السيد الخامنئي : المقاومة لن تتراجع والنصر حليفها
تاريخ النشر: 4th, October 2024 GMT
ومن على منبر خطبة الجمعة في طهران، ألقى السيد الخامنئي الجزء الثاني من الخطبة باللغة العربية الفصحى متوجها خطابة للعالم الإسلامي كله، وخاصة الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وأفرد السيد الخامنئي مساحة من الخطبة للحديث عن السيد حسن نصر الله، وقال "ارتأيت أن يكون تكريم أخي وعزيزي ومبعث افتخاري والشخصية المحبوبة في العالم الإسلامي واللسان البليغ لشعوب المنطقة ودرّة لبنان الساطعة سماحة السيد حسن نصر الله رضوان الله عليه في صلاة جمعة طهران"، مضيفا: "هذا الخطاب موجه للأمة جمعاء ولكن بشكل خاص للشعبين العزيزن اللبناني والفلسطيني".
وتابع "نحن جميعًا مصابون ومكلومون بمصاب السيد العزيز وأنه لفقدان كبير أفجعنا بكل معنى الكلمة، لقد غادرنا السيد حسن نصر الله بجسده لكنه بشخصيته الحقيقة وروحه ونهجه وصوته الصادح سيبقى حاضرًا فينا أبدًا".
وأشار إلى أن الشهيد نصر الله كان نصيراً للحق وأهم رسائله كانت عدم اليأس والاضطراب لغياب القادة، مردفا "لقد كان السيد نصر الله الراية الرفيعة للمقاومة في وجه الشياطين الجائرين والناهبين، وكان اللسان البليغ للمظلومين والمدافع الشجاع عنهم، لقد كان للمناضلين على طريق الحق سندًا ومشجعًا".
وأكد أنّ "حزب الله والسيد الشهيد بدفاعهم عن غزّة وجهادهم من أجل الأقصى وإنزالهم الضربة بالكيان الغاصب والظالم قد خطوا خطوةً في سبيل خدمة مصيرية للمنطقة بأكملها، أما السلوك السفاح والوقح لهذا الكيان تجاه المناضلين ناجمٌ عن الطمع بتحقيق هدف السيطرة".
وتوجّه إلى الشعب اللبناني قائلًا: "أعزائي يا شعب لبنان الوفي، يا شباب حزب الله وحركة أمل المفعم بالحماسة يا أبنائي، هذا أيضًا طلب سيدنا الشهيد اليوم من شعبه وجبهة المقاومة، فالعدو الجبان عجز عن توجيه ضربة للبنية المتماسكة لحماس وحزب الله والجهاد الإسلامي وغيرها من الحركات المجاهدة في سبيل الله، وعمد إلى التظاهر بالنصر من خلال الاغتيالات والتدمير والقصف وقصف المدنيين، وما نتج عن هذا السلوك هو تراكم الغضب وتصاعد دوافع المقاومة وظهور المزيد من الرجال والقادة والمضحين وتضيق الخناق على الذئب الدموي".
وقال السيد الخامنئي إن "الدمار سيعوّض وصبركم وثباتكم سيثمر عزّة وكرامة، فالسيد (نصر الله) العزيز كان طوال 30 عامًا على رأس كفاحٍ شاق، وبتدبير السيد نمى حزب الله مرحلة بمرحلة، فحزب الله هو حقًا شجرةً طيبة".
وبحسب الإمام الخامنئي فإنّ "كل ضربة تنزل بهذا الكيان إنما هي خدمة للمنطقة بأجمعها بل لكل الإنسانية، ولا ريب بأن أحلام الصهاينة والأمريكيين إنما هي محض أوهام ومستحيلة، فالكيان شجرة خبيثة اجتثّت من فوق الأرض وصدق قوله تعالى: "ما لها من قرار"".
ونوه إلى أنّ "الأمة الإسلامية اليوم أصبحت واعية وبإمكانها أن تتغلّب على خطط أعداء المسلمين"، قائلًا إنّ "العدوّ واحد وأساليبه في مختلف البلدان ربما تختلف، وعلى الشعوب إذا أرادت ألّا تُبتلى بالحصار يجب أنّ تكون واعيو ومدركة لحقيقة العدو ونواياه".
بشأن العملية الإيرانية الأخيرة ضد كيان العدو الصهيوني، قال السيد الخامنئي إنها "عملية شرعية وقانونية، ونحن في أداء هذا الواجب لن نتأخر ولن نقوم بالانفعال ولن نتسرّع ولن نقصّر"، مشددا على أن الجمهورية الإسلامية في أي واجب تقوم به ستنفذه بشكل قاطع وحاسم، مضيفا أن العملية هي أقل جزاء للكيان الصهيوني أمام جرائمه الفظيعة.
الشعب الفلسطيني يمتلك كامل الحق بمواجهة العدو
وأكد قائد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، أن الشعب الفلسطيني يمتلك كامل الحق بمواجهة العدو الصهيوني، مضيفا أن هذا منطق ثابت واليوم القوانين الدولية تؤيد ذلك الحق، الشعب الفلسطيني لديه الحق في مواجهة هؤلاء المجرمين.
وشدد على أن الذين يساعدون الشعب الفلسطيني هذا واجبهم الديني لذلك كان من واجب الشعب اللبناني مساعدة الفلسطينيين الذين يدافعون عن أرضهم وهو دفاع مشروع.
وأكد أن طوفان الاقصى حركة منطقة وصحيحة ودولية ومشروعة ومن حق الشعب الفلسطيني. الدفاع المستميت من قبل الشعب اللبناني عن الشعب الفلسطيني شرعي وقانوني ويحظى بالشرعية الكاملة وينبغي ألا يتم انتقاده.
وقال: إن سياسة العدو هي سياسة فرق تسد وزرع التفرقة حيث نفذوها في الدول الإسلامية، لكن الشعوب الإسلامية باتت واعية اليوم حيث بإمكانها التغلب على خطط أعداء المسلمين.
وأضاف، أعداء المسلمين هم أعداء الشعب الفلسطيني والشعب المصري واللبناني والسوري واليمني، حيث خطط الأعداء تختلف من بلد لآخر، ففي أماكن خطط اقتصادية وفي أماكن أخرى عسكرية.
المصدر: ٢٦ سبتمبر نت
كلمات دلالية: الشعب الفلسطینی السید الخامنئی نصر الله
إقرأ أيضاً:
بتواطؤ أمريكي ودولي .. العدو الصهيوني يهدد مقدسات الأمة ومستقبلها وهذا ما كشفه السيد القائد
أطلق السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي، في خطابه اليوم، سلسلة تحذيرات قوية تجاه التواطؤ الدولي والصمت الإقليمي حيال الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي، بدعم أمريكي وغربي مباشر، وتناول الخطاب قضايا محورية تمس الوجدان الإسلامي والعربي، بدءاً من الانتهاكات المتكررة للمسجد الأقصى، ومروراً بالتدمير الممنهج لقطاع غزة، وصولاً إلى الترويج للمخدرات داخل المساعدات الإنسانية
يمانيون / تحليل / خاص
الجرائم الإسرائيلية الأمريكية وغياب الرد الدولي
وصف السيد القائد يحفظه الله صمت الأنظمة والدول والمؤسسات الدولية بأنه “عار”، مؤكداً أن هذا الصمت يشجع الاحتلال على التمادي في جرائمه، وأشار إلى أن الجرائم باتت تصل إلى مستويات ’’فضائح كبرى’’ مثل دس المخدرات في أكياس الطحين المُرسلة كمساعدات، وهو ما يكشف عن مستوى الانحطاط الأخلاقي الذي بلغه العدو الصهيوني وشريكه في الجريمة الولايات المتحدة الأمريكية ، ويرى السيد القائد أن عدم اتخاذ موقف عملي من قبل الأنظمة والمؤسسات الدولية ولو بمستوى الحد الأدنى، يجعل من الصعب وقف الجرائم، بل ويدفع العدو إلى تصعيدها.
تدمير البنية التحتية الطبية واستهداف الشعب الفلسطينيأكد السيد القائد أن العدو الإسرائيلي، بدعم أمريكي مباشر، قد أفرغ شمال قطاع غزة من المستشفيات، إمّا بالتدمير الكلي أو بالحصار الخانق، هذا السلوك يندرج ضمن سياسة “الإبادة البطيئة” للسكان، ويدلل على وحشية المشروع الصهيوني. وأشار السيد القائد إلى أن شحنات القنابل الأمريكية لا تزال تتدفق نحو “إسرائيل” لتغذية هذا الإجرام، مؤكداً ضلوع بريطانيا وألمانيا وفرنسا في هذا الدعم أيضاً، ليس فقط بالسلاح، بل حتى بـ”الكلاب المدربة على نهش لحوم البشر”.
الاقتحامات الصهيونية للمسجد الأقصى وخطر هدمهخصص السيد القائد جزءاً كبيراً من خطابه للتحذير من الخطر الداهم على المسجد الأقصى، مؤكداً أن الاقتحامات الصهيونية شبه اليومية تصب في اتجاه واضح هو تنفيذ المخطط الصهيوني لهدم الأقصى وبناء “الهيكل المزعوم”، أشار إلى أن هذه التحركات لم تعد مجرد نوايا بل تحوّلت إلى تهديدات علنية تُطلق من داخل ساحات المسجد نفسه.
وهنا يربط السيد القائد هذه التحركات الصهيونية بمخطط أكبر يستهدف جميع المقدسات الإسلامية، بما فيها المسجد الحرام والكعبة المشرفة، مؤكداً أن نجاح العدو في الأقصى سيغريه باستهداف ما تبقى من مقدسات الأمة.
التحذير من تطبيع اللامبالاة في وعي الأمةيحذر السيد القائد حفظه الله من أن أخطر ما قد يصيب الأمة ليس فقط العدوان الخارجي، بل اللامبالاة الداخلية ، فإن وصلت الأمة إلى حالة لا تتفاعل فيها مع المساس بمقدساتها، فإنها ستفقد حتماً رعاية الله وتأييده، هذا التحذير يحمل بعداً روحياً واستراتيجياً في آن واحد، لأنه يُحمّل الأمة مسؤولية رد الفعل، ويعتبر التخاذل سبباً في تمادي الأعداء وتكالبهم على ما تبقى من كرامة الشعوب الإسلامية.
الأبعاد الأخلاقية والروحية للخطابلم يكن الخطاب موجهاً فقط نحو الجانب السياسي أو العسكري، بل حمل طابعاً وجدانياً وأخلاقياً واضحاً، حيث ركّز على أهمية أن تظل الأمة الإسلامية حيّة الضمير، حامية لمقدساتها، ويقظة تجاه مخططات العدو، هذه النظرة تتجاوز الأزمات اللحظية لتضع الأمة أمام سؤال مصيري: هل لا تزال قادرة على أن تغضب لما هو مقدّس؟
خاتمةجاء خطاب السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي بمثابة صرخة تحذير استراتيجية موجهة إلى الشعوب الإسلامية قبل أن تكون موجهة إلى الأنظمة.، خطاب يحمّل الجميع مسؤولية المرحلة، ويؤكد أن التخاذل أمام الجرائم الصهيونية الأمريكية، وخصوصاً تجاه المسجد الأقصى، سيقود إلى مرحلة من الانحدار التاريخي الذي لا عودة منه، وفي مقابل ذلك، يدعو السيد القائد إلى موقف عملي وشامل، يستعيد للأمة كرامتها ويعيد ضبط بوصلة العداء تجاه الخطر الصهيوني-الأمريكي.