بوابة الوفد:
2025-06-08@00:52:15 GMT

طوفان الأقصى والفوضى الاقتصادية

تاريخ النشر: 8th, October 2024 GMT

رغم صورة الإستقرار والنصر المزعوم التى يحاول الإحتلال الإسرائيلى تصديرها إلى مواطنيه، فإن الخسائر التى تكبدها على مدار عام من الحرب أكبر مما نتخيل، ولم تقتصر التداعيات الإستراتيجية للهجوم الذى يقال أن من شنته حركة حماس على مستوطنات غلاف غزة، والذى تحل ذكراه الأولى، على ضرب نظرية الردع والأمن الإسرائيلية فى مقتل، بل إمتدت آثاره لتشمل أيضا زيادة وتيرة الهجرة العكسية من إسرائيل إلى الخارج، بحثا عن الأمن والإستقرار، حيث تشكل الهجرة العكسية خطرًا وجوديا على إسرائيل التى تقوم بالأساس على سياسة الاستيطان الإحلالي التهويدي، لجذب 8,5 مليون يهودى خارج إسرائيل حتى يكتمل عدد اليهود إلى 15,8 مليون داخل دولة إسرائيل، وفى الوقت ذاته الضغط لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم بهدف تصفية القضية الفلسطينية من جذورها، فبعد مرور عام كان لطوفان الأقصى آثار اقتصادية سلبية مباشرة على إسرائيل من اليوم الأول، يمكن الإشارة إلى البعض منها فى الآتى:
أولا: تراجعت قيمة عملة إسرائيل بنسبة 5%رغم ضخ البنك المركزى الإسرائيلى قرابة 30 مليار دولار للحفاظ على قيمة الشيكل، وقد أثر ذلك على رصيد إسرائيل من احتياطيات النقد الأجنبى.


ثانيًا: بالنسبة للبورصة فقد قدرت خسائر البورصة الإسرائيلية بسبب الحرب على غزة بنحو 20 مليار دولار.
ثالثًا: تخفيض التصنيف الائتمانى لإسرائيل من قبل الوكالات المختصة، والتى كان آخرها ستاندر آند بورز، والتى خفضت تصنيف إسرائيل من "إيه +" إلى "إيه" وذلك للمرة الثانية خلال العام، وأبقت على نظرتها المستقبلية السلبية، نظرا للمخاطر الجيوسياسية والأمنية حول إسرائيل.
رابعًا: تكاليف الحرب الاقتصادية على إسرائيل قدرت خلال العام الماضى بأكثر من 120 مليار دولار، بما يعادل 20% من الناتج المحلى الإسرائيلى، كما بلغ عجز الميزانية أكثر من 10%، مما أدى إلى زيادة الاعتماد على القروض لتمويل هذا العجز،والتى بلغت خلال العام الماضى قرابة 53 مليار دولار.
خامسًا: زيادة مخاطر استمرار المنطقة فى ضخ النفط والغاز إلى السوق الدولي، فالمنطقة تمد العالم بنحو 25% من احتياجاته النفطية وقرابة 14% من احتياجاته من الغاز، خاصة وأن ثمة إحتمالات بأن يدخل العراق وإيران دائرة الحرب، وهما دولتان مهمتان فى سوق النفط.
سادسًا: أن عملية تفجير وسائل الاتصالات فى لبنان وضعت العالم أجمع أمام تحديات تتعلق بدرجة الموثوقية فى إستيراد التكنولوجيا، وبالتالى ستكون الشركات التى تعاملت مع إسرائيل فى مجال وسائل الإتصال أو التكنولوجيا بشكل عام محل شك وخوف من قبل الدول الأخرى، والأخطر فى ذلك من أن إستمرار الحرب قد يجبر ما يزيد عن 60 ألف شركة إلى الإغلاق بنهاية العام الجارى، ما نؤكده الآن أن ما تزعمه إسرائيل من تحقيق انتصارات، لا أساس له من الحقيقة، فإسرائيل تعيش فى حالة مستمرة من اللايقين العالى، مما يجعل المجتمع فى وضع من القلق والترقب المستمر، ويجبر القيادة على إتخاذ قرارات لا تستند إلى معطيات حقيقية وكاملة، كما ينعكس كل ذلك فى إعداد الموازنات العسكرية والأمنية، فبعد مرور عام أثبت طوفان الأقصى وتبعاته فشل هذا التوجه، وبالتالى تدفع إسرائيل الآن ضريبة خفض الموازنات العسكرية فى السنوات الأخيرة، وهو ما سيجبر إسرائيل على معالجة العجز فى الموازنة بتعديل سياسات الضريبة أو الاقتراض الداخلى والخارجي، وجميعها خيارات تمس بشكل مباشر بمستوى معيشة الإسرائيليين والاستقرار المالى لهم ولدولة الاحتلال، يقينًا ما زالت الأسابيع الباقية من عام 2024 تنذر بمخاوف قد تصل لحالة الفوضى الاقتصادية لدولة من الممكن معها أن لا تصل للعلامة 77.


رئيس المنتدى الاستراتيجى للتنمية

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: لعل وعسى د علاء رزق حركة حماس غزة ملیار دولار إسرائیل من

إقرأ أيضاً:

خلاف ترامب وماسك يفاقم خسائر تسلا لتصل إلى 380 مليار دولار

سجّلت شركة تسلا الأميركية واحدة من أكبر الخسائر السوقية في تاريخها، بعد أن فقدت نحو 380 مليار دولار من قيمتها منذ بداية عام 2025، في ظل تصاعد التوترات بين رئيسها التنفيذي إيلون ماسك والرئيس الأميركي دونالد ترامب.

وبحسب بيانات الأسواق، فقد تراجعت القيمة السوقية لتيسلا من 1.3 تريليون دولار مطلع يناير/كانون الثاني الماضي إلى 950.63 مليار دولار بحلول السادس من يونيو/حزيران الجاري، مسجلة انخفاضا بنسبة 29.3%، وهو الأسوأ أداءً بين كبرى الشركات العالمية هذا العام.

خسارة تاريخية

وجاء التراجع الأبرز بعد خلاف علني بين ماسك وترامب، على خلفية انتقادات ماسك لمشروع قانون ضرائب وإنفاق طرحه ترامب، يتضمن إلغاء الحوافز الضريبية المخصصة للمركبات الكهربائية في مشروع الموازنة الجديد.

وردّ ترامب بتصريحات تهدد بقطع العقود الحكومية مع شركات ماسك، ما أثار ذعر المستثمرين ودفع بأسهم تسلا للتراجع بنسبة 14% في يوم واحد، ما كلف الشركة خسارة سوقية تُقدّر بـ 152 مليار دولار، في أكبر هبوط يومي بتاريخها.

كما انعكس هذا التراجع على ثروة ماسك الشخصية، التي تقلصت بنحو 34 مليار دولار خلال اليوم نفسه، رغم احتفاظه بلقب أغنى رجل في العالم بثروة تقدر بنحو 334.5 مليار دولار.

إعلان

وكان ماسك قد وصف مشروع الموازنة الذي أطلق عليه ترامب اسم "القانون الكبير الجميل" بأنه "رجس يثير الاشمئزاز"، محذراً من أنه سيؤدي إلى زيادة العجز الحكومي بنحو 2.5 تريليون دولار خلال العقد المقبل. ورد ترامب بوصف ماسك بأنه "الرجل الذي فقد عقله"، ملمحا إلى احتمال بيع أو التبرع بسيارة "تسلا" يمتلكها، كانت قد أصبحت رمزا لدعمه السابق لرئيس شركة "سبيس إكس".

ترامب ألمح لاحتمال بيع أو التبرع بسيارة تسلا التي كان اشترها دعما لماسك في مارس الماضي(الفرنسية) تحديات تضغط على تسلا

إلى جانب التوتر السياسي، تواجه تسلا تحديات جوهرية في السوق، أبرزها تراجع الطلب على السيارات الكهربائية، واشتداد المنافسة من شركات ناشئة وتقليدية، فضلاً عن هبوط حاد في المبيعات الأوروبية.

وقد أدى ذلك إلى انخفاض أرباح الشركة بنسبة 71% حتى نهاية أبريل/نيسان الماضي، ما عمّق من قلق المستثمرين بشأن مستقبل الشركة.

ورغم هذا الأداء السلبي، لا تزال تيسلا تحتفظ بموقع متقدم بين أكبر الشركات العالمية، حيث تحتل المرتبة الـ11 عالميًا من حيث القيمة السوقية.

نظرة مستقبلية

يرى محللون أن استمرار الصراع بين ماسك وترامب قد ينعكس على أداء السوق الأوسع، خاصة في ظل التأثير الكبير لتسلا على مؤشرات السوق واستثمارات الأفراد. وتشير التقديرات إلى احتمال حدوث تصحيح في الأسواق يتراوح بين 5% و10% إذا لم تُحتو الأزمة.

ويؤكد المراقبون أن هذا النموذج يُبرز بوضوح تأثير التوترات السياسية على أداء الشركات الكبرى، خصوصًا تلك المعتمدة على السياسات الحكومية والدعم التشريعي، مثل شركات التكنولوجيا والطاقة النظيفة.

مقالات مشابهة

  • المستثمرون الأجانب يسحبون 44 مليار دولار من الأسهم الأميركية
  • خلاف ترامب وماسك يفاقم خسائر تسلا لتصل إلى 380 مليار دولار
  • شريحة جديدة بـ 1.2 مليار دولار.. متي يدرج صندوق النقد مصر على جدول الاجتماعات؟
  • ماسك يخسر 34 مليار دولار بعد خلافه مع ترامب
  • أزمة مالية تضرب ماسك.. صدام علني مع ترامب يطيح بـ 34 مليار دولار
  • بسبب خلاف ترامب وماسك .. 22 مليار دولار في مهب الريح #عاجل
  • إسرائيل تحقّق رقمًا قياسيًا في صادراتها الدفاعية: 14.7 مليار دولار رغم "الفترات الصعبة"
  • ارتفاع احتياطي النقد الأجنبي في بنك إسرائيل إلى 223.6 مليار دولار خلال أيار
  • النفط يتراجع بفعل زيادة المخزونات الأميركية
  • إسرائيل تقول إن صادراتها من السلاح بلغت 14.7 مليار دولار في 2024