سرايا - إطلقت رشقات صاروخية من جنوب لبنان باتجاه شمالي الأراضي الفلسطينية المحتلة فجر اليوم الثلاثاء، فيما أعلنت الجبهة الداخلية للاحتلال الإسرائيلي - التابعة لجيش الاحتلال عن إطلاق صفارات الإنذار في عدة مناطق شمال الأراضي المحتلة، بما في ذلك جنوب وشرق حيفا، تحذيرًا من الرشقات الصاروخية المستمرة.



وأعلن حزب الله اللبناني في بيان صباح اليوم، أنه استهدف مطار مجيدو العسكري الواقع غرب مدينة العفولة شمال فلسطين المحتلة ثلاث مرات متتالية باستخدام صواريخ "فادي 1" و"فادي 2"، مؤكدًا أن ذلك يأتي دعمًا لقطاع غزة ودفاعًا عن لبنان وشعبه.



كما أعلن الحزب أنه قصف قاعدة ومطار رامات دافيد جنوب شرق حيفا، والتي تعتبر أكبر قاعدة عسكرية في المنطقة الشمالية وواحدة من ثلاث قواعد جوية رئيسية لدى "إسرائيل"، بصواريخ فادي 2.



وأشار البيان إلى أن الموقع يتمتع بأهمية استراتيجية لقربه من خطوط المواجهة مع لبنان وسوريا والضفة الغربية.



لاحقًا، أعلن حزب الله أنه قصف قاعدة عاموس ومصنع للمواد المتفجرة في منطقة زخرون الواقعة على بعد 60 كيلومترًا من الحدود اللبنانية بصواريخ "فادي 1" و"فادي 2".



يُذكر أن صواريخ "فادي" هي صواريخ سورية الصنع، واعتُبرت جزءًا من ترسانة حزب الله العسكرية، وهي تعادل في قوتها صواريخ خيبر الإيرانية، وقد دخلت الخدمة في حرب عام 2006 واستخدمت لأول مرة في هذه المواجهة.



من جانبه، صرح جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه رصد إطلاق 20 صاروخًا من جنوب لبنان، حيث تمكن من اعتراض بعضها بينما سقط البعض الآخر في مناطق مفتوحة.



مئات الشهداء وآلاف الجرحى


وفيما يخص التصعيد، تعرض لبنان لهجمات جوية إسرائيلية مكثفة، إذ أعلنت وزارة الصحة اللبنانية مساء أمس الاثنين استشهاد 492 شخصًا وإصابة 1645 آخرين، بينهم نساء وأطفال ومسعفون، نتيجة الغارات الجوية التي استهدفت جنوب وشرق لبنان.



وصرح وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض في مؤتمر صحفي أن الغارات الإسرائيلية طالت مستشفيات ومراكز طبية وسيارات إسعاف.



وفي سياق متصل، أعلن وزير التربية اللبناني عباس الحلبي تعطيل المدارس والجامعات اليوم الثلاثاء في جميع أنحاء البلاد، مع فتح المؤسسات التعليمية لإيواء النازحين نتيجة القصف.



وأكد جيش الاحتلال تنفيذه أكثر من 650 طلعة جوية مستهدفة 1300 هدف تابع لحزب الله في مختلف أنحاء لبنان خلال الـ24 ساعة الماضية. وأطلق على العملية العسكرية اسم "سهام الشمال".



وردًا على التصعيد، شن حزب الله موجات من الهجمات الصاروخية استهدفت مناطق متعددة، من الجولان إلى حيفا، وصولاً إلى مرج بن عامر.



كما سُمعت صفارات الإنذار في عدة مناطق "إسرائيلية"، منها بلدات تل أبيب الكبرى ومطار بن غوريون.



وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" بأن انفجارات دوت في مدينة حيفا، بينما أعلنت وسائل إعلام عبرية عن سقوط صواريخ في الجليل الأعلى ومنطقة الناصرة.



وفي ضوء هذه التطورات المتسارعة، حذرت التقديرات "الإسرائيلية" من احتمالية تحول الوضع إلى حرب شاملة في حال استهداف بيروت أو تل أبيب.

 

إقرأ أيضاً : تدفق النازحين من لبنان على الحدود السورية (صور)إقرأ أيضاً : القسام تعلن اغتيال القائد حسين النادر في لبنانإقرأ أيضاً : نجاة الرجل الثالث .. حزب الله يؤكد فشل إسرائيل في اغتيال علي كركي

المصدر: وكالة أنباء سرايا الإخبارية

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

لبنان يبدأ خطوات حساسة نحو ضبط الأمن وحصر سلاح المخيمات

البلاد – بيروت

في وقت تزداد فيه الضغوط الإقليمية والدولية على الساحة اللبنانية، ويشتد الحراك السياسي والدبلوماسي في بيروت، وصل أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، عزام الأحمد، إلى العاصمة اللبنانية في زيارة تهدف إلى بحث ملف السلاح داخل المخيمات الفلسطينية، ووضع خطة لتنظيمه أو تسليمه ضمن رؤية متفق عليها بين الجانبين اللبناني والفلسطيني.

تأتي هذه الزيارة في ظل أجواء معقدة يمر بها لبنان، على وقع أزمات داخلية متعددة، وملفات أمنية مزمنة، أبرزها الوجود الفلسطيني المسلح في المخيمات المنتشرة على الأراضي اللبنانية.

وبحسب مصادر مطّلعة  يحمل الأحمد معه خطة فلسطينية متكاملة تهدف إلى إعادة تنظيم انتشار السلاح داخل المخيمات، وربما تسليمه، خاصة في بعض النقاط المتوترة. وتشمل الخطة مقاربة جديدة تنطلق من مبدأ “الشراكة الأمنية” مع الدولة اللبنانية، في ظل توافق سياسي بين بيروت ورام الله على ضرورة حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية.

وكان الرئيس اللبناني جوزيف عون أعلن الأسبوع الماضي عن تشكيل لجان لبنانية – فلسطينية مشتركة ستبدأ عملها في منتصف يونيو الجاري، في ثلاث مخيمات كمرحلة أولى، في خطوة أولى لمعالجة ملف انتشار السلاح داخل المخيمات، والذي طالما اعتُبر أحد أكثر الملفات الأمنية تعقيداً في البلاد.

ويُقدّر عدد المخيمات الفلسطينية في لبنان بـ12 مخيماً رسمياً، إلى جانب 57 نقطة تجمّع أخرى، تضم في مجموعها أكثر من 235 ألف لاجئ فلسطيني مسجّل. وتختلف أوضاع السلاح من مخيم إلى آخر، إلا أن مخيّمَي عين الحلوة والرشيدية، جنوب البلاد، يبرزان كمراكز لوجود الأسلحة المتوسطة والثقيلة، بحسب مصادر أمنية.

في المقابل، يعتبر مخيم نهر البارد شمال لبنان مثالاً نادراً على التجريد الكامل من السلاح، حيث يخضع لسيطرة الجيش اللبناني منذ عام 2007، بعد معارك عنيفة استمرت لأشهر مع تنظيم “فتح الإسلام”.

وتشير التقارير إلى أن معظم الأسلحة المتبقية في المخيمات تُصنف على أنها أسلحة خفيفة ومتوسطة، موزعة بين التنظيمات الفلسطينية التقليدية، وبعض المجموعات الصغيرة الخارجة عن السيطرة.

زيارة عزام الأحمد تأتي متزامنة مع تحركات دبلوماسية نشطة في بيروت. إذ يُتوقع وصول وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي مساء اليوم، في زيارة تهدف لمناقشة الملفات الإقليمية الحساسة، بما في ذلك الدور الإيراني في لبنان والمنطقة. كما يُنتظر أن تزور المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس بيروت بعد عيد الأضحى، في ما قد تكون زيارتها الختامية قبل تسليم الملف اللبناني إلى مبعوث أميركي جديد.

هذا التداخل في الزيارات والمواقف يشير إلى أن ملف السلاح الفلسطيني داخل لبنان لم يعد شأناً داخلياً فحسب، بل بات متداخلاً مع ملفات إقليمية ودولية، منها أمن الحدود، والنفوذ الإيراني، واستقرار لبنان في مرحلة ما بعد الحرب في غزة.

يرى مراقبون أن تحرك منظمة التحرير في هذا التوقيت يشير إلى رغبة فلسطينية رسمية في تعزيز العلاقة مع الدولة اللبنانية، وطيّ صفحة الاشتباكات المسلحة التي طالما عطّلت حياة المخيمات، وأضرت بصورة الفلسطينيين في لبنان.

لكنهم في المقابل يحذّرون من أن النجاح في ضبط السلاح يتطلب إرادة سياسية قوية من الأطراف اللبنانية أيضاً، إلى جانب معالجة القضايا الاجتماعية والحقوقية التي يعاني منها اللاجئون الفلسطينيون منذ عقود، وعلى رأسها العمل والملكية القانونية.

زيارة عزام الأحمد إلى بيروت تحمل إشارات إيجابية من حيث النية، لكنها تصطدم بواقع معقد، سياسياً وأمنياً وشعبياً. وإذا ما تم تنفيذ خطة نزع السلاح أو تنظيمه داخل المخيمات، فإن ذلك سيكون تحولاً تاريخياً في العلاقة بين الدولة اللبنانية والوجود الفلسطيني، وقد يشكّل مدخلاً لاستقرار طال انتظاره في مناطق طالما كانت هامشية على خريطة الدولة.

مقالات مشابهة

  • قصف جوي للاحتلال على شمال خان يونس جنوب قطاع غزة
  • بحث ملف السلاح بالمخيمات.. لبنان يبدأ خطوات حساسة نحو ضبط الأمن
  • حزب الله يعلن اكتشاف عميل للموساد بمحافظة النبطية جنوب لبنان
  • جنوب لبنان تحت النار.. غارات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار
  • لبنان يبدأ خطوات حساسة نحو ضبط الأمن وحصر سلاح المخيمات
  • القسام تطلق صواريخ وقذائف هاون تجاه مواقع لقوات الاحتلال شرق القطاع
  • الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال عنصر ثانٍ من حزب الله في جنوب لبنان
  • جنوب لبنان تحت النار الإسرائيلية مجدداً: قتيل وجريح في غارات مستمرّة
  • قتيل في غارة إسرائيلية في جنوب لبنان
  • عاجل : وزارة الدفاع تكشف النقاب عن صواريخ متعددة الرؤوس قادرة على تجاوز الدفاعات الصهيونية وتحذيرات للشركات الأجنبية بالمغادرة (تفاصيل)