فرق الطوارئ الطبية.. مهام خطرة لإنقاذ مصابي الحوادث
تاريخ النشر: 13th, August 2023 GMT
تقرير: أمير السني
تبذل الفرق الطبية جهوداً كبيرة لإنقاذ المصابين في الحوادث المرورية، عند الوصول إلى مكان الحادث الذي يتطلب إجراءات محددة، بحسب نوعية الحادث وخطورته، مشيرين إلى ضرورة إفساح الجمهور وعدم التجمع الذي يؤدي إلى عرقلة حركة الطواقم الطبية خلال عملية الإنقاذ.
توضح وسام عبد الغفار، الممرضة في قسم الطوارئ أنه عند الوصول إلى موقع الحادث، لا بدّ من التأكد من سلامته، لعدم تعرض أفراد الطاقم الطبي لأي إصابة، ثم نفحص المصاب بعد الخطوات الأساسية، بالتأكد من خلوّ مجرى الهواء من أي عائق قد يؤثر في تنفسه، مثل وجود دم أو مخاط أو أي جسم غريب، ونفحص تنفّسه، بمتابعة حركته إذا كان طبيعياً، ومتابعة حركة الصدر، للتأكد من عدم وجود أي إصابات قد تؤثر في التنفس، وإذا لم يمكن هناك تنفس لا بدّ من الإنعاش الرئوي.
وتفيد أنه لا بدّ من فحص العلامات الحيوية، وضربات القلب ولون جسمه ودرجة حرارته، للتأكد من سلامة الدورة الدموية.
أنواع مختلفة
يقول الدكتور إبراهيم الجبري، طبيب عام لقسم الطوارئ: إن الحالات التي نستقبلها، بعد حوادث السيارات يمكن تقسيمها إلى حالات خفيفة، مثل بعض الرضوض والسحجات والكدمات والخدوش السطحية. ومتوسطة، مثل وجود بعض الجروح غير العميقة وكسور غير مضاعفة بعظام الأطراف. وشديدة الخطورة، مثل إصابات الرأس المصحوبة بفقدان الوعي، أو صداع شديد أو قيء، ومثل إصابات الصدر التي يمكن أن تؤدي إلى كسور بعدد من الضلوع، وتهتك وردة الرئة، وإصابات البطن الشديدة التي يمكن أن تؤدي إلى نزف داخلي بالبطن، وكسور شديدة بعظام الحوض التي تؤدي إلى نزف بالحوض.
أخيراً يجب التواصل مع الفريق الطبي بالمستشفى عن حال المصاب، لعمل التجهيزات المطلوبة لاستقبال المصاب وتقديم الرعاية المطلوبة.
تحذيرات
وينصح عبيدة كريم، الممرض في قسم الطوارئ، بضرورة عدم تحريك المصاب إلا إذا كان الوضع خطراً جداً، مثل احتمال حريق أو انفجار المركبة، ثم الاتصال بالشرطة وفرق الإسعاف حتى وإن كان خفيفاً، فكثير من الإصابات قد تكون غير واضحة في البداية.
وإن يفحص الشخص نفسه وسلامته وعدم التوتر لحين وصول الطاقم الطبي لنقله إلى أقرب مستشفى.
وحذر من التعامل في حال الحادث المروري لقائد الدراجة النارية، بأن لا يخلع خوذته إلا إذا كان فاقداً للوعي لأنه قد يتعرض للاختناق، مع أخذ الحيطة والحذر عند خلعها، لعدم التسبب في إصابات العمود الفقري العنقي. إذا لم يكن الشخص فاقداً للوعي، مع فقدانه للتنفس يمكن فك حزام الذقن لإجراء تنفس اصطناعي له، وشدد على ضرورة، وجود حقيبة إسعافات أولية (ضمادات، معقّمات، شاش)، ومطفأة حريق.
تشخيص
يوضح الدكتور مجدي عبد الحفيظ، استشاري طب الطوارئ التعامل الأوّلي، في مكان الحادث عن طريق الإسعاف، حيث تعمل الإسعافات الأولية، ثم يحول المريض إلى الطوارئ، حيث يصنّف الحالات من خفيفة، إلى متوسطة وثم شديدة الخطورة. ويعطى العلاج الضروري من مسكّنات الآلام، والمحاليل الوريدية، والمضادات الحيوية ونقل الدم إذا لزم الأمر، ثم تطلب الفحوص الأساسية وصور الأشعة السينية والمقطعية على حسب الحالة.
وبناء على التشخيص النهائي تحوّل الحالة إلى التخصص الطبي المناسب، لتحديد حاجة المريض إلى تدخل جراحي عاجل، أم المراقبة والعلاج التحفظي بالمستشفى.
ويشير إلى أن طبيب الطوارئ عليه التعامل مع الحوادث، بحسب الخطط المتعارف عليها عالمياً، وهو ما يسمى بالمسح الأوّلي لحالة المريض، ويشمل فحص المجاري التنفسية أولاً، ثم التنفس الطبيعي، ثم الجهاز الدوري وأخيراً الجهاز العصبي، والمسح الثانوي للمريض يشمل الفحص الدقيق من أعلى الرأس إلى القدمين.
الصورةالمصدر: صحيفة الخليج
كلمات دلالية: فيديوهات الإمارات
إقرأ أيضاً:
الصمت عار.. نداء نسائي موريتاني لإنقاذ غزة
نواكشوط – تحت شعار "مليونية نساء موريتانيا لوقف قتل نساء وأطفال غزة"، شهدت العاصمة الموريتانية نواكشوط، مساء أمس السبت، مسيرة نسائية حاشدة تنديدا بجرائم الإبادة والتجويع التي يتعرض لها الفلسطينيون في قطاع غزة، وسط صمت عربي ودولي متزايد.
وانطلقت المسيرة من ساحة الحرية، الواقعة قرب القصر الرئاسي ومبنى البرلمان، باتجاه مقر ممثلية الأمم المتحدة، بدعوة من منظمات نسائية وهيئات مدنية وسياسية، وبدعم من مختلف أطياف المشهد السياسي، في مقدمتها حزب "الإنصاف" الحاكم، وحزب "تواصل" المعارض.
وقدرت أعداد المشاركات بعشرات الآلاف، ورددت خلالها الهتافات المؤيدة للمقاومة الفلسطينية، والمنددة بجرائم الاحتلال بحق المدنيين، خاصة النساء والأطفال. كما رفعن لافتات تندد باستمرار الحرب والحصار على غزة، في وقت تتصاعد فيه الغارات ويشتد الخناق على السكان والنازحين.
وفي كلمتها خلال الفعالية، أطلقت فاطمة الميداح، رئيسة مجلس نساء "الرباط الوطني لنصرة الشعب الفلسطيني"، نداء استغاثة عاجلا إلى الأمة العربية والإسلامية لإنقاذ غزة، معتبرة أن "الصمت عار، والتخاذل عن نصرة المظلومين خيانة".
وأضافت الميداح "لا كرامة لنا إن تركت غزة وحدها، فعدوها وعدونا واحد، وقد ظهر ذلك جليا بعد طوفان الأقصى حين اجتمع الأعداء لتمكين الاحتلال"، مؤكدة أن الشعارات الدولية لحماية المرأة والطفل "انكشفت زيفا وباتت بلا معنى"، في ظل المجازر المستمرة.
وفي مستهل كلمتها، حيت الميداح الأسيرات والمرابطات الفلسطينيات، مشيدة بصمود المرأة الغزية التي باتت، "رمزا للتضحية والكرامة والتمسك بالثوابت".
تأتي هذه المسيرة ضمن سلسلة احتجاجات شعبية في موريتانيا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث دأب الموريتانيون على تنظيم مسيرات أسبوعية انطلاقا من الجامع الكبير وصولا إلى مقر سفارة الولايات المتحدة أو بعثة الأمم المتحدة، تعبيرا عن التضامن مع غزة ورفضا للعدوان المستمر.
إعلانوأكدت خديجة المجتبى، رئيسة رابطة الصحفيين الموريتانيين من أجل الأقصى، في حديثها للجزيرة نت، أن المسيرة "تعد امتدادا طبيعيا للحراك الشعبي الواسع في موريتانيا نصرة لغزة، وللتنديد بجرائم الاحتلال، التي تجاوزت كل حدود الإنسانية".
وأضافت المجتبى "الوضع في غزة مأساوي ولا يحتمل، والعالم يقف عاجزا عن وقف هذه المجازر، وهو ما يستدعي ضغطا شعبيا مستمرا لكسر الحصار ووقف الحرب التي تفتك بالأطفال والنساء".
وتابعت أن المسيرة "تحمل رسالة تضامن قوية من المرأة الموريتانية لأخواتها في فلسطين، ورسالة إلى العالم بأن غزة ليست وحدها". لكنها في الوقت ذاته، "تعبر عن ألم عميق من عجز العالمين العربي والدولي عن فك الحصار وإيصال الغذاء للمحاصرين، الذين يموت أطفالهم جوعا أمام أعين الجميع".
أما الشابة سكينة، البالغة من العمر 20 عاما، فقد أجلت سفرها للمشاركة في المسيرة، وقالت للجزيرة نت إنها جاءت للإعلان عن دعمiا الكامل للمقاومة، و"لرفض الإبادة التي تمارس ضد أهلنا في غزة، هذه معركة كرامة وقضية أمة بأكملها".
طوال الحرب على غزة، لعبت المرأة الموريتانية دورا بارزا في دعم القضية الفلسطينية، سواء بالمواقف أو التبرعات العينية والنقدية. ووفق خديجة المجتبى، "تبرعت كثيرات بحليهن، ومنهن من قدمن أراضي وسيارات، بل إن نساء من البوادي قدمن من أنعامهن دعما لغزة".
وفي السياق ذاته، أشادت النائب البرلمانية ورئيسة اللجنة المنظمة للمسيرة، ازعورة شيخا بيدية، بمشاركة "نساء شنقيط، أرض المنارة والرباط"، مشيرة إلى أن الحشد النسائي مساء السبت "يعبر عن تجذر القضية الفلسطينية في وجدان الشعب الموريتاني".
وأضافت في حديث للجزيرة نت "من خلال هذه المسيرة أوصلت نساء موريتانيا، من مختلف التوجهات السياسية والاهتمامات المهنية، رسالة رفض واضحة للجرائم الوحشية المرتكبة في غزة، وتأكيدا على الالتفاف حول خيار المقاومة كطريق لاسترداد الكرامة".
إعلانوأوضحت أن "مليونية نساء موريتانيا" تجسد صرخة غضب شعبية، ورسالة نسائية حاسمة في وجه الصمت الدولي، تعكس حجم التضامن الشعبي المتجذر في البلاد، وتؤكد أن القضية الفلسطينية ما زالت في قلب أولويات الشارع الموريتاني، نساء ورجالا.