طه العزاوي .. فيلسوف في الشورجة !
تاريخ النشر: 7th, September 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
بعد انتهاء ماساة ما يسمى بحرب الخليج الأولى تم سوقنا الى محارق الكويت عام 1990 .. ثم عدنا الى الحياة المدنية فوجدنا انفسنا بلا ماوى ولا عمل ولا ذخيرة .. فاضطررت دخول سوق الشورجة منتصف عام 1991 بحثا عن عمل وقد ساقتني المصادفة الى محل تجاري يجلس به رجل تجاوز عقده السابع طويل القامة ابيض الشعر جذبتني هيبته وتواضعه .
طه العزاوي (أبو سرمد) كان فيلسوفا مستغرقا كل وقته يفكر بالكون والانسان .. وضعه المادي جيد جدا متزوج وله ثلاثة أولاد ( سرمد واباء وذرى ) تخرجوا جميعا من الجامعات .. ظل طوال معرفتي به غزير الدمعة متواضع بسيط جدا .. ابي النفس وعزيزها .. لم اره يوما يستغل او يضحك على احد لم يكذب اطلاقا ولم يغش ابدا .. لم ينافق كان صريحا يجهر بكل ما يؤمن بجراة وشجاعة وثقة .. تخلى عن كل الأهداف الدنيوية .. مطاردا هدفا وحيدا سماه الحقيقة المطلقة وخلاص الانسان من كل الشرور ..
آمن بنظريته : ( تامين السعادة والخلود المطلقين ) ظل يدافع عنها ويشرح وجهات نظره مدة ستون عام لم يستطع تثبيتها كنظرية علمية رصينة المتبنيات حتى بعد طبعها في ظل حرية النشر السائدة بعد 2003 مع فخامة الفكرة واسطورية الهدف .
قال : ( انه يؤمن ايمان مطلق بان الشرور ليست من الله وهي جراء قصور الانسان وسيكون العلم المنقذ الوحيد ..) . يعتقد جازما ان العلماء خلال قرنين قادمين لا اكثر سيتمكنون من حل جميع شفر والغاز الكون وستنتهي الشرور الى الابد ونصبح سعداء خالدين في ظل سيادة العلم .
كتب في كتابه النظرية .. خلال عقوده الطويلة انه لم يستطع يصادق ويثق الا عدد قليل من اصدقاء عدني منهم وكتبني باسم ( حسين عباس ) . واصفا اياي بالمؤمن جدا .. اذ كنت احترم آرائه وانموذجيته الأخلاقية .. برغم تقاطعي مع اغلب متبنياته الفلسفية الا ان محبة الوعي جمعتنا تحت شعار الصراحة والانسان وحسن النوايا .
التقيته آخر مرة في بغداد 2007 .. وقد اهداني نسخة من نظريته التي طبعها واخذ يبكي وقد شارف الثمانون من عمره وشعر بالإحباط لعدم فهمه من قبل احد حتى اولاده لم يفهموه – حسب رايه – .. ثم جلسنا في شارع المتنبي الذي طالما زرناه أيام التسعينات لاقتناء الكتب .
بعدها انقطع التواصل بيننا جراء انهماكي بالعمل الصحفي وجلوسه في البيت فضلا عن احتراق مدننا وشوارعنا بالإرهاب والانفجارات والاجندات التي ابعدتنا عن بعض .
اعلمني احد أولاده ان والده سافر مع أخيه ذرى الذي اصبح مديرا لاكبر مشفى في احدى المدن الامريكية وقد اصطحب معه والده . مضيفا انه لم يعد يقوى على الكتابة والقراءة الا ما ندر .. بعد سنوات اتصل بي ولده سرمد معزيا بانتقال روح والده المرحوم الفيلسوف طه العزاوي الى بارئها في أمريكا بعيدا عن وطنه وناسه الذين احبهم طوال عقوده التسعة التي عاشها باحثا مفكرا متفكرا بكل حذافير الكلمة من معنى دون ان يكون في باله هدف وشيء غير الانسان .. بعد ان تجرد عن ملذاته وجميع ما في ذاته من امراض العصر حسب ما كان يذكر ويكرر رحمه الله .. حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
حرس الثورة الإيراني ينعي قائده اللواء “حسين سلامي”
الثورة نت/..
نعى حرس الثورة الإسلامية في إيران في بيان له اليوم الجمعة قائده اللواء حسين سلامي الذي استشهد في العدوان الصهيوني على إيران مؤكدا استعداده للرد بحزم وقوة على عدوان العدو الصهيوني .
وقال بيان النعي بمناسبة الاستشهاد الظالم للقائد العام لحرس الثورة الإسلامية في إيران، اللواء “حسين سلامي”، ومجموعة من أعضاء الحرس ،وفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيرانية “إرنا”،:”بقلوب مليئة بالحزن والأسى، ننعي الاستشهاد الظالم للقائد المخلص والثابت، اللواء حسين سلامي، القائد العام لحرس الثورة الإسلامية مع عددٍ من حراسه وزملائه في الهجوم الإجرامي والإرهابي على مقر الحرس صباح اليوم على يد الكيان الصهيوني قاتل الاطفال وهم يؤدون مهمة حساسة في حماية أمن الوطن والبلاد”.
وتابع البيان : “إنه مما لا شك فيه، أن اللواء سلامي كان من أبرز قادة الثورة الإسلامية ورجل الجهاد العلمي والثقافي والأمني والعسكري، وكان حاضرا في جميع الميادين بروح صادقة وحكيمة وسيادية في الخطوط الأمامية للدفاع عن مبادئ الثورة والشعب”.
وأضاف البيان أنه:” ورغم هذه الجريمة الوحشية فإن الشعب الإيراني المسلم النبيل والثوري مطمئن، مع التأكيد على الحفاظ على الأمن العام، إلى أن قيادة حرس الثورة الإسلامية، بكل قواها وخبرتها، إلى جانب القوات المسلحة الأخرى والمجاهدين المؤمنين للأمة الإسلامية، مستعدة للرد بحزم وقوة على عدوان العدو الصهيوني”.
وأشار البيان الى أنه “قد تم التفكير والاعداد منذ زمن طويل في التدابير اللازمة لمكافحة الجرائم والتصدي لوقوع مثل هذه الأحداث والوقائع، وسيتم إبلاغ الشعب الإيراني البطل والفاهم بتفاصيل العمليات الإجرامية للعدو والإجراءات المضادة لها”.
يذكر أنه قد استشهد عدد من القادة العسكريين والعلماء والمدنيين الإيرانيين جراء الهجمات الوحشية التي شنها الكيان الصهيوني على طهران وعدد من المدن الإيرانية.
وفي أعقاب هذه الجريمة النكراء، نشر قائد الثورة الاسلامية بيانا جاء فيه: يا شعب إيران العظيم؛ لقد اقدمت يد الكيان الصهيوني القذرة والدموية على ارتكاب جريمة في بلدنا العزيز هذا الصباح، وكشف عن طبيعته الشريرة أكثر من أي وقت مضى بضرب المناطق السكنية. فلينتظر الكيان عقابا صارما.