن نظام توزيع المساعدات في القطاع المحاصر "مشين".

وبدأت "مؤسسة غزة الانسانية" المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، وتصنّف رسميا على أنها مؤسسة خاصة، عملياتها أواخر مايو، بعدما خففت إسرائيل بشكل طفيف الحصار المطبق الذي فرضته على القطاع أوائل مارس، وأثار تحذيرات دولية من حدوث مجاعة تطال غالبية سكان القطاع.

وقال المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة لحقوق الإنسان ثمين الخيطان في مؤتمر صحافي بجنيف إنّ "استخدام الغذاء لغايات عسكرية في حق مدنيين، فضلا عن أنه يقيّد أو يمنع حصولهم على خدمات حيوية، يعدّ جريمة حرب".

وفي حين شدد على أن تحديد "المذنب" لا يعود للأمم المتحدة، رأى أنّ "الأشخاص اليائسين والجائعين في غزة لا يزالون يواجهون خيارا غير إنساني بين الموت جوعا، أو المخاطرة بتعرضهم للقتل أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء".

رفض التعاون

ورفضت الوكالات الأممية والمنظمات الدولية الكبرى التعاون مع "مؤسسة غزة الانسانية" التي أنشئت بمبادرة خاصة ويبقى تمويلها غامضا، في ظل مخاوف بشأن حيادها وما اذا كانت تخدم الأهداف العسكرية الإسرائيلية.

ودعت منظمات حقوقية الاثنين "مؤسسة غزة الانسانية" لوقف عملياتها، محذرة من خطر التواطؤ في "جرائم حرب".

ومنذ أن بدأت عملياتها في القطاع، أعلنت المؤسسة أنّها وزّعت حوالى 40 مليون وجبة، غير أنّ الأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية تؤكد أنّ الكميات الموزّعة لا تكفي لتلبية احتياجات سكان القطاع البالغ عددهم نحو 2,4 مليون.

"فخ قاتل"

وقال لازاريني إنّ "ما تسمى آلية المساعدات التي أُنشئت أخيرا، مشينة ومهينة ومذلّة بحق الناس اليائسين. هي عبارة عن فخ قاتل يحصد الأرواح بأعداد أعلى بكثير مما ينقذ".

وأشار الى أن "مؤسسة غزة الانسانية" باتت تقترن لدى سكان غزة بـ"الإهانة".

من جانبه، نبّه الخيطان إلى "مشاهد الفوضى حول نقاط توزيع الغذاء" التابعة لمؤسسة غزة الانسانية.

وقال إنه منذ بدأت الأخيرة عملها "قصف الجيش الإسرائيلي وأطلق النار على فلسطينيين كانوا يحاولون بلوغ نقاط توزيع، ما أدّى إلى إزهاق العديد من الأرواح".

وأشار إلى أن "أكثر من 410 فلسطينيا لقوا حتفهم بهذه الطريقة، في حين أن 93 آخرين على الأقلّ قضوا بحسب التقارير وهم يحاولون الاقتراب من شاحنات المساعدات النادرة التابعة للأمم المتحدة ومنظمات إنسانية أخرى".

وأضاف أن "ثلاثة آلاف فلسطيني على الأقلّ أصيبوا خلال هذه الحوادث".

وأفاد الخيطان فرانس برس بأن الأمم المتحدة تقوم بالتحقق من هذه الأعداد التي وفرتها السلطات الصحية الفلسطينية ومصادر أخرى من بينها منظمات غير حكومية، مشيرا الى أنه يحتمل في الحالتين أن يكون عدد إضافي من الأشخاص قتلوا بضربات أخرى.

وشدّد المتحدث باسم المفوضية على ضرورة أنّ "يتوقّف الجيش الإسرائيلي عن إطلاق النار على الأشخاص الساعين إلى الحصول على قوت"، مطالبا إسرائيل بأن "تسمح بدخول الغذاء وغيره من المساعدات الإنسانية الضرورية للفلسطينيين في غزة".

وأشار إلى أنّ "القيود غير القانونية على عمل الأمم المتحدة وغيرها من الجهات الإنسانية يجب أن تُرفع فورا".

من جهة أخرى، دعا الخيطان المجتمع الدولي إلى "اتخاذ تدابير ملموسة لضمان أن تحترم إسرائيل، وهي القوة القائمة بالاحتلال في غزة، واجبها القاضي بضمان حصول السكان على كمّيات كافية من الغذاء والمواد الأولية الأساسية".

وفي هذا السياق، قال لازاريني إنّ "المجتمع الإنساني، بما في ذلك الأونروا، يحظى بالخبرة ويجب السماح له بالقيام بمهمته وتقديم المساعدات باحترام وكرامة"، مضيفا "لا بديل عن ذلك للتعامل مع التحديات المتمثلة بتفشي الجوع في قطاع غزة".

مقالات مشابهة

  • تقرير: الأمم المتحدة تدين استخدام الغذاء كسلاح في غزة وتعتبره جريمة حرب
  • يسمع ضجيج القنابل قبل صوت أمه.. عن طفل رضيع في مستشفيات غزة
  • 80 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم بينهم 56 من المجوعين
  • 84 شهيدًا بقصف إسرائيلي طال مراكز المساعدات
  • 29 شهيدا وعشرات الإصابات باستهداف إسرائيلي لغزة ومنتظري المساعدات
  • 22 شهيدا وعشرات الإصابات بقصف إسرائيلي على منتظري المساعدات
  • العدالة والتنمية التركي يكشف عن الخطر الحقيقي الذي يستهدف المنطقة
  • 29 شهيدا في قصف إسرائيلي للمنازل ومراكز المساعدات بغزة
  • كاتب إسرائيلي: قرار نتنياهو بمهاجمة إيران لا يعفيه من كارثة السابع من أكتوبر
  • كاتب إسرائيلي: الانسحاب من غزة ضرورة إستراتيجية لمواجهة إيران