ثورةُ الـ 21 من سبتمبر تكملُ عقدَها الأول فاضحةً أعداءَ الأُمَّــة وأعداءَها
تاريخ النشر: 24th, September 2024 GMT
عبدالقوي السباعي
تأتي الذكرى العاشرة لثورة الـ21 من سبتمبر المباركة، متخطيةً لكل المحاولات اليائسة والبائسة لقوى الهيمنة والاستكبار الدولية والإقليمية، وأدواتها المحلية، وسعيها الحثيث للقضاء عليها وتشويه مسارها وطهر أهدافها ونبل مبادئها.
هذه الثورة التي حملت الحرية والاستقلال هدفاً، وقطعت دابر الخيانة والعمالة، ونفضت غبار التبعية والانبطاح عن الأرض اليمنية، وحرّرت القرار الوطني من الاستحواذ الأجنبي وإلى الأبد، وهي تكمل عقدها الأول، ونحتفي في عيدها العاشر ماضيةٌ لتحقيق كامل أهدافها بكل ثقةٍ وعزيمة، وبكل جدارةٍ واقتدار.
هذه الثورة، وعلى الرغم ممّا تواجه من الاستهداف، ومن التحديات، ومن الصعوبات، ومن المؤامرات والدسائس، والتي لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن تُؤثر على حيويتها وديمومتها، إن لم تزدها قوةً وصلابةً ومنعة.
والمتأمل المنصف سيلاحظ ومنذُ أن بدأ العدوان على اليمن في مارس 2015م حتى اليوم، ما زالت تلك الأبواق المشروخة والفعاليات المأزومة، تنعق بالبؤس والخراب، تهذي بالترهات والأباطيل العقيمة التي لا يقبلها عاقل ولا تنطلي على واعٍ، وظلت قوى العدوان تراوح بين الحزم والأمل، بين التحرير والمقاومة، بين الوعود الكاذبة والآمال الزائفة، بزعم عناوين دعمها لشرعية حكومة فنادقها، ودعمها للجمهورية والجمهوريين وإنهاء التمرد والانقلاب والملكية والملكيين، والكثير من العناوين والمبرّرات، التي جعلتها شماعةً لنشر غسيلها القذر، على مدى عشر سنواتٍ مضت.
هُنا يجدر بي أن أقول: والتاريخ يقول: وخبرات الحياة تقول:
كيف لأنظمة راديكاليةٍ ملكيةٍ رجعية كالسعوديّة والإمارات، وهي التي لا تمتلك إلّا مفاهيم القمع والتسلط والاستحواذ، أن تدعمَ وأن تقاتلَ باسم الثورة والحرية، باسم الجمهورية والديمقراطية، وهي التي لا تمتلك أدنى مؤشراتٍ لتلك المفاهيم في مجتمعاتها وبلدانها؟!..
كيف لأنظمة تقيّحت غِلاًّ وحقداً على اليمن (الأرض والإنسان) وعبر مراحلَ تاريخيةٍ مختلفة ليست عنكم ببعيد، عن أنظمة تعمل وفق وصية جدهم المؤسّس بشأن اليمن!، أن تعملَ على أمنهِ واستقراره، أن تسعى إلى تحقيق رفعته وتطوره، أن ترجو عزته وكرامته؟!..
كيف لأنظمة إمبرياليةٍ اتّضحت صناعتها وعمالتها وانبطاحها وولائها لقوى الهيمنة والاستكبار العالمية (الصهيوأمريكية)، وتكشفت سوءاتها في خيانتها المتكرّرة وتطبيعاتها المخزية، ومتاجرتها الدائمة بقضايا الأُمَّــة العربية والإسلامية، بل واتّضح تنصلها حتى عن دينها ومقدساتها وثوابت شعوبها، أن تأتي برداء المحرّر المقاوم، وبدعوى رفضها للهيمنة والاحتلال..؟!
كيف لأنظمة وأدوات متخمة بالعمالة والتبعية، متقيحة بالخيانة والخسة والانحطاط أن تقدم شيئاً لشعوبها المحكومة بالحديد والنار، ناهيك عمّا يمكن أن تقدمهُ لليمن وشعبه؟!
كيف لأنظمة كاذبة ظالمة، لا يثق بها حتى أقربُ المقربين لها، فيما تحاول عبثاً جعل شعبنا يصدق مبرّراتها، ويثق بإجراءاتها الغادرة وبرامجها المشبوهة، ودعمها الشخوص والفعاليات اللصيقة بها ممّن يلتصقون باليمنية زوراً وبهتاناً، بمختلف شرائحهم وتكويناتهم المنبوذة خارج إطار التاريخ اليمني الناصع، ليس على خلفية خيانتهم للأرض والأمَّة اليمنية فحسب؛ بل كونهم مُجَـرّد مخلفات نتنة من نفايات السياسات المتراكمة السابقة، والمتجذرة فساداً وإفساداً، والمنحدرة إلى مستنقع الارتزاق والانبطاح للخارج تبعيةً وارتهاناً..؟!
كيف لأنظمة ملكيةٍ رجعيةٍ سلاليةٍ عائليةٍ أصلاً، أن تأتي بدعوى دفاعها عن نظامٍ جمهوري، وأن تقف ضد ثورةٍ تدعي أنها ملكيةٍ سلالية؟، وكيف لأذنابها من الخونة والمنافقين أن يستمروا بالنباح والعويل وذرف دموع التماسيح على جمهوريتهم المزعومة..؟!، رغم يقينهم بأن هذه الممالك هي من حاربت ثورة وجمهورية الـ26 من سبتمبر والـ14 من أُكتوبر منذ العام 1962م، وهي من استهدفت الثوار قتلاً وسحلاً، هي من حاولت إجهاضها في مهدها، وبترت أهدافها وأفرغت مبادئها من مضامينها الثورية، هي من استحوذت عليها، ودفعت مرتبات تابعيها عبر اللجنة السعوديّة الخَاصَّة، على مدى عصرٍ من الزمن.
كيف لأنظمة راديكاليةٍ رجعية، بكل أدواتها وأذنابها، وهي تقف ضد كُـلّ ثورةٍ وإنجاز وكُلّ تحولٍ وطني إيجابي، تدرك تماماً أن كُـلّ يمني حر، بات يعرف اليوم حقيقة من يرفع رايةَ وشعارَ الثورة والجمهورية خفاقاً، ومن يدوسها ويحرقها ويستبدلها برايات وشعارات السعوديّة والإمارات وتركيا وأمريكا وداعش وبلاك ووتر..؟!
الآن وقد أصبح الجميع يُدرك حقيقة من يصدر قراراته السيادية الحرة من القصر الجمهوري في صنعاء، ومن يتلقاها مطبوعة من قصر اليمامة بالرياض أَو قصر الوطن بأبو ظبي.
حقيقة من يحافظ على وحدة الأرض والإنسان، ومن يسعى إلى التشطير والأقلمة والتشظي وزرع بذور الحقد والكراهية، وخلخلة النسيج الاجتماعي للشعب اليمني الواحد الموحد.
حقيقة من يقاوم المحتلّ ويصدُّ الغزاةَ المعتدين ويحافظ على السيادة والكرامة، ومن يستجلب الغزاةَ والمحتلّين متنازلاً عن أرضهِ ومتاجراً بكرامتهِ وكرامة شعبه.
حقيقة من يقاتل في سبيل مشروعٍ ديني ووطني وقومي وأخلاقي، ومن يقاتل؛ مِن أجلِ مشاريع وأطماع قوى العدوان ومن ورائهم قوى الهيمنة والاستغلال والاستكبار العالمي المتمثل بالصهيونية الأمريكية.
حقيقةَ من يصون الثورة اليمنية ويصوّب مساراتها نحو عزة وكرامة الشعب اليمني، من يحمي الجمهورية ويرسي دعائمها نحو تلمس آفاق المستقبل بحرية واستقلال، وحقيقة من ينقلب عليها ويخون تضحيات ودماء أبطالها وشهدائها، من يسعى إلى طمس مبادئها وأهدافها ومسخ هُــوِيَّتها اليمنية الإيمانية الجامعة.
لقد أصبح الجميع يدرك تماماً أن من يقف ضد ثورة الـ21 من سبتمبر المجيدة منذُ العام 2014م؛ ضد أبطالها وأحرارها وثوارها وقادتها، هو نفسه من يقف اليوم ضد الوطن والشعب اليمني شمالاً وجنوباً، شرقاً وغرباً، هو نفسه من يقف في خندق الأعداء مستهدفاً أبناء أمته في فلسطين ولبنان والعراق وسوريا، فهل آن لهم أن يستفيقوا من غفلتهم هذه، وآن لكل من يسمع لهم أن يستوعب فداحة ما هم عليه من ضلال.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: من سبتمبر حقیقة من التی لا
إقرأ أيضاً:
إنفانتينو يكشف تفاصيل "ثورة فيفا": مونديال الأندية سيفتح أبواب الأمل للعالم
كشف جياني إنفانتينو، رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن رؤيته الطموحة لبطولة كأس العالم للأندية بنظامها الجديد، والتي ستُقام للمرة الأولى بمشاركة 32 فريقًا على غرار كأس العالم للمنتخبات، مؤكدًا أن هذه النسخة تمثل "منعطفًا تاريخيًا" في مسار كرة القدم على مستوى الأندية.
إنفانتينو: لو كان هذا المونديال موجودًا سابقًا لشارك فيه جورج وياقال إنفانتينو إنه جاء من خلفية أوروبية حيث تهيمن الأندية الكبرى على المشهد الكروي، وتُقام بطولات قوية تضم نجومًا من مختلف الجنسيات، إلا أن الأندية من خارج القارة الأوروبية لم تُمنح يومًا "المنصة الحقيقية" لتقديم نفسها على المستوى العالمي، وهو ما تسعى هذه البطولة لتغييره.
أكد رئيس "فيفا" أن أحد الأهداف الأساسية للبطولة هو جعل كرة القدم "أكثر عالمية"، حيث تسعى المنظمة لكسر التركيز على النخبة الأوروبية، ومنح الفرصة لأندية من قارات مثل آسيا، وإفريقيا، وأمريكا اللاتينية، للمشاركة في منافسات على أعلى مستوى، مما يفتح أبواب الأمل أمام جماهير ومواهب هذه المناطق.
الأهلي يؤدي مرانًا خفيفًا في الفندق استعدادًا لموقعة إنتر ميامي في افتتاح مونديال الأندية عاجل.. الزمالك يستقر على رحيل أيمن الرمادي رغم التتويج بكأس مصروأشار إلى أندية بعينها مثل ماميلودي صن داونز من جنوب إفريقيا، وأولسان هيونداي من كوريا الجنوبية، وأوكلاند سيتي من نيوزيلندا، موضحًا أن مشاركتها في البطولة من شأنها أن تُلهم شعوبها وتُعزز تطور اللعبة في بلدانهم.
وأضاف إنفانتينو أن كرة القدم على مستوى الأندية تُشكّل النسبة الكبرى من النشاط الكروي العالمي، مؤكدًا أن تطويرها يتطلب إيجاد بطولات دولية تُوفر فرصًا عادلة ومتكافئة لجميع الفرق، وتُبرز جهودها في اكتشاف وتطوير اللاعبين.
قال إنفانتينو: "مشاركة أندية من مختلف القارات تُلهم الأطفال حول العالم وتجعلهم يحلمون بأن يصبحوا جزءًا من هذه المسابقة في المستقبل. إنها لحظة فارقة ستُحفّز الأمل والطموح في المجتمعات الكروية الناشئة".
استشهد إنفانتينو بالنجم الليبيري الأسطوري جورج ويا، الرئيس السابق لليبيريا والحائز على الكرة الذهبية، مؤكدًا أن رغم مكانته الكبيرة في عالم كرة القدم، فإنه لم يشارك أبدًا في كأس العالم للمنتخبات، لكن لو كانت بطولة الأندية موجودة بهذه الصيغة، لكان شارك ونافس على مستوى عالمي.
نجم ليفربول على رادار الدوري الإسباني من بوابة هذا النادي تشافي هيرنانديز يقترب من العودة إلى التدريب عبر بوابة الدوري السعوديأوضح رئيس "فيفا" أن البطولة بنظامها الجديد ستحقق إيرادات تُقدّر بنحو 2 مليار دولار أمريكي، مشيرًا إلى أن كل مباراة في البطولة تُقدّر قيمتها بـ 30 مليون دولار، وهو ما يجعلها من أكبر البطولات من حيث العائد المالي في تاريخ كرة القدم للأندية.
وفي لفتة تُرضي جماهير اللعبة، أعلن إنفانتينو عن شراكة تاريخية مع منصة "DAZN" تتيح بث جميع مباريات البطولة الـ63 بشكل مجاني في مختلف أنحاء العالم، وهو أمر نادر الحدوث في بطولات الأندية الكبرى، حيث تكون معظم المباريات محصورة في القنوات المدفوعة.
وقال: "كرة القدم ملك للجماهير. أخبرني عن بطولة كبرى يمكن للجمهور مشاهدتها مجانًا اليوم؟ غالبًا كل شيء مدفوع. نحن نكسر هذا الحاجز".