ملف السوريين يشعل سجالا بين نجل أردوغان وزعيم المعارضة
تاريخ النشر: 20th, September 2024 GMT
أنقرة – عاد ملف اللاجئين السوريين إلى تصدر النقاشات السياسية في تركيا مجددا هذا الأسبوع إثر سجال بين بلال أردوغان، نجل الرئيس رجب طيب أردوغان، وأوزغور أوزال زعيم حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة.
خلال حديثه مع مجموعة من الشباب في مخيم شبابي ضمن فعاليات مهرجان الاتحاد الدولي للرياضات التقليدية، أشار بلال أردوغان إلى أن معدلات الجريمة بين اللاجئين السوريين في تركيا أقل منها بين المواطنين الأتراك.
وأضاف "بصفتي خبيرا اقتصاديا، أؤكد أن الدول عادة ما تحقق مكاسب اقتصادية على المدى المتوسط بفضل وجود اللاجئين بشرط إدارة الأمور بشكل سليم".
واتهم بلال أردوغان بعض الأطراف بـ"استغلال قضية اللاجئين لإثارة الفتنة"، قائلا "هناك من يحاول تقسيم الناس وزرع الكراهية بينهم لتحقيق مكاسب سياسية، على حساب مصلحة البلد، فقط من أجل رفع نسبة التأييد بواحد أو اثنين في المئة".
وسارع زعيم حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال إلى الرد على تصريحات بلال أردوغان خلال تجمع حاشد لأنصاره في مدينة بالكسير، قائلا "السيد بلال يقول إنه لا يقبل اتهام السوريين بأنهم سبب زيادة الجرائم في تركيا، ويؤكد أن معدل الجريمة بين السوريين أقل منه لدى الأتراك، وكأنه يريد الاحتفاظ بهم هنا".
وأضاف أوزال موجها انتقاداته الحادة لنجل الرئيس التركي "أسأل بلال أردوغان: ما الحكمة في الثناء على السوريين بوصفهم عمالة رخيصة في وقت يعاني فيه شبابنا من البطالة؟ السيد بلال إن كان السوريون سيبقون، فإننا سنبدأ بالتخلص من حكومة والدك أولا، ثم إعادة السوريين إلى وطنهم".
من جانبه، اعتبر النائب عن حزب العدالة والتنمية أيوب قادر إينان، في تعليقه على الموضوع، أن "المهاجرين السوريين قدموا إسهامات أكبر لتركيا من تلك التي قدمها رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال للساحة السياسية في البلاد".
وبلغ عدد اللاجئين السوريين المقيمين تحت بند "الحماية المؤقتة" في تركيا 3 ملايين و93 ألفا و909 أشخاص، وفقا لأحدث بيانات رئاسة الهجرة التركية.
علاقة الجريمة بالأجانبوأظهرت بيانات حديثة صادرة عن هيئة الإحصاء التركية أن المدن التي تستضيف أعدادا كبيرة من السوريين لم تتصدر قائمة المناطق الأكثر تسجيلا للجرائم، مما ينفي المزاعم التي تروج لربط وجودهم بزيادة الجريمة.
الإحصاءات كشفت أن مدنًا من مثل أيدين بمعدل 970 جريمة لكل 100 ألف نسمة، ودنيزلي (902) وتشوروم (871) تصدرت معدلات الجريمة في تركيا، بالمقابل غابت عن القائمة المدن التي تحتضن نسبا عالية من اللاجئين السوريين مثل كلس، التي يُشكل السوريون فيها 30.53% من السكان.
والمدن الأخرى التي تضم أعدادًا كبيرة من السوريين مثل غازي عنتاب (15.57%) وشانلي أورفا (10.97%) لم تظهر أيضا بين المدن الأعلى في معدلات الجريمة.
وفي سياق متصل، أظهرت إحصائيات وزارة العدل التركية لعام 2022 أن نسبة الجرائم المتعلقة بالسرقة والاحتيال والمخدرات والجرائم الجنسية كانت مرتفعة بين المواطنين مقارنة بالأجانب. وعلى الرغم من الزيادة في عدد المشتبه فيهم الأجانب الذي ارتفع إلى 383 ألفًا و743 شخصا في 2022 مقارنة بـ283 ألفًا و82 فردا في عام 2020، فإن معدلات الجريمة بين السوريين تبقى أقل نسبيا.
وفي تصريح خلال مارس/آذار 2022، أشار وزير الداخلية السابق سليمان صويلو إلى أن نسبة الجريمة بين الأتراك بلغت 2.2%، في حين كانت 1.3% فقط بين السوريين.
مادة انتخابيةدان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال كلمته في جامعة مرمرة في إسطنبول الأسبوع الماضي، ما وصفها بـ"موجة الكراهية" المتزايدة ضد الأجانب في تركيا، وحذر من تصاعد العنصرية والفاشية قائلا "في السنوات الأخيرة، بدأت العنصرية والفاشية التي تتبناها بعض الجهات ذات الجذور الخارجية تعرقل جهود بلادنا التنموية".
وتطرق أردوغان إلى الانتخابات الماضية، مشيرا إلى أن المرشح المنافس قاد بنفسه موجة العنصرية بأسلوب لا يتماشى مع أبسط حقوق الإنسان، وأضاف "لقد قضى أسبوعين من حملته الانتخابية في نشر الكراهية والعنصرية دون أن يعترض أحد من حلفائه".
وأردف "هؤلاء العنصريون لا يتحركون بدوافع وطنية، بل بدوافع كراهية تجاه تركيا والأتراك والإسلام. ومن يقود هذه الحملة شخصيات مشبوهة ترتبط بعلاقات خارجية، تسعى لتقويض وحدة المجتمع التركي".
وفي هذا السياق، أوضح الباحث السياسي مراد تورال، في حديثه للجزيرة نت، أن المعارضة التركية لن تتوانى في استغلال أي فرصة لصالح دعايتها الانتخابية المقبلة، خصوصا مع تزايد دعواتها لعقد انتخابات مبكرة العام القادم.
وأضاف تورال أن قضية اللاجئين السوريين، سواء اعتبرناها مشكلة أم لا، أصبحت معضلة حقيقية بالنسبة لشريحة كبيرة من الشباب التركي الذين يتأثرون بشكل كبير بما يُنشر على منصات التواصل الاجتماعي، لافتا إلى أن هذه المنصات غالبًا ما تُستخدم من قبل جهات تابعة للمعارضة لتغذية المشاعر التحريضية ضد اللاجئين، مما يساهم في زيادة التوتر الاجتماعي.
وفيما يتعلق بالجدل القائم بين أوزغور أوزال وبلال أردوغان، أوضح تورال أن هذه المواجهة جاءت بعد الانتقادات التي وجهها بلال أردوغان للمعارضة في عدة مواضيع خلال كلمته. واعتبر أن أوزال وجد في قضية اللاجئين السوريين المجال الأنسب للرد، مستغلا حساسية هذا الملف لتأجيج الرأي العام ضد نجل أردوغان.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات اللاجئین السوریین معدلات الجریمة قضیة اللاجئین بلال أردوغان الجریمة بین فی ترکیا إلى أن
إقرأ أيضاً:
الكاتب المصري بلال فضل يعلن عن فيلمه الجديد إفراج.. يتناول مأساة الإخفاء القسري
أعلن الكاتب المصري، بلال فضل، عن الانتهاء من تصوير فيلمه الجديد الذي يحمل عنوان: "إفراج"؛ قام بتأليفه وإنتاجه بعد عامين من العمل المتواصل، وسط ما واجه فريق العمل ممّا وصفوها بـ"الصعوبات والتحديات".
وكتب فضل عبر حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي أنّ: "الفيلم يُمثّل تجربة سينمائية استثنائية، أُنجزت بدعم كامل من مواطنين ومواطنات آمنوا بأهمية نقل قصة إنسانية تتناول مأساة الإخفاء القسري، التي تطال آلاف العائلات في العالم العربي".
وقال في منشوره: "الحمد لله، وربنا يكملها على خير. انتهى بالأمس تصوير فيلم (إفراج)، الذي تشرفت بكتابته وإنتاجه، وعملت فيه مع مجموعة من أجمل الفنانين والفنيين من جنسيات مختلفة، جمعتهم القناعة بعمق القصة وأهمية إيصالها للجمهور بأفضل شكل".
وأوضح فضل أنّ: "الفيلم تم تمويله بالكامل عبر تبرعات فردية، تنوّعت بين مساهمات كبيرة من داعمين قرأوا السيناريو وأُعجبوا به، ومشاركات رمزية عبر منصة "كو فاند مي"، مشدداً على أن جميع المساهمات قُدمت من دون فرض شروط أو قيود على صُنّاع العمل.
إلى ذلك، عبّر الكاتب المصري، عن امتنانه العميق للداعمين قائلاً: "لن أنسى هذه الثقة الغالية ما حييت".
استقلالية فنية
شدد فضل على حرصه منذ البداية على أن يُنتج الفيلم باستقلالية تامة، بعيداً عن أي اشتراطات تمويلية، وأن يُقدَّم في النهاية كعمل فني قادر على جذب المشاهد وتحفيز تفكيره، دون الوقوع في فخ الخطابة أو التبسيط الفني.
وأشار إلى أنّ: "رحلة الفيلم لم تكن سهلة، إذ واجه الفريق صعوبات كبيرة، من بينها الخذلان والتسويف، غير أن الإصرار على الحفاظ على الاستقلالية والحرية الكاملة في سرد القصة كان الدافع الأساسي للاستمرار".
وأكد فضل أنّ: "الهدف الأسمى من فيلم "إفراج" هو تسليط الضوء على جريمة الإخفاء القسري التي لا تزال تتسبب في مآسي إنسانية جسيمة"، مردفا: "طالما استمرت هذه الجريمة في الظل، لا يمكن الحديث عن تحسّن حقيقي في الحياة. آلاف الأسر تعاني من غياب أحبّائها، ويجب أن تظل هذه القصص حاضرة في الوعي العام، لا أن تُدفن بالصمت أو التجاهل".
وفي ختام تصريحه، أعرب بلال فضل عن أمله في أن تُكلَّل جهود فريق العمل بالنجاح، وأن يشكّل الفيلم انطلاقة لمشاريع سينمائية أكثر جرأة وحرية في المستقبل، متعهّداً بنشر صور ومقاطع من كواليس التصوير قريباً.
إلى ذلك، لاقت تجربة الفيلم تفاعلاً واسعاً على مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من النشطاء والصحفيين عن دعمهم للفكرة.
وكتب الصحفي يسري فودة: "التحية والتقدير للصديق العزيز بلال فضل، ولكل من شارك في هذا العمل وكل من دعمه بما استطاع في الطريق إلى دولة القانون".