جريدة الرؤية العمانية:
2025-07-29@16:44:36 GMT

بين هذا وذاك

تاريخ النشر: 17th, September 2024 GMT

بين هذا وذاك

 

سلطان بن ناصر القاسمي

 

بينما نعيش إحباطات متتالية في مشوار تصفيات كأس العالم 2026، يتزايد الاستياء في أوساط الشارع الرياضي العُماني بسبب النتائج المُخيبة للآمال، ولم تقتصر الإشكالية على أداء المنتخب داخل الملعب فحسب؛ بل شملت أيضًا سوء التنظيم وآلية التعامل مع الجماهير.

ورغم الإعلانات التي انتشرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي التي أكدت على توفير المياه وسهولة الدخول والخروج من الملعب، جاء الواقع ليكشف عن صورة مُغايرة تمامًا؛ إذ عجزت أعداد كبيرة من الجماهير التي اشترت تذاكر المنصة الرئيسية عن الدخول، في حين ظل عدد كبير آخر خارج الملعب، رغم شرائهم للتذاكر، دون أن تقدم الجهات المسؤولة أي توضيح أو تفسير.

إنَّ ما زاد من الإحباط عدم تحرك الاتحاد العُماني لكرة القدم لتقديم اعتذار أو توضيح لما حصل، وكأن ما جرى لا يستحق الرد أو الاهتمام. كان بإمكان الاتحاد أن يتفاعل مع هذه الأزمة بشكل إيجابي، ليُقلل من حدة الغضب والاستياء لدى الجمهور الذي طالما دعم المنتخب في السرّاء والضرّاء. ومع أن المنتخب واصل نتائجه السلبية وخسر مجددًا، وتضاءل الأمل بالصعود لنهائيات كأس العالم، إلّا أن الصمت لا يزال السائد من قبل الاتحاد، مما يعزز الشعور بأن الأمور لا تسير في الاتجاه الصحيح.

لستُ هنا بصدد تقييم الجانب الفني لأداء المنتخب، فهذا الأمر واضح للجميع؛ إذ يفتقر اللاعبون إلى الجاهزية البدنية، وظهر عليهم ضعف الأداء خلال المباراة، وهو أمر لا يمكن تجاهله في ظل غياب هوية واضحة للفريق مع المدرب الجديد شلهافي. لكن ما يجب على الاتحاد العُماني لكرة القدم أن يدركه هو أن الشارع الرياضي اليوم في سلطنة عُمان مختلف تمامًا عما كان عليه في التسعينيات من القرن الماضي؛ فالرياضة والتكنولوجيا تطورتا بشكل سريع، ولا يمكن للاتحاد أن يبقى متأخرًا في زمن يتحرك فيه العالم بخطوات متسارعة.

للأسف، هذه ليست المرة الأولى التي يخفق فيها الاتحاد في التعاطي مع التحديات. فقد تكررت مثل هذه الإخفاقات في نهائيات أمم آسيا بقطر، وهناك أيضًا تراجع كبير في منتخبات الفئات العمرية والدوري المحلي، ناهيك عن مشاكل الأندية التي اتجهت لتجميد نشاط كرة القدم نتيجة لعدم وجود حلول فعالة.

إنَّ أكبر مثال على ذلك هو مشكلة نادي ظفار، زعيم كرة القدم في سلطنة عُمان، الذي لم يتمكن من الحصول على الترخيص الآسيوي للمُشاركة في البطولات القارية. وهذه المشكلة كان من الممكن حلها بسهولة، إذا تم التعامل معها بشكل مناسب من قبل الاتحاد. ومع ذلك، لا يزال الاتحاد يقف مكتوف الأيدي أمام هذه الأزمة، مما يعكس ضعفًا في الإدارة والاستراتيجية.

ولكن في المقابل، وفي ظل هذه الخيبات في كرة القدم، نجد اتحادًا آخر يعمل بهدوء وتفانٍ دون أن يحصل على الاهتمام الذي يستحقه من الإعلام أو مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث إن الاتحاد العُماني لكرة الطائرة قد حقق إنجازات بارزة، خاصة في بطولة غرب آسيا للكرة الطائرة الشاطئية، حيث حصل المنتخب على المركز الأول بجدارة. ورغم انشغال الاتحاد بانتخابات واختيار إدارة جديدة، إلّا أن العمل الدؤوب استمر في تطوير اللعبة، وتشكيل منتخبات لجميع الفئات العمرية، بالإضافة إلى تعزيز مكانة سلطنة عُمان في المحافل القارية والدولية.

وهذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الجهود المتميزة لرئيس الاتحاد المهندس إبراهيم المقبالي وأعضاء مجلس الإدارة. فقد عملوا على تعزيز العلاقات مع الاتحادات القارية، ونجحوا في إدخال سلطنة عُمان إلى مناصب إدارية وتنفيذية في الاتحاد الآسيوي والعربي واتحاد غرب آسيا. هذه الإنجازات هي ثمرة العمل الجاد والتخطيط الاستراتيجي، وهو ما جعل الجمعية العمومية تجدد الثقة في رئيس الاتحاد لدورة ثانية.

ومن هنا، يجب على الاتحاد العُماني لكرة القدم أن يستفيد من هذه التجارب الناجحة. فالإدارة الرياضية الناجحة ليست مجرد وضع خطط، بل هي إحساس بالمسؤولية والعمل الجاد لتحقيق الأهداف. كما أن مبدأ الثواب والعقاب يجب أن يكون حاضرًا في كل خطوة، وهذا ما يدفع بالرياضة إلى الأمام. فهناك دول مجاورة اتخذت قرارات صارمة بعد حدوث مشاكل تنظيمية في تصفيات كأس العالم، وأظهرت تلك القرارات أن هناك جدية في تصحيح المسار الرياضي.

وما يحتاجه الجمهور العُماني اليوم هو أن يرى نفس الحزم من اتحاد كرة القدم. حيث ما زال الوقت في صالح الاتحاد لتصحيح المسار، لكن عليه أن يتحرك بجدية وأن يتعامل مع الأمور بشكل فاعل، بعيدًا عن الصمت الذي لا يجلب إلا مزيدًا من الاستياء. فالسكوت لن يمر دون أن يؤثر على مستقبل المنتخب، وقد نجد أنفسنا خارج التصفيات نتحسر على الفرص الضائعة.

إنَّ الجماهير العُمانية، التي لطالما كانت الداعم الأكبر للمنتخب في كل محفل رياضي، تستحق أن تجني ثمار صبرها وجهودها بالفرح الذي طال انتظاره. فمن حقها أن ترى منتخبها الوطني يقف شامخًا بين الكبار، وأن تعيش لحظات الفخر بالوصول إلى نهائيات كأس العالم، حلم كل مشجع عُماني. لكن هذا الحلم لن يتحقق إلا إذا أدرك الاتحاد العُماني لكرة القدم حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه، وبادر فورًا إلى تصحيح المسار. فعليه أن يواجه الأخطاء بشجاعة، ويضع خططًا واضحة وطموحة، تُعنى ليس فقط بتطوير أداء المنتخب، بل أيضًا بتحسين التنظيم وخلق بيئة رياضية متكاملة تليق بتطلعات الجمهور. لقد حان الوقت للعمل الجاد، والابتعاد عن الوعود العابرة، فالوقت لا ينتظر، والجماهير تستحق الأفضل، ولا يزال الأمل قائمًا لمن يريد أن يعيد البريق إلى كرة القدم العُمانية.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

الشباب بطلا لكأس السوبر لكرة القدم

صلالة - عادل البراكة / تصوير: عابر ديوان

تمكن الفريق الكروي الأول بنادي الشباب من تحقيق لقب كأس السوبر بعد تغلبه على السيب بركلات الترجيح ٤/٥، وذلك في ختام المباراة التي أقيمت على استاد مجمع السعادة الرياضي بولاية صلالة بمحافظة ظفار، وأقيمت المباراة برعاية معالي الدكتور محاد بن سعيد باعوين وزير العمل.

وقدم الفريقين منذ انطلاقة المباراة مستوى متكافئي من خلال مجريات الشوط الأول الذي بدا بحذر من قبل الفريقين حتي الدقيقة ١٢ التي كاد من خلالها الشباب الوصول لمرمي المنافس أثر تسديدة اطلقها محمد العامري أحدثت دربكة أمام مرمى الحارس أحمد الرواحي الذي تمكن من الكرة.

وواصل الفريقين تبادل الهجمات مع أفضلية نسبية لفريق السيب الذي حاول الوصول لمرمي حارس الشباب عبدالملك البـادري والتي لم تشكل التهديد المباشر على مرمى المنافس الذي اعتمد على الهجمات المضادة التي افتقرت إلى التركيز من قبل لاعبي الشباب. فيما تبقى من عمر الشوط الأول الذي تم تمديده بأربع دقائق من قبل حكم المباراة لم يشهد تغيير في النتيجة السلبية التي انتهت عليه.

وفي الشوط الثاني دخل الفريقين بهدف الوصول للمرمي من خلال الهجمات المتبادلة ما لبث وان انحصر اللعب في وسط الملعب وسط هجمات خجولة من الطرفين، حتى الدقيقة ٦٤ اطلق من خلالها ارشد العلوي تسديدة اعتلت عارضة مرمي الشباب.

الدقيقة ٦٥ أجرى مدرب السيب أول تغييراته بدخول حسن أحمد العجمي بدل من حمد الخميسي، ليواصل الفريقين تبادل الهجمات مع أفضلية نسبية لفريق السيب، وقي الدقيقة ٧٣ إجراء مدرب الشباب الوطني حسن رستم أول تغييرات بخروج احمد علي الريامي ودخول اللاعب بدر علي العلوي.

وشهدت الدقائق الأخيرة تغييرات عده من قبل مدربي الفريقين بهدف تحسبن مستوى اللعب خلال تلك الدقائق المتبقية من عمر الشوط الثاني الذي مدد بثلاث دقائق من قبل حكم المباراة والتي لم تشهد تغييرا في النتيجة بالتعادل السلبي ليحتكم الفريقين إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لفريق الشباب بنتيجة ٤/٥ ويحقق لقب كأس السوبر الأول له.

أدار المباراة طاقم تحكيمي مكون من حكم ساحة احمد بن أبوبكر الكاف ويساعده على الخطوط كل من الحكم المساعد الأول راشد بن حمد الغيثي والمساعد الثاني عمر بن حمد العلوي والحكم الرابع محمد بن مراد البلوشي وحكام الفار كل من قاسم بن مطر الحاتمي وحكم مساعد الفار ابوبكر بن سالم العمري، ومقيم الحكام عبدالله بن عمر باعبود مقيم تقنية الفارّ عبدالله بن علي الجرداني ومبارك المقدم مراقبا وفياض بن سامي الشنفري منسقا عاما للمباراة.

وفي الختام قام معالي وزير العمل راعي المباراة بتتويج لاعبي نادي الشباب بالكأس والميداليات الذهبية، ولاعبي نادي السيب بالميداليات الفضية.

دخل السيب بتشكيلة مكونة من الحارس أحمد فرج الرواحي ومصعب محفوظ الشقصي َأحمد محمد الخميسي وزاهر سليمان الأغبري وعبد العزيز حميد المقبالي وعبد الله فواز بيت عبد الغفور ومحمد صالح المسلمي وعلي سليمان البوسعيدي وصلاح سعيد اليحيائي وارشد سعيد العلوي وناصر سلطان الرواحي، فيما دخل الشباب بتشكيلة مكونة من الحارس عبد الملك ناصر البادري وحاتم سلطان الروشدي ومحمود مبروك نصيب المشيعري وماجد سليم الماس السعدي وجمعه مرهون جمعة الحبسي وياسين خليل عبدالله الشيـادي وجميل سليم جميل اليحمدي ويوسف ناشر علي المالكي واحمد علي سعيد الريامي ومصعب حمد محمد المعمري محمد حميد ناصر الغافري.

مقالات مشابهة

  • الجزيرة بطل كأس الإمارات لكرة القدم الإلكترونية
  • منتخب مصر لكرة السلة على الكراسي المتحركة يغادر إلى جنوب أفريقيا للمشاركة في بطولة العالم 3×3
  • الرابطة المحترفة لكرة القدم تنضم إلى الجمعية العالمية للرابطات
  • المنتخب القطري في المجموعة الأولى بكأس الخليج للشباب لكرة القدم تحت 20 عاما
  • تحديد موعد مباراتي مصر مع إثيوبيا وبوركينا فاسو في تصفيات مونديال 2026
  • إنجاز تاريخي جديد للتايكواندو العُماني في آسيا
  • الملك يهنئ أعضاء المنتخب النسوي لكرة القدم على المسيرة المتألقة في كأس أمم إفريقيا للسيدات
  • الاتحاد الهندي يكشف حقيقة تلقي طلبين من غوارديولا وتشافي لتدريب منتخبه الوطني
  • الهند.. ما حقيقة طلبات غوارديولا وتشافي لتدريب المنتخب؟
  • الشباب بطلا لكأس السوبر لكرة القدم