في فترة من فترات المدرعات التي أشتد فيها الضيق وبلغ فيها الرقاب ، وكنت مسؤول الإمداد في تلك الفترة ،جاءتني إمرأة كبيرة في السن تنشدُ ” سكراً ” ومن شدت ما رأيت فيها من تعب و إنكسار لم أرد أن أردها خالية الوفاض ، دخلت بسرعة و بدأت أبحث لها عن طلبها ، بعد برهة من الوقت أتيت لها بسكر لا يشفي علة ولا ينقع قُلة وكنا أشد حوجة ولكن قلت في نفسي: عسى أن يكرمنا الله بسببها ، فمددته لها وسألتها الدعاء الدعاء ، ففاض السيل من عينها يجري ورفعت يديها ودعت لنا بدعوات أقشعر بدني بها ، ومضت في سبيلها ،و عدت في حيرتي الأولى ماذا أقدّم لإخواني.

بعد يومين جاءني أحد عيوني في المنطقة وقال لي بأن هناك موقع يظن بأن فيه بعض من المواد ، وكنت جلوساً مع الشهيد النيمة وأمير المجاهدين صدام محمد كركون حفظه الله نفكر في حل للأزمة ، فقلت لهم بأنني سأذهب معه إلى الموقع ، فخرجت ننشد المكان .
وصلنا إلى الموقع وقلت لهم نفتح على بركة الله ، فدخل في الأول أحد أفرادي في الإمداد و أنتظرته في الخارج ، لم يمر وقت طويل حتى جاءنا راكضاً مبشراً لنا ، فسألته ماذا وجدت ؟! فقال لي أدخل و أنظر بنفسك ،

دخلت إلى الموقع وذهبت مكان ذهب فيه عقله ، فرأيت صفوفاً من جوالات السكر ٥٠ كيلو يفوق عددها السبعين جوال بجانبها صفوف من جوالات الدقيق و الزيت و مواد أخرى ، في تلك اللحظة فرحتي الداخلية فاقت فرحة الأعرابي الذي ضاعت راحلته في الصحراء فلما أعياه التعب و أيقن بالهلاك ؛نام تحت ظل شجرة فلما كان أن عاد إلى الحياة إذ براحلته جاثية على ركبتيها بالقرب منه ،

فقلت لهم أبقوا مكانكم هنا سأذهب و أعود سريعاً ، و أنطلقت لأبشرهم بما وجدنا ، فكان أول من إلتقيت به عند الباب شيخ صدام فقلت له بفرحة غامرة ” أبشر يا شيخ صدام” فقال لي ” لقيتوا حاجة ؟!” وبعدها دخلت للشيخ الشهيد النيمة مبشراً له ،ومن شدت فرحته قام على طوله تاركاً كل شئ وذهبنا ثلاثتنا إلى الموقع ،فرأى بعينه ما رأيت ،فقال لنا جميعاً أبقوا مكانكم سأعود سريعاً، ضحكت في سري هنا ولعلَّ المتابع بدقة سيعرف سبب تلك الضحكة، و أنطلق هو و شيخ صدام ليبشروا السيد القائد نصر الدين عبد الفتاح وبقينا أنا و دكتور المعز و البقية نحصر في المواد الموجودة.

من مآثر الشهيد #النيمة في هذا الموقف ، أنه عندما وجدنا رقم هاتف صاحب البضاعة وقمنا بأرسال ورقة مسجل بها كمية المواد الموجودة على أن يعطينا سعرها ، فقلت للنيمة بأن هذه البضاعة في موقع عمليات لما لا نقول له نأخذها بنصف القيمة؟! ، فقال لي : هذا تعب عمره تركه هنا ولعله الآن في ظرف صعب ويحتاج إلى المال و هذا الفعل سيشعره بأننا نبتزه و وهو سيوافق لكن لن يكون راضياً بالأمر ، ونحن لا نريد أن يأكل مجاهدينا شئ فيه حُرمة ، فما كان منا إلا أن أرسلنا المبلغ كاملاً إلى صاحب البضاعة.

كيلو من السكر منحنا دعوة صادقة لم يكن بينها وبين الله حاجز ، جاءت بالخير على منطقة الشجرة العسكرية و أمتد الخير إلى سلاح المهندسين.

في هذا الموقف أستشعرت عظمة الجبار و أيقنت تماماً بحقيقة الحياة المبنية على مساعدة الآخرين ولما كان النبي يحثنا على صنائع المعروف ، وعندما يشتد يقين الشخص بأن الخزائن كلها بيد الله و أنه قادر على كل شئ وأن ما عند الله خير مما في يده ؛ يأتيه لطف الله الخفي من حيث لا يحتسب ليمسح الدموع من عينيه و يزيل الهم عن قلبه.
#المدرعات سلاح الفرسان و عرين الأبطال
????️ عارف عبدالله.

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

كلمات دلالية: إلى الموقع

إقرأ أيضاً:

لبنان يندد بتصريحات ولايتي بشأن سلاح حزب الله

دانت وزارة الخارجية اللبنانية اليوم السبت تصريحات مسؤول إيراني رفيع عارض فيها نزع سلاح حزب الله وقال إن مصير ذلك "سيكون الفشل".

وشجبت الخارجية في بيان "التدخل الإيراني السافر وغير المقبول" في الشؤون الداخلية للبنان، من قبل علي أكبر ولايتي مستشار المرشد الأعلى الإيراني.

وقالت الخارجية اللبنانية إن "تصريحات ولايتي "تُشكل تدخلا سافرا وغير مقبول في الشؤون الداخلية اللبنانية"، مؤكدة أنها "لن تسمح لأي طرف خارجي، صديقا كان أم عدوا، بأن يتحدث باسم شعبها أو أن يدّعي حق الوصاية على قراراتها السيادية".

"مصيره الفشل"

وفي وقت سابق، قال ولايتي إن إيران تعارض قرار الحكومة اللبنانية نزع سلاح حزب الله، معتبرا أن مصيره سيكون "الفشل"، وفق ما نقلت عنه وكالة تسنيم للأنباء.

وقال علي أكبر ولايتي، وهو أحد أبرز مستشاري آية الله علي خامنئي، في مقابلة مع تسنيم إن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تعارض بالتأكيد نزع سلاح حزب الله، لأنها ساعدت على الدوام الشعب اللبناني والمقاومة، وما زالت تفعل ذلك".

ورأى ولايتي، وهو وزير خارجية سابق لإيران، أنها "ليست المرة الأولى التي تُطرح فيها مثل هذه الأفكار في لبنان، لكنها كما فشلت سابقا ستفشل هذه المرة أيضا، والمقاومة ستصمد في مواجهة هذه المؤامرات".

وأضاف المسؤول الإيراني أنه "حين كانت المقاومة تملك إمكانيات وقدرات أقل، أفشلت هذه المخططات، واليوم، مع ما تتمتع به من دعم شعبي أكبر وإمكانات أوفر، فإنها لن تسمح لهذه المشاريع بأن تتحقق".

وعلى غير ما صرح به ولايتي، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الأربعاء الماضي أن طهران تدعم أي قرار يتخذه حزب الله بشأن سلاحه، وقال في مقابلة تلفزية "نحن ندعمه عن بعد، لكننا لا نتدخل في قراراته".

بنية قوية

وشدد ولايتي اليوم السبت على أن بنية حزب الله لا تزال "قوية جدا"، رغم الضربات التي تلقاها خلال المواجهة مع إسرائيل وأبرزها اغتيال أمينه العام السابق حسن نصر الله.

إعلان

وقال ولايتي لتسنيم عن طرح تجريد الحزب من سلاحه حاليا "يعتقد الصهاينة أن حزب الله قد ضعف، بعد أن اغتالوا بمساعدة الولايات المتحدة قادة كبارا مثل الشهيد السيد حسن نصرالله، في حين أن بنيته الأساسية ما تزال قوية جدا"، مشددا على أنه "اليوم أكثر صلابة من سنوات" تأسيسه في ثمانينيات القرن الماضي.

وسأل "هل تملك الحكومة اللبنانية أي شعور بالمسؤولية إزاء حماية البلاد والشعب حتى تطرح مثل هذه المشاريع؟ وإذا وضع حزب الله سلاحه، فمن سيدافع عن أرواح اللبنانيين وأموالهم وأعراضهم؟".

والخميس الماضي، أعلنت الحكومة اللبنانية عن موافقتها على أهداف ورقة أميركية تتضمن جدولا زمنيا لنزع سلاح حزب الله، وتهدف إلى تمديد وتثبيت اتفاق وقف الأعمال العدائية الذي أنهى الحرب في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بين إسرائيل وحزب الله.

مقالات مشابهة

  • هل سينفّذ قرار لمّ سلاح حزب الله؟
  • حزب الله يواجه ثلاثة خيارات صعبة
  • بسبب سلاح حزب الله.. بيروت تلوّح بخيار رداً على تدخلات طهران
  • وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتخصيص خطبة الجمعة للحديث عن حق الوالدين ووجوب برهما
  • نائب أمير الرياض يفيض بمشاعر الحب للملك سلمان: تاريخنا ومستقبلنا لا توصفه الكتب والكلمات.. فيديو
  • تفاعل على وصية أنس الشريف بعد مقتله في غزة.. هكذا جاءت التعليقات
  • الشوربجى: لمسنا رغبة صادقة من الرئيس فى وضع خطة شاملة لتطوير الإعلام
  • نجم المصري البورسعيدي: زملائي سر التألق.. ودعم الجماهير منحنا الفوز على الاتحاد
  • لبنان يندد بتصريحات ولايتي بشأن سلاح حزب الله
  • إيران تعلن معارضتها قرار نزع سلاح حزب الله اللبناني