تعليق الدراسة في السعودية بسبب تقلبات الطقس العنيفة
تاريخ النشر: 9th, October 2024 GMT
في ظل الظروف الجوية المتقلبة التي تجتاح العديد من المناطق السعودية، قررت وكالة تعليق الدراسة اتخاذ إجراءات حاسمة لحماية الطلاب وأفراد المجتمع. تشهد مناطق مثل جازان، عسير، والمدينة المنورة أمطارًا غزيرة ورياحًا عاصفة، مما يزيد من مخاطر التنقل إلى المدارس في هذه الأوقات الحرجة. هذه القرارات تأتي في سياق الحفاظ على الأرواح وضمان سلامة الجميع، حيث يُنصح بالالتزام بالبقاء في المنازل خلال هذه الفترة.
الأمطار الرعدية التي تستمر في هطولها تضفي على الأجواء جوًا من الغموض والتقلب، مع تحذيرات من جريان السيول وزخات البرد التي قد تؤدي إلى حدوث أضرار. لذلك، تم تعليق الدراسة الحضورية في المدارس المتأثرة، على أن تستمر العملية التعليمية بشكل افتراضي عبر منصة "مدرستي". هذا الحل يسمح للطلاب بمواصلة رحلتهم التعليمية دون انقطاع، بينما يتم متابعة التطورات المناخية عن كثب لضمان عدم تعرض أي شخص للخطر.
وفي ظل هذه الأوضاع، تواصل الوكالة إصدار التحديثات بشكل يومي عبر وسائل التواصل الاجتماعي لضمان بقاء الجميع على علم بآخر المستجدات. هذا النظام المرن يتيح لأولياء الأمور والمعلمين والطلاب التكيف سريعًا مع الظروف، والتحضير لأي طارئ قد يطرأ. إن الوعي والاستعداد هما الأسلحة الأهم في مواجهة هذه الفصول العاصفة.
المناطق المتضررة ليست وحدها التي تتعرض لهذه التغيرات المناخية، إذ تشمل الرياح النشطة مناطق أخرى مثل مكة المكرمة والشرقية، حيث قد تتسبب في إثارة الغبار والأتربة. في مواجهة هذه العواصف، يظهر الانضباط المجتمعي والتنسيق المستمر كخط دفاع أساسي، ليس فقط في مواجهة الطقس، بل أيضًا في الحفاظ على استمرارية التعليم.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الظروف الجوية المتقلبة المملكة العربية السعودية تعليق الدراسة في السعودية
إقرأ أيضاً:
البحوث الإسلامية يعقد ورشة عِلميَّة حول التغيرات المناخية.. صور
ألقى الدكتور محمود الهواري، الأمين العام المساعد للدَّعوة والإعلام الدِّيني بمجمع البحوث الإسلاميَّة، كلمةً نيابةً عن الدكتور محمد الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلاميَّة، خلال الجلسة الافتتاحية لورشة العمل العِلميَّة التي نظَّمها مركز الأزهر العالمي للفلك الشرعي وعلوم الفضاء بالمجمع، صباح اليوم، بالتعاون مع المركز القومي للبحوث، ووكالة الفضاء المصريَّة، تحت عنوان: (دَور الاستشعار عن بُعد في رَصْد ملوِّثات البيئة والحدِّ منها ومراقبة التغيُّرات المُناخيَّة).
وقال الدكتور محمود الهواري في كلمته: إنَّ قراءة متأنِّية لموضوع الورشة ومحاورها تأخذنا مباشرةً إلى التحديات الخانقة التي تُواجِه العالَم المعاصِر على المستويات الاقتصاديَّة والسياسيَّة والاجتماعيَّة، والتي أصبحت آثارها تتجاوز الحدود الجغرافيَّة.
وأوضح د. الهواري أنَّ التغيُّراتِ المُناخيَّةَ نتيجةٌ حتميَّةٌ لسلوكيَّات لم تحترم البيئة، وظاهرةٌ غير طبيعيَّة أسهمت دول العالَم في صناعتها، وهو ما يجعل مِنَ الواجب أن ندرك ونحن نناقش سُبُل حماية البيئة أنَّ الإسلام سَبَقَ الحضاراتِ الحديثةَ في وَضْع منظومة متكاملة مِنَ التشريعات والضوابط التي تهدف إلى العمارة والتثمير، والتشجير والتخضير، والنظافة والتطهير؛ بما يحفظ للبيئة توازنها.
وأكَّد الأمين المساعد لمجمع البحوث الإسلاميَّة أنَّ هذه التوجيهاتِ الشرعيَّةَ تجعل العَلاقة بين الإنسان والكون عَلاقة أمانة لا سيطرة، ومسئوليَّة لا استغلال؛ ما يفرض علينا أن نجعل هديَ السماء واقعًا حياتيًّا وسلوكًا حضاريًّا يحفظ مواردنا، ويحمي مستقبل أجيالنا.
وأشار إلى أن تغيُّر المُناخ مِن أخطر القضايا في عصرنا، وأحد أسبابه هو طغيان اللَّذات وتحوُّل الإنسان مِن كائن معمِّر إلى مستهلِك؛ نتيجة تغليب المادَّة على الرُّوح والقِيَم الحضارية؛ ممَّا أدَّى إلى تعامُل مادي استهلاكي مع الكون بدلًا مِن نظرة الأمين المسئول.
ونبَّه إلى أهميَّة تبادُل التجارِب والخبرات، والإعلاء مِن قيمة أصحاب الأفكار الإبداعيَّة، والأعمالِ الرِّياديَّة، والمشروعات المستقبليَّة، مشيرًا إلى توجيه النبي ﷺ بالتخطيط للمستقبَل، كما في وصيَّته لسعد بن أبي وقَّاص رضي الله عنه: «أنْ تَدَعَ ورثَتَك أغنياء؛ خيرٌ مِن أن تَدَعَهم عالةً يتكفَّفون النَّاس».
وتابع أنَّ التخطيط ليس شعارات، وإنَّما عِلم له أدواته، وأنَّه لا يجوز في الإسلام أن يتخلَّف المسلمون عن علوم المستقبل؛ بل مِن التديُّن أن نعيش بخطَّة ومنهج ونظام، وأن نأخذ مِن يومنا لغدنا، ومِن دُنيانا لآخرتنا.
واختتم الهواري بالإشارة إلى أنَّ هذه الورشة تمثِّل فرصةً لتلاقي العقول وتلاقُح الأفكار أمام تحديات لا تعترف بحدود، لافتًا إلى أنَّ وعي الأمم يُقاس بمدى استفادتها مِنَ الفيض المعلوماتي والتراكم المعرفي، وأنَّ مِنْ إيجابيَّات الأزمات أنها تنبِّه الإنسانيَّة إلى التعارف العِلمي والتكامل الفِكري؛ كما في قوله تعالى: {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}، راجيًا أن تخرج هذه الورشة بنتائجَ عِمليَّةْ تعود بالنَّفع على الوطن والإنسانيَّة جمعاء.