في قلب صحراء البحر الأحمر المترامية، وعلى بُعد مئات الكيلومترات من صخب المدن، تقع مدينة مرسى علم، بمحافظة البحر الأحمر، التي لا تحمل فقط جمال الطبيعة وشواطئها الساحرة، بل تٌخفي بين جبالها وسهولها إرثًا قديمًا وكنوزًا ثمينة تركها الفراعنة، ما يجعلها واحدة من أهم مناطق مصر الغنية بالمعادن النادرة والأحجار الكريمة، وأبرزها «الزمرد»، وهو واحد من الأحجار النادرة والأعلى قيمة بين الأحجار الكريمة كلها.

سر الفراعنة المدفون

«على مر العصور، كانت صحراء البحر الأحمر دائمًا محط اهتمام الحضارات القديمة، اكتشف الفراعنة مبكرًا قيمة هذه المنطقة» هذا ما كشفه الدكتور أبو الحجاج نصير، رئيس جهاز شؤون البيئة السابق بالبحر الأحمر، في تصريحاته لـ«الوطن» أن «الفراعنة كانوا أول من اكتشفوا سر وجود الزمرد في جنوب محافظة البحر الأحمر، وتحديدًا في وديان صحراء عيذاب»

«الفراعنة لم يتوقفوا عند حدود الأساطير، بل امتلكوا مهارات مُذهلة في تحديد مواقع المعادن الثمينة» يضيف نصير: «كانت لديهم قدرة استثنائية على معرفة أماكن المعادن النفيسة، كالذهب والزمرد والزبرجد، في صحاري البحر الأحمر»، ومن هنا، بدأوا في استخراج كميات كبيرة من الزمرد من منطقة «وادي سكيت»، ليصبح هذا الحجر النادر جزءًا من ثرواتهم التي رافقتهم في حياة ما بعد الموت.

رحلة عبر الزمن

لم يتوقف الأمر عند الفراعنة، إذ سار الرومان على خطاهم، وبينما كانوا يواصلون التنقيب عن الزمرد في «وادي سكيت»، شيدوا معبدًا ضخمًا يُعرف بمعبد «سرابيس»، الذي ما زال صامدًا حتى يومنا هذا، كجزء من التراث الغني للمنطقة، ليس بعيدًا عن هذا المعبد، تجد مدينة العمال الرومانيين، حيث عاشوا وعملوا في استخراج هذا الحجر الكريم الذي أصبح رمزًا للثروة والرفاهية عبر التاريخ.

سياحة بين الجبال وكنوز الزمرد

«اليوم، لا تزال محافظة البحر الأحمر تُحافظ على مكانتها كمصدر رئيسي للمعادن النفيسة، لكنها لم تعد تُعرف فقط بهذا، بل أصبحت وجهة سياحية فريدة»، بشار أبو طالب، نقيب المرشدين السياحيين بالبحر الأحمر، يشير في تصريحات خاصة لـ«الوطن» إلى أن منطقة وادي سكيت تُعد واحدة من أغنى مناطق استخراج الزمرد، وهي الآن محط اهتمام السياحة الأثرية.

ويقول أبو طالب: من خلال رحلات السفاري التي تجذب المغامرين، يمكن للسياح اليوم السير في دروب جبال البحر الأحمر، حيث يتجولون بين وديان كانت يومًا ما ممرات للقوافل التجارية التي حملت الزمرد والأحجار الكريمة، هذه التجربة لا تقدم فقط متعة استكشاف الطبيعة، بل تأخذهم في رحلة عبر الزمن، إلى أيام الفراعنة والرومان.

مرسى علم: مدينة الكنوز والقصص

ويشير: «مرسى علم لم تعد مُجرد مدينة ساحلية معروفة لعشاق البحر والغوص، إنها أيضًا مفتاح للغوص في أعماق التاريخ، حيث تختبئ قصص الحضارات القديمة بين الصخور والرمال، بين كل صخرة، قد تجد جزءًا من إرث الفراعنة أو بقايا المدينة الرومانية، وما زال الزمرد، ذلك الحجر النادر الذي يتفوق قيمته على الماس، شاهدًا على عظمة الماضي».

ولفت إلى وضع هذه المناطق على خريطة السياحة الأثرية جنوب البحر الأحمر، من خلال رحلات سياحة السفاري بين جبال البحر الأحمر إذ يقبل عليها السياح من هواة المتعة والسير بين دروب جبال البحر الأحمر.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: البحر الأحمر الزمرد مرسي علم خريطة السياحة الأثرية البحر الأحمر مرسى علم

إقرأ أيضاً:

محافظة البحر الأحمر تعتمد الأحوزة العمرانية لتنظيم التوسع ومنع العشوائيات

اعتمدت محافظة البحر الأحمر الأحوزة العمرانية لجميع مدنها وقراها، في خطوة تهدف إلى ضبط النمو العمراني وتقنين أوضاع المواطنين، وذلك بالتنسيق مع الهيئة العامة للتخطيط العمراني ووزارة التنمية المحلية.

حملة تفتيشية ترصد مخالفات صحية وبيئية في منشأتين سياحيتين بجنوب الغردقةفنادق الغردقة تحتفل باليوم العالمى للسوشى وسط مشاركة من السياحرئيس مدينة الغردقة يتفقد المركز التكنولوجي ويوجّه بتسريع إنهاء معاملات المواطنينانطلاق فاعليات المؤتمر السنوي لقسم المسالك البولية طب جنوب الوادي بمدينة الغردقة

جاء هذا التحرك ضمن خطة الدولة لتحقيق تنمية عمرانية متوازنة ومستدامة، وتفادي ظاهرة البناء العشوائي التي أثرت على البنية التحتية والموارد الطبيعية خلال السنوات الماضية.

وأكد اللواء عمرو حنفي، محافظ البحر الأحمر، أن اعتماد الأحوزة العمرانية يضع إطارًا واضحًا للتوسع الحضري، ويُمكن الأجهزة التنفيذية من تنفيذ المشروعات الخدمية والتنموية وفق رؤية مدروسة. كما شدد على أن هذا الإجراء يسهم في تسهيل إجراءات التصالح على مخالفات البناء، ويُسرّع من إصدار تراخيص جديدة للبناء.

وأضاف حنفي أن اعتماد هذه الأحوزة يشكل ركيزة أساسية لجذب الاستثمارات، ويُسهم في توفير بيئة مستقرة وآمنة للتوسع العمراني المخطط، بما يتماشى مع تطلعات الدولة نحو العدالة المكانية وتوجيه التنمية للمناطق الأكثر احتياجًا، خصوصًا في المحافظات الحدودية مثل البحر الأحمر.

وسيتم نشر خرائط الأحوزة العمرانية في مقار الوحدات المحلية والمراكز التكنولوجية لخدمة المواطنين بجميع مدن المحافظة، لإتاحة البيانات بشكل شفاف وسهل للجمهور، ضمن توجهات الحكومة بتوفير المعلومات وتعزيز المشاركة المجتمعية.

يُذكر أن هذه الخطوة تأتي ضمن مستهدفات رؤية مصر 2030، التي تضع التنمية المتوازنة والإدارة الرشيدة للأراضي ضمن أولوياتها الوطنية.

طباعة شارك البحر الأحمر الغردقة محافظة البحر الأحمر محافظ البحر الأحمر اللواء عمرو حنفي

مقالات مشابهة

  • إبراهيم شقلاوي يكتب: آن للسودان أن يرقص على رؤوس الأفاعي
  • «البحر الأحمر العالمية» تعلن نيتها إجراء طرح عام أولي لشركة تابعة
  • وقف مؤقت للغوص بجزر الأخوين لتنفيذ برنامج تتبّع أسماك القرش
  • جسر البحر الأحمر بين مصر والسعودية يمضي قدما في خطة بقيمة 4 مليارات دولار
  • البحر الأحمر تستقبل حجاج المحافظة بعد أداء فريضة الحج
  • أوقاف البحر الأحمر تُكرم الموظفين المثاليين على مستوى المحافظة
  • البيئة: استئناف برنامج رصد أسماك القرش في البحر الأحمر بالأقمار الصناعية
  • البيئة: استئناف برنامج رصد وتتبع أسماك القرش في البحر الأحمر
  • محافظة البحر الأحمر تعتمد الأحوزة العمرانية لتنظيم التوسع ومنع العشوائيات
  • تداول 11 ألف طن بضائع عامة ومتنوعة بموانئ البحر الأحمر