بيت حنينا قرية مقدسية تعود إلى 20 قرنا قبل الميلاد
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
بيت حنينا قرية تقع شمال غرب القدس، وهي من أكبر بلداتها من حيث المساحة، ولكن جدار الفصل الإسرائيلي قسمها إلى قسمين: بيت حنينا الحديثة داخل القدس، وبيت حنينا القديمة التي أخرجها الجدار عن المدينة.
يبلغ عدد سكانها حوالي 27 ألف نسمة (2007)، معظمهم في القدس. يعود تاريخ القرية إلى أكثر من 4 آلاف عام، ومرت بمراحل مهمة، منها الحكم الإسلامي الأول، ثم الحقبة الصليبية، والفترة الإسلامية الثانية التي تشمل الحكم الأيوبي والمملوكي والدولة العثمانية.
تشتهر بزراعة الزيتون والمشمش، وتحيط بها مستوطنات إسرائيلية وجدار الفصل الذي يعزل جزءا من أراضيها.
الموقع
تقع قرية بيت حنينا شمال غرب مدينة القدس المحتلة، بين بلدتي شعفاط والرام، وتبعد عن القدس 8 كيلومترات، وتعد أكبر بلدة فيها من حيث المساحة.
لكن جدار الفصل عزل بيت حنينا القديمة عن امتدادها الجديد باتجاه القدس. وقسم البلدة إلى قسمين: بيت حنينا الحديثة داخل القدس، ونواتها بيت حنينا القديمة (التحتا) التي أخرجها الجدار عن المدينة، وتدار من قبل السلطة الوطنية الفلسطينية.
مساحة القرية كانت تقدر بأكثر من 16 ألف دونم (الدونم يساوي ألف متر مربع)، لكن بفعل الاستيطان والجدار لم تعد مساحتها تتجاوز 2700 دونم.
السكان
إجمالي عدد سكان البلدة يقدر بنحو 27 ألف نسمة (حسب إحصاءات 2007)، غالبيتهم داخل القدس، ونحو 1070 في الجزء المعزول خارج المدينة.
التسميةاختلفت الآراء في سبب تسمية البلدة بهذا الاسم، فقد قيل إن الاسم نسبة إلى سيدة مشهورة بالكرم كانت تدعى "حنينا" سكنت القرية، وبعد ذلك تناقلت الأجيال اسمها وسميت البلدة "بيت حنينا".
وهناك من قال إن التسمية هي من "حانينا" السريانية بمعنى "الذي يستحق الحنان"، أو من "حنا" بمعنى عسكر، فيكون معنى التسمية "بيت المعسكرين والمخيمين".
التاريخ
يتجاوز عمر القرية 4 آلاف عام، وتعود إلى الفترة الكنعانية والرومانية، حتى إنها تحتوي على معاصر زيت رومانية تسمى البد.
في عام 636 للميلاد، تم ضم بيت حنينا إلى الخلافة الإسلامية بقيادة عمر بن الخطاب بعد انتصار المسلمين الحاسم على البيزنطيين في معركة اليرموك.
في القرون الأولى من الحكم الإسلامي على فلسطين، هاجر العرب اليمنيون والقيسيون إلى بيت حنينا. كان اقتصادها زراعيا، يعتمد بشكل أساسي على الزيتون والتين والشعير.
في عام 1099، استولت الجيوش الصليبية على القدس، بما في ذلك بيت حنينا، وألحقت خسائر فادحة بالسكان المسلمين وتسببت في فرار معظمهم.
استعادت الدولة الأيوبية بقيادة صلاح الدين الأيوبي القدس وبلداتها، ولضمان أغلبية مسلمة وحمايتها من الغزو الصليبي المتجدد، جلب صلاح الدين قبائل بدوية قوية من صحراء النقب وشمال الحجاز للاستقرار في المنطقة.
في عام 1883 وصفتها الدراسة الاستقصائية التي أجراها صندوق استكشاف فلسطين بأنها "قرية متوسطة الحجم، ذات بيوت حجرية، تقع على أرض صخرية للغاية على سلسلة من التلال بين واديين. وهي محاطة بأشجار الزيتون، ولها ينابيع في الغرب. توجد أيضا مزارع الكروم بالقرب من القرية".
العصر الأردني
في أعقاب النكبة عام 1948، وبعد اتفاقيات الهدنة عام 1949، أصبحت بيت حنينا تحت الحكم الأردني. وتم بناء طرق ومدارس جديدة، واستثمر العديد من مهاجري البلدة في تطوير ضاحية حديثة، كانت تعرف آنذاك باسم رأس الطارق، وتقع إلى الشرق على طول حدود القدس، في طريق رام الله السريع.
الاقتصاداشتهرت بيت حنينا بزراعة الزيتون واللوزيات، وأهم ما يميزها زراعة المشمش. ويقول العارفون بسيرة الأرض والشجر إنّ القرية شهدت طفرةً في زراعة اللوزيات، والمشمش المستكاوي والمرقوق (البرقوق) في بداية الثلاثينيات من القرن الـ20.
رافقت هذه الطفرة حركة استصلاح نشطة للأراضي، وتوزعت زراعة المشمش على كل بساتين وأراضي القرية، حتى صارت رمزا لها ولمنازلها، وكانت ثمار مشمش بيت حنينا يوميا في أسواق القدس.
ويعيش أهل القرية أيضا على الأنشطة التجارية، كما أن فيها مساحات من الأراضي الخالية، مما جعلها أرضيّة خصبة للمستثمرين في المشاريع الضخمة.
فمثلا، أقيم على أراضيها مشروع "بلدي مول" الفلسطينيّ، والذي يقدم العديد من الخدمات الاقتصادية والترفيهية.
أبرز معالم بيت حنينا
يوجد في بيت حنينا جامع السلطان أدهم، وهو من أقدم مساجد القرية. بني في العهد الفاطمي عام 336هـ، إذ أمر ببنائه رجل من التابعين اسمه سويد أبو الحمايل.
وفيها أيضا نحو عشرة مساجد أخرى أهمّها: مسجد عبد الحميد شومان ومسجد بدر ومسجد محمّد الفاتح.
كما توجد في بيت حنينا كنيسة القدس، ودير الراهبات الورديّة، والعديد من المؤسسات والمراكز التربويّة، وبها فرع لجامعة القدس، و3 كنائس ودير، إضافة إلى مستشفى الدجاني للولادة، الذي أغلق عام 2014.
ومن أهمّ المؤسسات التعليميّة والتربويّة في هذه البلدة مدرسة الفرير، وراهبات الورديّة، ومدرسة القدس الدوليّة، ومدارس الإيمان، إضافة إلى مدرسة هيلين كيلر، ومدرسة النظاميّة.
وفي البلدة أيضا طاحونة قديمة، وخرب متعددة ومنها:
خربة البيار: التي تقع شمال غرب بيت حنينا، وتعرف أيضا باسم خربة فراج، وفيها مدافن وصهاريج منقورة في الصخر. خربة الشومرة: في غرب القرية وفي جوارها خربة الكروم. خربة تليليا: وتوجد في الجنوب من بيت حنينا، وتحتوي على أنقاض معسكر وصهريج وطريق رومانية في الوادي إلى الشمال. خربة الحزور: وتحتوي على أساسات أحواض مهدمة وصهاريج ومدافن.وعلى أطرافها الجنوبية قرب قرية شعفاط المجاورة يوجد تل الفول الذي يحوي آثارا تعود للعصر الحديدي قبل حوالي 3 آلاف عام، كما بني فوق التل في الستينيات من القرن الـ20 قصر للعاهل الأردني الراحل الملك حسين، ولكنه لم يكتمل ولم يسكنه الملك بسبب نكسة عام 1967.
يحيط جدار الفصل الإسرائيلي بالقرية من 3 جهات، وفصل المزارعين عن أرضهم. وقد كانت القرية تتبع مدينة القدس إداريا وتنظيميا منذ القدم، وبقي الأمر كذلك حتى احتلال الضفة الغربية في سنة 1967، حين صادرت إسرائيل معظم أراضيها من أجل الاستيطان، فبنت مستوطنة راموت في أواخر السبعينيات من القرن الـ20 على أراضيها الجنوبية.
كما ضمت جزءا كبيرا منها شرقا إلى مستوطنة النبي يعقوب، وشمالا إلى مستوطنة عطروت، التي تعد واحدة من المناطق الصناعية الإسرائيلية.
وعمدت سلطات الاحتلال إلى تقسيم البلدة إلى قسمين، فضمت الجزء الشرقي منها، والمعروف ببيت حنينا الفوقا أو الجديدة، إلى بلدية القدس، والجزء الغربي المسمى بيت حنينا التحتا أو البلد إلى مناطق الضفة الغربية.
وعند مجيء السلطة الوطنية الفلسطينية بعد اتفاق أوسلو عام 1993، أُلحق هذا القسم الأخير بوزارات السلطة ومؤسساتها الخدماتية، مع أنه لا يزال يصنف بموجب الاتفاقات ضمن المنطقة "ج"، حيث الصلاحيات الأمنية هي من مسؤولية الجانب الإسرائيلي حصرا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حراك الجامعات حريات بیت حنینا
إقرأ أيضاً:
دنسوا الأقصى وهتفوا الموت للعرب.. ماذا فعل المستوطنون بالقدس؟ (شاهد)
اقتحم مئات المستوطنين اليمينيين الإسرائيليين، يوم الاثنين، البلدة القديمة في القدس٬ مرددين شعارات عنصرية ومعادية للعرب، تزامناً مع الذكرى السنوية لاحتلال المدينة عام 1967، وفق التقويم العبري.
وسار المتطرفون، ومعظمهم من التيار اليميني المتشدد، في الحي الإسلامي داخل البلدة القديمة، مطلقين هتافات عنصرية من بينها: "سنحرق قريتكم"٬ كما ردد يمنيون هتافات عنصرية منها: "الموت للعرب" خلال المسيرة، وفق الشهود.
وأكد شهود عيان أن المستوطنين اعتدوا بالضرب على عدد من الفلسطينيين، بينهم رجل مسن، كما ألحقوا أضراراً بعدد من الممتلكات، وسط استخدام إشارات بذيئة تجاه فلسطينيات أثناء مرورهن في شوارع البلدة القديمة.
وبحسب الشهود، حاول المتطرفون الاعتداء على عدد من النساء الفلسطينيات، اللواتي تمكنّ من الاحتماء داخل أحد المنازل. كما شوهد المتطرفون وهم يطرقون أبواب المحال التجارية ويؤدون رقصات استفزازية في المكان.
اعتدى عدد كبير من المستوطنين الإسرائيليين، بحماية الشرطة الإسرائيلية، على شاب فلسطيني أعزل في القدس قبل قليل، لكن ذلك لم يمنعه من الدفاع عن نفسه والتصدي لهم وحيداً كالأسد . pic.twitter.com/VKtbrZtIUr — Tamer | تامر (@tamerqdh) May 26, 2025
الشرطة الإسرائيلية تنحاز للمستوطنين
ورغم الانتشار المكثف للشرطة الإسرائيلية في البلدة القديمة، اكتفت القوات بإصدار أوامر للفلسطينيين بمغادرة المنطقة، كما طلبت من أصحاب المحال التجارية إغلاق متاجرهم، دون أن تتدخل لمنع الاعتداءات أو محاسبة المعتدين.
وفي السياق ذاته، أعلنت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس أن 1427 مستوطناً اقتحموا باحات المسجد الأقصى صباح الاثنين، من جهة باب المغاربة، تحت حماية مشددة من قوات الاحتلال، وذلك بالتزامن مع إحياء ذكرى احتلال القدس الشرقية عام 1967، فيما يسمى "يوم توحيد القدس" وفق التقويم العبري.
وتتواصل الاستفزازات مساء الاثنين بتنظيم "مسيرة الأعلام" التي ينظمها المستوطنون في كل عام، وتنطلق من القدس الغربية لتتوقف في باب العامود، أحد أبرز مداخل البلدة القديمة، حيث تُقام "رقصة الأعلام" وتتخللها هتافات عنصرية متكررة من بينها "الموت للعرب".
تصعيد متواصل واقتحامات ممنهجة
ومنذ عام 2003، تسمح شرطة الاحتلال الإسرائيلي بشكل أحادي باقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى عبر باب المغاربة، حيث تتصاعد هذه الاقتحامات خلال الأعياد والمناسبات اليهودية. وتشهد ساحات المسجد أداء طقوس دينية يهودية، في انتهاك واضح للوضع التاريخي والقانوني القائم.
وتطالب دائرة الأوقاف الإسلامية، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، بوقف هذه الاقتحامات والانتهاكات، لكن السلطات الإسرائيلية تواصل تجاهل هذه المطالب.
ويؤكد الفلسطينيون أن هذه الاقتحامات تأتي في إطار سياسة ممنهجة تهدف إلى تهويد مدينة القدس بما في ذلك المسجد الأقصى، وطمس معالمها العربية والإسلامية، وسط صمت دولي مستمر.