رفض المرشح الجمهوري بانتخابات الرئاسة الأميركية، دونالد ترامب، السبت، التحذيرات التي أطلقها مسؤولون في جهاز الاستخبارات، من أن روسيا "تتدخل" في الانتخابات المقرر إجراؤها في الخامس من نوفمبر المقبل، وفقا لما ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.

وكان مسؤولون في الاستخبارات الأميركية قد حذروا، الجمعة، من أن "الجهود السرية التي تبذلها الحكومة الروسية للتأثير على الانتخابات الرئاسية أكثر تطورا من الدورات الانتخابية السابقة"، وأن موسكو "تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى مزيف مقنع بشكل متزايد من شأنه أن يساعد ترامب".

 

وقبل 4 سنوات، أيدت لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ بالإجماع، استنتاج مجتمع الاستخبارات الأميركي بأن موسكو "تدخلت في انتخابات عام 2016، في محاولة لدعم ترامب".

إلا أن ترامب، الذي وصف مرارا التحقيقات في التدخل الروسي بانتخابات 2016 بأنها "خدعة"، "رفضها" هذه المرة أيضا، حيث ذكر في تجمع انتخابي بولاية ولاية ويسكونسن: "قالت وزارة العدل إن روسيا قد تكون متورطة في انتخاباتنا مرة أخرى، وكما تعلمون، ضحك العالم بأسره عليهم هذه المرة".

"الناتو" وترامب.. هل تتغير الديناميكيات مع واشنطن في حال فوزه؟ مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأميركية، تترقب أوروبا تغيرا محتملاً في علاقتها مع واشنطن، خصوصا ما تعلق بالجانب الأمني، وذلك في حال فوز المرشح الجمهوري، دونالد ترامب.

ووفقا للصحيفة الأميركية، فإن تعليقات الرئيس الجمهوري السابق تشير إلى توجيه وزارة العدل اتهامات لاثنين من المسؤولين في وسائل الإعلام الروسية، بشأن مخطط مزعوم للتأثير على انتخابات الرئاسة، دفعوا فيه لشركة إعلامية أميركية لنشر مقاطع فيديو باللغة الإنكليزية على منصات يوتيوب وإنستغرام وإكس وتيك توك.

وقال ترامب: "إنها روسيا.. روسيا مرة أخرى. لكنهم لا ينظرون إلى الصين ولا ينظرون إلى إيران. إنهم ينظرون إلى روسيا. لا أعرف ما الخطب مع روسيا المسكينة".

وكان المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، قد نفى في تصريحات سابقة لـ"واشنطن بوست" تدخل بلاده في الانتخابات الأميركية، واصفا تلك الاتهامات بـ"الهراء".

والخميس، قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في تعليق ساخر على ما يبدو، أن روسيا ترغب في فوز المرشحة الديمقراطية كاملا هاريس، مشيرا إلى ما وصفها بضحكتها "المُعدية" كسبب لتفضيلها على منافسها ترامب، حسب وكالة رويترز.

ترامب وهاريس.. وجهات نظر متباينة حيال الحرب على أوكرانيا تواجه أوكرانيا احتمالات متباينة مرتبطة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، مع احتمال فوز الرئيس السابق، دونالد ترامب، أو نائبة الرئيس كامالا هاريس بالمكتب البيضاوي.

وقال بوتين هذا العام قبل انسحاب الرئيس الأميركي جو بايدن، من السباق الانتخابي -أيضا بسخرية واضحة- إنه يفضله على ترامب لأن بايدن سياسي من "الطراز القديم" أكثر قابلية لتوقع خطواته.

وردا على سؤال بشأن رأيه في الانتخابات الأميركية، ذكر بوتين في منتدى اقتصادي في أقصى شرق روسيا، أن ذلك هو خيار الشعب الأميركي، لكنه أضاف: "بما أن (الرئيس الأميركي جو) بايدن أوصى أنصاره بدعم هاريس، فسنفعل الشيء نفسه، سندعمها".

وردا على ذلك قال ترامب، السبت: "كنت أعرف بوتين، كنت أعرفه جيدًا.. وقد أيد كامالا.. لقد شعرت بالإهانة الشديدة من ذلك".

وكان المتحدث باسم الكرملين قد قال في مقابلة تلفزيونية، إن روسيا تعد هاريس "خصما يمكن التنبؤ بتصرفاته أكثر من ترامب"، لكنه ذكر أنه "لا توجد آفاق لتحسن العلاقات مع واشنطن على أي حال".

"المشتتون".. شريحة من الناخبين "قد تحسم" السباق بين ترامب وهاريس قد تكون أصوات نسبة صغيرة من الناخبين في الولايات الأميركية المتأرجحة، المعروفة بـاسم "المشتتون"، قادرة على حسم الانتخابات لصالح أحد مرشحي الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وخلال مقابلة مع بافيل زاروبين، المراسل التلفزيوني المقرب من الكرملين، بدا أن ديميتري بيسكوف رافض لحديث ترامب عن قدرته على إنهاء حرب روسيا على أوكرانيا في غضون 24 ساعة إذا أعاده الناخبون الأميركيون إلى البيت الأبيض.

وكانت هاريس قد تعهدت بالحفاظ على موقف بايدن كحليف لكييف وأهم داعم مالي وعسكري، بينما اقترح ترامب بشكل خاص الضغط على أوكرانيا للتنازل عن أراضٍ لروسيا لإنهاء الحرب، كما ذكرت "واشنطن بوست".

ووعد ترامب، السبت، بأنه "سينهي تلك الحرب"، مضيفا: "بصفتي رئيسا منتخبا، سأحقق ذلك".

المصدر: الحرة

كلمات دلالية: الانتخابات الرئاسیة فی الانتخابات

إقرأ أيضاً:

ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون

يشهد الإقليم توترا متصاعدا بعد الضربة الأميركية المفاجئة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، مما أثار تساؤلات عديدة حول طبيعة الرد الإيراني، وحدود التصعيد المقبل، وإمكانية انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة وطويلة الأمد.

وفي الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل أنها حققت الهدف المركزي من الحرب، تلتزم طهران الصمت وتدرك حساسية الموقف وتسعى إلى ردع موجه دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة.

ويعتقد محللون أن طهران تواجه مأزقا إستراتيجيا في تحديد شكل الرد المناسب، بينما تستمر إسرائيل في تصعيد الضغط العسكري، وتسابق الوقت لتقويض القدرات الصاروخية الإيرانية قبل أن تتحول المواجهة إلى معركة استنزاف.

تنسيق إسرائيلي أميركي محكم

يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا -في تصريح للجزيرة نت- إن الضربة الأميركية لم تكن قرارا مفاجئا، بل تم الإعداد لها مسبقا، وجرت محاكاة سيناريوهاتها خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن، في إطار تنسيق وثيق بين القيادة المركزية الأميركية وإسرائيل.

ويشير العميد حنا إلى أن واشنطن دخلت المعركة لاستكمال أهداف إسرائيلية عالقة، ومنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مخرجا من أزمته السياسية.

لكنه يؤكد أن هذا التدخل فتح بابا جديدا، حيث تواجه إيران -التي اعتمدت لعقود على مبدأ "الدفاع المتقدم" عبر وكلائها الإقليميين- واقعا جديدا بعد انتقال المواجهة إلى داخل أراضيها، مما يضعف دور وكلائها في حال استمرت الحرب على شكل استنزاف طويل الأمد.

حذر محسوب ورد محدود

ويرى الكاتب والباحث أسامة أبو أرشيد -من واشنطن- أن طهران حتى الآن حددت ردها العسكري باتجاه إسرائيل، متجنبة الصدام المباشر مع الولايات المتحدة، رغم التصريحات المتكررة لقادتها العسكريين التي تؤكد أن الرد على واشنطن قادم.

ويضيف أبو أرشيد -في تصريحات للجزيرة نت- أن أحد الاحتمالات المطروحة هو شن هجمات سيبرانية، وهو ما حذرت منه وزارة الأمن القومي الأميركية.

إعلان

لكنه يشير إلى أن أي رد مباشر على قواعد أميركية في العراق أو الخليج سيضع إيران أمام معادلة صعبة "بين ردع العدو وعدم الانجرار إلى حرب مفتوحة".

ويستذكر تجربة عام 2020، حين ردت طهران على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضرب قاعدة عين الأسد، بعد إنذار غير مباشر لتجنب سقوط قتلى، لكن الوضع اليوم أكثر تعقيدا في ظل ضغوط انتخابية على واشنطن.

تصريحات نتنياهو

دعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نتنياهو إلى اتخاذ القرار الصعب، واغتنام الفرصة التي أتاحتها الضربة الأميركية الأخيرة عبر الانخراط في تسوية سياسية تقود إلى وقف إطلاق النار.

ومن جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن إسرائيل تعتبر الضربة الأميركية فرصة إستراتيجية دفعتها لاستثمار اللحظة بكل قوة.

ويشير مصطفى إلى إعلان نتنياهو أن الهدف المركزي للحرب، وهو تدمير المشروع النووي الإيراني، قد تحقق. لكنه يعترف بوجود فسحة زمنية محدودة لاستكمال ضرب القدرات الصاروخية الإيرانية.

ويضيف أن إسرائيل تسعى لإنهاء الحرب بقرار إسرائيلي، مع محاولة إقناع واشنطن بتوجيه ضربة ثانية لضمان تدمير المنشآت النووية بالكامل، وتتبنى إسرائيل سياسة "الهدوء مقابل الهدوء والتصعيد مقابل التصعيد" مع الحفاظ على مسار جوي آمن لضرب أهداف إيرانية، إلى أن تفرض تسوية دبلوماسية أو تضعف قدرة إيران على الرد.

حسابات مفتوحة

يشير أبو أرشيد إلى أن الحسابات العسكرية والسياسية التي سبقت الضربة الأميركية تتسم بتعقيدات كبيرة، إذ كشفت تقارير أميركية عن قيام إسرائيل بقصف منصات دفاع جوي إيرانية لتأمين أجواء العمليات لطائرات "بي-2" الأميركية التي نفذت الهجمات.

ويؤكد أن طهران تدرك أن الضربة الأميركية لم تكن ممكنة لولا التحريض الإسرائيلي، مشيرا إلى تبني واشنطن رواية استخباراتية إسرائيلية تتعارض مع تقييمات وكالاتها بأن إيران لم تسع لتطوير سلاح نووي منذ 2003.

ويحذر أبو أرشيد من احتمال لجوء طهران إلى تأزيم الملاحة في مضيق باب المندب بدلا من إغلاق مضيق هرمز، لما لذلك من كلفة عالية على إيران.

ويتفق المحللون على أن الأزمة تتجاوز المنشآت النووية التي استهدفتها الضربات، وتمتد إلى ما يقارب 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب الذي يبدو أن إيران نقلته قبل الهجمات، إضافة إلى المعرفة النووية المتقدمة، والصواريخ الباليستية، والدور الإقليمي لطهران.

وتشن إسرائيل حربا مفتوحة على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تستهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية، كما اغتالت خلال أيام قيادات بارزة في الحرس الثوري، بينهم رئيس هيئة الأركان، إلى جانب عدد من العلماء النوويين.

ومع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة الإسرائيلية الإيرانية -عبر ضربات مباشرة على منشآت تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز وأصفهان- ارتقى التصعيد إلى مستوى غير مسبوق.

مقالات مشابهة

  • الرئيس الروسي يتواصل هاتفيا مع نظيره البيلاروسي
  • الرئيس الروسي يقر سداد مصر تمويل مشروع محطة الضبعة النووية بالروبل الروسي
  • ترامب : لا نسعى لتغيير النظام في إيران
  • مصر تُرحّب بإعلان الرئيس الأميركي وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل
  • عاجل | الرئيس الأميركي: لست راضيا عن إسرائيل ولا عن إيران
  • عاجل | الديوان الأميري القطري: أمير قطر تلقى اتصالا من الرئيس الأميركي يؤكد تضامنه وإدانته للهجوم على قاعدة العديد
  • دي فانس يتهرب .. غموض في واشنطن بشأن مصير اليورانيوم الإيراني رغم تأكيد ترامب | تقرير
  • ترامب ينتقد دعوة الرئيس الروسي السابق بإرسال سلاح نووي لإيران من دولة ما
  • ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
  • الرئيس الروسي: الضربات على إيران عدوان غير مبرر