البوابة نيوز:
2025-12-13@10:34:29 GMT
وول ستريت جورنال: الفراغ القيادي بعد اغتيال "نصر الله" يضع حزب الله في "أصعب لحظة"
تاريخ النشر: 30th, September 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
توقعت صحيفة (وول ستريت جورنال) الأمريكية، أن تواجه قيادة حزب الله المقبلة "أصعب لحظة" في تاريخ الحزب الممتد لأربعة عقود، وذلك عقب ما خلفه اغتيال زعيم الحزب حسن نصر الله من فراغ.
وذكرت الصحيفة، في سياق تقرير نشرته اليوم الاثنين، أن استهداف إسرائيل لمخبأ تحت الأرض أسفر عن مقتل زعيم حزب اللهد؛ ترك فراغا هائلا في قيادة أقوى تنظيم غير حكومي في العالم، وألقت بظلال من الشك على مستقبله.
وأضافت الصحيفة: على الرغم من وجود قادة آخرين يُنظر إليهم كخلفاء مُحتملين، إلا أنه لم يظهر أي منهم علنًا منذ ضربة الجمعة الماضية، بل ولا يتمتع أي منهم بملف شخصي يقارن بشخصية حسن نصر الله، الذي كانت خطاباته المناهضة لإسرائيل والغرب تحظى بمتابعة كبيرة في العالم العربي.
ونقلت الصحيفة عن ريم ممتاز، المحللة الأمنية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، قولها " إن قيادة خليفة نصر الله المقبلة تتزامن مع فترة ضعف حزب الله وتدهوره، وسيشكل هذا الحدث نقطة تحول في تاريخ الحزب".
وأشارت "وول ستريت جورنال" إلى أن إسرائيل فجرت في الأسابيع الأخيرة، آلاف أجهزة الاتصال التابعة لحزب الله؛ مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة حوالي 3 آلاف آخرين، واستهدفت الضربات الجوية الإسرائيلية ترسانة حزب الله من الصواريخ والقذائف، وقضت على أكثر من عشرين قائدًا عسكريًا، وتحشد إسرائيل حاليا قواتها قرب الحدود استعدادًا لغزو بري محتمل.
وفي المقابل، أطلق حزب الله صاروخًا على (تل أبيب) للمرة الأولى، لكنه امتنع عن القيام برد أكبر قد يؤدي إلى تصعيد الصراع بشكل أكبر.. وسيواجه خليفة نصر الله ضغوطًا للرد على مقتل الأمين العام للحزب، بينما من المحتمل أن يكافح للحفاظ على مستوى الانضباط الذي كان يفرضه نصر الله بقوة شخصيته على أعضاء الحزب.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، كان حزب الله يمتلك قبل العدوان الإسرائيلي الأخير، ترسانة هائلة من الأسلحة، بما في ذلك صواريخ باليستية موجهة بدقة يمكن أن تربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية وتستهدف مواقع غير عسكرية، ولا يزال من غير الواضح مقدار ما تبقى من هذه الترسانة.
وتوقعت "وول ستريت جورنال" أن يكون الغزو البري الإسرائيلي للجنوب اللبناني - حال حدوثه - أكثر كلفة لإسرائيل، خاصة أن حزب الله يمتلك أنفاقًا ودفاعات آخرى.. ونسبت إلى محللين، القول إنه من المرجح أن تقدم طهران دعمًا ماديًا للحفاظ على استمرار الحزب خلال هذه الفترة الحرجة، حيث تتعامل (طهران) مع قيادة جديدة غير مختبرة إلى حد كبير.
وأفادت الصحيفة بأنه مع تدمير صفوف حزب الله وتفككها، يبرز سؤال أكبر حول جدوى استراتيجية إيران طويلة المدى المتمثلة في استخدام أذرعها لممارسة نفوذها في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لافتة إلى أن حزب الله لعب دورًا تنسيقيًا مركزيًا في شبكة التحالفات الإيرانية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: حزب الله حسن نصر الله وول ستریت جورنال حزب الله نصر الله
إقرأ أيضاً:
حزب الله من رسالة البابا إلى زيارة السفارة البابوية… تأكيد كيانية لبنان
شكلت الزيارة التاريخية التي قام بها البابا لاوون الرابع عشر إلى لبنان مناسبة استثنائية لإعادة فتح الملفات المتصلة بالعلاقات الإسلامية – المسيحية، ولإبراز طبيعة التوازنات الدقيقة التي يقوم عليها الكيان اللبناني. وفي هذا السياق، برز انفتاح حزب الله الواضح تجاه الفاتيكان من خلال الترحيب الحار بالزيارة البابوية، والرسالة الرسمية التي وجهها إلى الحبر الأعظم، وما تضمنته من إشارات واضحة إلى أهمية العيش المشترك واحترام التنوع والتعددية والتمسك بهذا الكيان وبوحدة هذا البلد. هذا الانفتاح ليس تفصيلاً عابراً، بل يعكس توجهاً سياسياً – اجتماعياً يهدف إلى تثبيت حضور الحزب ضمن معادلة الاستقرار الوطني، وإبراز التزامه بالدور الجامع للدولة وبالنموذج اللبناني الذي يقوم على الشراكة بين مكوّناته.في الرسالة التي بعثها حزب الله إلى البابا، عبّر عن تقدير لموقع الفاتيكان المعنوي في لحظة حسّاسة تمر بها البلاد. وجاء التركيز على جمال لبنان وتنوّعه الطائفي المنظّم كمدخل لإعادة التذكير بأساسيات الصيغة اللبنانية، وبأن العيش الواحد والتوافق العام هما ركيزتان لا بدّ منهما لاستقرار النظام السياسي وأمنه الوطني.
واستحضرت الرسالة مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: لبنان ليس مجرد وطن بل رسالة لتربط بين التجربة التاريخية للبنان وبين دوره الحضاري كجسر يصل بين المسيحية والإسلام، وبين الاتجاهات الثقافية والدينية المختلفة في الشرق والغرب. بهذا المعنى، حاول الحزب التأكيد أن التنوع ليس مصدر تهديد، بل هو جوهر الهوية اللبنانية ورسالتها إلى العالم.
تكشف الرسالة بوضوح رغبة حزب الله في تقديم نفسه طرفاً حريصاً على حماية الصيغة اللبنانية وعلى عدم المس بالحضور المسيحي في البلاد،. وتأتي هذه المقاربة في لحظة يتصاعد فيها الكلام عن سيناريوهات مواجهة واسعة على الحدود الجنوبية، وعن ضغوط إسرائيلية متواصلة على لبنان، ما يجعل أي خطاب حول الشراكة الوطنية ذا دلالات خاصة.
يسعى الحزب من خلال هذه المقاربة إلى القول إنه شريك في حماية لبنان لا طرفاً يهدد ركائزه، وهو يعتبر بحسب مصادره، أن تعزيز الثقة بين المكونات اللبنانية، وفي مقدمتها المسيحيون، ضرورة لصد محاولات زعزعة الاستقرار أو استثمار التناقضات الداخلية في سياق الضغوط الدولية.
يرى الحزب أنّ الفاتيكان قادر على لعب دور يتجاوز الرمزية الروحية إلى التأثير الدبلوماسي، خصوصاً في مواجهة الاندفاعة الإسرائيلية نحو التصعيد. ومن هنا جاء مضمون الرسالة ليطالب ولو بشكل غير مباشر بوقوف الفاتيكان إلى جانب لبنان في محطات حرجة، وبأن يكون الصوت المسيحي العالمي عاملاً مساعداً في تثبيت الاستقرار ومنع الانزلاق إلى حرب واسعة.
يترافق إرسال الرسالة مع استعداد وفد من حزب الله لزيارة السفارة البابوية قريباً، في خطوة تحمل أكثر من إشارة. فهي تعبير عن تمسك الحزب بالصيغة اللبنانية بكل عناصرها، وعن حرصه على تأكيد التزامه بالكيان الوطني ووحدة البلاد. كما تأتي لتقول إن الديمقراطية التوافقية ليست مجرّد صيغة حكم، بل أساس لاستمرار لبنان كفضاء مشترك بين مكوّناته. فالزيارة المرتقبة إلى السفارة البابوية هي رسالة إضافية تؤكد أهمية العلاقات الروحية والوطنية في الحفاظ على تماسك المجتمع اللبناني، وتمهد لنقاشات أوسع وأكثر تنظيماً حول الملفات الوطنية الكبرى خصوصاً في ظل المتغيرات المتسارعة التي تتطلب مقاربات جديدة أكثر هدوءاً وعقلانية.
يبرز في خطاب الحزب مقاربة مختلفة تجاه مفهوم حماية البلد. فهو يشير بوضوح إلى أنّ مسؤولية الدفاع عن لبنان وصون استقراره مسؤولية جماعية لا تقع على عاتقه وحده، بل تتشارك فيها المؤسسات الدستورية والجيش والشعب والقوى السياسية. هذه المقاربة تعكس محاولة تنظيم أولويات المرحلة المقبلة، وفتح الباب أمام نقاش وطني هادئ حول دور كل طرف في حماية الأمن الوطني. وفي هذا الإطار، يبدو الحزب كأنه يهيئ الأرضية لحوار منظم حول الاستراتيجية الدفاعية، بعيداً عن الاصطفافات التي حكمت النقاش في مراحل سابقة.
لم تكن الرسالة الحالية خطوة معزولة، فالعلاقة بين حزب الله والسفارة البابوية شهدت خلال السنوات الماضية، بحسب مصادر الحزب ، تواصلاً مستمراً كلما دعت الحاجة إلى التشاور حول ملفات تخص اللبنانيين. كما سعى الحزب إلى إبقاء خطوط التواصل مفتوحة مع بكركي، رغم الاختلافات السياسية والاضطرابات التي شهدتها العلاقة في الآونة الأخيرة. وقد ساهمت اللجنة المشتركة بين الطرفين في وضع إطار مؤسساتي للحوار، ما سمح بتخفيف التوترات واحتواء الخلافات وتعزيز فرص التفاهم
إن رغبة حزب الله في الانفتاح على المسيحيين، وإظهار التزامه بالشراكة الوطنية، ليست إجراءً شكلياً بل جزءاً من استراتيجية سياسية تسعى إلى تحصين الداخل اللبناني في زمن التحديات الكبرى. ففي ظل التحولات الإقليمية المتسارعة، يبدو الحوار المسيحي – الإسلامي ضرورة لا خياراً، ومساراً ملحّاً للحفاظ على ما تبقى من استقرار في لبنان.
المصدر: خاص لبنان24 مواضيع ذات صلة قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا Lebanon 24 قاسم: أرحب بزيارة البابا إلى لبنان وكلفنا أشخاصاً من المجلس السياسي لزيارة السفارة البابوية وتقديم رسالة من "حزب الله" إلى البابا