نعت هيئة الرئاسة في حركة "أمل" ببيان الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله. وجاء في بيان النعي: 

"بسم الله الرحمن الرحيم (مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ ۖ فَمِنْهُم مَّن قَضَىٰ نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ ۖ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا) صدق الله العظيم .


بمزيد من الرضى والإحتساب وتسليماً بمشيئة الله ورضوانه ننعى إلى جماهير أمتنا في لبنان والى الأحرار في العالمين العربي والإسلامي، رجلاً من الرجال الصادقين الذين لم يخشوا في الله لومة لائم ،دفاعاً عن الحق والعدالة والحرية والتحرير للأرض والإنسان في لبنان وفلسطين، وعن المعذبين في الارض والمحرومين من أرضهم وفي أرضهم ، سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله" .

واضاف البيان: "ننعاه أخاً مقاوماً من مدرسة سماحة الامام القائد السيد موسى الصدر، وأميناً قائداً لحزب الله وللمقاومة الإسلامية الباسلة".

وتابع البيان: "إن هيئة الرئاسة في حركة أمل، قيادة ومجاهدين، إذ تشاطر الاخوة في حزب الله وكل المقاومين أسمى آيات العزاء والتبريك، تعتبر أن خسارة قامة فذة وشجاعة بحجم سماحة السيد حسن نصر الله خسارة لن تفت عضد المقاومين في مواصلة الدرب إنتصاراً للحق ودفاعاً عن لبنان في مواجهة الإرهاب الصهيوني وعدوانيته التي تجاوزت كل الحدود والقواعد الاخلاقية والانسانية" .

وختم البيان: "عهدنا للشهيد "السيد" ولكل الشهداء الذين قضوا نحبهم وللذين ينتظرون وما بدلوا ، أن نبقى الكتف على الكتف ، والقلب مع القلب ، والساعد مع الساعد ، ولن يزيدنا القتل والعدوان إلا ثباتاً دفاعاً عن لبنان.


المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

الحياة مدرسة

#الحياة_مدرسة

د. #هاشم_غرايبة

سألت صديقي الشاعر: هل ما تكتبه من عبارت الغرام والهيام تحس به حقا.
قال: أبدا، إنما هي عبارات جميلة أتخيلها، وصور بيانية مخترعة، تطرب النفوس، وبدونها لا يكون الشعر شعرا.
لا شك أن دخول مفاهيم الحب والغرام لتفسير العلاقة بين الرجل والمرأة، وجدت منذ وجدا، وهذه المفاهيم رغم أنها اختراع بشري، إلا أنها المدخل الوحيد لهذه العلاقة، التي فطر الكائنات الحية عليها لأجل بقاء الجنس بالتناسل.
العلاقة بين الذكر والأنثى في المملكة الحيوانية فطرية بسيطة ومباشرة، لكنها عند الإنسان الأرقى معقدة، لأنها لا تقتصر على تلبية المتطلب الفطري، بل تكوين مؤسسة الأسرة، المبنية علاقتها على السكينة والتواد والتراحم.
فالسكينة والمودة والرحمة ليست الحب المعروف قطعاً، فمن أين جاء البشر بمفهوم الحب إذاً!؟.
لنتفكر في قوله تعالى (خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا)، فذلك يعني أن العلاقة الزوجية عميقة مرتبطة بالنفس، وليست كأية علاقة تعاونية قائمة على تبادل المصالح، لذلك وبما أن خلق البشر جاء على صورتين: الذكر والأنثى بهدف التزاوج والإنجاب والتكاثر، والمولود يحتاج الى رعاية وعناية وتربية، فكان لا بد من إيجاد رابط قوي يدفعهما للإلتقاء للتزاوج أولا، والتفاهم على تأسيس أسرة ثانيا، وإدامة هذه المؤسسة ثالثا، وهذا الرابط يجب أن يكون دائما باقيا لا يقتصر على الإعجاب المظهري لأنه متغير متبدل، ولا الرغبة الجنسية فقط فهي حالة عارضة تحضر وتغيب، ولا على المصلحة الأنانية لأنها متقلبة.
هذا الرابط الذي أوجده الله يتلخص بخاصيتي المودة والرحمة، و(جعل بينكم)، تعني أنهما لم تكونا موجودتين مسبقا في نفسي الشخصين قبل الزواج، لكن الله جعلها متمكنة من نفسيهما بعد ان ارتبطا معا بهذا الرابط المقدس ” وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا” [البقرة:21].
هاتان الصفتان يوجدهما الله في الزواج الناجح، الذي يقوم على التقوى، وفي نفسي الزوجين على السواء، والأتقى منهما هو من تكونان متمكنتان من نفسه أكثر، ونقيضهما الأنانية، فكلما قويت نزعتها لدى أحدهما غابتا عنده، وعندما يحس الطرف الآخر بذلك، تبدأ عاطفتا الود والرحمة لديه بالفتور تدريجيا.
هكذا نفهم لماذا يكون شهر العسل هو الحالة المثلى في تلك العلاقة، فالشحنة التي زودهما الله بها تكون في أعلى درجاتها، ولا ينقص منها إلا النزعة الأنانية، التي تبدأ بالتصارع مع المودة والرحمة، وبحسب قوة هذه النزعة أو ضعفها تتحدد درجة برود العلاقة الحميمة الابتدائية، فتصمد أو تتلاشي.
أنانية الرجل تتمثل بالرغبة في التسلط والتملك والإستبداد، ثم تتطور الى عدم القناعة بما لديه، ثم عدم مراعاة مشاعر الطرف الآخر، وتجاوز احتياجاته النفسية والمادية.
أما أنانية المرأة فتبدأ بالسعي للإستئثار بالزوج وقطع ارتباطاته إلا من خلالها، وتتطور الى تحميله أحمالا كثيرة، وإنهاكه في اللهاث لنيل رضاها.
عندما تستنفد أنانية أحد الطرفين المتفاقمة الرصيد المختزن من الذخيرة الأساسية (المودة والرحمة)، تذبل العلاقة الزوجية، ولا يعود يبقيها غير ذلك الخيط الرفيع الباقي مشتركا بينهما وهو مصلحة الأولاد وبقاء البيت الذي يؤويهم.
في كثير من الأحيان عندما يتزوج الرجل مرة ثانية بلا مبرر، بل تلبية لنزوة إعجاب بامرأة أخرى، لا يتسم هذا الزواج بمثلما وجده في الزواج الأول من مودة ورحمة، إذ هو قائم على تلاقي مصالح: شهوانية الرجل مقابل منافع المرأة، والتي سرعان ما تتعارض، لذلك نجد في أغلب الحالات، أن من عددوا الزوجات بدافع شهوانيتهم، لا يجدون في زواجهم الجديد تلك السكينة التي جعلها الله في زواجهم الأول، فتجدونهم في أعماقهم يحنّون الى زوجتهم الأولى التي سكنت نفوسهم إليها، لكنهم لا يستطيعون اليها سبيلا.
مما سبق نجد أن مفاهيم مثل الحب والعشق والغرام، هي ابتداع بشري، وكانت لإرضاء غرور الأنثى، التي بطبيعتها (كما في كل الحيونات الأخرى)، ترغب بأن يظهر الذكر الرغبة بها وحدها، وبما أن الإنسان كائن ناطق فهي تحب أن يتودد لها الرجل بحلو الكلام.
لذلك تفنن الشعراء والأدباء (الرجال)، في ابتداع العبارات المنمقة، وتطور ذلك فأصبح الباب الأدبي الأول.
الطرفان الذكر والأنثى يطربهما ذلك لا أكثر، لكنهما يحبان أن يصدقا أنه من القلب.
ما يقرُّ في القلب حقيقة هو المودة والرحمة، وما يصدر عنه هو الشيء الصادق..وكل ما عداه مجرد كلام معسول.

مقالات ذات صلة آلاء النجّار ” أمّ الشهداء “ 2025/05/25

مقالات مشابهة

  • السيد: لإنجاز خطة عودة النازحين السوريين وتنفيذها سريعا
  • هل يأثم المأموم الذى ينصت لقراءة الإمام الفاتحة في الصلاة الجهرية؟.. الأزهر يجيب
  • شيخ الأزهر: على حكماء لبنان لمّ الشمل وتعزيز السلم الداخلي
  • الإمام الأكبر يستقبل رئيس وزراء لبنان ويؤكِّد دعم الأزهر للشعب اللبناني
  • الإمام الأكبر يؤكد دعم الأزهر غير المحدود للشعب اللبناني
  • بعد خسارة الجميّل في انتخابات اتحاد بلديات المتن.. أول تعليق كتائبي
  • السيد القائد والشعب اليمني.. آيةٌ من آيات الاصطفاء الإلهي
  • لبنان بين رحيل نصرالله وترتيبات ما بعد الحرب: من يمسك اليد الأولى؟
  • الحياة مدرسة
  • فتح - لبنان نوّهت بمضمون البيان الرئاسي المشترك