الدويري: هل سقطت المروحية الإسرائيلية في رفح أم أُسقطت؟
تاريخ النشر: 11th, September 2024 GMT
تساءل الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري -في تعليقه على حادث تحطم مروحية إسرائيلية في غزة- عما إذا كانت المروحية قد سقطت أم تم إسقاطها، مرجحا وجود مؤثر خارجي أدى إلى إسقاطها.
واعتبر أن هناك احتمالين لسقوط المروحية، إما بخطأ تقني أو بخطأ بشري، أما في حال تم إسقاطها، فالأمر يتعلق بمؤثر خارجي، وكشف أن تحطم المروحية وقع بالقرب من مناطق يحتمل وجود مقاومة فلسطينية فيها.
واعترف الجيش الإسرائيلي -اليوم الأربعاء- بمقتل جنديين وإصابة 7 آخرين، 4 منهم إصابتهم خطيرة، جراء تحطم مروحية "بلاك هوك" خلال مهمة إنقاذ جندي مصاب في رفح جنوبي قطاع غزة، بأول حادث تحطم مميت لهذا النوع من الطائرات منذ 30 عاما.
وقدم اللواء الدويري -في تحليل للمشهد العسكري في غزة- تفسيرات تقنية بشأن المروحية التي تحطمت، وقال إنها عندما تطير على مستويات منخفضة جدا يكون ذلك أقصى سرعة لها، وعندما تطير على ارتفاعات عالية، تكون سرعتها تقريبا 360 كيلومترا في الساعة، وإذا كانت المروحية تطير ضمن مدى الصواريخ قصيرة المدى أو "آر بي جي" أو الرشاشات معيار 7.62 يمكن إسقاطها.
وشدد على أنه لا يستطيع الجزم بأن المروحية الإسرائيلية قد أُسقطت، لكن هذا الاحتمال يبقى مفتوحا.
وأعلن جيش الاحتلال فتح تحقيق لمعرفة ملابسات الحادث، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية تفيد بأن سقوط المروحية لم يكن نتيجة نيران معادية، إنما نتيجة خطأ بشري أو تقني، وفق وصفه.
كما أوضح الخبير العسكري والإستراتيجي أن المروحية الإسرائيلية التي تحطمت هي العصب الرئيسي لعمليات إنقاذ جنود الاحتلال الذين يسقطون في غزة، وهي طائرة عمودية متوسطة الحجم ومزودة برشاشين عيار 7.62، وطاقمها يتكون من 4، طيار ومساعده وملاح ومن يستخدم الرشاشات.
وتحدث عن وجود أكثر من طراز وأحجام للمروحية الإسرائيلية، واستغرب اللواء الدويري من تصريح قائد سلاح الجو الإسرائيلي بشأن وقف التدريب، وقال إنه يفترض أن يتم وقف الاستخدام ريثما يتم التحقق من حادث تحطم المروحية.
وفي تقدير اللواء الدويري، فإن جيش الاحتلال الإسرائيلي يخشى حدوث اشتباك أو تماس مع المقاومة الفلسطينية، ولذلك وصف عمليات الإنقاذ بالمعقدة، واتخذ إجراءات احترازية كبيرة جدا، مؤكدا أنه نفذ طلعات جوية واستخدم الدخان لفرض حاجز يحول دون الرؤية.
ويذكر أن موقع "والا" الإسرائيلي قال إن تحطم المروحية من نوع "بلاك هوك" في غزة هو أول حادث مميت بعد 30 عاما من خدمة مروحيات هذا الطراز بالجيش الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات فی غزة
إقرأ أيضاً:
بعد أكثر من 3400 عام على وفاتها.. حقيقة “صادمة” وراء تحطم تماثيل أشهر ملكة فرعونية
#سواليف
كشف #علماء عن السبب الحقيقي وراء #التماثيل_المحطمة للملكة #حتشبسوت، بعد قرون من الاعتقاد السائد بأن خليفتها #تحتمس_الثالث قام بتشويه تماثيلها بدوافع شخصية بعد وفاتها.
واكتسبت حتشبسوت، الحاكمة المصرية القديمة، والابنة الوحيدة للملك المحارب تحتمس الأول، مكانة أيقونية في العصر الحديث لدورها كواحدة من أعظم حكام مصر وكمثال نادر للفراعنة الإناث، لكنها أيضا تعرضت لاضطهاد سياسي بعد وفاتها.
خلال عشرينيات القرن الماضي، كشفت #الحفريات في دير البحري ( #الأقصر، #مصر ) عن العديد من تماثيل حتشبسوت المحطمة. وقد فسر هذا التلف تقليديا على أنه فعل انتقامي عنيف من قبل ابن أخيها وخليفتها تحتمس الثالث. لكن العديد من هذه التماثيل بقيت في حالة جيدة نسبيا، ما يثير تساؤلات حول فكرة أن الدمار كان بدافع كراهية تحتمس الثالث لحتشبسوت.
مقالات ذات صلة 10 عادات لتدريب عقلك على السعادة 2025/06/26وبتحليل دقيق للقطع الأثرية، توصل العلماء إلى أن التلف نتج عن ممارسات جنائزية تقليدية، حيث كان المصريون القدماء يعيدون استخدام مواد التماثيل القديمة بطريقة منهجية.
ومن بين جميع فراعنة مصر القديمة، ربما تكون الملكة حتشبسوت أكثر الحكام الذين تعرضوا للتجاهل والتهميش بشكل غير عادل على مر التاريخ. وتعد هذه الملكة الفريدة من أوائل الرموز النسائية التي نادت بتمكين المرأة في عصر كانت فيه السلطة حكرا على الرجال.
وفي خطوة غير مسبوقة، توجت حتشبسوت نفسها ملكة على مصر، وحكمت البلاد لمدة عشرين عاما كحاكمة مشاركة، تاركة وراءها إرثا من الإنجازات العظيمة.
وبحلول وفاتها عام 1458 قبل الميلاد، كانت مصر قد شهدت تحت حكمها واحدة من أكثر الفترات ازدهارا واستقرارا في تاريخها الطويل. لكن الغريب أن إنجازاتها العظيمة لم تنل التقدير الكافي، حيث تشير الروايات التاريخية إلى أن خلفاءها عملوا على طمس معالم حكمها، فتم تحطيم تماثيلها ونسب إنجازاتها إلى حكام آخرين. لكن الأبحاث الحديثة بدأت تكشف زيف هذه الرواية التقليدية.
فوفقا للدكتور جون يي وونغ، عالم المصريات بجامعة تورنتو، فإن الدمار الذي لحق بتماثيل حتشبسوت لم يكن بدافع الكراهية أو الرغبة في الانتقام، بل كان جزءا من ممارسة قديمة معروفة باسم “التعطيل الطقسي”، والتي تهدف لتحييد القوة الكامنة في الصور، وطبقت على تماثيل ملوك مختلفين عبر التاريخ الفرعوني.
وتشير الدراسات إلى أن معظم التماثيل تعرضت للتلف في نقاط ضعفها مثل الرقبة والخصر والركبتين، ما يدل على أن عملية التدمير كانت منهجية وهادفة، وليست عشوائية كما لو كانت ناتجة عن غضب عارم. وهذا يشير إلى أن حتشبسوت عوملت بعد وفاتها بشكل مشابه لسابقيها من الفراعنة.
وقد توصل الدكتور وونغ إلى هذه النتائج المثيرة بعد تحليل دقيق للملاحظات الميدانية والصور الأرشيفية التي تعود إلى عمليات التنقيب في الفترة بين 1922-1928 في دير البحري بالأقصر. وأظهرت الدراسات أن العديد من التماثيل المحطمة أعيد استخدامها لاحقا كمواد بناء أو أدوات، في ممارسة كانت شائعة في مصر القديمة لتحييد الرموز الدينية للحكام السابقين.
لكن هذا لا ينفي وجود حملة منظمة لطمس ذكرى حتشبسوت، حيث يشير الدكتور وونغ إلى أنها تعرضت لاضطهاد ممنهج أكثر من غيرها من الحكام. ويشير إلى أن دوافع تحتمس الثالث، خليفة حتشبسوت، ربما كانت سياسية وطقسية أكثر منها شخصية، حيث سعى لتأكيد شرعيته كحاكم وحيد لمصر.
جدير بالذكر أن عهد حتشبسوت تميز بإنجازات عديدة شملت توسيع نطاق التجارة، وإطلاق مشاريع بناء ضخمة، والحفاظ على استقرار المملكة. وقد حكمت لمدة تزيد عن العشرين عاما دون معارضة تذكر، قبل أن توافها المنية بسبب إصابتها بسرطان العظام، كما تشير بعض النظريات. ورغم محاولات طمس إرثها، تبقى حتشبسوت واحدة من أنجح الحكام في التاريخ المصري القديم، وشاهدة على قدرة المرأة على القيادة والحكم في عصر لم يكن يسهل عليها ذلك.