الاعدامات خارج نطاق القانون التي تنفذها كتيبة البراء التابعة للحركة الإسلامية بحق الشباب في الحلفاية او مناطق اخرى، تعطي فكرة عن النسخة الجديدة من حكم الكيزان، التي يجري الاعداد لها باعتبارها عودة للسلطة عبر انتصار ساحق مثل انتصار طالبان في استعادة السلطة في أفغانستان من الأمريكيين!
مجرد المقارنة تعطيك فكرة عن كيف يفكر هؤلاء الاسلاميون، وكيف أدمنوا محاولات ا(خم) الناس وخداعهم، فسقوط نظامهم جزئيا في عام 2019 تم بثورة شعبية عظيمة شهد لها العالم كله، مثل ذلك السقوط كان كفيلا بجعل أية (سياسي) يحترم نفسه وتاريخه، يتوارى عن الأنظار الى الأبد.

لكن من قال ان سياسيي الحركة الإسلامية يحترمون أنفسهم، او لديهم تاريخ يحرصون على بقاء صورته ناصعة؟!
تشهد عقود حكمهم الثلاثة على جرائم يندي لها جبين الإنسانية. تم نهب وطن كامل وتحويله الى ضيعة تتبع للتنظيم، حُرم ملايين الأطفال في هذه البلاد من حقوقهم في التعليم والعلاج، ملايين الناس فقدوا وظائفهم التي ذهبت الى منسوبي التنظيم الاجرامي الفاسد في عملية إحلال وابدال لم يشهد لها التاريخ مثيلا، مليارات الدولارات من ريع البترول والذهب التي كان يفترض ان تذهب للتنمية ورفع مستوى معيشة الناس في هذه البلاد، ودعما للصحة والتعليم والاستقرار والسلام والنهوض بكل مناحي الحياة، تحولت الى ارصدة في ماليزيا وتركيا وفلل في دبي.
ملايين الناس فقدوا ارواحهم بسبب الحروب التي شنها التنظيم بدءا من الجنوب الذي اختار الانفصال بعد تجربة الحرب (الجهادية) القاسية. ثم دارفور والانتفاضات الي اُخمدت في الدم في جبال النوبة والنيل الأزرق والعاصمة وبورتسودان وكجبار.
حين انشأوا المليشيات التي عرفت بالجنجويد لم يكن الغرض فقط مساعدة الجيش في حربه ضد شعبنا، بل صناعة عدو مستقبلي، يصبح الانتصار عليه هو الإنقاذ في نسختها الثانية الأكثر تعطشا لدماء الأبرياء كما حدث في الحلفايا.
من السهل الصاق تهمة التعاون بالمواطنين الأبرياء، رغم ان شهادات كثيرة تجزم ان هؤلاء الشباب أبرياء من التعاون مع الطرف الآخر، وان كل أعمالهم كانت تصب في خدمة التكايا التي تخدم المواطنين والنازحين ضحايا الحرب والفاقة والجوع وفقدان الممتلكات.
وهب انهم متعاونون؟ فهل يجوز قتلهم في الشوارع دون محاكمات؟ بالطبع في عرف الكيزان يجوز ذلك، فمتى كان لهم احترام لقانون أو دستور؟ فقد جبلوا على خرق الدساتير وتفصيل القوانين لتطبيقها على الغير واعفاء أنفسهم. وتشهد فترة حكم الإنقاذ على سطوة أجهزة أمن إجرامية تتبع للتنظيم، كانت تدير البلاد وفق اهواء منسوبيها واهواء التنظيم الذي لا يعترف بمجتمع او قانون، تنظيم بدأ عهده الدموي باغتيال طبيب وانتهى بقتل معلم، وحتى بعد سقوطه وتواريه من خلف لجنته الأمنية وميليشياته المتعددة لا يزال يمارس هوايته الأثيرة في سفك الدماء.
الجرائم التي يرتكبها طرفا القتال يجب ألا تمر يوما دون مساءلة وعقاب يحفظ للضحايا حقوقهم.
#لا_للحرب

أحمد الملك

ortoot@gmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل

كتب توماس فريدمان أنه رأى هذه المرة إشارات جديدة في إسرائيل تشير إلى أن مزيدا من الإسرائيليين، من اليسار والوسط وحتى من اليمين، يستنتجون أن استمرار هذه الحرب كارثة على بلدهم أخلاقيا ودبلوماسيا وإستراتيجيا.

وذكر الكاتب المعروف بميوله الليبرالية -في عموده بصحيفة نيويورك تايمز- أن رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، وهو من الوسط، كتب مقالا لم يتردد فيه في مهاجمة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وائتلافه، قائلا إن "حكومة إسرائيل تخوض حاليا حربا بلا هدف ولا تخطيط واضح، ودون أي فرص للنجاح"، وأضاف "ما نفعله في غزة الآن حرب إبادة، قتل عشوائي للمدنيين بلا حدود، وحشي وإجرامي"، وخلص إلى القول "نعم، إسرائيل ترتكب جرائم حرب".

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2باحث أميركي: البوسنة والهرسك فاشلة حتى بعد 30 عاما من التدخل الدوليlist 2 of 2إندبندنت: إسرائيل مستمرة بهدم جسور الثقة بينها وبين الغربend of list

أما من اليمين، فهذا أميت هاليفي، وهو عضو حزب الليكود اليميني الذي ينتمي إليه نتنياهو، وهو مؤيد شرس للحرب، يعتقد أن تنفيذها كان فاشلا، وأن إسرائيل لم تنجح في تدمير حماس.

 

ومن اليسار، صرح زعيم التحالف الليبرالي الإسرائيلي يائير غولان بأن إسرائيل في طريقها إلى أن "تصبح دولة منبوذة مثل جنوب أفريقيا، إذا لم تتصرف كدولة راشدة لا تحارب المدنيين، ولا تتخذ قتل الأطفال هواية".

الحرب أنهكت المجتمع

وذكّر فريدمان بأنه لم يُسمح تقريبا لأي صحفي أجنبي مستقل بالتغطية المباشرة من غزة، وبالتالي عندما تنتهي الحرب وتمتلئ غزة بالمراسلين والمصورين الدوليين الأحرار، سيتم الإبلاغ عن حجم الموت والدمار وتصويره بالكامل، وستكون تلك فترة عصيبة للغاية بالنسبة لإسرائيل ويهود العالم.

إعلان

ولذلك كان غولان، وفقا لفريدمان، محقّا في تنبيهه شعبه إلى ضرورة التوقف الآن، والتوصل إلى وقف لإطلاق النار، واستعادة المحتجزين، وإرسال قوة دولية وعربية إلى قطاع غزة، ولكن نتنياهو أصر على مواصلة الحرب.

ومع استهداف الجيش الإسرائيلي مزيدا من الأهداف الثانوية، تكون النتيجة هي قتل مدنيين من غزة كل يوم، مع أنه ليس ارتفاع عدد الضحايا المدنيين في غزة وحده هو ما يثير غضب الإسرائيليين المتزايد ضد الحرب، حسب فريدمان، بل ما يثيره هو أن الحرب أنهكت المجتمع بأسره.

واستشهد فريدمان هنا بما قاله عاموس هاريل المحلل العسكري لصحيفة هآرتس بأن مؤشرات الفشل تشمل كل شيء من "تزايد حالات الانتحار إلى تفكك العائلات وانهيار الشركات".

وإذا كان العديد من الإسرائيليين يشعرون بأنهم محاصرون من قبل قادتهم، فإن سكان غزة أيضا يشعرون بمثل ذلك -حسب فريدمان- وإذا كان بعض القادة الإسرائيليين سوف يواجهون الحساب عندما تصمت مدافع الحرب، فإن الشيء ذاته سيحدث لقادة حماس بغزة.

وإذا كان قادة حماس قد ظنوا أنهم ينزلون كارثة بإسرائيل، فإنهم -حسب فريدمان- منحوا نتنياهو فرصة لتدمير حليفهم حزب الله في لبنان وسوريا، مما أضعف قبضة إيران على هاتين الدولتين، وحتى على العراق، بل ساعد في إخراج روسيا من سوريا، فيما اعتبرها الكاتب هزيمة مدوية "لشبكة المقاومة" التي تقودها إيران.

وإذا كانت عمليات نتنياهو العسكرية مهدت للانضمام إلى اتفاقيات أبراهام وتطبيع العلاقات مع إسرائيل، كما يرى فريدمان، فإن نتنياهو يضيع فرصة السلام هذه برفضه أن يفعل الشيء الوحيد الذي من شأنه أن يطلق العنان لسياسة المنطقة بأكملها، ألا وهو فتح الطريق أمام حل الدولتين مع سلطة فلسطينية مُصلحة.

قبيلة اليهود ضد قبيلة الديمقراطية

ولا عجب أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يريد إضاعة الوقت مع نتنياهو، فهو يذهب إلى الدول التي تعطيه، لا إلى الدول التي تطلب منه مثل إسرائيل، ولكن نتنياهو لن يسمح لترامب بصنع أي تاريخ معه.

إعلان

غير أن ترامب، ربما ليست لديه أي فكرة عن مدى التغيير الداخلي الذي طرأ على إسرائيل، خاصة أن العديد من اليهود الأميركيين لا يدركون مدى ضخامة وقوة المجتمع الديني المتطرف والقوميين المتدينين الاستيطانيين في إسرائيل، ومدى اقتناعهم برؤيتهم لغزة كحرب دينية، كما يقول الكاتب.

وقد أوضح الرئيس السابق للكنيست أفروم بورغ، متحدثا عن اليمين القومي المتدين الاستيطاني في إسرائيل "بيبي (لقب نتنياهو) هو في الواقع بيدقهم وليس اللاعب الحقيقي".

وأضاف بورغ "حدِّثهم عن إمكانية تحقيق إسرائيل السلام مع السعودية، يتجاهلونك ويقولون إنهم ينتظرون المسيح، حدثهم عن فرصة إسرائيل لتحقيق السلام مع سوريا، يردون بأن سوريا ملك للشعب اليهودي، حدثهم عن القانون الدولي، يحدثونك عن القانون التوراتي. حدثهم عن حماس، يحدثونك عن العماليق".

وخلص بورغ إلى أن الانقسام الحقيقي في إسرائيل اليوم ليس بين المحافظين والتقدميين، "بل بين القبيلة اليهودية والقبيلة الديمقراطية. والقبيلة اليهودية هي المنتصرة الآن".

وختم فريدمان بمقارنة بين أسلوبي نتنياهو وترامب المتشابهين في تقويض ديمقراطيتيهما، حسب زعمه، فكلاهما يحاول تقويض محاكم بلاده و"الدولة العميقة"، أما الهدف فهو بالنسبة لترامب إثراء نفسه شخصيا ونقل ثروات البلاد من الأقل حظا إلى الأكثر امتيازا، أما بالنسبة لنتنياهو فهو التهرب من تهم الفساد ونقل السلطة والمال من الوسط الإسرائيلي الديمقراطي المعتدل إلى المستوطنين والمتدينين.

مقالات مشابهة

  • الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا
  • شاهد بالصورة.. نجمة السوشيال ميديا الأولى في السودان “لوشي” تعود لإكتساح “الترند” بإطلالة ملفتة واللوايشة: (نورتي الدنيا يا ست الناس)
  • اللكمة التي أشعلت حرب ترامب على الجامعات الأميركية
  • البوسنة والهرسك.. هل تكون موطن الحرب القادمة في أوروبا؟
  • عائلات إسرائيلية تفند ادعاء نتنياهو “تحقيق إنجازات” بالحرب
  • السيد القائد عبدالملك: الله قدَّم لعباده الهداية الكاملة.. التي إن اتَّبعوها كانت النتيجة فلاحهم
  • توماس فريدمان: الإشارات الخاطفة التي رأيتها للتو في إسرائيل
  • 600 يوم من الحرب.. نهش الجوع أجساد الناس في غزة
  • سوريا.. رئيس منظمة الإنقاذ يكشف لـCNN كيف تختلف المناطق التي كانت تحت سيطرة الأسد عن مناطق المعارضة وكيف ستزدهر البلاد؟
  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين