دول الأمازون تنشئ تحالفا لمكافحة إزالة الغابات
تاريخ النشر: 11th, August 2023 GMT
اتفقت ثماني دول من أميركا الجنوبية هذا الأسبوع على إنشاء تحالف لمكافحة إزالة الغابات في منطقة الأمازون، وهو ما يعتبر "خطوة أولى" في انتظار القرارات لتطبيقه على الأرض و الوقوف أمام وصول أكبر غابة مطيرة في العالم إلى "نقطة اللاعودة".
وأقرّت قمة منظمة معاهدة التعاون في (منطقة) الأمازون ما أطلقت عليه الدولة المضيفة البرازيل "جدول أعمال مشتركا جديدا وطموحا" لإنقاذ الغابات المطيرة التي يعدّ وجودها أمرا حيويا في مواجهة تغيّر المناخ.
ووقّعت الدول الأعضاء في المنظمة وهي بوليفيا والبرازيل وكولومبيا والإكوادور وغيانا والبيرو وسورينام وفنزويلا، إعلانا مشتركا في بيليم، عند مصب نهر الأمازون، ووضعوا خريطة طريق من 10 آلاف كلمة تهدف إلى تعزيز التنمية المستدامة ووقف قطع أشجار الغابات ومحاربة الجريمة المنظمة التي تغذيها.
لكن القمة لم تلب أكثر المطالب إلحاحا للناشطين البيئيين ومجموعات السكان الأصليين، بما فيها تبني كل الدول الأعضاء تعهّد البرازيل إنهاء قطع الأشجار غير القانوني بحلول العام 2030 وتعهُّد كولومبيا وقف عمليات التنقيب الجديدة عن النفط.
وقال رئيس تحالف مرصد المناخ في البرازيل مارسيو أستريني "إنها خطوة أولى، لكن لم يتّخذ أي قرار ملموس، مجرد قائمة من الوعود".
وأضاف "الكوكب يذوب ودرجات الحرارة تبلغ مستويات قياسية كل يوم... من غير الممكن أن يفشل ثمانية زعماء في منطقة الأمازون في وضع مسألة إنهاء إزالة الغابات بأحرف بارزة في الإعلان" الختامي.
وفي كلمته الافتتاحية للقمة الثلاثاء، أكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا أن "تفاقم أزمة المناخ" يتطلب اتخاذ إجراءات "توافقية".
وأضاف بعد ساعات فقط من تأكيد مرصد "كوبرنيكوس" الأوروبي أن يوليو كان أكثر الأشهر حرّا على الإطلاق "لم يكن الأمر بهذا الإلحاح من قبل".
ودعا الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو إلى إطلاق برنامج واسع لإلغاء ديون البلدان النامية في مقابل اتخاذ إجراءات لحماية المناخ على غرار "خطة مارشال" الخاصة بإعادة بناء أوروبا الغربية بعد الحرب العالمية الثانية.
وتابع "إذا كنا على وشك الانقراض وهذا هو العقد الذي يجب فيه اتخاذ القرارات الكبيرة... فماذا نفعل إلى جانب إلقاء خطابات؟
حوض كربون حيوي
في محاولة للضغط على رؤساء الدول المجتمعين، تجمّع مئات من الناشطين البيئيين ومن السكان الأصليين أمام مقرّ انعقاد القمة في بيليم، وطالبوا باتخاذ تدابير جريئة.
وهي القمة الأولى منذ 14 عاما للمنظمة التي أسّستها عام 1995 بلدان أميركا الجنوبية المطلة على حوض الأمازون.
وتُعد منطقة الأمازون الشاسعة التي تضم حوالي 10 بالمئة من التنوع البيولوجي في العالم و50 مليون شخص ومئات المليارات من الأشجار، حوض كربون حيويا في مواجهة احترار المناخ.
لكن العلماء يحذّرون من أن تدمير الغابات المطيرة يدفعها إلى الاقتراب من نقطة اللاعودة التي إذا تم الوصول إليها ستصدر الأمازون كمية من الكربون أكثر مما تمتصه، مع تداعيات كارثية على المناخ.
وبدا القادة الإقليميون منقسمين بشأن بعض القضايا.
فيحضّ الرئيس الكولومبي دولا أخرى على التزام تعهده القاضي بحظر كل عمليات التنقيب الجديدة عن النفط، وهو موضوع حساس بالنسبة إلى بعض الأعضاء بما فيها البرازيل التي تسعى شركتها النفطية التابعة للدولة إلى استكشاف مناطق بحرية جديدة عند مصب نهر الأمازون.
وقال بيترو إنّ "(قرار) عدم إزالة الغابات لن يكون كافيا" مضيفا "العلم أظهر لنا أنه حتى لو غطّينا العالم كلّه بالأشجار، فلن يكون ذلك كافيا لامتصاص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون... يجب أن نتخلّى عن الوقود الأحفوري".
اختبار للولا
وتستضيف مدينة بيليم الساحلية البالغ عدد سكانها 1,3 مليون نسمة مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ (كوب 30) في العام 2025.
وتعد القمة بمثابة اختبار رئيسي للولا الذي شغل في السابق منصب الرئيس بين عامَي 2003 و2010 ثم عاد إليه في يناير، متعهدا "إعادة البرازيل" إلى الحرب ضد تغيّر المناخ، بعد أربع سنوات من إزالة الغابات على نطاق واسع في ظل حكم سلفه اليميني المتطرف جايير بولسونارو.
وحضّت مجموعات من السكان الأصليين التي تشكّل أراضيها حاجزا حيويا أمام تدمير غابات العالم، بحسب الخبراء، قادة أميركا الجنوبية على اتخاذ إجراءات حاسمة.
وقالت رئيسة اتحاد السكان الأصليين الإكوادوري نيمو غيكيتا لوكالة فرانس برس "كفاحنا ليس فقط من أجل الشعوب الأصلية (...) بل من أجل العالم بأسره حتى تتمكن الأجيال المقبلة من البقاء على هذا الكوكب".
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات تغي ر المناخ البرازيل البرازيل الأمازون قمة الأمازون غابات الأمازون تغي ر المناخ البرازيل مناخ السکان الأصلیین إزالة الغابات
إقرأ أيضاً:
باكستان الدولة الإسلامية الوحيدة التي تمتلك السلاح النووي!
اليوم سأحدثكم عن قصة حصول باكستان على السلاح النووي وإحداثها لمعجزة سياسية-علمية في العالم الإسلامي، فدولة التي لم تكن تملك شيئا بل حتى لا تستطيع صناعة مسامير وبراغي كيف لها أن تصنع سلاحا نوويا معقدا جدا في فترة قصيرة جدا، حتى الغرب لم يستطع مجاراتها؟ لا بد أن يكون وراء ذلك سر عظيم جدا ألا وهي الإرادة والعزيمة التي صنعت المستحيل.
بدأ كل شيء عام 1971 عندما تعرضت باكستان لهزيمة قاسية ومذلة أمام الهند، العدو الأول والأزلي، انتهت بانفصال بنغلادش عن باكستان، وبعد ثلاث سنوات فجّرت الهند أول قنبلة نووية له بمساعدة الكيان وخرجت للعالم تتبجح وصرّح الهنود: "نحن الآن صرنا قوة نووية".
في تلك اللحظة المفصلية في التاريخ كانت باكستان تراقب الوضع وشعرت بأن عدوها قد اكتسب ما سيمكنه من التفوق عليها، وهذا ما استفز كبرياء الشعب والحكومة هناك، حينها وقف رئيس وزراء باكستان ذو الفقار علي بوتو وقال عبارته الشهيرة: "لو اضطررنا لأكل العشب أو التراب، سنصنع قنبلة نووية". لم يأخذه الغرب ولا حتى الهند على محمل الجد، وظن الكل أنه مجرد هرطقة سياسية فقط وشعبوية معتادة للإلهاب حماس الجماهير هناك.. لكن تأكد لا حقا أن الرجل كان يعني ما يقوله بالحرف الواحد!
وبدأ التخطيط الفعلي لامتلاك برنامج نووي سري دون أن يثيروا ريبة أعين الغرب والعدو الأزلي الحاقدة.. وانطلق جمع المعلومات من طرف أجهزة المخابرات الباكستانية باحثة عن كل من يستطيع أن يقدم لهم يد العون من دول وحكومات ومنظمات سرية وجماعات تهريب وقبل ذلك البحث عن علماء نووي موثوقين ومستعدين للتضحية من أجل ذلك، وكان الاختيار على أحد الرجال الذين صنعوا المعجزة بأتم معنى الكلمة، ألا وهو الدكتور عبد القدير خان، وهو عالم الباكستاني شاب كان يعمل حينها في منشأة تخصيب أوروبية (URENCO – هولندا). اتصلت به المخابرات الباكستانية وقالت له بالحرف الواحد: "سيد عبد القدير أنت مستدعى في مهمة وطنية نبيلة هل ستلبي الدعاء أم نذهب لخيارات أخرى؟".
وكان الجواب: "لا مجال للتردد أمام نداء الوطن!" لم يتردد هذا الرجل الوطني المخلص للحظة في تلبية نداء الواجب، وترك كل الامتيازات الممنوحة له والرفاهية وجودة الحياة وحقول الورود والياسمين في هولندا؛ البلد الساحر من حيث الطبيعة الخلابة وجودة الحياة، وعاد متخفيا ليعمل في ظروف قاسية في مناطق وعرة غير موصولة حتى بطرق معبدة وبعيدة كل البعد عن المدن في باكستان. كل هذه التضحية من أجل هدف واحد ونبيل ألا وهو أن تمتلك بلده سلاحا نوويا يمكنها من استعاده التوازن أمام عدو أزلي يتربص على الحدود في كشمير..
استغل هذا الرجل الذكي منصبه هناك لجمع كل ما يمكنه من معلومات حول تقنية الطرد المركزي، ونجح في نسخ تصاميمها وخزنها في ذاكرته في عام 1975. وكما سبق وذكرت، عاد إلى باكستان سرّا حاملا مخططات علمية وتقنية ثمينة، ومعه حتى قائمة موردين دوليين وأسرار لا تُقدّر بثمن.
أسّس "مختبرات خان" في منطقة كاهوتا، وبدأ العمل بصمت رفقة علماء آخرين قام هو بنفسه بإقناعهم في العمل معه وكفاءات وطنية كوّنها هو بنفسه. وفي الخفاء تم إنشاء منشآت التخصيب الذي هو أصعب شيء في أي برنامج نووي، واستُخدمت شبكة تهريب دولية لاقتناء القطع والتكنولوجيا من أوروبا وماليزيا والصين، وكل ذلك تم بسرّية مذهلة وبمساعدة جزئية من الصين التي زوّدت باكستان ببعض التصاميم والمكونات النووية والتي فيما بعد تحولت إلى الحليف الأول للباكستان. والآن 80 في المئة من واردات السلاح إلى باكستان هي من التنين الصيني، مستغلة وبذكاء خلاف الصين الحدودي مع الهند مما قرب تلقائيا بينهما وفق المعادلة الشهيرة "عدو عدوي صديقي"، أضف إلى ذلك أن الظروف الإقليمية آنذاك خدمت المشروع النووي بطريقة غير مباشرة، ففي الوقت الذي كانت فيه أمريكا مشغولة بدعم باكستان في حربها ضد الاتحاد السوفييتي في أفغانستان، غضّت الطرف عن تقدمها النووي، أو لنقل أن واشنطن لم تكن تتصور أن باكستان بلغت أشواطا متقدمة جدا في الحصول على سلاح نووي كامل.
في عام 1998 فجّرت الهند سلسلة تجارب نووية وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، وفي يوم 28 أيار/ أمايو ردّت باكستان بتفجير خمس قنابل نووية دفعة واحدة في جبال بلوشستان. وهنا كان العالم مذهولا، والغرب في حالة صدمة واضحة، ولعل الصدمة الأكبر كانت في نيودلهي حين علم الهنود أن تفوقهم النوعي على عدوهم الأزلي قد زال وحدث التوازن بين القوى!
دخلت باكستان رسميا نادي القوى النووية إلى جانب القوى العظمى في العالم، وأصبحت أول دولة إسلامية تمتلك السلاح النووي. حاول شرطي العالم تدارك الأمر، ففرضت أمريكا عقوبات اقتصادية علها تثنيها عن ذلك، لكن يبدو أن الرجال فعلوها أخيرا والردع النووي قد تحقّق، فالبرنامج اكتمل ورسالة رئيس الوزراء قد وصلت فعلا، كل كلمة قالها كان يعنيها، لا شيء سيثني باكستان عن امتلاك سلاح نووي.
أما بالعودة للحديث عن البطل القومي عبد القدير خان الذي قام عليه المشروع، فقد وُضع لاحقا تحت الإقامة الجبرية بعد اتهامه بتهريب تكنولوجيا نووية إلى دول أخرى ككوريا الشمالية وإيران وليبيا، ومع ذلك بقي في أعين شعبه "أبو القنبلة الإسلامية".
قصة المشروع النووي في دولة باكستان تظهر مدى حجم التأثير حين تجتمع الإرادة والعزيمة السياسية مع إرادة الشعب، ومدى أهمية العقول العلمية وحب الوطن الخالص الذي يمكن أن يغير موازين القوى بشكل كامل وإحداث المعجزات!