في تجربة فريدة من نوعها، تمكن بعض رواد الفضاء، من الخروج خلال الساعات الماضية، بعد إقامة 45 يومًا، داخل محاكاة العيش على كوكب المريخ، وتعد الأكثر واقعية التي أجرتها وكالة ناسا حتى الآن، إذ أقاموا على العديد من الدراسات التي تكشف عن الواقع الوحشي على كوكب المريخ، فضلًا عن الموعد النهائي لإمكانية الحياة عليه.

محاكاة للحياة على المريخ

45 يومًا، ظل خلالها الطاقم المكون من 4 رواد فضاء، معزولًا تمامًا داخل مختبر الأبحاث الاستكشافية البشرية «HERA» التابع لوكالة ناسا، في هيوستن بولاية تكساس، كان آخرها خلال الساعات الماضية، وفق ما نشرته صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.

خلال الأيام التي قضاها الطاقم معزولًا، أكمل 18 دراسة مختلفة، من المتوقع أن تساعد وكالة ناسا ووكالات الفضاء الأخرى، على تعلم كيفية استجابة البشر للاحتجاز وظروف العمل والحياة الصعبة والبيئات النائية لمهام الفضاء العميق، وفقًا لـ«ناسا»، خاصة أنها حددت هدفًا لإرسال البشر إلى المريخ بحلول ثلاثينيات القرن الحادي والعشرين.

الموعد النهائي لإمكانية إرسال البشر إلى المريخ

مع اقتراب الموعد النهائي لإرسال البشر على كوكب المريخ، كشفت المحاكاة رؤى رئيسية حول كيفية بقاء رواد الفضاء على قيد الحياة، في أبعد مهمة فضائية مأهولة تم القيام بها على الإطلاق، فضلًا عن تجربة العيش والعمل على المريخ عن كثب، التي شملت حصاد النباتات من حديقة مائية، وتربية الروبيان، ونشر قمر صناعي صغير، وإجراء جولة افتراضية عبر سطح المريخ، والتحليق بطائرات بدون طيار محاكاة فوق تضاريس المريخ. 

«تم تصميم هذه الأنشطة لتغمر الطاقم في عقلية التركيز على المهام التي يتسم بها رواد الفضاء» وفق «ناسا»، مشيرة إلى أنها قامت أيضًا بمحاكاة التأخير في الاتصالات الذي قد يواجهه رواد الفضاء الحقيقيون ذات يوم على المريخ، فخلال مهمة حقيقية إلى المريخ، قد تستغرق الاتصالات من الأرض ما يصل إلى 20 دقيقة للوصول إلى رواد الفضاء على الكوكب الأحمر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: كوكب المريخ المريخ وكالة ناسا ناسا الحياة على المريخ على کوکب المریخ رواد الفضاء

إقرأ أيضاً:

الإنسانية في خطر

 

 

سعيد بن حميد الهطالي

saidalhatali75@gmail.com

 

في صباحٍ عادي خرجت من بيتي متوجهًا في الطريق إلى عملي ككل يوم، لم أكن أعلم أن شيئًا صغيرًا سيعلّق قلبي طوال اليوم.
طائرٌ صغير، ربما كان في رحلة بحثٍ عن رزقه، أو عائدًا لعشه، اصطدم بزجاج سيارتي فجأة، فارتجف قلبي قبل أن ألتفت إليه، لم أره بعد تلك اللحظة، لا أدري أين مضى، وهل أكمل طيرانه مثقلًا بالألم، أم هوى إلى حيث لا يُرى؟
لكن الذي أعلمه أن صورته لم تغادرني، كأن الله أرسل لي بهذا الطائر رسالة، مذ تلك اللحظة وأنا أدعو له بصدق: "اللهم سلّمه، اللهم الطف به، اللهم لا تجعلني سبب أذية لأحدٍ من خلقك وسوّيته برحمتك."
أيقنت أن الرحمة لا تحتاج أسبابًا، وأن دعاءً صادقًا لكائنٍ ضعيف قد يكون أحب إلى الله من آلاف الكلمات التي لا خير يناله الإنسان منها.
ما عاد الأمر مجرد حادث عابر، بل ومضة استيقظت فيها روحي، وكأن الطائر جاء ليوقظ في عقلي شيئًا من الإنسانية التي ماتت في قلوب بعض البشر!
وهنا فقط، يتفجر السؤال الموجع: إذا كانت هذه الرحمة تولد في قلب إنسانٍ تجاه طائر، فبأي قلب يُباد الأبرياء في غزة؟! وبأي ضمير يُقطع عنهم الماء والغذاء؟! بأي منطق يُقتّل الأطفال وهم نيام؟ وتُدفن العائلات تحت الركام؟!
لقد صار الإنسان – في أزمنة الخذلان – وحشًا لا يرحم، ولا يتردد في أن يُسكت صوت البراءة بالقنابل، وأن يُجفف أنهار الحياة بالحصار!
تحوّل الكائن الذي كرّمه الله إلى أداة قتل تتغذى على مشاهد الدمار، وتتعطّش للمزيد من الدماء، غير عابئٍ بمن يسقط، ولا مكترثٍ بمن يستغيث!
في غزة، لا تنكسر الجدران فقط؛ بل تنفطر القلوب أيضًا، هناك حيث تصرخ الإنسانية، وتبكي العصافير، وتُذبح الطفولة تحت أعين عالمٍ صامت، أصم، بلا قلب!
ننظر إلى الصور، ونسمع الأخبار، فنغرق في الدهشة: كيف تموت الرحمة في بعض البشر؟ كيف يتلذذون بالمجازر كأنهم يحتفلون بمشاهد الخراب؟!
أهذه هي الحضارة التي بلغناها؟ حضارة تغطي عريها الأخلاقي بأزياء التقنية الحديثة، وتجمّل وجهها الدموي بشعارات حقوق الإنسان التي لا تسري إلا على بعض البشر دون غيرهم؟
في غزة، كُتب على الإنسان أن يُذبح بلا محاكمة، وأن يُحاصر بلا ذنب، وأن يُهمل بلا خجل!
وفي غزة، يُمتحن صدق الإيمان، وحرارة الدم، وصدق المشاعر؛ فإما أن نبكي وننتفض ونقف مع الحق، أو نصمت فيسقط ما تبقى من ضميرٍ فينا!
أكتب هذا وأنا لا زلت أفكر في ذلك الطائر، لكنني الآن أفكر أكثر في البشر الذين ماتت فيهم الرحمة، فصاروا أشد فتكًا من الوحوش!
وأسأل الله أن يُحيي ما تبقى من إنسانية، قبل أن تغرق الأرض كلها في طوفانٍ من الوحشية والخذلان!

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • الإنسانية في خطر
  • وفد عماني يبدأ رحلته العلمية لـ"هاكثون ناسا لتطبيقات الفضاء" بأمريكا
  • الضرائب تعلن الموعد النهائي لانتهاء المنازعات الضريبية للممولين
  • ترامب يلمح إلى إمكانية تمديد الموعد النهائي المحدد لبيع «تيك توك»
  • محافظ اللاذقية يبحث مع مديري الخدمات والمناطق الواقع الخدمي في المحافظة
  • ثمريت تحتضن النسخة الـثانية من ملتقى رواد الأعمال 2025
  • «فلكية جدة»: اقتران المريخ مع نجم قلب الأسد اليوم
  • فلكية جدة: اقتران المريخ مع نجم قلب الأسد اليوم
  • محاكاة ثورية تكشف إمكانية “خلق” الضوء من العدم
  • لماذا يرتدي طاقم الطائرة أحزمة أمان مختلفة عن الركاب؟