نتنياهو: غيّرنا مسار الحرب وميزانها ومن حقنا الرد على إيران
تاريخ النشر: 5th, October 2024 GMT
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو ، مساء السبت 5 أكتوبر 2024 إن "إيران تقف وراء كل التهديدات ضد إسرائيل. لقد أطلقوا علينا مئات الصواريخ في واحدة من أكبر الهجمات في التاريخ. لا دولة في العالم كانت ستقبل مثل هذا الهجوم، بما في ذلك إسرائيل. لدى إسرائيل الواجب والحق في الدفاع عن نفسها والرد على مثل هذه الهجمات، وسنفعل ذلك".
وقال نتنياهو في مؤتمر صحافي عقده في مقر وزارة الأمن (الكرياه) في تل أبيب: "قبل شهر، وعدت بأننا سنغير ميزان القوى في الشمال، وهكذا نفعل منذ ذلك الحين. على مدار أحد عشر شهرًا، ركزنا على جبهة واحدة: القضاء على القوة العسكرية ل حماس ، بعد هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي".
وشدد على أنه "في ذلك الأشهر، تعرض سكان شمال البلاد، الذين أخليناهم لمنع مجزرة مماثلة على الحدود اللبنانية، لهجمات متواصلة من الصواريخ والقذائف والطائرات المسيرة. ورغم ردنا القوي على هذه الهجمات، لم يكن ذلك كافيًا لاستعادة الأمن في الشمال، ولم يكن كافيًا لإعادتهم إلى منازلهم".
وتابع "لكننا تعهدنا بإعادتهم إلى حياة آمنة في المدن والمستوطنات والكيبوتسات على طول الحدود اللبنانية. قبل نحو شهر، مع اقتراب انتهاء تدمير كتائب حماس في غزة ، بدأنا في تنفيذ الوعد الذي قطعته لسكان الشمال. لقد اغتلنا على (الأمين العام لحزب الله، حسن) نصر الله وقادة حزب الله، وقضينا على قادة قوة الرضوان الذين خططوا للتوغل إلى الجليل وتنفيذ مجزرة أكبر وأفظع من تلك التي وقعت في السابع من أكتوبر".
وادعى: "لقد دمرنا جزءًا كبيرًا من منظومة الصواريخ والقذائف التي بناها حزب الله على مر السنين. وفي هذه الأيام، يقوم جنودنا الأبطال بتدمير شبكة الأنفاق التي أعدها حزب الله في الخفاء قرب حدودنا" وأشار إلى أنه "رغم أننا لم نكمل إزالة التهديد بعد، إلا أننا بشكل واضح غيرنا مجرى الحرب وميزانها، ونستعد للمزيد".
وأضاف "العالم كله اكتشف القوة الحديدية لدولة إسرائيل؛ دولة قوية مع جيش قوي وشجاع وأخلاقي. دولة مصممة على الدفاع عن نفسها أمام أي تهديد"، وتابع: "هذا يشمل أيضًا التهديد من إيران التي تقف وراء جميع الهجمات علينا - من غزة، ومن لبنان، ومن اليمن، ومن العراق، ومن سورية، وبالتأكيد من إيران نفسها. لقد أطلقت إيران بالفعل مرتين نحو أراضينا ومدننا مئات الصواريخ، في واحدة من أكبر الهجمات الصاروخية في التاريخ".
وادعى: "لا توجد دولة في العالم كانت ستقبل مثل هذا الهجوم على مدنها ومواطنيها، بما في ذلك دولة إسرائيل. لدى إسرائيل الواجب والحق في الدفاع عن نفسها والرد على هذه الهجمات، وسنفعل ذلك"، وادعى "أنا لا أنسى 101 من أسرانا في غزة، الذين نحن ملتزمون بكل ما أوتينا من قوة بإعادتهم إلى منازلهم".
المصدر : وكالة سوا - عرب 48المصدر: وكالة سوا الإخبارية
إقرأ أيضاً:
إعصار سياسي ودبلوماسي يضرب إسرائيل… ضغوط وانهيارات تضع حكومة نتنياهو على المحك
تعيش إسرائيل هذه الأيام واحدة من أكثر لحظاتها اضطرابًا على الصعيدين الداخلي والخارجي، مع تصاعد أزمة سياسية عاصفة تهدد استقرار الحكومة وتحاصر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بأمواج متلاطمة من الغضب الشعبي، والانهيارات الدبلوماسية، والتوترات الاقتصادية.
معارضة داخلية تتهم بالفشل والفسادفي الداخل، يزداد الشرخ السياسي اتساعًاـ حيث شن الجنرال السابق ورئيس حزب الديمقراطيين المعارض، يائير غولان، هجومًا لاذعًا على نتنياهو، متهمًا إياه بـ”تمويل حماس بمليارات الدولارات” والتلاعب بملفات الأسرى والرهائن لمصالح سياسية، وذهب أبعد من ذلك بوصف سياسات حكومة نتنياهو بـ”الفاشية الدموية” التي تمارس الحرب كأنها “هواية جماعية”، مطالبًا بوقف “التهجير الجماعي وقتل المدنيين”.
أما وزير الدفاع الأسبق موشيه يعالون، فاتهم رئيس الحكومة بانتهاج “سياسة قتل الفلسطينيين كمنهج أيديولوجي”، محذرًا من أن استمرار هذا النهج “يحول إسرائيل إلى دولة مارقة في نظر المجتمع الدولي”.
في السياق ذاته، وصف رئيس الوزراء الأسبق إيهود أولمرت العمليات العسكرية في غزة بأنها “جريمة بلا هدف ولا أمل”، مؤكداً فشل الحكومة في حماية المدنيين وتحرير الرهائن، في مؤشر صارخ على عمق الانقسام السياسي داخل المؤسسة الإسرائيلية.
خارجياً: غضب دولي وعزلة متفاقمةأزمة دبلوماسية مفاجئة انفجرت إثر إطلاق الجيش الإسرائيلي النار على بعثة دبلوماسية في جنين، ما تسبب في موجة غضب أوروبية عارمة، فرنسا وإسبانيا وإيطاليا استدعت سفراء إسرائيل، وسط تنديد شديد وانطلاق دعوات لفرض عقوبات فورية.
ووصفت نائبة رئيس الوزراء الإسباني المجازر الإسرائيلية بأنها “عار عالمي”، مشددة على ضرورة “تحرك حقيقي” ضد ما يجري في غزة، فيما طالب رؤساء فرنسا وكندا وبريطانيا بوقف فوري للعمليات العسكرية، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية دون قيد أو شرط.
اقتصاد مترنح وتحالفات متشققةفي خضم هذه العاصفة، يرزح الاقتصاد الإسرائيلي تحت ضغوط هائلة، إذ حذرت وسائل إعلام عبرية من أن تصاعد الاضطرابات الأمنية والسياسية قد يُفجّر أزمة اقتصادية عميقة، مع تراجع الثقة بالأسواق، وتفاقم العجز، واضطراب في حركة الاستيراد والتصدير، إلى جانب تكاليف الحرب الباهظة.
وبدأت التحالفات الإقليمية والدولية التي طالما شكلت ركيزة أساسية للدبلوماسية الإسرائيلية بالتصدع، مع ظهور مؤشرات على إعادة تموضع لبعض الحلفاء، وتراجع التنسيق في ملفات حيوية.
نتنياهو في مواجهة العاصفةرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي يواجه عاصفة غير مسبوقة في مسيرته السياسية، يقف اليوم أمام اتهامات باستخدام الحرب وسيلة للبقاء في الحكم، مع تراجع شعبيته حتى بين أوساط اليمين، وتصاعد التململ داخل الائتلاف الحكومي نفسه.
وفي ظل هذه المستجدات، تزداد التكهنات حول قرب انهيار الحكومة أو إجراء انتخابات مبكرة، في وقت لا تبدو فيه الأزمات في طريقها إلى التراجع، بل تزداد اشتعالاً على كافة الجبهات.
فهل باتت إسرائيل أمام لحظة فارقة قد تعيد رسم ملامح مستقبلها السياسي والدبلوماسي والاقتصادي لعقود قادمة.