أكدت كتائب الذراع العسكري لحركة حماس، أن عملية القوات المسلحة اليمنية اليوم الأحد، تشكل نقلة نوعية سيكون لها مفاعيل مهمة في مسار ومآلات معركة طوفان الأقصى.

وأشاد الناطق باسم القسام أبو عبيدة في بيان صحفي، بالعملية اليمنية التي استهدفت فيها القوات المسلحة اليمنية أهدفاً عسكرياً قرب “تل أبيب”.

وقال أبو عبيدة إن “طبيعة السلاح المستخدم في العملية ونوعية الهدف وغيرها من التفاصيل التي أطلعنا عليها إخوتنا في اليمن تشكل نقلة نوعية سيكون لها مفاعيل مهمة في مسار ومآلات معركة طوفان الأقصى”.

 

وأضاف أبو عبيدة، أن الاحتلال الإسرائيلي “الغارق في وحل غزة، ويفشل اليوم هو وحلفاؤه في إحباط أو اعتراض صاروخ واحد، لهو أعجز من أن يوسع الحرب في جبهات جديدة سيتلقى منها آلاف الصواريخ والكثير من المفاجآت، وإن خطوة غبية كهذه ستعني أن نتنياهو يقود كيانه المهترئ نحو كارثة محققة”.

وكانت القوات المسلحة، اعلنت صباح اليوم عن تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت هدفاً عسكرياً للعدو الإسرائيلي في منطقة “يافا” في فلسطين المحتلة في إطار المرحلة الخامسة من التصعيد.

وأوضحت القوات المسلحة في بيان لها اليوم أن القوة الصاروخية نفذت العملية بصاروخ باليستي جديد فرط صوتي نجح بعون الله في الوصول إلى هدفه وأخفقت دفاعات العدو في اعتراضه والتصدي له.

وأشار البيان إلى أن الصاروخ قطع مسافة تقدر بـ 2040 كيلو متراً في غضون 11 دقيقة ونصف الدقيقة، وتسبب في حالة من الخوف والهلع في أوساط الصهاينة، حيث توجه أكثر من مليوني صهيوني إلى الملاجئ وذلك لأول مرة في تاريخ العدو الإسرائيلي.

 

 

المصدر: الوحدة نيوز

كلمات دلالية: الامم المتحدة الجزائر الحديدة الدكتور عبدالعزيز المقالح السودان الصين العالم العربي العدوان العدوان على اليمن المجلس السياسي الأعلى المجلس السياسي الاعلى الوحدة نيوز الولايات المتحدة الامريكية اليمن امريكا انصار الله في العراق ايران تونس روسيا سوريا شهداء تعز صنعاء عاصم السادة عبدالعزيز بن حبتور عبدالله صبري فلسطين لبنان ليفربول مجلس الشورى مجلس الوزراء مصر نائب رئيس المجلس السياسي نبيل الصوفي القوات المسلحة أبو عبیدة

إقرأ أيضاً:

"طوفان الأقصى".. معايير النصر والهزيمة

 

 

 

سعود بن صالح بن أحمد المعولي **

 

قد يكون من السابق لأوانه القول إنَّ الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة قد وضعت أوزارها، ولكن مع دخول المرحلة الأولى من خطة السلام- التي وضعها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب- حيِّز التنفيذ وسريان وقف إطلاق النار، وانسحاب القوات الإسرائيلية إلى الخطوط المتفق عليها، وبدء تبادل الأسرى، نأمل أن تكون الحرب في طريقها لذلك، ولا شك أن هذه المرحلة تفرض سؤالًا مُلحًا عن المنتصر في هذه الحرب، هل هي إسرائيل أم حماس؟!

لعل صعوبة الإجابة على هذا التساؤل، تكمُن في اختلاف مفهوم النصر وفق منظور كل شخص، وزاوية النظر، فضلًا عن اختلاف طبيعة الحرب وأطرافها؛ فالحرب بين دول مُتكافئة القوة، ليست كالحرب بين دولة عُظمى ودولة نامية، وهذان النوعان من الحروب ليسا كالحرب بين جيش نظامي ومليشيات مُسلحة، والحرب بين دولة احتلال وفصيل مُقاوِم، ليست كأي حالة من الحالات السابقة. ورغم أن معايير النصر في المُجمل تدور حول النصر العسكري والسياسي والمعنوي والإنساني، إلّا أنه مع ذلك يصعُب الاتفاق على مفهوم النصر وفق هذه المعايير نفسها.

ورجوعًا إلى موضوعنا، فإنه لا يكاد يختلف اثنان على أن أكثر سؤال مُتداول في ساحات التواصل الاجتماعي اليوم هو ماذا جَنت حماس من طوفان الأقصى، وهل فعلًا حققت نصرًا؟ سيَّما وأن الحرب الوحشية التي شنتها القوات الإسرائيلية حصدت أرواح أكثر من 67 ألف شهيد بينهم أطفال ونساء وشيوخ، فضلًا عما يزيد عن 161 ألف مُصاب، وقرابة عشرة آلاف مفقود- حتى الآن على الأقل- وفق وزارة الصحة بغزة، ناهيك عما خلّفتهُ من دمار هائل في البنية التحتيّة في القطاع، بل وإعدامها لجميع أوجه الحياة فيه.

ولعَلَّ الوقوف على ما حققهُ كل طرف من مكاسب وخسائر جرَّاء هذه الحرب، وما سينتُج عن اتفاق تسويتها، قد يُسهِّل تحليل مفهوم النصر فيها، فلو أخذنا الجانب الإسرائيلي فإنه يمكن القول إن أبرز النتائج التي حققتها إسرائيل- على المستوى الدولي- تكمُن في توجيه ضربة قاسية لمحور المُقاومة؛ من خلال قصف إيران- أساس المحور- وتصفية قادتها العسكريين في زمنٍ قياسي، وتصفية قيادات "حزب الله" بذات الطريقة، ناهيك عن قصف وتعطيل قرابة 80% من القدرات الاستراتيجية العسكرية السورية، عقب سقوط نظام بشار الأسد- أو إسقاطه-، فضلًا عن قتل معظم أعضاء الحكومة اليمنية الحُوثية، هذه المُكاسب التي حققها الكيان الصهيوني على مستوى المنطقة جعل إسرائيل تظهر كدولة إقليمية تملك قوة ردع حاسمة وشرسة.

وبالنسبة للحرب على حماس، فقد استطاعت إسرائيل تصفية مُعظم زعماء الحركة وعلى رأسهم الشهيد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي للحركة، وهي في طريقها- حال تنفيذ بنود خطة ترامب- للخلاص من حماس كفصيل عسكري مُقاوم، وهو الذي اعتبرته على مدار الفترات السابقة تهديدًا وجوديًا لها، كما أنها بموجب التسوية ستستلم رهائنها الأحياء والأموات، وبذلك يُمكن القول إن إسرائيل حققت أهم أهدافها المُعلنة منذ اندلاع هذه الحرب، وهي التخلص من التهديد الوجودي لحماس، واستلام الرهائن.

ورغم المكاسب العسكرية التي حققتها إسرائيل عبر آلتها العسكرية الوحشية، إلّا أنه لا يُمكن القول إنها انتصرت، سيَّما على المستوى السياسي الاستراتيجي؛ إذ فقدت إسرائيل روايتها، تلك الرواية الكاذبة المُزيفة، التي لطالما روّجتها وتبجَّحت بها للعالم؛ بل ونجحت- على مدار أعوام- في تكريسها في الأذهان؛ لتتمظهر بمظهر الدولة الديمقراطية الوادعة، المُضطهد والمظلوم شعبها، والتي يتمنى جيرانها محوها من الوجود؛ فهذه الحرب عرّت إسرائيل أمام العالم، وأظهرتها على حقيقتها كدولة استعمار وحشيّة يديرها حفنة من المجرمين المُتطرفين، واليوم يتجلى واضحًا أن شعوب العالم أدركت أن تلك الرواية زائفة مُزورة، وأن القاتل كان يتقمص دور الضحيّة طوال تلك السنوات.

لقد انقلب المزاج العالمي من داعمٍ لإسرائيل إلى مُناهض لسياساتها الوحشية، وهذا الأمر انعكس على الحكومات حتى تلك الداعمة لها؛ والتي لم تجد بُدًا من التفاعل مع ضغوطات شعوبها، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، فمن كان يتصور أن يأتي يومٌ تعترف فيه دول كبريطانيا وفرنسا بالدولة الفلسطينية، وهي من أكثر الدول دعمًا لإسرائيل؛ بل هي من أنشأتها كخنجرٍ في خاصرة الشرق الأوسط، وكابوس جاثمٌ على أرض فلسطين التاريخية؟!

وهنا لعلّي أجد سانحة لإنصاف قيم ومبادئ حقوق الإنسان التي يدعو لها العالم المُتحضِّر، سيَّما بعد أن اهتزت الثقة فيها أكثر من اهتزازها بمُنتهكيها؛ فجزء كبير من الفضل يعود لهذه القيم في خروج ملايين البشر في العواصم الأوروبية مُنددين بالانتهاكات الإسرائيلية الوحشية، وما تمارسه من أصناف العذاب على أهالي قطاع غزة؛ إذ تلك الشعوب الأوروبية لم تخرج في مُظاهرات مليونيّة لمعرفتها بحقيقة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وأحقيَّة الفلسطينيين في أرضهم، إنما ما حرَّك مشاعرها وأخرجها للشوارع إيمانها بأن ما يحدث في غزّة من إبادة وحشيةٍ جماعيةٍ وتطهيرٍ عرقيٍّ هو انتهاك سافر لأبسط مفاهيم حقوق الإنسان ومبادئ الإنسانية التي تقوم عليها دولهم، وخروج الشعوب دفع بالحكومات الغربية إلى التجاوب مع شعوبها تجنبًا لسخطها.

أما مُكاسب حماس من طوفان الأقصى، فلعّل أهمّها هو إجهاض مشروع تصفية القضية الفلسطينية سياسيًا؛ عبر مشاريع التطبيع التي كانت تسير على قدمٍ وساق في المنطقة مدعومةً من الولايات المتحدة الأمريكية، وإعادة القضية الفلسطينية إلى الواجهة كملف ساخن ذي أولوية مطروح على طاولة المجتمع الدولي، فضلًا عن عزل إسرائيل سياسيًا؛ بل ومُلاحقة رئيس حكومتها وأهم مسؤوليها كمجرمين من قِبل المحكمة الجنائية الدولية، والأهم من ذلك قلب الرأي العام العالمي عليها، وإظهارها على حقيقتها كدولة استعمارية بربرية، في موجة تعاطف -غير مسبوقة - تجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه، وهو الأمر الذي يُعد خسارة سياسية استراتيجية عظيمة لدولة الاحتلال، كما إن حماس من خلال طوفان الأقصى هدمت أسطورة الدولة التي لا تُقهر؛ إذ عجزت قوة إسرائيل- على مدار سنتين- من العثور على رهائنها واستعادتهم من حماس، كما عجزت عن القضاء على حماس كفصيل عسكري لا يملك سوى سِلاح تقليدي مُقارنةً مع ما تملكه إسرائيل من تجهيزات وسلاح نوعيٍّ ومُتقدم، فضلًا عن عجزها عن تحقيق أهدافها غير المُعلنة المُتمثلة في تهجير أهالي غزة والضفة الغربية، وضمهما لأراضي الاحتلال، كما كانت تُشير كل المُعطيات، أما عن مكاسب التسوية الحالية فأهمها وقف الإبادة الجماعية، والإفراج عن عدد من المُعتقلين في السجون الإسرائيلية وبعضهم من قادة حماس.

بعد هذا الاستعراض لأهم مكاسب وخسائر الطرفين، فإنه لتقييم هذه المسألة من المُهم استذكار أن حركات المُقاومة المُسلحة عبر التاريخ تستهدف قض مضجع المُحتل، وتقويض استقراره، وتذكيره بأنه لن يَهنئ في أرضٍ ليست أرضه؛ بُغية طرده وتحرير الأرض كهدفٍ نهائي، وإلا فإن المُقاوم إذ يقوم بهذه التضحية يعلم يقينًا أنه مُغامر، وليس لديه ما لدى المُحتل من ترسانة وتسليح وجاهزية، وأن الاحتلال لن يندَّحر من أول غزوة، ولا ثاني ولا ثالث، ولكنه سيُدرك يومًا أنْ لا مُقام له في أرضٍ يُرخص أبنائها أرواحهم لأجل تحريرها وهم لا يكلِّون من ذلك أبدًا جيلًا بعد جيل.

إذن هل انتصرت حماس؟

أعتقد أن شخصًا يتوارى خلف شاشته مُسترخيًا على كنفته ليس أهلًا للحديث عن مفهوم النصر في هذه الحرب، ولن يكون هناك من هو أقدر على الإجابة على هذا السؤال أكثر من الشعب الفلسطيني المُناضل نفسه، الذي اصطلى بنيران هذه الحرب المُستعرة وعانى ويلاتها، ودفع كُلفتها الباهظة، والذي يتوق- في الوقت نفسه- إلى تحرير وطنه، وطرد المُحتل الجاثم على أرضه منذ أكثر من سبعين عامًا، ويتطلّع إلى الحرية والاستقلال عاجلًا غير آجل، فهو الأقدر على تقدير الثمن المُستعد لبذله في سبيل ذلك.

** نائب رئيس اللجنة العُمانية لحقوق الإنسان

مقالات مشابهة

  • مصر تحتفل بالعيد الـ٩٣ للقوات الجوية
  • قائد القوات الجوية: معركة المنصورة واحدة مِن أهم وأعظم دِرُوس القتال الجوي
  • طوفان الأقصى.. وما بعد الصهيونية
  • غزة تنتصر في "معركة العصر"
  • "طوفان الأقصى".. معايير النصر والهزيمة
  • "القسام": سنسلم اليوم جثامين 4 أسرى إسرائيليين ضمن صفقة "طوفان الأقصى"
  • تعرف على أسماء المحررين في صفقة طوفان الأقصى
  • مشروع «الأنبوب البحري الثالث».. نقلة نوعية بمنظومة تصدير النفط العراقي
  • قائد النصر الموعود”.. الدور الاستراتيجي للسيد عبد الملك الحوثي في معركة إسناد طوفان الأقصى
  • نقلة نوعية.. تامر وجيه يكشف لـ«الأسبوع» تفاصيل إطلاق «تاكسي جوي» لأول مرة بمصر