عربي21:
2025-08-01@01:42:36 GMT

بين حياة الماعز وولاد رزق: من ترك بصمته أكثر؟

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

من العبارات الشائعة مؤخرا حين يتم الحديث عن عمل سينمائي عربي جديد وبالأخص التي تنال حيّزا إعلاميا ودعائيا وترويجيا مبالغا فيه؛ نجد مصطلحات مثل "الإنتاج الأضخم" و"الميزانية المفتوحة" وغيرها من "مفاتيح" التسويق الرائجة، والتي سرعان ما تطالها يد النسيان بعد أن تنقشع الغبار ويتمخض الجبل فيلد فأرا ويتفرق الجمع، ولا يبقى من رائحة ذلك العمل "الضخم" سوى بعض "اللازمات" التي خلّفها إعلامي بحجم عمرو أديب كلف بتغطية "النجاح الساحق الماحق" للعمل السينمائي "الجبار".



سنشرح أكثر ونبتعد عن العموميات بعد هذا السرد الذي يختصر الديباجة الجديدة التي باتت تحكم الوضع السينمائي العربي (المصري/ السعودي بالضبط)؛ حيث تنخرط وسائل الإعلام في استحضار مشاريع سينمائية وأخرى تلفزيونية جديدة يجري التحضير لها على قدم وساق، تحت عناوين فضفاضة مثل إعادة "إحياء" تجارب سينمائية مصرية سابقة، وأيضا إنتاج أجزاء جديدة من أعمال تجارية سخيفة هابطة تحت مسميات واهية لا تقدم ولا تؤخر؛ والدليل الذي مرغ كل هذه التجارب في الوحل يمكن اختصاره في تجربة واحدة احتلت الفضاء والهواء مؤخرا ونقصد هنا فيلم "حياة الماعز" وما جناه وخلفه من ردود فعل صاخبة عربيا وعالميا.

كي نكون منصفين في الطرح دعونا نعقد مقارنة بسيطة بين الفيلم السالف الذكر والجزء الثالث من "ولاد رزق" الذي كسر الأرقام وبلغ إيرادات "قياسية" كما يروجون، وهو بمثابة "الجوهرة الفريدة" والعنوان العريض للسينما المصرية/ العربية في الوقت الحالي وبعد أن انتهت حرب الإيرادات بين الشركات المتنافسة، ولو أن الفيلم كان خارج التصنيف باعتباره يحظى بدعم "هيئة الترفيه السعودية" وخُصصت له ميزانية هائلة من المستحيل أن تعوضها كل شبابيك التذاكر سواء في المحروسة مصر أو في السعودية. وهنا نتساءل: ما الهدف من إنتاج فيلم يحمل في خانة التصنيف أنه تجاري بحت أذا كان لن يعوض ما صرف عليه؟ مع العلم أننا لم نشاهد مضمونا يحمل رسالة معينة تستحق كل هذا البذخ باستثناء الترويج لمدينة الرياض؛ ولكن اليوم ماذا بقي وعلق بأذهان الناس من الفيلم مثلا سوى الألفاظ البذيئة للأشقاء الثلاثة العائدين مجددا لعالم الجريمة والسرقة؟ ما الإضافة التي قدمها الفيلم/ الحدث باستثناء محاكاة الأفلام الأجنبية ومحاولات المخرج طارق العريان المستميتة لتقديم نفسه كمخرج آكشن يرتقي بخطوات عن ركب المخرجين الآخرين وهذه حقيقة يعترف بها القاصي والداني ولا جدال حولها؟

في ذروة الجدل الحاصل حول فيلم "حياة الماعز" الذي صُور بميزانية أقل وطاقم مغمور من الممثلين والتقنيين وبأبسط الإمكانيات لكنه استند لقصة حقيقية واقعية كان لها وقع السحر على الجميع؛ أما آن الأوان لمراجعة الأوراق والتوجه نحو تبني أفكار ومشاريع هادفة ذات قيمة تخدم قضايانا وتنتصر لقيمنا ومبادئنا بعيدا عن صرف الأرقام الفلكية في اجترار التفاهة والسخافة؟
الآن وفي ذروة الجدل الحاصل حول فيلم "حياة الماعز" الذي صُور بميزانية أقل وطاقم مغمور من الممثلين والتقنيين وبأبسط الإمكانيات لكنه استند لقصة حقيقية واقعية كان لها وقع السحر على الجميع؛ أما آن الأوان لمراجعة الأوراق والتوجه نحو تبني أفكار ومشاريع هادفة ذات قيمة تخدم قضايانا وتنتصر لقيمنا ومبادئنا بعيدا عن صرف الأرقام الفلكية في اجترار التفاهة والسخافة؟ لماذا نجح هذا الفيلم وبأسماء مغمورة وظرف إنتاجي متواضع في لفت أنظار العالم كله لقضية إنسانية مهمة؛ وضعت ذلك الطرف العربي في الزاوية رغم تلك الجحافل من الفنانين العالمين التي حرص ويحرص على استضافتها سنويا في مهرجاناته؟ لماذا قهر هذا الفيلم وأوصل رسالته للعالم وفشلت مئات الأعمال العربية المصنفة في خانة "العهد الجديد" المستبد بالساحة الفنية في لفت الأنظار لها إذن؟

ما الفائدة من استنساخ "ولاد رزق" الجزء الخمسين والتباهي بألفاظ "أبطاله" البذيئة وتعريب مسلسلات تركية حفظها الجمهور عن ظهر قلب مقابل تهميش وتقزيم الطاقات الإبداعية والأفكار الخلّاقة؟

من المؤلم حقا معاينة ما يحدث وهذا التوجه المشين لتمييع الإرث الفني العريق الذي خلّدته أجيال من العباقرة بذلوا الغالي والنفيس للارتقاء به، وزادهم الوحيد الموهبة والإيمان بجدوى السلاح الحضاري الذي يملكونه؛ واليوم أضحت زمام الأمور في أيدي ثلة من المهرجين ينفثون سمومهم بالطول والعرض وكل من يجاهر بالعصيان مصيره معروف، واسألوا محمد سلام والقدير محمد صبحي..

حقا إنه زمن التافهين كما قال الكبير محمد الماغوط..

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات حياة الماعز السعودية الأفلام ولاد رزق سينما أفلام السعودية حياة الماعز ولاد رزق سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة من هنا وهناك صحافة سياسة سياسة رياضة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة حیاة الماعز

إقرأ أيضاً:

الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة

أكد الدكتور محمد عبد اللاه، رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب المصري الأسبق، أن الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مهزلة ومؤامرة تشترك فيها أطراف معادية مؤكدًا أن إنكار دور مصر في دعم فلسطين هو جريمة أخلاقية قبل أن تكون سياسية.

وأوضح الدكتور محمد عبد اللاه في مداخلة هاتفية مع الإعلامي مصطفى بكري ببرنامج حقائق وأسرار المذاع على قناة صدى البلد أن مصر لم تتخلَّ يومًا عن القضية الفلسطينية، مشيرًا إلى لقاء جمعه سابقًا بالرئيس الإسرائيلي الأسبق شيمون بيريز عام 1989، أكد فيه أن مصر تعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية وليست فقط عربية.

وأشار إلى أن إسرائيل سعت مبكرًا إلى شق الصف الفلسطيني، وأن تنظيمات كـ«حماس» كانت أداة لهذا المخطط. واختتم حديثه قائلًا: «لا يحق لأحد أن يزايد على مصر أو يهاجمها، بينما ترفع الأعلام الإسرائيلية في تظاهرات مزعومة ضدها».

مقالات مشابهة

  • الدكتور محمد عبد اللاه: الهجمات الإعلامية التي تتعرض لها مصر بسبب موقفها من القضية الفلسطينية مؤامرة
  • ضبط المتهمين بإنهاء حياة «مايكل» بطلق ناري لسرقته بالقليوبية
  • خبير أمني: الحملات التي تستهدف تشويه مصر في ملف غزة مخطط متكامل
  • «أنا الذي».. الكينج محمد منير يطرح ثالث أغاني ألبومه بالتعاون مع روتانا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: الإدارة السورية الجديدة بقيادة الرئيس الشرع تعمل بشكل متواصل لحل جميع المشكلات التي تواجه الشعب السوري، وخاصة الاقتصادية منها، بهدف دفع عجلة التنمية وتحسين نوعية حياة المواطنين
  • أنا الذي.. طرح ثالث أغاني الكينج محمد منير مع روتانا على يوتيوب.. فيديو
  • هذه المناصب التي تقلدها رئيس مجلس قضاء الجزائر الجديد محمد بودربالة
  • تفاصيل الإتفاق الذي أفضى للإفراج عن الشيخ الموالي للحوثيين محمد الزايدي في المهرة
  • قبل حفل العلمين.. الكينج محمد منير يستعد لطرح «أنا الذي»