تغير المناخ يزيد حجم الجليد في "بوابة الجحيم"
تاريخ النشر: 18th, September 2024 GMT
كشفت دراسة جديدة أن منطقة ضخمة من الجليد الدائم في سيبيريا، والمعروفة أيضًا باسم "بوابة الجحيم"، تتوسع بإطراد بسبب تغير المناخ.
وبحسب دراسة جديدة نُشرت في مجلة جيومورفولوجيا، ظلت فوهة باتاجايكا، التي اكتشفت لأول مرة في ستينيات القرن الماضي، تتوسع باستمرار على مدار السنوات الستين الماضية، إذ تضاعف حجمها ثلاث مرات من عام 1991 إلى عام 2018 وهي الآن أكبر فوهة جليدية في العالم، وفقًا لتقرير من فرانس 24 .
بدأت كـ "وادٍ غير مهم"، وفقًا لجوليا سيجر من فرانس 24، قبل أن تتحول إلى "وادي على شكل ضفدع صغير يغطي 200 فدان، ويبلغ طوله كيلومترًا واحدًا، وفي بعض المناطق، يصل عمقه إلى 100 قدم"، ويمكن ؤيته بسهولة من الفضاء.
يرجع ذلك إلى ذوبان الجليد الدائم، وهو الجزء من الأرض الذي يظل متجمدًا بشكل دائم، فعندما يذوب الجليد الذي يربط التربة السطحية ويتحول إلى ماء، مما يتسبب في هبوط الأرض.
وقال سيجر "إن إزالة الغابات خلال الحقبة السوفييتية كانت السبب وراء ذوبان الجليد الدائم. فبدون الغطاء النباتي للأرض، كانت الشمس قادرة على ضرب التربة وتسخينها، قد أطلق الكثير من المواد العضوية، وأنتج أقدم عينة من الدم السائل التي تم العثور عليها على الإطلاق، ولكنه أطلق أيضًا الكثير من الغازات التي كانت محاصرة داخل الأرض."
وتوجد دورة تحتوي فيها التربة الصقيعية على ضعف كمية الكربون الموجودة في التربة العادية وكلما زاد ذوبانها، زاد إطلاق الكربون والميثان في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى ارتفاع درجة حرارة الكوكب.
ومن المرجح أن تستمر الحفرة في التوسع، لكن هناك حواجز طبيعية يمكن أن تبطئ نموها أو توقفها، وأضاف سيجر: "إنها إشارة تحذير لمناطق أخرى في العالم مثل منطقة القطب الشمالي أو ألاسكا أو كندا حيث توجد وديان أخرى، وفي سيبيريا حيث فوهة C17 أيضًا".
ويعد هذا التوسع هو الحدث الأكثر أهمية وإثارة للقلق بين العلماء، بحسب وصف سيجر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الجليد ارتفاع درجة حرارة الكوكب التربة الصقيعية سبب تغير المناخ صقيع سيبيريا
إقرأ أيضاً:
الإشعاع لا يعترف بالحدود.. هذا ما سيحصل للبشر إذا حدث التلوث النووي؟
يثير عدوان الاحتلال على إيران مخاوف من التلوث الإشعاعي، في ظل استهداف المنشآت النووية الإيرانية، خاصة مع تحذيرات الوكالة الدولية للطاقة الذرية، من رصد مستويات تلوث في منشأة نطنز النووية.
ويهدد أي قصف لمنشأة نووية، سواء كانت قيد التشغيل، أو تحتوي على نفايات مشعة، بإطلاق مواد نووية قاتلة في الجو وعلى التربة والمياه، ويعيد التذكير بكوارث وقعت في الماضي مثل مفاعل تشيرنوبل وفوكوشيما، والذي تستمر آثاره القاتلة لعقود طويلة.
وفي حال تسبب الاحتلال بمثل هكذا تلوث إشعاعي، فإن المنطقة مقبلة على كارثة نووية، ستبقى تلازمها لعقود طويلة وتتسبب بالعذابات لملايين البشر فضلا عن تدمير التربة وتلويث المياه.
التلوث الإشعاعي
عبارة عن انتشار للمواد المشعة في البيئة بطريقة غير طبيعية، تعرض الإنسان والكائنات الحية من حيوانات ونباتات، لمستويات خطيرة من الإشعاع، من خلال مواد صلبة أو سائلة، أو غازية تنتشر في الجو، وتختلط بكل مكونات الطبيعة.
ويؤدي التلوث إلى تسرب ما يعرف بالنويدات المشعة مثل اليود 131، والسيزيوم 137 فضلا عن جسميات مشعة "ألفا وبيتا وغاما"، وشدة الكارثة تعتمد على نوع الموقع الذي حدث منه التسرب الإشعاعي سواء سلاح نووي أو مفاعل أو مواد نووية مخزنة.
ماذا يحدث للبشر والكائنات الحية؟
يلحق التلوث الإشعاعي أضرار سريعة وفتاكة في البشر، بعد وقوعه، خاصة لمن يتعرض لجرعات عالية، وفقا للتصنيف العالمي، أكثر من 1 سيفرت، والتي يطلق عليها متلازمة الإشعاع الحاد، مثل الغثيان الشديد والقيء وفقدان الشعر وتلف نخاع العظام والاحتمالية الكبيرة للوفاة خلال أيام.
كما يسبب التلوث حروقا إشعاعية، تسبب تقرحات جلدية حادة، فضلا عن آثار طويلة الأمد، مثل مرض سرطان الغدة الدرقية بسبب انتشار اليود 131، وسرطانات الدم والرئة والثدي، وغيرها من الأمراض الخطيرة.
إضافة إلى ذلك، تحدث طفرات جينية توثر على الأجيال المستقبلية، وتزيد احتماليات التشوهات الخلقية، فضلا عن الأمراض المزمنة مثل ضعف المناعة وأمراض القلب وإعتام عدسة العين.
كارثة على التربة
تسبب النويدات مثل السيزيوم 137 والبلوتونيوم 239 كوارث بيئية عند استقرارها في التربة لعقود وربما لقرون، بشكل يجعل من المستحيل الاستفادة منها.
ويؤدي التلوث الإشعاعي إلى قتل كافة الكائنات الدقيقة في التربة، ويفقدها الخصوبة، ويدمر دعم النباتات، وفي حال زراعة أي محاصيل في تربة ملوثة إشعاعيا، فإن النويدات المشعة تنتقل قبل الجذور، ويلوث المحاصيل بالنتيجة لذلك.
وعلاوة على التربة، الحيوانات التي تتغذى على النباتات في المناطق الملوثة، تنتقل إليها المواد المشعة ما يؤدي إلى إصابتها بالأمراض وتصبح لحومها ملوثة وغير صالحة للاستهلاك.
كارثة تشيرنوبل في الذاكرة
تعد كارثة انفجار مفاعل تشيرنوبل عام 1986، أبلغ مثال على التلوث الإشعاعي القاتل، والذي يلوح شبحه بسبب إصرار الاحتلال على تدمير المواقع النووية في إيران.
وقتل انفجار المفاعل 31 شخصا على الفور، لكن الكارثة تعدت ذلك بأضعاف مضاعفة، إذ انطلقت سحابة مشعة تسببت بتلويث أراضي شاسعة تجاوزت 1.4 مليون هكتار، وامتد الأثر الإشعاعي الذي حمله الهواء إلى أوروبا، وأجلي 100 شخص عن المنطقة المحيطة بالمفاعل.
وتسبب التلوث بارتفاع معدلات سرطان الغدة الدرقية خاصة الأطفال والمراهقين وقت الكارثة، وقدرت الوفات نتيجة التلوث بنحو 100 ألف إنسان، ومعاناة أكثر من 2.3 مليون شخص في أوكرانيا وحدها لأمراض مزمنة وخطيرة، علاوة تلوث مساحة كبيرة من الأرض وتحولها إلى مناطق غير صالحة للسكن أو الزراعة.
وأخليت منطقة بمحيط 30 كيلومترا، حول المفاعل، وتحولت إلى مكان غير صالح للسكن، أو الزراعة، ولا تزال التربة اليوم تعاني من مستويات إشعاع مرتفعة، ومجرد تلامسها مع الجسم بدون أدوات وقاية، يخلق الأمراض.