متلازمة نادرة أفقدت فتاة عشرينية نصف وجهها بالكامل، كما جعلها تظهر بصورة مشوهة قليلًا أمام العامة، فأصبحت تعاني من تنمر المحيطين بها، في حين لم يتسبب ذلك أن يخفي ابتسامتها أو يُثنيها عن فيديوهاتها التحفيزية التي أصبحت الأكثر مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعي.

«جيليان» تفقد نصف وجهها

جيليان كجوتلا التي تبلغ من العمر 29 عامًا، وولدت في بوتسوانا بجنوب أفريقيا  تقبلت تمامًا كونها تعاني من تشوهات خلقية بعدما انهار نصف وجهها إثر متلازمة نارة تعرف باسم متلازمة باري رومبرج أو ضمور نصف الوجه التدريجي، أصيبت بها عندما كانت في عمر الثانية عشر، عقب إصابتها بالسعفة (إصابة فطرية جلدية شائعة) أسفل عينها اليسرى، بعدما كانت ذات يوم طفلة ممتلئة الجسم ذات وجه متناسق تمامًا، بحسب صحيفة «ذا صن» البريطانية.

تحكي الفتاة العشرينية، أنّها عندما كانت في مرحلة الطفولة، أعطاها الأطباء كريمات موضعية لتستخدمها، لكن الطفح الجلدي عاد وأصبح مثيرًا للحكة ثم بدأت تشعر بألم في إحدى عينيها التي أصبحت حمراء ومتورمة، ثم بدأ نصف وجهها يتلاشى شيئًا فشيئًا، تقول «جيليان»: «في غضون أيام بدأت عيني تتقلص، ثم بدأ أنفي يذبل، ثم خدي، وبدأ الجلد يتصلب ويتحول إلى اللون الداكن أيضًا، وفي كل يوم كنت أعاني من أعراض جديدة».

كانت «جيليان» تتمتع بصحة بدنية جيدة، كما أنّ جميع فحوصات الدم لم تقل شيئًا خطيرًا وظلت تتردد على المدرسة حتى بدأ أصدقائها يتسائلون عن سبب تشوه وجهها، وعلى مر السنين؛ فقدت جيليان شعرها، وبعض أسنانها، وأنسجتها الرخوة، وتضررت عينها اليسرى حتى أصبحت تكره انعكاسها في المرآة ولم تكن تحب رؤية صورها، لكنها أدركت بأنّها بحاجة إلى التفكير في آليات للتكيف.

وفي إطار التكيف مع هذه المتلازمة النادرة، قرأت «جيليان» الكثير من كتب تطوير الذات، فتعلمت أن تحب مظهرها، وأن تتجاهل التعليقات التي وصفتها بأنّها «ذو نصف وجه»، وعندما وصلت إلى 21 عامًا التقت بزوجها الذي أثارت شخصيتها إعجابه فتجاهل مظهرها تمامًا وتزوجها عام 2018.

وبعد مرور السنوات، صادفت «جيليان» منشورات حول متلازمة باري رومبيرج، فكانت هذه هي المرة الأولى التي أدركت فيها حالتها وبدأت في البحث عنها، تقول: «بمجرد أن رأيت مقاطع الفيديو حول العيش مع متلازمة باري رومبيرج، عرفت على الفور أن هذه المتلازمة هي ما أعاني منه أيضًا، وأجريت فحوصات التصوير المقطعي والتصوير بالرنين المغناطيسي لتحديد ما أعاني منه، ثم أكد طبيب العيون الذي رأى الحالة من قبل أنني أعاني من هذه المتلازمة».

ومن أجل تغيير حياتها للأفضل، خضعت «جيليان» لثلاثة جراحات لاستعادة وجهها، إلا أنّ هذه المتلازمة جعلتها تعاني من الألم المستمر، والثعلبة، والصداع النصفي الشديد، ومشاكل في الرؤية، إلا أنّها لم تستسلم، وأنشأت الفتاة العشرينية التي تعمل في مجال تكنولوجيا التمويل، حسابات على فيسبوك وتيك توك وإنستجرام لتقدم محتوى إيجابيًا كل يوم.

وعلى الرغم من محاولة تغيير حياتها إلى الأفضل، إلا أنّ «جيليان» تواجه الألم يوميًا، فهي لا تستطيع فتح فمها أكثر من 0.8 بوصة (2 سم)، لذا فهي تواجه صعوبة في تناول الطعام كما كانت تفعل في السابق: «أنا آكل مثل السيدات، فأمضغ الطعام على جانب واحد وأتناول رشفات صغيرة عندما أشرب، ولكن قد يسيل لعابي قليلًا، أيضًا الرؤية في عيني اليسرى منخفضة والسمع في أذني اليسرى ليس جيدًا كما هو الحال في أذني اليمنى، لقد فقدت نصف وجهي ولكن لا يزال لدي جسم وظيفي ويمكنني أن أعيش حياة تتجاوز مظهري».

ما هي متلازمة باري رومبرج؟

وبحسب المنظمة الوطنية للأمراض النادرة، فإنّ متلازمة باري رومبورج هي حالة نادرة تؤثر على الجلد والأنسجة الرخوة على جانب واحد من الوجه، تبدأ عادة في مرحلة الطفولة وتسبب ضمور الجلد والأنسجة الرخوة، ويستمر ذلك عادة لمدة تتراوح بين سنتين إلى عشر سنوات قبل أن يصبح مستقرا، وقد تتدهور العضلات والعظام الأساسية، مما يسبب مشاكل في الأكل والكلام، ويغير مظهر المريض.

وأضافت المنظمة أنّ السبب الدقيق لهذا المرض غير معروف حتى الآن، ولكن يعتقد أنه مرتبط بالصدمات، والالتهابات، والمشاكل الهرمونية، وأمراض المناعة الذاتية، ومن غير الواضح أيضًا عدد الأشخاص المصابين بمتلازمة باري رومبورج على وجه التحديد، على الرغم من أن التقديرات تشير إلى أنه قد يصل إلى واحد من بين كل 250 ألف شخص.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: تشوهات خلقية تشوهات التشوهات هذه المتلازمة تعانی من أعانی من

إقرأ أيضاً:

مصر بين أقوى 10 اقتصادات أفريقية في نمو دخل الفرد.. مؤشرات صاعدة وخبير يشرح أسرار التقدم

في ظل التحديات العالمية والتحولات الاقتصادية التي تمر بها القارة السمراء، يبرز ضوء من الأمل من خلال تقرير اقتصادي حديث صادر عن منصة "بيزنس أفريكا"، يسلط الضوء على أداء 10 دول أفريقية حققت نموًا ملحوظًا في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي خلال العقد الأخير، وهو مؤشر اقتصادي يعكس بعمق تحسن جودة الحياة والاستدامة المالية في هذه الدول.

تنوع الأداء في القارة الأفريقية

جاء في التقرير أن الدول العشر المتصدرة لقائمة النمو هي: ليبيا، مصر، إثيوبيا، الرأس الأخضر، رواندا، كوت ديفوار، غينيا، موريشيوس، كينيا، وبنين. ويُظهر هذا التنوع الجغرافي والاقتصادي مدى قدرة الدول الأفريقية على التطور، رغم ما تعانيه من أزمات متعددة كالفقر، والنزاعات، وتحديات المناخ والبنية التحتية.

يشير التقرير إلى أن هذا النمو لم يكن وليد الصدفة، بل نتيجة حزمة من العوامل المتداخلة، مثل: تحسين الإنتاجية، تطوير البنية التحتية، التقدم التكنولوجي، ورفع كفاءة القوى العاملة. وهي عناصر أساسية تؤسس لنمو اقتصادي قادر على الاستمرار والتوسع.

النمو المستدام.. ركيزة لمجتمعات أكثر عدلاً

النمو في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي لا يعكس فقط حالة الاقتصاد الكلي، بل يلامس حياة الأفراد بشكل مباشر. فكلما ارتفع هذا المؤشر، كلما تقلصت دائرة الفقر، خاصة في حال كان النمو شاملًا وعادلًا. بحسب التقرير، فإن زيادة دخل الفرد تُسهم في توسيع القاعدة الضريبية، وتقليل الاعتماد على الدعم الحكومي المباشر، مما يعزز من الاستقرار المالي ويمنح الحكومات مرونة أكبر في تخصيص الموارد.

مصر... قصة صعود اقتصادي وسط التحديات

من أبرز الدول التي حجزت لنفسها موقعًا متقدمًا في هذا التقرير هي مصر. ووفقًا لتوقعات صندوق النقد الدولي التي أوردها التقرير، فإن الناتج المحلي الإجمالي المصري مرشح للنمو بنسبة 3.8% في العام المالي 2025، مقارنة بـ 2.4% في عام 2024، مع استمرار التحسن في عام 2026 ليصل إلى 4.3%، مدعومًا بالإصلاحات الاقتصادية والنشاط الإنتاجي المتزايد.

مصر في قلب النمو الاقتصادي

قال الدكتور رمضان معن، أستاذ الاقتصاد بكلية إدارة الأعمال، أن تصنيف مصر ضمن قائمة الدول الأعلى نموًا في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي يُعد مؤشرًا إيجابيًا يعكس تحسنًا ملحوظًا في الأداء الاقتصادي المصري خلال السنوات الأخيرة. 

وأوضح أن هذا النمو قد يكون ثمرة لعدد من السياسات الاقتصادية التي ركزت على جذب الاستثمارات، وتحسين البنية التحتية، واستقرار السياسة النقدية.

واعتبر معن أن المشاريع الكبرى مثل تطوير قناة السويس، وإنشاء العاصمة الإدارية الجديدة، إلى جانب التوسع في قطاع الطاقة المتجددة والسياحة، لعبت دورًا رئيسيًا في تعزيز النمو، مما ساهم في رفع الإنتاجية وزيادة فرص العمل.

انعكاسات النمو على حياة الأفراد

وأكد الدكتور معن أن زيادة نصيب الفرد من الناتج المحلي لا تعني فقط أرقامًا اقتصادية، بل تنعكس على حياة المواطنين من خلال تحسن مستوى المعيشة، وتوسيع فرص العمل، وتطوير الخدمات العامة مثل الصحة والتعليم. وأضاف أن هذا النوع من النمو الاقتصادي يعزز الرفاهية الفردية، ويقود إلى مجتمع أكثر استقرارًا اقتصاديًا واجتماعيًا.

الثقة في الاقتصاد المصري تتعزز

وأوضح معن أن تحسن هذا المؤشر الاقتصادي يعزز من صورة مصر كوجهة جاذبة للاستثمارات في أفريقيا، حيث يزيد من ثقة المستثمرين المحليين والأجانب، ويدعم تدفقات رؤوس الأموال إلى قطاعات متنوعة مثل الصناعة، الزراعة، السياحة، والخدمات اللوجستية. كما أن تنوع الاقتصاد المصري يعد عاملًا رئيسيًا في تحقيق هذا النمو المستدام.

يشير تصدر مصر لقائمة الدول الأفريقية الأعلى نموًا في نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى تحول نوعي في مسار الاقتصاد الوطني. فبينما تتقدم القارة السمراء بخطى ثابتة نحو مستقبل اقتصادي أكثر إشراقًا، تثبت مصر قدرتها على المنافسة والاستفادة من مواردها وطاقاتها البشرية في تحقيق تطور اقتصادي ملموس. النمو في نصيب الفرد ليس فقط رقمًا اقتصاديًا، بل هو أيضًا مقياس لجودة الحياة، ونافذة لمستقبل أكثر استقرارًا ورخاءً.

طباعة شارك القارة السمراء مصر ليبيا الاقتصاد التحولات

مقالات مشابهة

  • الشيباني: الشعب لم ينتظر أحدًا.. وسحب الثقة من حكومة فقدت شرعيتها
  • إسرائيل تعلن عزمها السيطرة على القطاع كاملاً
  • إذا كنت تعاني من فقر الدم.. فإليك 5 أطعمة تعالجها طبيعيا
  • «سيد علي»: نوال الدجوي فقدت زوجها وأبنائها والناس مش سايباها في حالها.. فيديو
  • 1 من كل 5 عائلات في تركيا تعاني الفقر
  • الشيباني: الشعب لم ينتظر أحدًا وسحب الثقة من حكومة فقدت شرعيتها
  • البروفيسور أنس باري للجزيرة نت: يجب إنشاء جامعة ووزارة للذكاء الاصطناعي في المغرب
  • رسوم جمركية أميركية لدفع دول أفريقية إلى ترخيص ستارلينك
  • هل الرجال أكثر عرضة للوفاة بسبب متلازمة القلب المنكسر؟.. دراسة تفجر مفاجأة
  • مصر بين أقوى 10 اقتصادات أفريقية في نمو دخل الفرد.. مؤشرات صاعدة وخبير يشرح أسرار التقدم