Meta AI يمكنه التحدث إليك وتحرير صورك
تاريخ النشر: 27th, September 2024 GMT
على مدار العام الماضي، جعلت Meta مساعدها الذكي منتشرًا في تطبيقاتها لدرجة أنه من الصعب تصديق أن Meta AI يبلغ من العمر عامًا واحدًا فقط. ولكن بعد مرور عام واحد على إطلاقه في آخر مؤتمر Connect، تقوم الشركة بتزويد Meta AI بمجموعة من الميزات الجديدة على أمل أن يجد المزيد من الأشخاص مساعدها مفيدًا.
أحد أكبر التغييرات هو أن المستخدمين سيتمكنون من إجراء محادثات صوتية مع Meta AI.
ستتمكن Meta AI من تولي أصوات Awkwafina وDame Judi Dench وJohn Cena وKeegan Michael Key وKristen Bell، بالإضافة إلى حفنة من الأصوات الأكثر عمومية. في حين تأمل الشركة أن يبيع المشاهير للمستخدمين قدرات Meta AI الجديدة، فمن الجدير بالذكر أن الشركة أوقفت بهدوء شخصيات الدردشة الآلية للمشاهير التي أطلقتها في مؤتمر Connect العام الماضي.
بالإضافة إلى دعم الدردشة الصوتية، تحصل Meta AI أيضًا على قدرات صور جديدة. ستتمكن Meta AI من الاستجابة لطلبات تغيير وتحرير الصور من الدردشات النصية داخل Instagram وMessenger وWhatsApp. تقول الشركة أنه يمكن للمستخدمين أن يطلبوا من الذكاء الاصطناعي إضافة أو إزالة أشياء أو تغيير عناصر الصورة، مثل تبديل الخلفية أو عنصر الملابس.
تختبر Meta توصيات المحتوى المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي في موجز Facebook وInstagram الرئيسي.
تختبر Meta توصيات المحتوى المولدة بواسطة الذكاء الاصطناعي في موجز Facebook وInstagram الرئيسي. (Meta)
تصل القدرات الجديدة جنبًا إلى جنب مع أحدث طراز Llama 3.2 للشركة. الإصدار الجديد، الذي يأتي بعد شهرين فقط من إصدار Llama 3.1، هو الأول الذي يتمتع بقدرات الرؤية ويمكنه "سد الفجوة بين الرؤية واللغة من خلال استخراج التفاصيل من الصورة وفهم المشهد ثم صياغة جملة أو اثنتين يمكن استخدامها كتعليق توضيحي للصورة للمساعدة في سرد القصة". يقول Meta إن Llama 3.2 "تنافسي" في "التعرف على الصور ومجموعة من مهام الفهم البصري" مقارنة بالعروض المماثلة من ChatGPT و Claude.
تختبر الشبكة الاجتماعية طرقًا أخرى مثيرة للجدل لإدخال الذكاء الاصطناعي في الميزات الأساسية لتطبيقاتها الرئيسية. ستختبر الشركة ميزات الترجمة التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي لـ Reels مع "الدبلجة التلقائية ومزامنة الشفاه". وفقًا لـ Meta، فإن ذلك "سيحاكي صوت المتحدث بلغة أخرى ويزامن شفتيه لتتناسب". سيصل أولاً إلى "بعض مقاطع فيديو المبدعين" باللغتين الإنجليزية والإسبانية في الولايات المتحدة وأمريكا اللاتينية، على الرغم من أن الشركة لم تشارك تفاصيل حول توقيت الطرح.
وتخطط Meta أيضًا لتجربة المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي مباشرة في موجزات الأخبار الرئيسية على Facebook وInstagram. ومن خلال الاختبار، ستعرض Meta AI صورًا تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي والتي من المفترض أن تكون مخصصة لاهتمامات كل مستخدم ونشاطه السابق. على سبيل المثال، يمكن أن تعرض Meta AI صورة "متخيلة لك" تتميز بوجهك.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: بواسطة الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي.. النفط الجديد في القرن الحادي والعشرين
"إنّ العلم هو القوة التي تكشف للإنسان أسرار الكون، والتكنولوجيا هي اليد التي تُحوِّل هذا العلم إلى واقع" (الدكتور عبد القدير خان)
نقف اليوم أمام لحظة تاريخية غير مسبوقة، لحظة تتزحزح فيها موازين القوة من براميل النفط إلى خوارزميات الذكاء الاصطناعي، ومن أصابع اليد العاملة إلى مفاتيح الرقمنة والتحوّل التقني. لقد أعاد الذكاء الاصطناعي تشكيل الاقتصاد العالمي بعمقٍ لا يمكن تجاهله؛ فلم يعد ممكنا فهم عالمنا الحديث دون إدراك أثره على الإنتاج، والتجارة، والسياسة، والدبلوماسية، والدفاع، وحتى الخدمات الدينية والاجتماعية.
فبحلول عام 2023 بلغ الأثر الاقتصادي العالمي للذكاء الاصطناعي أكثر من 4 تريليونات دولار، مع توقّعات ببلوغه نحو 15 تريليون دولار بحلول عام 2030. وعلى الرغم من أن 300 مليون وظيفة مكتبية أصبحت مهدّدة، فإن الذكاء الاصطناعي في المقابل أسهم في خلق 97 مليون وظيفة رقمية جديدة؛ في مشهد يكشف أنّ المستقبل لا ينتمي لمن يملك الموارد فقط، بل لمن يملك القدرة على توظيف العلم وتوجيهه. لقد استثمرت الولايات المتحدة حتى اليوم ما يقارب 250 مليار دولار في الذكاء الاصطناعي، والصين نحو 60 مليار دولار سنويا، والإمارات 3 مليارات، فيما حدّدت السعودية ضمن "رؤية 2030" استثمارات تتجاوز 20 مليار دولار في هذا القطاع، الأمر الذي يجعل مساهمة الذكاء الاصطناعي في الناتج المحلي السعودي تصل إلى 12.4 في المئة وفي الإمارات إلى 14 في المئة بحلول 2030، وهي من أعلى النسب عالميا.
احتضان الذكاء الاصطناعي مسؤولية معرفية وأخلاقية في آن واحد. وإذا واصل الخليج هذا المسار بذكاء، فقد يصبح بحلول ثلاثينيات هذا القرن لاعبا محوريا على طاولة صناعة القرار التكنولوجي العالمي، لا موضوعا لقرارات الآخرين
وتشير مؤشرات الجاهزية الرقمية إلى تقدّم الولايات المتحدة والصين والمملكة المتحدة، فيما تحتل الإمارات المرتبة 21 والسعودية 31 وقطر ضمن الأربعين عالميا. لقد غيّر الذكاء الاصطناعي البنية الاقتصادية في الخليج؛ فـ85 في المئة من المخالفات المرورية في دبي تصدر عبر كاميرات ذكية، و"مترو دبي" أكبر شبكة قطارات ذاتية القيادة في العالم، و"قطار الحرمين" يعمل بأنظمة تشغيل ذكية، وتحوّلت خدمات الهجرة والإقامات إلى روبوتات محادثة، واعتمدت "طيران الإمارات" على التشغيل الآلي بنسبة 50 في المئة في إجراءات السفر، بينما أصبحت 60 في المئة من وثائق المحاكم في الإمارات مُعالجة آليا.
وعلى الصعيد العالمي، فإنّ قطاعات التصنيع، والخدمات الصحية، والخدمات المصرفية، واللوجستيات، والأمن والدفاع، جميعها تنتقل من نموذج "القرار البشري" إلى نموذج "القرار الخوارزمي"، مع توقعات بتحقيق 1.3 تريليون دولار كفاءة إضافية في سلاسل الإمداد العالمية سنويا.
ويعكس الاعتماد المتزايد على الطائرات المسيّرة الذكية، وتحليل البيانات الدفاعية، والإنذار المبكر حقيقة جديدة: إن الحرب التقليدية تفقد معناها أمام قوة الذكاء الاصطناعي. ومن هنا يتعامل الخليج (السعودية والإمارات وقطر) مع الذكاء الاصطناعي ليس كأداة تقنية، بل كبنية تحتية للأمن القومي والقوة الجيو-اقتصادية. فمن "نيوم" إلى "سدايا" إلى "القمة العالمية للذكاء الاصطناعي"، ومن تطوير نماذج لغوية عربية ضخمة إلى تخريج نحو 40 ألف متخصص بحلول 2030، تتّجه السعودية بوضوح نحو أن تكون دولة منتِجة للتقنية لا مستهلكة لها.
وقد أدرك العلماء المسلمون الأوائل قيمة التجديد؛ فقال الخوارزمي: "غاية العلم اتخاذ القرار الصحيح"، وأكد ابن الهيثم أنّ "الحقيقة لا تُدرَك إلا بنور العقل"، فيما كتب ابن رشد: "إنّ رؤية الحقائق الجديدة بعيون قديمة نوعٌ من الظلم". تلك المبادئ تجعل من احتضان الذكاء الاصطناعي مسؤولية معرفية وأخلاقية في آن واحد. وإذا واصل الخليج هذا المسار بذكاء، فقد يصبح بحلول ثلاثينيات هذا القرن لاعبا محوريا على طاولة صناعة القرار التكنولوجي العالمي، لا موضوعا لقرارات الآخرين.
إنّ "رؤية السعودية 2030" والاستراتيجية الإماراتية القائمة على "الذكاء الاصطناعي أولا" تشكّلان ركيزتين تمهّدان لهذا الدور. وعند هذه النقطة يبرز سؤالان لا ثالث لهما، سؤالٌ قديم وسؤالٌ جديد، الأول: هل ستصبح الدول العربية، وفي مقدمتها الخليج، شريكا في بناء الحضارة الرقمية الصاعدة، أم ستكتفي بدور المتفرّج؟ والثاني: هل سيُمسكَ بزمام المستقبل من يملك النفط، أم من يملك الخوارزميات والبيانات؟ إنّ الذكاء الاصطناعي لا يمنح العرب فرصة للّحاق بالعالم فحسب، بل فرصة للمشاركة في صنع العالم نفسه؛ بشرط أن تختار المنطقة أن تكون "منتجا" لهذه التقنية، لا "مستهلكا" لها.
[email protected]
byrumaisa.com