يمانيون – متابعات
تداولت عدد من وسائل الإعلام الفلسطينية اليوم الاثنين رسالة مكتوبة بخط واضح للشهيد ماهر الجازي منفذ عملية “معبر الكرامة”، ومضامين وصيته للشعوب العربية، وكل الأحرار في مواجهة العدو الصهيوني.

وكتب الشهيد الجازي -رحمه الله- قائلاً: ” إلى أمي وأبي الأعزاء سامحوني، وارضوا عني، فإني شهيد بإذن الله والحمد لله”.

وأضاف الجازي في وصيته: “أريد منكم أن لا تذكروني، ولكن اذكروا موقفي لعله يكون خالداً، ودافعاً لأبناء أمتنا العربية، ولأبناء الأردن النشامى خاصة، ليتخذوا موقفاً تجاه المحتلين الصهاينة الذين يرتكبون أبشع المجازر بحق اخوتنا وأطفالنا ونسائنا في غزة وفلسطين”.

واختتم الشهيد الجازي وصيته برسالة لأبناء الأمة العربية بقوله: “إخوتي أبناء العرب إن لم يكن لكم دينٌ فليكن فيكم غيرة ونخوة.. أخوكم ماهر ذياب الجازي”.

واستشهد ماهر حسين الجازي، الأحد، بعد عملية بطولية نفذها في “معبر الكرامة”، وأدت إلى مصرع 3 صهاينة، ثم ارتقى شهيداً بعد أن أطلقت الأجهزة الأمنية الأردنية النار عليه، وهو عمل بطولي أثار الرعب والهلع في صفوف الصهاينة، وأدخل الفرحة والبهجة في قلوب الفلسطينيين وأحرار العالم.

ويتضح من خلال وصية الشهيد مدى الأسى الذي وصل إليه الأحرار في المنطقة العربية، جراء صمت الأنظمة وتواطؤها مع الاحتلال الصهيوني، وهي أيضاً رسالة تؤكد على أن الخيار الوحيد لمواجهة العدو الصهيوني يتمثل في المواجهة، والجهاد في سبيل الله، وهو ما يحث عليه دائماً السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي.

وتفتح هذه العملية مساراً جديداً في مواجهة العدو الصهيوني، وتظهر مدى اقتناع الأحرار في الأردن على الاستمرار في هذا النهج، حيث خرجوا مباركين، ومؤيدين لها، في حين أكدت قبيلة الشهيد أن ما حدث هو نتيجة الغيرة على الدين والعروبة تجاه الجرائم الصهيونية المتواصلة في قطاع غزة.

ويظهر مدى التناغم في المواقف بين الشهيد وقبيلته، من خلال تأكيدهم بأن الشهيد لن يكون آخر الشهداء، وأن قبيلة الحويطات، ستظل السد المنيع الحاضرة بصف الوطن، وقيادته، مناصرة لقضايا الأمة العربية والإسلامية شأنها شأن قبائل وعشائر الأردن الحبيب كافة، وهي رسالة مزدوجة، موجهة أولاً للنظام الأردني، بأن الشعب لن يقبل بأن يظل متفرجاً تجاه الجرائم التي تحدث في قطاع غزة، وأنه سيتحرك للمواجهة بالإمكانات المتاحة، فيما الرسالة الثانية للعدو الصهيوني مفادها أن الشعوب العربية تقف إلى جانب المقاومة الفلسطينية في غزة، ولا يرضيها مواقف الحكام الخانعين، وجرائم الإبادة بالقطاع.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة

منذ يومين مرت الذكرى الرابعة والعشرون لرحيل رجل من أعظم رجال مصر فى القرن العشرين؛ رجل لم يكن مجرد سياسي أو صاحب منصب، بل كان مدرسة كاملة فى الوطنية والعناد الشريف والإصرار على أن تبقى مصر واقفة مهما حاولت قوى الاحتلال أن تكسر إرادتها. 

أتحدث هنا عن فؤاد باشا سراج الدين، الرجل الذى ترك بصمة لا تمحى فى الوجدان المصرى، والذى رحل عن عالمنا فى التاسع من أغسطس عام 2000، لكنه لم يرحل يوما عن ذاكرة الوطن.

فى كل مرة تمر فيها ذكرى رحيله، أشعر أن مصر تعيد اكتشاف جزء من تاريخها؛ تاريخ لا يمكن فهمه دون الوقوف أمام شخصية بهذا الثقل وبهذه القدرة على الصمود. 

ولد فؤاد باشا سراج الدين سنة 1910 فى كفر الجرايدة بمحافظة كفر الشيخ، وبدأ مشواره شابا يحمل حلم الوطن فى قلبه قبل أن يحمله على كتفيه. 

تخرج فى كلية الحقوق، ودخل معترك الحياة العامة صغيرا فى السن، لكنه كبير فى العقل والبصيرة، وفى سن لم تكن تسمح لغيره سوى بأن يتدرب أو يتعلم، أصبح أصغر نائب فى تاريخ الحياة البرلمانية المصرية، ثم أصغر وزير فى حكوماتها المتعاقبة، فى زمن لم يكن الوصول فيه إلى المناصب بالأمر السهل ولا بالمجاملات.

لكن ما يجعل الرجل يستحق التوقف أمامه ليس كثرة المناصب، بل طريقة أدائه فيها، فقد كان نموذجا للمسؤول الذى يعرف معنى الدولة، ويؤمن بأن خدمة الناس شرف لا يباع ولا يشترى. 

ومن يعيش تفاصيل تاريخه يدرك أنه لم يكن مجرد جزء من الحياة السياسية، بل كان جزءا من الوعى العام للمصريين، وصوتا قويا فى مواجهة الاحتلال، وسندا لحركة الفدائيين فى القناة، وواحدا من الذين كتبوا بدموعهم وعرقهم تاريخ كفاح هذا الوطن.

ويكفى أن نذكر موقفه الأسطورى يوم 25 يناير 1952، حينما كان وزيرا للداخلية، ورفض الإنذار البريطانى الداعى لاستسلام رجال الشرطة فى الإسماعيلية. 

وقتها لم يتردد لحظة، واختار الكرامة على السلامة، والوطن على الحسابات السياسية، ذلك اليوم لم يصنع فقط ملحمة بطولية، لكنه صنع وجدانا كاملا لأجيال من المصريين، وأصبح عيدا رسميا للشرطة تخليدا لشجاعة رجال رفضوا أن ينحنوا أمام الاحتلال، وهذه الروح لم تكن لتظهر لولا وزير آمن برجاله وبمصر أكثر مما آمن بنفسه.

كما لا يمكن نسيان دوره الحاسم فى إلغاء معاهدة 1936، ودعمه لحركة الكفاح المسلح ضد الإنجليز، ولا تمويله للفدائيين بالمال والسلاح، كان يعلم أن المستقبل لا يهدى، وإنما ينتزع انتزاعا، وأن السيادة لا تستعاد بالكلام، وإنما بالمواقف.

وفى الداخل، قدم سلسلة من القوانين التى شكلت تحولا اجتماعيا حقيقيا؛ فهو صاحب قانون الكسب غير المشروع، وصاحب قوانين تنظيم هيئات الشرطة، والنقابات العمالية، والضمان الاجتماعى، وعقد العمل الفردى، وقانون إنصاف الموظفين. 

وهى تشريعات سبقت عصرها، وأثبتت أن الرجل يمتلك رؤية اجتماعية واقتصادية عميقة، وميلا دائما للعدل والمساواة، وفهما راقيا لطبيعة المجتمع المصرى.

ولم يكن خائفا من الاقتراب من الملفات الثقيلة؛ ففرض الضرائب التصاعدية على كبار ملاك الأراضى الزراعية حين كان وزيرا للمالية، وأمم البنك الأهلى الإنجليزى ليصبح بنكا مركزيا وطنيا، ونقل أرصدة الذهب إلى مصر للحفاظ على الأمن الاقتصادى للدولة، وكلها خطوات لا يقدم عليها إلا رجل يعرف معنى السيادة الحقيقية ويضع مصالح الوطن فوق كل اعتبار.

ورغم الصدامات المتتالية التى تعرض لها، والاعتقالات التى مر بها فى عهود متعددة، لم يتراجع ولم يساوم، ظل ثابتا فى المبدأ، مؤمنا بالوفد وبالحياة الحزبية، حتى أعاد إحياء حزب الوفد الجديد عام 1978، ليبقى رئيسا له حتى آخر يوم فى حياته، وقد كان ذلك الإحياء بمثابة إعادة الروح لمدرسة سياسية كاملة ترتبط بتاريخ النضال الوطنى الحديث.

إن استعادة ذكرى فؤاد باشا سراج الدين ليست مجرد استدعاء لصفحات من التاريخ، بل هى تذكير بأن مصر لم تبن بالكلام، وإنما صنعت رجالا مثل هذا الرجل، آمنوا أن الحرية حق، وأن الوطنية فعل، وأن الكرامة لا تقبل المساومة. 

وفى زمن تكثر فيه الضوضاء وتختلط فيه الأصوات، يبقى صوت أمثال فؤاد باشا أكثر وضوحا، وأكثر قوة، لأنه صوت نابع من قلب مصر، من تربتها وأهلها ووجدانها.

رحل جسد الرجل، لكن أثره باق، وتاريخه شامخ، وسيرته تذكرنا دائما بأن الوطن لا ينسى أبناءه المخلصين وأن مصر، رغم كل ما تمر به، قادرة دائما على إنجاب رجال بحجم فؤاد باشا سراج الدين.

مقالات مشابهة

  • سرايا القدس تزف الشهيد عباهرة من كتيبة جنين بعد اشتباكه مع جنود العدو الصهيوني
  • فيديو.. المشاهد الأولى للسيطرة على منفذ عملية إطلاق النار في سيدني
  • حاتم عقل: حظيت بتكريم رسمي كأكثر لاعب خاض مباريات في تاريخ الدوري الأردني
  • عاجل | الملكة رانيا تشارك صورة عائلية وتوجه رسالة سلام وأمل
  • شقيق يزن النعيمات يوجه له رسالة بعد إصابته فى مباراة العراق بكأس العرب
  • الاتحاد الأردني يعلن إصابة يزن النعيمات بقطع في الرباط الصليبي
  • رسميًا الاتحاد الأردني يعلن إصابة يزن النعيمات بقطع في الرباط الصليبي
  • هدوء نسبي في معبر باكارايما الحدودي بين فنزويلا والبرازيل
  • المؤتمر الأردني-الروماني الطبي يعزز الشراكة الأكاديمية والتدريبية بين البلدين
  • فؤاد باشا سراج الدين .. الرجل الذى علم المصريين معنى الكرامة