رائدا الفضاء العالقان بالمحطة الدولية: كيف يقضيان أيامهما؟
تاريخ النشر: 15th, September 2024 GMT
بينما تدور محطة الفضاء الدولية حول الأرض بسرعة 17500 ميل في الساعة كل 93 دقيقة، يعيش رائدا الفضاء سونيتا ويليامز وباري بوتش ويلمور تحديات غير متوقعة بعد تعطل مركبتهما "بوينغ ستارلاينر".
كانت الخطة الأصلية أن تكون الرحلة لمدة ثمانية أيام، إلا أن العطل الفني أجبرهما على البقاء في الفضاء حتى فبراير المقبل على الأقل، حيث ينتظران عودة مركبة "سبيس إكس دراغون" لنقلهما إلى الأرض.
بدأت رحلتهما في 5 يونيو في أول رحلة مأهولة لمركبة "ستارلاينر"، لكن خمسة من محركات الدفع تعطلت عند الإقلاع، ما أدى إلى اتخاذ قرار بإعادة المركبة إلى الأرض بدون طيار. والآن، ينتظر رائدا الفضاء وصول صاروخ "سبيس إكس دراغون" لإعادتهم إلى الأرض.
التحديات والظروف المعيشية في الفضاء
والتأقلم مع الحياة في الفضاء ليس بالأمر السهل. فمحطة الفضاء الدولية، المصممة لطاقم مكون من سبعة أفراد، تستضيف الآن 12 شخصًا.
ويعاني رائدا الفضاء من تحديات عديدة، من بينها استخدام المرحاض في ظروف انعدام الجاذبية، وفقدان كتلة العضلات والعظام، ومخاطر الإشعاع الكوني. ورغم أن وكالة "ناسا" تحاول تحسين الظروف، إلا أن الواقع يظل صعبًا.
وعلى الرغم من التحديات التقنية التي واجهوها، استمر الرائدان في العمل بكفاءة على متن المحطة الدولية. كلاهما عبّر عن رضاهما عن تجربتهما في الفضاء.
وبحسب موقع إن بي آر الأميركي، قال قائد المهمة بوتش ويلمور: "نحن ندفع حدود كل ما نقوم به. وهذا ليس بالأمر السهل". وأضاف: "الأمر ليس سهلًا، لكننا لا نقوم به لأنه سهل. ربما نقوم به لأنه صعب."
سوني ويليامز، التي خدمت سابقًا في البحرية، قالت إنها ليست مفاجأة لها أن تتغير الجداول الزمنية، حيث يحدث ذلك بشكل متكرر في المهمات البحرية. كما عبر كلاهما عن فخرهما بالعمل ضمن فريق ناسا واستكشاف الفضاء، مشددين على أن المغامرات الفضائية محفوفة بالمخاطر وأن النجاح يأتي بالصبر والعمل الدؤوب.
ورغم بُعدهما عن الأرض، أبدى الرائدان استعدادهما للمشاركة في الانتخابات الأمريكية في نوفمبر عبر التصويت من الفضاء، وهو أمر يصفانه بالفخر والواجب الوطني. ويخطط الرائدان لمواصلة العمل على تجارب علمية مختلفة خلال بقية فترة إقامتهما على متن المحطة، والتي تمتد حتى فبراير.
ويقضي رائدا الفضاء يومهما في تنفيذ تجارب علمية، وصيانة المحطة، وممارسة الرياضة لمدة ساعتين يوميًا للحفاظ على كتلة العضلات. ورغم توفر الطعام المجفف والإمدادات الطازجة بشكل محدود، إلا أن الشعور بالحنين إلى الوطن يظل حاضرًا.
وتحتفل سونيتا ويليامز بعيد ميلادها التاسع والخمسين في الفضاء، حيث أرسل لها أفراد عائلتها برطمانًا من زبدة الفول السوداني. ورغم الظروف الصعبة، فإنها تبقى متفائلة وتستمتع بالتجربة.
المصدر: سكاي نيوز عربية
كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات رواد الفضاء صحة رواد الفضاء تدريب رواد الفضاء رائدا فضاء فضاء رائدا الفضاء فی الفضاء
إقرأ أيضاً:
انتهت معركة ولم تنتهِ الحرب
وضعت معركة «الاثني عشر يومًا» -كما يحلو للرئيس الأمريكي أن يسميها - أوزارها بين إيران وإسرائيل ومن يؤازرها، اثنا عشر يوما كانت كفيلة بأن يضع العالم يده على قلبه، وتساءل الكثيرون: «من المنتصر في هذه المعركة؟»، فكل طرف يدّعي النصر المؤزر على الطرف الآخر، ولكل حساباته، فالكيان الصهيوني -ومن خلفه الولايات المتحدة- يدّعيان أن الحلم النووي الإيراني انتهى للأبد، بينما تدّعي إيران أنها أوجعت إسرائيل، ودمرت أهدافا عسكرية كثيرة، ورغم أن هذه الإشكالية تبدو وكأنها «أحجية» صعبة الحل، إلا أن ذلك سيتضح قريبا حين يتم الكشف عن شروط وقف إطلاق النار، وستنجلي في مفاوضات السلاح النووي الإيراني.
وليس بعيدا عن هذه المواجهة محسوبة النتائج بدقة من قبل كل الأطراف، فإن المشهد يتكشف عن دول خليجية تقع بين فكّي كماشة، وتغوص في مستنقع لا ناقة لها فيه ولا جمل، فالولايات المتحدة وضعت إيران كـ«بعبع» مخيف للدول المجاورة، وعقدت على ذلك الصفقات العسكرية، والأمنية، وأقامت قواعدها العسكرية، وباعت أسلحتها الباهظة التكاليف على هذه الدول، وشغّلت مصانع الأسلحة على حسابها، وكل ذلك تحت تهديد الخطر والمطامع الإيرانية، والحرص على أمن وسلامة واستقرار المنطقة، وهو ما استغلته الإدارات الأمريكية على مر تعاقبها، مما جعل الدول الخليجية تسلّم أمنها إلى الحماية الأمريكية، وتعمل على رفاهية شعوبها، دون اكتراث للخطر الأمريكي - الإسرائيلي الذي أصبح عبئا على الاقتصادات الخليجية، وعلى استقرار المنطقة على المدى البعيد.
ورغم أن دول الخليج بقيت لفترة طويلة تتوجس من كل مشروع عسكري إيراني إلا أن هذا الخطر بدأ في التلاشي بعد أن استقرت الثورة الإيرانية وتراجع فكرها الثوري ليحل مكانه حسن الجوار، ولذلك جاءت التفاهمات مع المملكة العربية السعودية لتخفف حدة التوتر، وهذا ربما ما يخشاه الطرف الآخر، فالكيان الصهيوني ومن ورائه الولايات المتحدة، لا تريد لهذا المناخ الودي أن يسود في المنطقة، فذلك قد يشكل خطرا على وجودها العسكري في الخليج، وقد يُفشل مخططاتها في جعل هذه المنطقة تحت الضغط الأمني دائما، لذلك تعمل الدعاية الصهيونية والسلاح الأمريكي على التدخل في اللحظة الحاسمة ليبقى الوضع الخليجي - الإيراني على المحك.
لقد كانت دولة قطر في مرمى الصواريخ الإيرانية، بينما خرج الجنود الأمريكيون من قاعدة «العديد» إلى أماكن آمنة، ورغم أنه كان «هجوما رمزيا» بعد أن أعلن «ترامب» حقيقة «التنسيق» مع إيران قبل الضربة، إلا أن ذلك يشير إلى أن «الهيبة الأمريكية» ليست كما يبدو لنا، فمجرد السماح بضرب قاعدة هي الأكبر في العالم، يعني رضوخا للرغبة الإيرانية لرد الاعتبار بعد الهجوم على مفاعلاتها النووية، وفي المقابل يعني ذلك أن القوى الكبرى سواء الإقليمية أو الدولية لديها تفاهماتها الخاصة، وهي من يتحكم في مصير دول الخليج، والتي إنْ لم تصلح شأنها، وتعيد ترتيب أوراقها المبعثرة، وتعتمد على نفسها عسكريا، واقتصاديا، وسياسيا، وإلا فإنها سوف تكون دائما هي الحلقة الأضعف في هذه الفوضى العارمة من حولها، وستصبح غريبا في ديارها.
لقد انتهت معركة من معارك الحسم الإيراني - (الإسرا أمريكي) - ولكن الحرب لم تنته بعد، ولذا علينا انتظار مواجهة حاسمة قادمة طال الزمان أو قصر، وحينها سنعلم جيدا أن البقاء في هذا العالم للأقوى، وليس للأصلح، كما يدّعي المثاليون.