كشف الكاتب الصحفي محمد مجدي، المُحرر العسكري لجريدة الوطن، عن بدء دراسة 24 طالبا مصريا في مدرسة الطائرات المصرية الجديدة في حلوان بالعام الدراسي الجديد، ضمن التعاون المشترك بين الهيئة العربية للتصنيع، وشركة داسو الفرنسية العالمية، لخلق كوادر مصرية في مجال صناعة الطائرات، لافتًا إلى أن الجانب الفرنسي أشار للمسئولين المصريين عن رغبته في الاستعانة بالكوادر المتميزة منهم، بغرض سفرهم لفرنسا للعمل في مصانع الشركة هناك.

تصنيع أجزاء من الطائرات وتصديرها 

وأضاف في مداخلة هاتفية مع الكاتب الصحفي مصطفى عمار ببرنامج «بين السطور»، عبر إذاعة «أون سبورت إف إم»، أن الهيئة العربية للتصنيع تستهدف أن تكون جزءا من سلاسل الإمداد العالمية في مجال صناعة الطائرات خلال الفترة المقبلة عبر تصنيع أجزاء منها وتصديرها لفرنسا ليتم تركيبها في الطائرات المختلفة.

وأوضح أنه جرى عرض أجزاء من طائرات «فالكون 6 إكس» المُصنعة محليًا، وهناك تعاون طموح لتصنيع أجزاء من طائرات «الرافال».

ولفت إلى أن الوفود الدولية والعالمية المشاركة في فعاليات معرض مصر الدولي للطيران والفضاء المُنعقد خلال الفترة من 3 إلى 5 سبتمبر بمطار العلمين الدولي، أشادوا بمستوى الحضور، وتمثيل شركات من مختلف دول العالم، بما يُعتبر فرصة للتعرف على أحدث ما وصل إليه العالم بمجال الطيران سواء كانت طائرات تدريب أو طائرات هليكوبتر ومقاتلة، وطائرات دون طيار وحتى طائرات النقل المدنية.

وأشار إلى حديثه مع الفريق ديريك فرانس، قائد القوات الجوية المركزية الأمريكي، على هامش مشاركته في معرض مصر الدولي للطيران والفضاء، والذي أكد أنه لم يكن يتخيل أن مصر ستنظم معرضا بهذا المستوى، وأنه كان يتخيل أنه سيكون بمثابة معرض بمشاركة عدة دول، لكن التنظيم فاق توقعاته لدرجة أنه استدعى طيارا من المحيط الأطلنطي للمشاركة في فعاليات المعرض.

مصر تشارك في المعرض بعدد من الأسلحة 

ولفت إلى أن مصر شاركت بعدد من الأسلحة المهمة في فعاليات المعرض مثل المُدرعة من طراز «إس تي 100»، و«إس تي 500»، التي اجتازت اختبارات قوية في مصر والإمارات والسعودية، وتفوقت حتى على المدرعة الأمريكية الشهيرة من طراز «إم راب» بحسب مُصنعيها.

وأوضح أن الهيئة العربية للتصنيع، عرضت عددا من المنتجات الجديدة مثل القنابل الجوية من طراز «حافظ»، التي تتفوق على مثيلاتها العالمية، فضلا عن منظومات مجابهة الطائرات دون طيار من عائلة «حارس»، وتوقيع عدد من بروتوكولات التعاون المهمة مثل تصنيع رادار لاكتشاف خطر الطائرات دون طيار الصغيرة ومتناهية الصغر، ومنظومات المجابهة السلبية والإيجابية له.

وأشار إلى أن اللواء أركان حرب مهندس مختار عبداللطيف، رئيس مجلس إدارة الهيئة العربية للتصنيع، أكد له أن الهيئة منفتحة على التعاون مع كبرى الشركات العالمية في ضوء توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل على التصنيع المشترك، وتعميق التصنيع المحلي، وأن الهيئة بصدد تصنيع منتجات جديدة في المجالات الدفاعية والمدنية.

وأوضح أن رئيس الهيئة العربية للتصنيع، ذكر له أن المعرض اختصر سنوات من السفر للخارج للقاء وفود كبرى الشركات العالمية، وأن المباحثات التي جرت على أرض الواقع سواء لمصر أو لباقي الشركات والدول وبعضها البعض، يسهم في تعزيز التعاون بين تلك البلدان وبعضها البعض لتدعيم الأمن والاستقرار.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: معرض مصر الدولي للطيران والفضاء العلمين الجديدة مدينة العلمين الجديدة السيسي الهیئة العربیة للتصنیع أن الهیئة أجزاء من إلى أن

إقرأ أيضاً:

أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب

في صباح يوم الأحد، الموافق 7 ديسمبر 1941، أعادت البحرية الإمبراطورية اليابانية تعريف قواعد الحرب، لم يكن يتخيل أحد أن اليابانيين قد ينجحون في عبور محيط كامل لمهاجمة ما وصفه الاستراتيجيون الأمريكيون بـ«الحصن الذي لا يُخترق» ـ هاواي. ومع ذلك، هذا ما فعلوه بالضبط. فقد انطلقت طائرات يابانية من ست حاملات طائرات، وتمكنت من تدمير أو إلحاق أضرار بـ328 طائرة أمريكية و19 سفينة تابعة للبحرية الأمريكية، منها ثماني بوارج. مثّل هجوم بيرل هاربر لحظة حاسمة أظهرت هيمنة حاملات الطائرات كقوة رئيسية في الحروب البحرية.

ومرة أخرى، أعادت أوكرانيا كتابة قواعد الحرب هذا الأحد. لا بد أن القيادة العسكرية الروسية شعرت بالصدمة ذاتها التي أصابت الأمريكيين عام 1941، عندما شنت أوكرانيا هجوما مفاجئا على خمسة قواعد جوية روسية، اثنتان منها تقعان على بعد آلاف الأميال في أقصى شمال روسيا وسيبيريا. نجحت أجهزة الاستخبارات الأوكرانية في تهريب أعداد كبيرة من الطائرات المسيّرة داخل روسيا عبر كبائن خشبية على شاحنات، ثم إطلاقها عن بُعد.

وقد أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أن العملية، التي أطلق عليها الأوكرانيون اسم «شبكة العنكبوت»، دمّرت أو عطلت ثلث القاذفات التي كانت روسيا تستخدمها لإطلاق صواريخ كروز بعيدة المدى على أوكرانيا. ومن بين الطائرات التي قيل إنها تضررت: طائرات «تو-95» و«تو-22»، بالإضافة إلى طائرات «A-50» للإنذار المبكر والسيطرة ـ وهي نظيرات لطائرات «أواكس» الأمريكية. (لم يتم تأكيد حجم الضرر بشكل مستقل بعد).

ليس من المستغرب أن قارن بعض المدونين العسكريين الروس هذا الهجوم بهجوم بيرل هاربر قبل 84 عامًا. ورغم أن التشبيه غير دقيق ـ فبيرل هاربر كان بداية حرب جديدة، بينما كان الهجوم الأوكراني مجرد محاولة دفاعية ضمن حرب بدأها فلاديمير بوتين عام 2022 – إلا أن هناك جانبًا من الصحة فيه: فكلا الهجومين أظهر تراجع فعالية أنظمة تسليح كانت سائدة، مثل البوارج في 1941، والطائرات المأهولة اليوم. فقد تكون أسراب الطائرات المسيّرة الأوكرانية، التي ربما لم تتكلف سوى عشرات الآلاف من الدولارات، قد ألحقت أضرارًا تُقدّر بملياري دولار بأسطول الطيران الروسي المتطور.

وبهذا، كشفت أوكرانيا عن ثغرة أمنية يجب أن تُقلق جميع جنرالات العالم. فإذا كانت الطائرات المسيّرة الأوكرانية قد تسللت إلى قواعد جوية محصنة داخل دولة بوليسية مثل روسيا، فما الذي يمنع الصين من فعل الأمر نفسه مع القواعد الأمريكية؟ أو باكستان مع القواعد الهندية؟ أو كوريا الشمالية مع القواعد في كوريا الجنوبية؟

ستضطر الجيوش التي كانت تظن أن قواعدها الجوية آمنة بسياج كهربائي ونقاط تفتيش إلى مواجهة خطر جديد من السماء يتمثل في طائرات صغيرة زهيدة الثمن يسهل تحويلها لأغراض عسكرية. وسيستلزم هذا استثمارات ضخمة في أنظمة مضادة للطائرات المسيّرة. إنفاق الأموال على أنظمة الأسلحة التقليدية المأهولة بات يبدو عديم الجدوى ـ كما كان الإنفاق على سلاح الفرسان في ثلاثينيات القرن الماضي.

ورغم أن عملية «شبكة العنكبوت» لن تُوجه ضربة قاضية للجيش الروسي ـ تماما كما لم ينجح هجوم بيرل هاربر في تدمير القوة العسكرية الأمريكية ـ إلا أنها أظهرت مرة أخرى مدى صمود المقاتلين الأوكرانيين وقدرتهم على التكيّف. رغم الجمود في الخطوط الأمامية، فإن أوكرانيا تعوّض نقص عدد الجنود بتطوير صناعة مسيّرات متقدمة. فقد أنتجت أوكرانيا 2.2 مليون طائرة مسيّرة العام الماضي، وتستهدف إنتاج 4.5 مليون هذا العام. وبالرغم من أن روسيا، بدعم من إيران، تصنع مسيّراتها الخاصة، إلا أنها بقيت دائما خلف أوكرانيا بخطوة أو اثنتين، كما أثبتت عملية الأحد.

كانت «شبكة العنكبوت» مقامرة بارعة وشجاعة لتعويض نقص صواريخ «باتريوت» للدفاع الجوي، خصوصًا في ظل عدم استعداد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لإرسال المزيد منها. ورغم محاولات أوروبا المساعدة، فإن هذه الصواريخ نادرة. وبدلًا من محاولة إسقاط الصواريخ الروسية، قرر الأوكرانيون استهداف الطائرات التي تطلقها وهي لا تزال على المدرج.

خلال نقاش حاد بين ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض في فبراير، قال الرئيس الأمريكي لنظيره الأوكراني: «أنت لا تملك الأوراق الرابحة». لكن زيلينسكي لعب ـ إن جاز التعبير ـ ورقته الرابحة: الإبداع الأوكراني. لقد أثبت الأوكرانيون مرارًا أنهم أكثر شجاعة ومهارة من خصومهم، حتى وإن تحسّن أداء الجيش الروسي مقارنة ببداية الحرب.

وعلى الرغم من رمزية الهجوم، فإنه قد يُزعزع التوازن النووي، لأن القاذفات التي تُستخدم لضرب أوكرانيا بصواريخ تقليدية يمكن أن تُستخدم أيضًا لحمل أسلحة نووية. هذا يعكس خطورة الوضع في ظل إدارة أمريكية مضطربة. فغياب مجلس أمن قومي فعّال، واستبداله بفريق غير متمرس بقيادة وزير خارجية يشغل منصبين، يزيد من هشاشة الموقف.

بينما يستمر ترامب في التنديد بهجمات روسيا الجوية على المدنيين الأوكرانيين، فإنه لا يفعل شيئًا حقيقيًا لوقفها. أما الأوكرانيون، فقد قرروا الاعتماد على أنفسهم. وقد يكون هذا الهجوم بالطائرات المسيّرة، رغم تصعيده للموقف وإثارة ردود فعل روسية، هو التكتيك الضروري للضغط على بوتين للجلوس إلى طاولة المفاوضات، بالتزامن مع محادثات جديدة في تركيا. من خلال هذه العملية، تؤكد أوكرانيا للعالم أنها لن تُهزم وأنها تملك الوسائل للاستمرار في القتال.

ماكس بوت هو كاتب عمود في صحيفة واشنطن بوست، وزميل أول في مجلس العلاقات الخارجية. كان أحد المتأهلين لجائزة بوليتزر في فئة السيرة الذاتية، ومؤلف الكتاب الأكثر مبيعًا في نيويورك تايمز مؤخرًا بعنوان «ريغان: حياته وأسطورته»، والذي اختير ضمن قائمة أفضل عشرة كتب لعام 2024 بحسب صحيفة نيويورك تايمز.

مقالات مشابهة

  • 4.5 مليون دولار و4 طائرات.. خسائر اليمنية خلال موسم الحج الماضي هل تتكرر هذا العام ؟
  • رئيس العربية للتصنيع: مركز التصنيع الرقمي يستطيع تلبية كافة احتياجات الصناعة
  • أوكرانيا تعيد كتابة قواعد الحرب
  • رئيس العربية للتصنيع ووزير الأعمال يؤكدان تعزيز القدرات التصنيعية الوطنية
  • الهيئة العربية للتصنيع تطلق تعاونًا استراتيجيًا لتصنيع قطع الغيار بتقنيات الطباعة ثلاثية الأبعاد
  • رئيس العربية للتصنيع: نتطلع لتصنيع قطع الغيار بطريقة رقمية
  • وزير قطاع الأعمال العام ورئيس الهيئة العربية للتصنيع يؤكدان أهمية الاستفادة من القدرات التصنيعية الوطنية
  • بث مباشر.. مؤتمر صحفي لوفد اللجنة الوزارية العربية بشأن غزة
  • محافظ أسيوط يشهد الحفل الختامي لأنشطة مدارس المستقبل ويفتتح المعرض السنوي للأنشطة المدرسية
  • العراق يعتزم تعزيزي اسطوله الجوي بـ 31 طائرة حديثة حتى العام 2027