إنذارات من تاريخ المحيطات.. المرجان يوثق آثار الاحترار في المحيط الهادي خلال قرن مضى
تاريخ النشر: 12th, August 2023 GMT
وفقا لدراسة حديثة أجراها فريق دولي ونشرت مؤخرا في دورية "نيتشر جيوساينس" فإن تيار الحدود الغربية للمحيط الهادي، وهو منظم رئيسي لدرجات حرارة سطح البحر وأنماط الطقس، قد تَعزز بشكل كبير بسبب الاحتباس الحراري. وقد توصل الباحثون لتلك النتيجة من خلال فحص مرجان يعود إلى قرن مضى.
تيار الحدود الغربيةووفقا للبيان الصحفي المنشور على موقع "سايتك ديلي" في العاشر من أغسطس/ آب الجاري أظهرت السجلات المأخوذة من عينات الشعاب المرجانية نمطا متكررا واضحا للظروف المناخية المتغيرة للمحيطات والغلاف الجوي (المعروفة باسم التذبذب العشري) مما يشير إلى أن فترات تيار الحدود الغربية المعزز تتوافق مع فترات ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في شرق المحيط الهادي.
وقال زينشين وانغ الأستاذ المساعد في كلية بوسطن لعلوم الأرض والبيئة والباحث المشارك في الدراسة "تؤكد هذه النتيجة الدور المهم لتيار الحدود الغربية في التحكم في التوازن الحراري للمحيط، كما تنبأت النماذج المناخية".
وللوصول للنتائج فحص الفريق القرائن التاريخية المضمنة في الشعاب المرجانية التي يبلغ عمرها قرنا، وتحقق من المكونات الكيميائية للهيكل العظمي للشعاب المرجانية الاستوائية للحصول على بيانات حول الظروف البيئية والمناخية في الماضي، مثلما يتم فحص الحلقات التي تحدد تطور الأشجار عاما بعد عام.
وقد استكشفت الدراسة، كيف أدى الاحترار العالمي إلى تقوية تيار الحدود الغربية في جنوب المحيط الهادي، والذي كان له تأثير كبير على المناخ العالمي الأوسع.
أكبر خزان حرارةيقول وانغ إن المحيط يعمل كأكبر خزان حرارة في نظام مناخ الأرض، حيث يمتص المحيط أكثر من 90% من حرارة الاحتباس الحراري، ويلعب دوران المحيط دورا رئيسيا في إعادة توزيع طاقته، وبذلك ينظم المناخ العالمي والإقليمي، وهذا يعني أن تقوية تيار الحدود الغربية لها تأثير على أحداث الطقس التي تحدث على بعد مئات إن لم يكن آلاف الكيلومترات.
وأضاف "يعتبر غرب المحيط الهادي الاستوائي أكبر حوض سباحة دافئ في العالم، وهو مهم بشكل خاص لظاهرة مناخية تعرف باسم النينيو. وقد ارتبطت ظاهرة النينيو، ارتباطا وثيقا بزيادة الفيضانات والأمطار عبر الأميركتين والمحيط الهادي.
وينقل نظام التيار الحدودي الغربي في المحيط الهادي الاستوائي المياه إلى المنطقة الاستوائية وينظم درجة حرارة سطح البحر، مما يؤثر على أنشطة النينيو والنينيا.
مع ذلك، ونظرا للتوافر المحدود لبيانات الرصد طويلة المدى من الأقمار الصناعية والأجهزة، لم يتضح ما إذا كان تيار الحدود الغربية يقوى أو يضعف في سياق الاحتباس الحراري.
عينة مرجانية كاشفةوللإجابة عن هذا السؤال، جمع الباحثون عينة مرجانية عمرها قرن من بحر سليمان في المحيط الهادي، والذي يقع بين بابوا غينيا الجديدة وجزر سليمان، واستخدموا مقياس طيف الكتلة لتحليل التركيب النظائري للنيتروجين (أي نسبة النيتروجين -15 والنيتروجين -14) المحفوظ في عينة المرجان، والتي كانت بمثابة كاشف لتغيرات تيار الحدود الغربية.
وقد أظهرت السجلات المرجانية تذبذبا واضحا على مدى العقود الزمنية، مما يشير إلى أن فترات تيار الحدود الغربية المعزز تتوافق مع فترات ارتفاع درجات حرارة سطح البحر في شرق المحيط الهادي الاستوائي.
وقال وانغ إن النتائج تشير إلى أن التعزيز المستمر لتيار الحدود الغربية سيستمر في لعب دور مهم في المناخ العالمي والظواهر الجوية المتطرفة التي أصبحت شائعة بشكل متزايد في القرن الـ21.
وأضاف وانغ أن الباحثين سيستمرون مستقبلا في استخدام عينات المرجان لدراسة تغيرات دوران المحيطات وكيف تتفاعل هذه التغييرات مع النظام المناخي، اليوم وفي الماضي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: المحیط الهادی
إقرأ أيضاً:
رئيس شعبة الأدوات الكهربائية: انضمام مصر لتجمع بريكس ساهم في التخفيف من آثار حدة الأزمات العالمية
أكد المهندس ميشيل الجمل، رئيس شعبة الأدوات الكهربائية، أنه بعد مرور 18 شهراً على انضمام مصر إلى تجمع بريكس، ساهم ذلك في التخفيف من آثار الأزمات العالمية الراهنة واقتناص العديد من الفرص، كما ساعد في فتح أسواق جديدة للتصدير، خاصةً مع الحيز الجغرافي الواسع والقوة الشرائية والاستهلاكية الكبيرة للدول الأعضاء في التجمع.
وأوضح الجمل في تصريحات صحفية له اليوم أن هناك مكاسب كبيرة لمصر من انضمامها إلى تجمع بريكس لأول مرة، مثل زيادة حجم العلاقات الاقتصادية بينها وبين دول الأعضاء، فضلاً عن التعامل بالعملات المحلية، ما يخفف الضغوط على الدولة فيما يتعلق بالنقد الأجنبي، وزيادة حجم التبادل التجاري بين مصر والدول الأعضاء.
وأضاف أن التقارب مع مجموعة بريكس يساعد في الترويج للإصلاحات التي شهدتها البيئة الاقتصادية والاستثمارية في مصر خلال السنوات الأخيرة، ما يعزز فرص جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية.
وأكد أن التكتل من شأنه أن يكسر هيمنة الغرب وينهي نظام القطب الواحد الذي تتزعمه الولايات المتحدة الأمريكية، من خلال التركيز على تحسين الوضع الاقتصادي العالمي وإصلاح المؤسسات المالية. مضيفًا أن وجود مصر في تجمع بريكس يمثل قوة كبيرة للاقتصاد المصري خلال السنوات القليلة القادمة، لأنه يضم العديد من الدول الكبرى على مستوى العالم، على رأسها الصين.
مشروعات مستقبليةوأشار الجمل إلى أن مصر تتطلع إلى جذب عدد كبير من المشروعات المستقبلية، وخاصة مشروعات الرقمنة والتنمية الزراعية والاستثمارات البيئية والبنية التحتية من كبار المستثمرين العالميين ورواد الأعمال في دول بريكس، بالإضافة إلى زيادة عدد السياح القادمين إلى مصر، ولا سيما في ظل تطلع الدولة المصرية لجذب 30 مليون سائح بحلول 4 سنوات.
وفي ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها مصر، جاء الإعلان عن انضمامها إلى بريكس اعتباراً من يناير 2024، بمثابة نقطة ضوء تلقاها المصريون بترحيب وتفاؤل كبيرين.