CNN Arabic:
2025-08-03@07:41:18 GMT

هل يستطيع البشر إنشاء جُزُر جديدة في أكثر دولة انخفاضًا في العالم؟

تاريخ النشر: 10th, September 2024 GMT

‍‍‍‍‍‍

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)— تتعرض الشواطئ في جميع أنحاء العالم للتهديد بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، واشتداد العواصف. 

وتتخذ الدول الجزرية والمدن الساحلية إجراءات للدفاع عن نفسها، بدءًا من بناء الحواجز البحرية، وحتى جرف الرمال من قاع البحر وضخها إلى الشواطئ.

وفي جزر المالديف، وهي عبارة عن أرخبيل يبلغ طوله 900 كيلومتر، ويتألف من 1،200 جزيرة صغيرة تقريبًا في المحيط الهندي، يعمل مختبر التجميع الذاتي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) مع منظمة "Invena " في المالديف للعثور على حلول طبيعية بشكل أكبر.

وباستخدام هياكل مغمورة تحت الماء، يعمل الفريق على استغلال قوى المحيط لجعل الرمال تتراكم في مواقع مختارة بعناية لحماية الجزر، وربّما لإنشاء جزر جديدة أيضًا.

يستخدم معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، بالتعاون مع منظمة "Invena" المالديفية، هياكل مغمورة تحت الماء لتسخير قوى المحيط الطبيعية لحماية الشواطئ، وإنشاء الجُزُر في يوم من الأيام.Credit: MIT Self-Assembly Lab/Invena

ومنذ عام 2019، أجرت المنظمات اختبارات ميدانية في جزر المالديف، حيث يتآكل الخط الساحلي لكل جزيرة تقريبًا.

وشملت التجارب المختلفة، التي أُجريت غالبًا في المياه الضحلة للشعاب المرجانية جنوب العاصمة ماليه، جوانب متنوعة، بدءًا من غمر شبكة من الحبال مربوطة بعقد ضيقة لجمع الرمال، وصولًا إلى استخدام مادة تتحول من نسيج إلى خرسانة صلبة عند رشّها بالماء لإنشاء حاجز يُوضع في قاع البحر لتكوين الرمال هناك.

ورغم أن هذه الجهود لا تبدو مبتكرة، إلا أنّ هناك بيانات وتقنيات جادة تدعم هذا العمل.

وقال المؤسس والمدير المشارك لمختبر التجميع الذاتي سكايلر تيبيتس لـ CNN إنّه يأمل أن توفر الهياكل طريقة أكثر استدامة من الحلول الهندسية التقليدية، عندما يأتي الأمر لتعزيز السواحل المتآكلة.

وأكّد تيبيتس: "نحن نستخدم القوة الطبيعية للمحيط لتوجيه الرمال".

"الرمل في مكانه الأساسي" صورة للتجربة الميدانية الثانية للمؤسستين.Credit: MIT Self-Assembly Lab/Invena

تُعد جزر المالديف، ويبلغ متوسط ​​ارتفاعها مترًا واحدًا فوق مستوى سطح البحر، الدولة الأكثر انخفاضًا في العالم.

ولجأ المسؤولون، ومشغلو المنتجعات، ومطورو العقارات إلى التجريف، والحلول الهندسية الصلبة وغيرها من الطرق للتعامل مع المشكلة.

ولكن يمكن لهذه التدخلات أن تكون باهظة الثمن، ومن الصعب صيانتها، كما أنّها مدمرة للنظم البيئية.

ورصد عالِم الجيومورفولوجيا الساحلية في جامعة سنغافورة الوطنية، بول كينش، الذي لم يشارك في تجارب معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا و"Ivena"، دليلاً على ذلك.

صورة جوية تُظهر التركيبة الثانية.Credit: MIT Self-Assembly Lab/Invena

وقد أظهر بحثه أنّ الهياكل مثل الحواجز البحرية وموانئ القوارب قد تجعل التآكل أسوأ، وقد تؤدي إلى تدهور إنتاجية الشعاب المرجانية.

وأفاد تيبيتس أنّ استخدام مختبر التجميع الذاتي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا و"Invena" للبيانات المحلية يُمهِّد الطريق للعمل مع القوى الطبيعية، وليس ضدها، مؤكدًا أنّ "الرمل مكانه الأساسي هناك".

ومع كل تجربة ميدانية، قالت المجموعة إنّها تعمل على تطوير فهمها للمواد والتكوينات وتقنيات البناء التي يمكن أن تجعل الرمال تتراكم بأبسط الطرق، وأكثرها فعاليةً من حيث التكلفة، والاستدامة، وطول الأمد، ومدى وقابليتها للتطوير.

ويهدف هذا التعاون إلى تنمية الجزر الاصطناعية.

وحتى الآن، حققت التجربة الميدانية الثانية للمشروع، التي أُطلِقت خلال عام 2019 في جزر المالديف، نتائج واعدة للغاية. 

واستخدم المشروع أكياسًا قماشية قابلة للتحلل ومملوءة بالرمل، ووُضِعت في مواقع استراتيجية لإنشاء شريط رملي.

وخلال أربع أشهر فقط، تراكم حوالي نصف متر من الرمال على مساحة بلغت أبعادها 20 مترًا و30 مترًا.

ووصل ارتفاع الضفة الرملية اليوم إلى مترين، بينما وصل عرضها وطولها إلى 20 مترًا و60 مترًا على التوالي.

توسيع نطاق الحلول المستدامة كمية الرمل التي تشكلت بعد 4 أشهر من تركيب التجربة الميدانية الثانية.Credit: MIT Self-Assembly Lab/Invena

ورُغم تزايد الاهتمام بالحلول التي تدمج الطبيعة، إلا أنّ بيعها أمر صعب.

وشرح كينش أن "أولئك الذين يتحكمون بالأموال.. يترددون في الابتعاد عن الهياكل الهندسية الصلبة بسبب الخوف من إهدار أموالهم".

ولكن قد يكون التوصل إلى نهج جديد أمرًا حاسمًا.

وقال كينش الذي يعمل مع طلبته في جزر المالديف حاليًا لفهم كيفية تغير شواطئ الجزيرة، ونمذجتها بشكلٍ أفضل إنّ نسبة عالية من التآكل الساحلي في جزر المالديف ناجمة عن الأنشطة البشرية "بشكلٍ قسري" بفضل التدخلات الهندسية الصلبة، مضيفًا أن "الشيء الذي لا ترغب هذه الدول المرجانية في الاعتراف به هو أنّها تمتعت ببصمة ثقيلة على الجزر".

وفي جزر المالديف، تدعم الحكومة أعمال مختبر التجميع الذاتي التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا و"Invena"، ولكن لم يُترجم ذلك إلى دعم مالي حتّى الآن، بحسب ما ذكرته سارة دول، وهي المؤسسة المشارك لشركة "Invena".

وقامت المنظمتان بتركيب نسخة موسعة من تجربتها الميدانية الثانية، حيث وضعت ستة أكياس من الأنسجة في شكل دائري بهدف جمع الرمال لبناء ضفة رملية. وسيتم إجراء عملية مسح في نوفمبر/تشرين الثاني للتحقق من النتائج.

كذلك، سيقوم مشروع جديد بترميم شاطئ في منتجع جديد على بُعد 15 دقيقة تقريبًا بالقارب السريع من ماليه.

المالديفابتكاراتتقنية وتكنولوجيامشاريعنشر الثلاثاء، 10 سبتمبر / ايلول 2024تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2024 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: المالديف ابتكارات تقنية وتكنولوجيا مشاريع ماساتشوستس للتکنولوجیا المیدانیة الثانیة فی جزر المالدیف

إقرأ أيضاً:

بعد تسونامي الاعترافات المنتظرة بفلسطين.. قصة دولة قررت الانتحار

ليس هناك في وسائل الإعلام الإسرائيلية تعبير أكثر شيوعا هذه الأيام من "تسونامي سياسي" وتجده على كل لسان من اليمين واليسار على حد سواء. فهو الخطر الداهم الذي يوصف وكأنه "كارثة طبيعية" صعبة ينبغي الاستعداد لمواجهتها، بعد أن وصل الإنذار الوشيك بقرب حدوثها، بإعلان فرنسا نيتها الاعتراف بالدولة الفلسطينية والدور الذي لعبته في مؤتمر "حل الدولتين" في الأمم المتحدة.

والقصة في إسرائيل ليست مجرد الاعتراف بالدولة الفلسطينية، إذ هناك ما لا يقل عن 140 دولة معترفة بدولة فلسطين. القصة أعمق بكثير وتكمن في أن فرنسا تمثل السنونو التي تبشر بربيع فلسطين وتنذر بخريف إسرائيل.

فرنسا ليست فقط واحدة من الدول العظمى القديمة، وإنما هي أول عضو من مجموعة السبع الصناعية الكبرى، وهي واحدة من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.

صحيح أن من المعترفين بدولة فلسطين روسيا والصين وهما من الدول العظمى والأعضاء الدائمين في مجلس الأمن، لكنهما ليستا من دول الحضارة الغربية، التي تعتبر إسرائيل نفسها رأس حربتهم في الشرق البربري.

وفرنسا تقدمت صفوف الدول الأوروبية التي تغيرت بشكل كبير مواقف شعوبها وباتت ترى في إسرائيل، وحكومتها الحالية ونهجها الحربي، عنوان الشر في العالم. وليس صدفة أن ظهرت في مؤتمر الأمم المتحدة نوايا دول أوروبية وغربية أخرى بعد أن أعلنت 15 دولة منها نيتها الاعتراف بدولة فلسطين قريبا أو في سبتمبر/أيلول المقبل.

وما زاد الطين بلة في نظر إسرائيل أنه في ختام "مؤتمر الدولتين"، أصدر وزراء الخارجية المشاركين بيانًا مشتركًا دعوا فيه إلى تحقيق حل سياسي للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأصدر وزراء خارجية أندورا، وأستراليا، وكندا، وفنلندا، وفرنسا، وآيسلندا، وأيرلندا، ولوكسمبورغ، ومالطا، ونيوزيلندا، والنرويج، والبرتغال، وسان مارينو، وسلوفينيا، وإسبانيا بيانًا دعوا فيه إلى تطبيق حل الدولتين، وعرضوا مبادئ توجيهية لمستقبل المنطقة.

وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان (يسار) ونظيره الفرنسي جان نويل بارو في مؤتمر نيويورك الذي أطلق الاعترافات (الفرنسية)القبة الأوروبية

وتسونامي هو التعبير الأشد خطورة لأن إسرائيل الحالية، ائتلافا ومعارضة، صعدت أعلى الجبال من دون أن تدرك أن لا نجاة لها من الطوفان الذي أحاط بها من كل جانب. والأدهى أن أوروبا كانت "القبة الحديدية" التي تحمي إسرائيل في المحافل الدولية، إلى جانب أميركا التي كانت الحاضنة والمدافع الرئيس عنها.

إعلان

ونظرا لأن الواقع في أميركا يتغير وبسرعة فإن الذعر يدب في أرجاء مختلفة من إسرائيل، خصوصا أن الدولة العبرية فقدت منذ زمن اتحاد الحزبين، الديمقراطي والجمهوري، حول تأييدها. فخسارة الحزب الديمقراطي صارت واضحة ومكشوفة، بينما تفكك الالتفاف الجمهوري حولها يهدد ما تبقى من تأييد لها. وحسب كل الإشارات فإن الكتلة الصلبة لمؤيدي ترامب باتت منقسمة على نفسها بشأن الموقف من إسرائيل. بل إن قيادات جمهورية صارت تصرح علنا بأن إسرائيل ترتكب في غزة إبادة جماعية.

صحيح أن ترامب اعتبر إعلان فرنسا الاعتراف بفلسطين وكأنه لم يكن، وصحيح أنه هدد ضمنا كندا بعواقب وخيمة إذا نفذت نيتها الاعتراف بفلسطين، وأنه وصف المؤتمر الدولي لحل الدولتين بسخرية، لكن إسرائيل نفسها لا تثق في أن ترامب سيبقى على موقفه.

فإنجلترا أيضا أعلنت عزمها الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبعدها ذكرت الدول الناوية الاعتراف، لدرجة أن هناك في إسرائيل من يقول، إنه لن يبقى إلى جانبها في هذا الشأن سوى إدارة ترامب وميكرونيزيا. وهذا ما يزيد التساؤل في إسرائيل عما يمكن أن يحدث بعد انتهاء ولاية ترامب، وكيف ستواجه إسرائيل التطورات الجوهرية الأخيرة؟.

بعض العاقلين في إسرائيل يذكرون الجميع بأن المسألة ليست الاعتراف بحد ذاته، فهو من الوجهة العملية لن يغير شيئا في المستقبل القريب. إسرائيل ستواصل سيطرتها على غزة والضفة الغربية وهي من تقرر حتى متى يمكن للرئيس الفلسطيني أن ينتقل من مكان إلى آخر، أو حتى من يستقبل من ضيوفه الخارجيين.

فالجمعية العمومية للأمم المتحدة سبق وأن أقرت في العام 2012 الاعتراف بفلسطين وضمتها عضوا مراقبا. كما أن ما لا يقل عن 96 دولة منها روسيا والصين تقيم علاقات دبلوماسية مع دولة فلسطين. إن الاعتراف بفلسطين يوفر أساسا للانتقال لاحقا إلى فرض عقوبات على إسرائيل لحرمانها الفلسطينيين من تجسيد حقهم الأساسي هذا.

الجمعية العامة للأمم المتحدة أقرت الاعتراف بفلسطين منذ عام 2012 (وكالة الأنباء الأوروبية)مبادرة فايننشال تايمز

وربما في هذا السياق ثمة أهمية كبيرة لافتتاحية صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، غير المألوفة الأسبوع الفائت، والتي دعت فيها دول العالم إلى فرض عقوبات على إسرائيل. وكان لافتا أيضا أنها دعت، من بين أمور أخرى، الدول الأعضاء في اتفاقيات أبراهام، ودولاً أخرى في المنطقة مثل الأردن ومصر، إلى التهديد بقطع العلاقات مع إسرائيل إذا لم تُغير سياستها في غزة. وأضافت أن "الجنود الإسرائيليين قتلوا المئات قرب مراكز الإغاثة"، وأن الحرب أصبحت "هجومًا انتقاميًا من حكومة يمينية متطرفة".

من الوجهة العملية، وكما سلف، الاعتراف بفلسطين لن يغير شيئا حتى في واقع الحصار والتجويع في غزة، ولكنه يشعر الفلسطينيين بأن سطوة القوة الفاشية في إسرائيل لن تدفع العالم إلى التخلي عن الشرعية الدولية، وعن حق الفلسطينيين في دولتهم. وثمة في إسرائيل من يرون في موجات الاعتراف مجرد تنصل من الوحشية الإسرائيلية، وإعلان تبرؤ منها ومن سلوكياتها في الضفة والقطاع. وبعضهم يشدد على أن الأمر مجرد إذلال سياسي لإسرائيل التي لا ترى العالم إلا من فوهة البندقية.

"مكافأة حماس"

رأت حكومة نتنياهو في التسونامي السياسي هذا خليطا من السذاجة السياسية، والعداء للسامية والجهل بمعطيات التاريخ وآفاقه. وهي تعتبر أن التحولات في مواقف هذه الدول نوع من الخضوع للإرهاب، وتقديم مكافأة لحماس على هجوم 7 أكتوبر، وليس إقرارا بحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم. فإسرائيل التي ترى نفسها المدافع الأول عن الحضارة الغربية في مواجهة البربرية وما تسميه "النازية الإسلامية" الجديدة، تستغرب مواقف الدول الأوروبية. هذا ما تلمسه من "توبيخ" وزير الخارجية الإسرائيلية، جدعون ساعر للسفيرة الهولندية بعد قرار منع دخول الوزيرين سموتريتش وبن غفير الأراضي الهولندية. إذ اعتبر الموقف تغذية لعداء للسامية وشدد: "لن تستسلم إسرائيل للعناصر الجهادية"، وتمنى لهولندا "النجاح في مواجهتها المستقبلية مع العناصر الإسلامية المتطرفة التي رسخت وجودها على أراضيها".

ساعر: إجراءات هولندا بحق سموتريتش وبن غفير تغذي معاداة السامية (غيتي)

كما أن الرد "الصهيوني" الطبيعي على "تسونامي" الاعترافات بفلسطين تكرر على لسان سموتريتش، عندما قال في مؤتمر استيطان الشمال: "علينا ببساطة التأكد من عدم وجود ما يستحق الاعتراف". فاليمين يرى في الإبادة الجماعية في غزة وتهجير أهلها، وتفكيك السلطة الفلسطينية في الضفة وتهجير أهلها الحل الأنسب، خصوصا في ظل الظروف الإقليمية والدولية القائمة.

إعلان

ويزداد هوس اليمين ضد الفلسطينيين، بمقدار ما تتزعزع ثقتهم في قدرتهم على تحقيق أهدافهم في الإبادة والتهجير. ويرون بأم العين أنهم باتوا "غير مرغوب فيهم" من جانب أغلب شعوب الأرض حيث تتزايد مظاهر العداء لهم. جامعات تقطع العلاقات معهم وأبحاث لإسرائيليين ترفض هذه الجامعات نشرها في مجلاتها العلمية. وفرق رياضية إسرائيلية تتهرب الفرق الدولية من استضافتها أو اللعب معها.

وسياح إسرائيليون يطردون من فنادق ومطاعم، وتلاحقهم لعنات شعار "الحرية لفلسطين" في كل مكان. وحفلات موسيقية عالمية تتحول إلى مظاهرات هامة لدعم القضية الفلسطينية وغزة وضد الجيش والبربرية الإسرائيلية. ولا أقل أهمية من ذلك تحول كثير من يهود العالم وخاصة في أميركا ضد إسرائيل والبراءة العلنية منها ومن جرائمها.

المشكلة ليست بن غفير

يتدهور وضع إسرائيل في العالم وبحق ليس بسبب تصريحات سموتريتش وبن غفير وإنما بسبب تبني إسرائيل، وليس فقط حكومتها سياسة الإبادة الجماعية. فضعيفة تلك الأصوات التي خرجت في إسرائيل ضد هذه الحرب ووحشيتها وتقريبا كان هناك ما يشبه الإجماع حولها. وربما فقط في الأسبوعين الأخيرين، بدأت بعض منظمات حقوق الإنسان والمعلقين في إسرائيل بتسمية الولد باسمه، وكثر الحديث عن الإبادة الجماعية.

ومع ذلك يمكن القول، إن غالبية القوى السياسية تتبنى موقفا يرى في الاعتراف بفلسطين جريمة لا تغتفر. وتكفي نظرة واحدة إلى مواقف قادة ما يسمى بالمعارضة لمعرفة الوجهة.

كتب روغل الفر، في هآرتس أن المرشح الأقوى لخلافة نتنياهو بعد انتخابات جديدة، نفتالي بينت، اعتبر اعتراف فرنسا بالدولة الفلسطينية "تدهورا أخلاقيا" و"هدية للقتل الجماعي ورسالة للمنظمات الإرهابية الإسلامية بأن اقتلوا اليهود وستحصلون على الدولة. هذا القرار المخجل سيتم رميه في سلة قمامة التاريخ". أما زعيم المعارضة، يائير لبيد فاعتبر هذا الإعلان "خطيئة قيمية".

كما أن زعيم "أزرق أبيض"، الجنرال بني غانتس رأى أن هذا "إعلان مزيف ومتخيل، ويخدم المتطرفين بدل المعتدلين". بل إن أمل اليسار في إسرائيل زعيم الديمقراطيين، الجنرال يائير جولان رأى أن الاعتراف "ليس الطريقة الصحيحة للدفع قدما بالعملية السياسية في المنطقة"، معتبرا هذه "الخطوة أحادية الجانب وستؤدي إلى التمترس والتخندق". وكذلك فعل الجنرال غادي آيزنكوت الذي ينظر كثيرون إليه بوصفه أملا صاعدا حينما تفاخر في مقابلة تلفزيونية: "لن تجدوا أي مكان فيه "دولتان لشعبين". وهو لا يرى مستقبلا سوى لدولة واحدة لليهود و"ليس دولة" لفلسطينيين.

نفتالي بينيت: اعتراف فرنسا بدولة فلسطين تدهور أخلاقي (غيتي)

ويشدد ألفر على أنه "لا يوجد أي زعيم "معارضة" في إسرائيل يعلن بوضوح أنه قريب من ماكرون أكثر مما هو قريب من نتنياهو في القضية الفلسطينية، العكس هو الصحيح. بدلا من التنافس بينهم على طرح بديل أفضل من نتنياهو فإنهم يتنافسون على من سينجح في أن يشبهه أكثر في الموضوع الأكثر أهمية لمستقبل المجتمع الإسرائيلي. لا يوجد لأي واحد منهم، حتى غولان، الشجاعة والرؤية للاعتراف مع ماكرون بالدولة الفلسطينية. حلمهم هو إقامة حكومة تمنع الاعتراف الغربي الجارف بالدولة الفلسطينية. كما يبدو "الدولة الفلسطينية هي هدية للإرهاب"، بدلا من هدية لحقوق الإنسان الأساسية والأخلاق العالمية والحكمة السياسية".

ثمة بدايات بين عقلاء في إسرائيل ترى أن حكومة اليمين في سعيها لمحو غزة من الخريطة، سمحت لغزة بمحو إسرائيل من خريطة العالم في نظر الرأي العام العالمي. كما أن مسؤولا سابقا مثل شمعون شيفز كتب في موقع والا الإخباري إن إسرائيل تتحول إلى (متسادا) ثانية، وإن فيها "حكومة تقفز إلى الهاوية، وبلد بأكمله على ظهرها".

إعلان

وحذر من أن "العالم يضيّق الخناق علينا، والكراهية تتصاعد، والدعم ينهار، والقادة منشغلون بأنفسهم. إسرائيل في حالة انحدار غير مسبوقة. ليس بسبب أعدائها، بل بسبب من يقودونها. انظروا حولكم، استمعوا إلى نشرات الأخبار في العالم، اقرأوا المنشورات والتغريدات، استمعوا إلى الأصوات. ذلك الضجيج الذي تسمعونه؟ إنه بلدنا الذي قرر الانتحار. لا أقل من ذلك. والعالم أجمع يقف مذهولاً من حولنا، ويرى وحشاً أمام عينيه".

مقالات مشابهة

  • العالم ينقلب على نتنياهو وهو لا يبالي
  • العراق خارج قائمة أكثر دول العالم حرارة(جدول)
  • كسوف الشمس.. العالم يظلم فى 11 دولة لـ 6 دقائق في هذا التوقيت
  • غليون لـعربي21: أوروبا تعترف بفلسطين خوفاً من وصمة الإبادة التي شاركت فيها
  • قمة سيلكون للتكنولوجيا والتحول الرقمي تُطلق شرارة المستقبل الرقمي في سوريا
  • بعد تسونامي الاعترافات المنتظرة بفلسطين.. قصة دولة قررت الانتحار
  • 109 دولة.. أكثر من 1.2 مليون معتمر يؤدون المناسك خلال 45 يومًا
  • ترامب لا يستطيع مقاومة النوم أمام الكاميرات.. فيديو
  • منة عرفة تشارك جمهورها استمتاعها بالعطلة في المالديف
  • تقرير: 22 دولة فقط التزمت بتعهداتها الأممية حول الطاقة المتجددة