"الأوبرا السلطانية" تزيح الستار عن أولى حفلات الموسم الجديد بأداء مذهل لأوبرا فيردي "الحفل التنكّري"
تاريخ النشر: 6th, October 2024 GMT
◄ "أمسية موسيقية من الصين" تكشف عن مواهب مُبدعة تُعزز الروابط الثقافية بين عُمان والصين
مسقط- الرؤية
أزاحت دار الأوبرا السلطانيّة مسقط، الستار عن موسمها الجديد 2024/2025، بإنتاج مذهل لرائعة جوزيبي فيردي "الحفل التنكّري"، الذي تم تقديمه في سلطنة عُمان للمرة الأولى من قبل المركز الوطني لفنون الأداء في بكين.
وأقيمت الحفلات الافتتاحية يومي الخميس والسبت الماضيين؛ حيث شهدت دار الأوبرا السلطانية مسقط تجمعًا لفنانين عالميين، دشّنوا على خشبة مسرحها ظهورهم الأوّل بما في ذلك: إيلينا ستيخينا، وبيوتر بيكشافا، ولياو تشانجيانج، وأجنيشكا ريخليس، وإنكلادا كاماني، تحت إدارة العبقري المبدع المعروف، هوجو دي آنا. ومع قيادة جيامباولو بيسانتي لفرقة أوركسترا تياترو ليريكو دي كالياري، تم إحياء أوبرا فيردي بعرض استثنائي قدّم تجربة ساحرة لجميع الحاضرين.
وشهدت ليلة الافتتاح الرائعة حضور جمهور كبير ومتميز، يمثّل لحظة حاسمة في التقويم الثقافي العماني. وجرى استقبال الضيوف الذين مشوا على سجادة حمراء رائعة، تحت الأضواء الساحرة، فأضفى ذلك جوّاً مميزاً في أمسية استثنائية لا تُنسى.
وإضافة إلى العرض الأوبرالي، قدّم المركز الوطني لفنون الأداء في بكين "أمسية موسيقية من الصين" يوم الجمعة الموافق 4 أكتوبر في الأوبرا السلطانية – دار الفنون الموسيقية. وأُقيمت الحفلة بقيادة لو جيا، المدير الفني للموسيقى والقائد الموسيقى لفرقة أوركسترا المركز الوطني لفنون الأداء؛ حيث قدّمت أوركسترا المسرح الغنائي في كالياري والمغنون المنفردون عرضًا جميلًا كشف عن مواهب موسيقية تعزّز الروابط الثقافية بين عُمان والصين.
وعبّر أمبرتو فاني المدير العام والمدير الفني لدار الأوبرا السلطانيّة مسقط، عن فخره بإطلاق الموسم: "إنه لشرف كبير أن نقدّم أوبرا جوزيبي فيردي ’الحفل التنكّري‘ في مسقط للمرة الأولى، التي تم إحياؤها من قبل المركز الوطني لفنون الأداء في بكين في افتتاح موسمنا 2024/2025. يُعَدُّ هذا التعاون الرائع بين دار الأوبرا السلطانيّة مسقط والمركز الوطني لفنون الأداء في بكين، شهادة على الدور القوي الذي تلعبه المؤسسات الثقافية في تعزيز التفاهم المتبادل من خلال اللغة العالمية للفنون. وستظل أمسية لا تُنسى وواحدة من أبرز لحظات موسمنا".
وقال لو جيا المدير الفني للموسيقى والقائد الموسيقي لأوركسترا المركز الوطني لفنون الأداء: "الموسيقى، رمز عالمي للصداقة، جمعت الجمهور في دار الأوبرا السلطانية بمسقط لتكون شاهدة على التبادل الثقافي الرائع بين بلدينا. كان من دواعي سروري زيارة عُمان للمرة الأولى، وتقديم العرض الذي لا يُنسى "أمسية موسيقية من الصين".
وأعرب جوان جيانبو نائب رئيس المركز الوطني لفنون الأداء في الصين، عن فخره بالجولة الدولية الجديدة التي يقوم بها برفقه إنتاجه الخاص من الأوبرا وعرضها على مسرح الأوبرا، موضّحا "هذا إنجاز ذو أهمية كبيرة، يُظهر التأثير الواسع لفننا، والتعاون والاتصال الثقافي بين شعب الصين وعُمان".
ترقب لحفل "يوم المرأة" مع الفنانة الشهيرة ماجدة الرومي وأوركسترا "النور والأمل"
وبعد الافتتاح المُفعَم بالحيوية للموسم، لا تزال الإثارة تتزايد للعروض القادمة. وحصل العديد من الجمهور، فعليّا، على تذاكر الاحتفال المرتقب بيوم المرأة العمانية في 17 أكتوبر الجاري، الذي يضمّ المغنية اللبنانية الشهيرة ماجدة الرومي، إلى جانب أوركسترا "النور والأمل" للنساء، وهي الأوركسترا الوحيدة في العالم التي تضم موسيقيات مكفوفات يعزفن الموسيقى الكلاسيكية والعربية. وستشارك عازفات الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية، وعازفة البيانو المغربية نور عيادي عرضًا أيضًا. وستبقى ماجدة الرومي في مسقط لإقامة حفلتين إضافيتين في الثامن عشر والتاسع عشر من أكتوبر الجاري، حيث ستؤدي أشهر أغانيها المحبوبة، التي نالت إعجاب الجمهور الواسع لجمالها الشعري وموضوعاتها المتعلقة بالحب والإنسانية والوطنية.
وفي وقت لاحق من الشهر، سيشرّف عازف السيتار الشهير نشأت خان المسرح إلى جانب الأوركسترا الأوروبية الفيلهارمونية، بقيادة فولتر بروست، لتقديم عرض أصيل لسمفونية السيتار الخاصة به "بوابة القمر" في 30 و31 أكتوبر الجاري.
وإضافة إلى ذلك، تستضيف دار الأوبرا السلطانية مسقط مجموعة من الفعاليات التعليمية والتوعوية؛ بما في ذلك عرض للفنانة السوبرانو العالمية الشهيرة جويس الخوري، وعازف البيانو سيروج كراجديان، وفرقة لبنانية في 21 أكتوبر؛ حيث سيتمّ دمج أناقة الأغاني الفرنسية والعربية في تجربة راقية من "موسيقى الآلة".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
"مركز التعلّم" بالموج مسقط.. نافذة تربط الأجيال بالتراث العُماني وتعزز حضور المتحف الوطني في المجتمع
مسقط- العُمانية
يمثّل "مركز التعلّم" بالموج مسقط- التابع للمتحف الوطني- خطوةً استراتيجية نحو توسيع نطاق الوصول إلى المجتمع، وتعزيز حضور المتحف ثقافيًّا خارج مقره الرئيس، ويُعد نموذجًا متقدّمًا في مجال التربية المتحفيّة، وإيجاد بيئات ثقافية حية قادرة على استيعاب تطلعات الأفراد وتعزيز ارتباطهم بالموروث الثقافي لسلطنة عُمان، بما ينسجم مع توجهات سلطنة عُمان في جعل الثقافة جزءًا لا يتجزأ من التنمية الشاملة، وبناء إنسان متصل بجذوره ومنفتح على العالم، إذ يوظّف أساليب تفاعلية مستوحاة من مقتنيات المتحف، تجمع بين التعليم، والفن، والترفيه، بما ينسجم مع احتياجات شرائح متنوعة من المجتمع المحلي والزوار الدوليين على حد سواء.
وقالت أمينة بنت عبد الله العبرية، رئيسة قسم مركز التعلّم: "إن مركز التعلّم بالموج مسقط يهدف إلى تقديم تجربة تعليمية مزدوجة للزوار من مختلف الجنسيات، ويسهم في توسيع دائرة الجمهور المستهدف؛ إذ تُقام فيه فعاليات متنوعة تشتمل على حلقات عمل فنية للكبار، وحلقات تدريبية لطلبة الجامعات والكليات، وعروض مسرحية للأطفال، مما يسهم في تقديم تجربة تعليمية وثقافية متميزة ومتكاملة للأطفال ولكافة أفراد الأسرة".
وأضافت: "يقدم المركز فقرة "الحكواتي" ضمن سلسلة أدب الطفل من خلال قراءة السلسلة القصصية (سلطنة عُمان في الزمان والمكان) وهي عبارة عن (٦) قصص باللغة العربية، موجّهة خصيصًا للأطفال وطلبة الحلقة الأولى، وتُبرز مراحل مهمة من حياة شخصيات عُمانية تاريخيّة عاشت في أزمنة وأمكنة مختلفة، بين القرن الثاني الهجري والقرن العشرين الميلادي، كما يقدم برامج فنية متخصصة لفئة الأشخاص من ذوي الإعاقة، تسهم في دمجهم وتمكينهم من المشاركة الفاعلة في المجتمع، بما يعزز الفهم والمعرفة لديهم في المجال المتحفي".
وأشارت إلى أن مركز التعلّم بالموج مسقط، وبدعم من شركة (بي بي عُمان)، نفّذ فعاليات البرنامج الصيفي "صيفنا إرثٌ وهويةٌ"، من خلال حلقات عمل فنية متخصصة استمرت أسبوعين، خلال الفترة (من 13 إلى 24 يوليو 2025م). وقد استُوحي محتوى كل حلقة من أحد مقتنيات المتحف أو مما يرتبط بالموروث العُماني، لتكون نقطة انطلاق للطلبة في تنفيذ مشروعاتهم الفنية، باستخدام خامات متعدّدة مثل الورق، والطين، والألوان، والنسيج. ولا تقتصر أهمية البرنامج على الجانب المعرفي فحسب، بل تمتد إلى غرس الهوية الوطنية، وربط الطلبة برموز وتاريخ عُمان.
وبلغ إجمالي عدد المستفيدين من أنشطة وبرامج فرع مركز التعلّم بالموج مسقط، خلال الفترة من تأسيسه في عام (2023م) حتى (نهاية يوليو 2025م) (3657) مستفيدًا، مما يعكس الإقبال المتزايد على المبادرات الثقافية والتعليمية التي يقدمها المركز، ويؤكد على حضور المتحف الوطني في الفضاء المجتمعي خارج مقره الرئيس.
ومنذ بداية العام الجاري استضاف المركز حلقة فنية حول رسم الطبيعة العُمانية بألوان الباستيل، قدمتها الفنانة الأمريكية "مادلين دياز"، وشارك فيها عدد من الطلبة الذين عُرضت أعمالهم لاحقًا في المعرض الفني "مسارات جديدة" في المتحف الوطني، وهو ما يعكس التكامل بين البرامج التعليمية والمعارض الفنية، كما شهد تنظيم سلسلة من العروض المسرحية بالتعاون مع "موسكو ليزا بارك"، ومسرح الأطفال "سكازكين دوم".
يشار إلى أن مركز التعلم بالمتحف الوطني يُعد الأول من نوعه في سلطنة عُمان، وهو مجهّز وفق أعلى المقاييس الدولية، ويقدّم برامج تعليمية متنوعة تهدف إلى رفع الوعي العام بالتراث العُماني، وتشمل برنامج الزيارات المدرسية، وبرنامج طلبة الجامعات والكليات، وبرنامج العائلات، وبرنامج التعليم المستمر، وبرنامج الأشخاص من ذوي الإعاقة، وبرنامج قراءات في أدب الطفل، وبرنامج التوعية المجتمعية، مما يوجد المزيد من الاهتمام بين جميع الزوار بالتاريخ الثقافي العريق لعُمان.